الصحة النفسية

كيفية التغلب على النعاس

كيفية التغلب على النعاس

 

الشعور بالنعاس

قد يعاني العديد من الأشخاص من الشّعور بالنّعاس خلال اليوم، الأمر الذي يتسبّب في إعاقة عمل الإنسان أو البطء في العمل، ويعرف النعاس بأنه الرغبة الشديدة بالنوم، وعادة ما يرافقه الشعور بالدوخة، وكلما زادت مدة الاستيقاظ كلما زاد شعور الفرد بالنعاس، وعادة ما يرتبط النعاس بتراكم ناقل عصبي معين في الدماغ يسمى الأدينوسين، إذ قد يتراكم هذا الناقل العصبي بين الخلايا العصبية وداخلها، وترتبط زيادة نسبته بالنعاس، ولا يعد النعاس بحدّ ذاته مرضًا أو مشكلة صحية، إذ يشعر الأشخاص بالنعاس يوميًا خاصة قبل فترة النوم أو في الفترة المعتادة للنوم كالليل مثلًا، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون مؤشرًا على بعض المشاكل الصحية، وسنتناول في هذا المقال طرق التخلص من النعاس.

كيفية التغلب على النعاس

يعد النعاس مشكلة حقيقة قد تؤثر على طبيعة العمل، بيد أنهم قادرون على التخلص منها عبر اتباع الخطوات التالية: 

  • النوم لساعات كافية ليلًا: تكمن الخطوة الأولى لمكافحة النعاس بنيل قسطٍ كافٍ من النوم ليلًا، فالإنسان يحتاج إلى النوم لـ 8 ساعات يوميًا حتى يتمتع جسمه بالطاقة الكافية لآداء المهام خلال اليوم، ولعل أفضل طريقة لتحقيق ذلك تتمثل بتنظيم النوم وفق ساعات محددة يوميًا، مع الحرص على تهيئة الظروف المناسبة للنوم مثل؛ إطفاء الأضواء وإغلاق الباب ومنع الضجيج، ولمّا كانت اضطرابات النوم مثل توقف التنفس خلال النوم مؤثرة على جودة النوم ونوعيته، كان من الضروري على الشخص أن يعالجها فورًا.
  • مشروبات الكافيين: تتمتع المشروبات التي تحتوي على الكافيين بتأثير منشط ومنبه للإنسان، لذا تعد وسيلة فعالة لمكافحة أعراض النعاس خلال ساعات النهار، وتتضمن قائمة المشروبات الغنية بالكافيين كلًا من الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة والشوكولاتة، ويعزى هذا التأثير المنشط للكافيين إلى خصائصه المضادة لمستقبلات الأدينوزين المسؤولة عن تحفيز عملية النوم عند الإنسان، لذلك كان شرب الكافيين مفيدًا في تنشيط الإنسان لمدة تتراوح بين 4-6 ساعات، وبطبيعة الحال ينبغي للشخص أن يحذر عند استهلاك مشروبات الكافيين، إذ قد تؤدي إلى معاناته من الأرق.
  • العشاء المتأخر: تفيد بعض الأدلة أن تناول وجبة العشاء في وقت متأخر مفيدٌ في الحفاظ على حالة اليقظة عند الشخص، وهذا الأمر قد يكون مناسبًا لمن يعملون ليلًا أو يفضلون الدراسة في هذا الوقت، ويرجع هذا الأمر حسب بعض الدراسات إلى الإفراز اللاحق للأنسولين عقب تناول الطعام ودوره في الحفاظ على يقظة المرء لفترة أطول، ومن المستحسن أن تتكون وجبة العشاء من الخضروات الطازجة مثل الجزر والقرنبيط وغيرها، فهي خيار صحي يتفوق على الوجبات المالحة أو السكرية أو ذات السعرات الحرارية المرتفعة، كذلك ينبغي للشخص أن يلتفت إلى نقطة مهمة، إذ إن تناول الطعام في وقت متأخر من العوامل المسببة لزيادة الوزن، لذلك يجب تجنب الإفراط في تناوله بكميات كبيرة.
  • القيلولة : يعجز الناس في بعض الأحيان عن مقاومة النعاس، لذا يمكنهم مكافحته عبر أخذ قيلولة قصيرة لا تتعدى مدتها النصف ساعة فقط، فهذا الأمر كفيل بمنحهم شعورًا باليقظة والحيوية خلال بقية اليوم، فالنوم مهما كانت مدته يفيد في التخلص من المواد الكيميائية المسؤولة عن الإحساس بالنعاس في الدماغ؛ مثل الأدينوزين.
  • طرق أخرى: يمكن اتباع الطرق التالية للتخلص من النعاس:
    • الابتعاد عن التّفكير وخاصةً عند النوم في السرير.
    • الخلود إلى النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كلّ يوم.
    • تخصيص وجبات في أوقات معينة، وتنظيم الإيقاع الخاص باليوم.
    • ممارسة التّمارين الرياضية لمدة نصف ساعة كلّ يوم؛ لأنّها تساعد على تسهيل عملية النوم وجعلها أكثر سلاسةً.
    • عدم النوم في السرير إلا عند الشّعور بالنعاس أو التعب.
    • تخصيص طقوس خاصة بالنوم؛ لأنّ تلك الطّقوس تساعد على فصل الإنسان عن الأحداث التي حصلت خلال يومه، وتتمثّل تلك الطقوس بأخذ حمام ماء ساخن، أو شرب كوب من شاي الأعشاب أو قراءة أحد الكتب.
    • التّخلص من الشّعور بالإجهاد خاصة عند النظر لفترة طويلة على جهاز الحاسوب؛ لأنّ ذلك الشعور يسبّب بالنعاس خلال فترة النهار.
    • شرب كميات كافية من الماء؛ لأنّها تساعد على تخليص الجسم من الشّعور بالتعب، وبالتالي تخليصه من الشعور بالنعاس.
    • تناول الوجبات الخفيفة التي تزيد من الطاقة مثل؛ زبدة الفول السوداني على قطعة من البسكويت أو الزبادي مع حفنة من الفواكه.
    • إشعال الأضواء، إذ تقلل الأضواء من الشعور بالنعاس.
    • تغيير الروتين، وذلك من خلال التبديل بين الأعمال التي تسبب النعاس والأعمال التي تحتاج لطاقة أكبر.

