اسلاميات

كيفية الغسل للعمرة

مفهوم العمرة

تعد العمرة واحدة من أهم السنن التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من الأعمال المهمة التي بسببها يتقرب بها العبد إلى ربه، وتعني العمرة في اللغة الزيارة، أمّا شرعًا فإنّها تعني زيارة بيت الله الحرام على وَجْهٍ مخصوص، أيّ حسب النُّسك المعروف المتكون من الإحرام والتلبية، والطَّواف بالبيت العتيق، وكذلك السَّعي بين الصفا والمروة، وتُختم بحلْق أو تقصير شعر الرأس.

أجمَعَ أهلُ العلم على مشروعية العمرة في الإسلام، ويجب القيام بها ولو مرة واحدة بالعمر في المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، ودليلهم على ذلك ما رواه أهل السُّنن وغيرهم عن أبي رزين العقيلي أنَّه أتى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: إنَّ أبي شيخٌ كبير لا يستطيع الحجَّ ولا العُمرة، فقال له النبي: [فحُجَّ عن أبيكَ واعتمِرْ]، وقد قال الحنبلي عن هذا الحديث لا أعلم في إيجاب العُمرة حديثًا أجوَدَ من هذا، ولا أصحَّ منه، بينما ذهب الأمام مالك وأبي حنيفة في حكمها على أنه سنَّة وليست بواجبةٍ، والله تعالى أعلم.

كيفية الغسل للعمرة

يُستحب الغسل للعمرة عند جماهير أهل العلم، لأنّها عبادة يجتمع فيها عدد كبير من الناس، مثلها مثل صلاة الجمعة، قال ابن المنذر رحمه الله : أجمع أهل العلم على أن الإحرام جائز بغير اغتسال وأنه غير واجب، وليس لهذا الغسل طريقة تخصه عن سائر الأغسال المشروعة، بل هو كغيره من الأغسال المشروعة، أي يحصل الغُسل المشروع من خلال تعميم سائر البدن بالماء، فمن أفاض الماء على جميع بدنه دون استثناء فقد أجزأه ذلك.

لكنَّ الأكمل والأفضل أن يغتسل المعتمر على الصفة التي كان النبي عليه السلام يغتسل بها، وقد أخبرتنا سيدتنا عائشة رَضي الله عنها طريقة اغتسال النبي عليه السلام عندما قالت: [كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا…، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ].

كيفية أداء العمرة

يبدأ المعتمر التحضر لأداء العمرة عند الوصول إلى الميقات، ويجب عليه القيام بالأمور الآتية:

  • عند وصول المعتمر إلى الميقات،يجب عليه الاغتسال للعمرة. يُستحب على الرجل أن يتطيب في بدنه فقط دون تطيب ملابس الإحرام.
  • يتوجب على الرجل التجرد من ملابسه جميعها، ولبس الإزار والرداء، ويُستحب أن يكون لونهما أبيض.
  • يبدأ المعتمر بالتلبية بالصيغة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
  • يجب على المعتمر التلبية والدعاء والتضرع لله تعالى حتى الوصول إلى الكعبة المشرفة.
  • عندما يصل المعتمر إلى بيت الله الحرام يستحب أن يدخل في رجله اليمنى ويقول: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
  • عند الوصول إلى البيت يجب على المعتمر إيقاف التلبية، ثم التوجه إلى الحجر الأسود واستقباله، والتسليم عليه بيمينه، وإن تيسر له تقبيله قبله، وإن لم يتيسر له ذلك فلا بأس، فإذا قبله أو لمسه يجب عليه قول: بسم الله والله أكبر، وإن أشار عليه من بعيد يجب عليه أن يقول: الله أكبر.
  • يبدأ المعتمر الطواف بأن يجعل الكعبة المشرفة على يساره، ويتوجب عليه أن يطوف بالكعبة المشرفة سبعة أشواط.
  • يستحب الإكثار من الدعاء خلال الطواف.
  • بعد أن ينتهي المعتمر من الطواف يخرج إلى الصفا ويقف عنده ويقوم بقراءة أية: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
  • من المستحب عند الوقوف على الصفا استقبال القبلة وقول : لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم يدعو بما يشاء وتيسر رافعًا يديه لله، ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات.
  • بعد ذلك يتوجه المعتمر إلى المروة حتى وصوله العلم الأول فيقوم الرجل بالإسراع في المشي حتى وصوله للعلم الثاني، ثم يقف عند المروة ويقول ويفعل كما قال في الصفا.
  • عندما يكمل المعتمر السعي بين الصفا والمروة، يقوم بحلق شعره أو قصه، والحلق أفضل للرجل.

قد يُهِمُّكَ

يجب على كل مسلم أداء فريضة العمرة ولو مرة واحدة في العمر، ويستطيع المسلم القادر ماليًا وجسديًا أن يُؤديها أكثر من مرة في حياته إذا رغب في ذلك، كما أنّها تُسن في جميع أوقات السنة دون تحديد، ولكن الفضل الأكبر للعمرة يكون في شهر رمضان المبارك، لأنّ العمرة فيه تُعادل حجة.

قد ورد في الذكر الحكيم قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}، وما روي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عندما قالت: [يا رَسولَ اللهِ، هل على النِّساءِ مِن جِهادٍ؟ قال: نَعَمْ، عليهِنَّ جِهادٌ لا قِتالَ فيه: الحَجُّ، والعُمرةُ]، والله تعالى اعلم.

السابق
فضل العلماء
التالي
كيف يكون العدل بين الزوجات

اترك تعليقاً