اسلاميات

كيفية الحساب يوم القيامة

يوم القيامة

يُعرف يوم القيامة أو يوم الحساب هو يوم حسب المعتقد الإسلامي بأنه نهاية العالم ونهاية الحياة الدنيوية، وتتشارك الأديان الأخرى بهذا الاعتقاد وهي المسيحية واليهودية، وهو يوم لمحاسبة العباد على ما أسرفوه في الحياة الدنيا من أعمال حسنة أو سيئة، ويسبق حدوث هذا اليوم علامات هي؛ علامات يوم القيامة الصغرى، والوسطى والكبرى، ذكر الله سبحانه وتعالى أحقية هذا اليوم في مواضع كثير في كتابه الكريم وأطلق عليها أسماءً عديدة منها: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ}،{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}،{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ}،{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ}.

كيفية الحساب يوم القيامة

ينقسم المتحاسبون يوم القيامة إلى قسمين، هما:

  • النوع الأول: يعرف بحساب العرض وهذا الحساب يخص المؤمن ويُسأل عن عمله وعلمه والنعم التي منّ بها الله عليه، ففي هذا الحساب ما يشرح صدر المؤمن ويثبت حجته ويديم النعم عليه، وإذا جاء حساب ذنوبه أقرّ بها وستره الله وتجاوز عنها، ويأخذ كتابه بيمينه وينقلب إلى أهل الجنة مسرورًا لأنه نجا من عذاب النار وفاز بالثواب، فعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ قالَتْ: قُلتُ: أليسَ يقولُ اللَّهُ تَعالَى: {فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] قالَ: ذَلِكِ العَرْضُ]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: [سألتُ رسولَ اللهِ عن الحسابِ اليسيرِ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ما الحسابُ اليسيرُ ؟ قال : الرجلُ تُعْرَضُ عليه ذنوبُه ثم يُتَجَاوَزُ له عنها، ومَن نُوقِشَ الحسابَ هَلَكَ].
  • النوع الثاني: هو حساب مناقشة يخُصّ الكفار وعصاة الموحدين، وقد يطول هذا الحساب أو يقصر بحسب كثرة ذنوبهم، وهؤلاء العصاة من الموحدين يدخل الله منهم النار ما يشاء إلى مدّة معينة ثم يُخرجهم فيدخلهم إلى الجنة إلى الأبد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : (هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ)؟ قَالُوا لَا قَالَ : (فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ)؟ قَالُوا لَا قَالَ : (فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا) ،قَالَ (فَيَلْقَى الْعَبْدَ فَيَقُولُ أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ بَلَى قَالَ فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ : لَا فَيَقُولُ فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَيَقُولُ أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ : بَلَى أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ ؟ فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُ فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ ، فَيَقُولُ هَاهُنَا إِذًا قَالَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: الْآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ ، وَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ؟ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ).

 عظمة مشهد يوم القيامة

مشهد يوم القيامة مشهد عظيم جدًا لما فيه من الخوف والهول والرعب والوجل ما يفوق عقول الناس، إذ تصيبهم بالرعب الشديد لقرب رؤية صفائحهم وأعمالهم التي جنوها في حياتهم الدنيا، وقال الله عزّ وجل في كتابه الكريم في هذا اليوم: {وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، وفي قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ * وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.

مَعْلومَة

ليوم القيامة أسماء عديدة، منها؛ اليوم الآخر، يوم البعث، يوم الخروج، القارعة، يوم الفصل، يوم الدين، الصّاخة، الطّمة الكبرى، يوم الحسرة، الغاشية، يوم الخلود، يوم الحساب، يوم الواقعة، يوم الوعيد، يوم الآزفة، يوم الجمع، يوم التلاق، يوم التناد، يوم التغابن، الحّاقة، يوم الصدر، يوم الجدال، اليوم العسير، اليوم العظيم، اليوم المشهود، اليوم العقيم، اليوم العبوس، يوم قمطريرا، يوم المآب، يوم العرض، يوم الخافضة، الرافعة، يوم القصاص، يوم الجزاء، يوم النفخة، يوم الزلزلة، يوم الرجفة، يوم الناقور، يوم التفرق، يوم الصدع، يوم البعثرة، يوم الندامة، يوم الغرار، يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم لا يكتمون الله حديثا، يوم لا بيع فيه ولا خلال، يوم تشخص الأبصار، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم.

السابق
أين تقع الكعبة
التالي
ما الفرق بين الكفر والشرك

اترك تعليقاً