أسباب الشعور بالنعاس

يرجع شعور المرء بالنعاس غالبًا إلى قلة ساعات النوم ليلًا، والعمل المرهق، وتوقيت العمل المتعارض مع إيقاعات النوم الطبيعية للجسم، وقد تعود مشكلة قلة النوم عند الناس أحيانًا إلى معاناتهم من اضطرابات النوم مثل؛ توقف التنفس خلال النوم أو متلازمة تململ الساقين، مما يحول دون نيلهم لقسطٍ كافٍ من النوم ليلًا، ويشير ديفيد ج. دافيلا الحائز على شهادة الدكتوراه في الطب والمتحدث الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنوم إلى أن النعاس المفرط أصبح من الشكاوي الشائعة بين المرضى، فمعظمهم لا يتمتعون باليقظة الكافية لآداء بعض المهام التي تتطلب تركيزًا عقليًا، في حين أن بعضهم الآخر يبذل جهده لمكافحة أعراض النعاس أثناء قيادة السيارة. 

الآثار الجانبية للشعور بالنعاس

قد يؤثر النعاس على العديد من نواحي الحياة، إذ قد يضر بالصحة والذاكرة والشكل وحتى القدرة على فقدان الوزن، وفيما يلي ذكر للآثار الجانبية للشعور بالنعاس:

  • قد يسبب الحوادث: إذ أظهرت الدراسات أن الشعور بالنعاس يزيد من فرص الحوادث والإصابات أثناء العمل، وقدرت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن الإرهاق هو السبب الرئيسي لـ 100 ألف حادث تصادم و1550 حالة وفاة مرتبطة بحادث تصادم سنويًا في الولايات المتحدة.
  • التأثير على القدرات المعرفية: إذ يلعب النوم دورًا مهمًا في القدرة على التفكير والتعلم، كما أنه يؤثر على التركيز والانتباه وحلّ المشكلات.
  • التسبب بمشكلات صحية: تؤدي اضطرابات النوم وفقدان النوم المزمن إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية المختلفة مثل:
    • أمراض القلب .
    • النوبة القلبية.
    • فشل القلب.
    • عدم انتظام ضربات القلب.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • السكتة الدماغية.
    • السكري.
  • التقليل من الرغبة الجنسية: فقد أشار الخبراء إلى أن الشعور بالنعاس والتعب يؤثر على الرغبة الجنسية لدى الرجل.
  • الإصابة بالاكتئاب: فمع مرور الوقت، تساهم اضطرابات النوم في أعراض مرض الاكتئاب.
  • ظهور التجاعيد: يؤدي الشعور بالنعاس وقلة النوم إلى إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول الذي يكسّر الكولاجين عند زيادة مستوياته، وبالتالي يُفقد البشرة مرونتها ونضارتها.
  • زيادة الوزن: إذ يؤدي الشعور بالنعاس وقلة النوم إلى زيادة الشهية واستهلاك المزيد من السعرات الحرارية، الأمر الذي يؤدي إلى السمنة.
  • آثار أخرى: زيادة فرص الوفاة، والتأثير على الذاكرة، والتأثير في القدرة على إصدار الأحكام.

استراتيجيات للنوم بطريقة أفضل

للنوم بطريقة أفضل يجب أن يتبع الإنسان عدّة استراتيجيات تتمثل فيما يلي:

  • تقليل استهلاك الكافيين والكحول.
  • ممارسة الرّياضة بانتظام.
  • النوم في مكان هادئ ومريح.
  • عدم النوم خلال مشاهدة التلفاز.
  • استشارة الطّبيب من أجل تحسين نوعية نوم الإنسان.
السابق
علامات الساعة الصغرى وما تحمل معها
التالي
علاج حرقان الزور

اترك تعليقاً