اسلاميات

كيف يكون العدل بين الزوجات

تعدد الزوجات

إن الله تعالى لم يترك الزوج لا سيما المعدد دون أن يضبطه بقيود وواجبات أوجبها عليه لإصلاح نفسه وبيته، فإنَّ تَرْك هذه الواجبات يقود إلى عدم القدرة على تحمل المسؤولية ومن ثم الفوضى حتى ينتهي به الأمر إلى قطع أواصر المحبة والألفة والتفاهم بينه وبين زوجاته، فقد كان الإسلام حريصًا حين أوجب تلك الأمور؛ لإقامة بيوت المسلمين وعمارتها بما يرضي الله عزَّ وجلّ، وحين شرَّع لك الإسلام التعدد كان بشرط العدل في تقديم الواجبات لكل زوجة من زوجاتك، قال الله سبحانه تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}، ومن الواجبات التي اشترط فيها الإسلام عليك عند تعددك للزوجات العدل بين زوجاتك في النفقة، والمبيت والإيواء، وإعطاء كل منهن حقها.

كيفية العدل بين الزوجات؟

إذا أردت أن تعدل بين زوجاتك عليك أن تكون عادلًا بـ :

  • العدل في المبيت: فإذا بِتَّ عند واحدة من زوجاتك ليلة أو ليلتين أو غير ذلك عليكَ أن تبيت عند الأخرى بنفس المقدار، ولا تُحاسب على الميل القلبي في المحبة، بشرط ألّا تميل كل الميل؛ أي أن لا تُبيّن أهواءك بأفعالك قال الله سبحانه وتعالى {وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}
  • العدل في المسكن: من الواجب عليكَ توفير المسكن المناسب، وذلك بأن توفر فيه متطلبات المعيشة دون المبالغة في ذلك، ولا يمكنك إجبار زوجاتك على العيش في منزل عائلتك على سبيل المثال فيحق لزوجتك أن تُأَمّن بمنزل خاص بها ولو كان غرفة ومنافعها، ولا يجوز لكَ أن تجمع زوجاتك في مكان واحد دون أن يرضوا بذلك لما يترتب على هذا الفعل من مشاكل وغيره.
  • العدل في النفقة: من الواجب عليكَ الإنفاق على زوجاتك بالمعروف وهذا يكون بحسب مقدرتك وليس في ذلك حد معلوم، إذ تختلف النفقة من شخص لغيره حسب إمكانياته، فيتوجب عليكَ أن تكفيها من لباس وغيره ولا يتوجب عليكَ توحيد مواصفات اللبس كاللون مثلاً طالما أنك أعطيت كل ذي حق حقها.

حكم العدل بين الزوجات

أوجب الله تعالى عليك أن تعدل بين زوجاتك في جميع الحقوق سواء كان ذلك في المسكن أو المأكل أو الملبس أو المبيت وفي كل شيء ظاهر يُمكنك العدل فيه، إذ يتوجب عليك العدل في كل هذه الأمور بين زوجاتك بغض النظر عن أحوالهن فإن كانت فقيرة أو غنية فهن في تقديم الواجبات لهن سواء. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [من كان له امرأتانِ، يميلُ لإحداهُما على الأُخرى، جاء يومَ القيامةِ ، أحدُ شقيْهِ مائلٌ]، فقد أوجب الله العدل في شتى أمور الحياة ونهى عن الظلم، ولا ينهاكَ الله عز وجلّ عن شيء إلا لأنه يعود عليكَ وعلى المجتمع بضر فكما أُتيح لكَ التعدد أُوجبَ عليكَ العدل.

مَعْلومَة

إن النبي صلَّى الله عليه وسلم كان عادلاً في شتى أمور الحياة لا سيما بين زوجاته فهو خير من يمكنك أن تقتدي به في العدل بين زوجاتك، فقد كان صلَّى الله عليه وسلم يحبُّ زوجاته ويعدل بينهنّ حتى إنه كان إذا خرج في سفر أقرع بينهن، وقد كان عليه السلام يحب عائشة رضي الله عنها أكثر من حبه لغيرها بل هي أحب الناس إليه، فأمر القلب لا يملكه بشر ولكنّه كان عادلاً لا يُفرّق بين حقوقهنّ، فالعدل يكون في الأمور الظاهره، وكما ورد في السُّنَّة: [يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ قالَ عائشةُ قيلَ مِنَ الرِّجالِ قالَ أبوها]، فلا يوجد خير من سيد البشر وخاتم الانبياء والمرسلين كي تتخده قدوة حسنة وتتبع أفعاله.

السابق
كيفية الغسل للعمرة
التالي
الاغتسال من الجنابة في رمضان قبل صلاة الظهر

اترك تعليقاً