اسلاميات

كيف تعرف القبلة للصلاة

القِبلة

القبلة هي المكان الذي يوجّه المصلون المسلمون أنفسهم إليه للصلاة، وهي عبارة عن علامة إسلامية مهمة، وتُعد الكعبة المشرفة الموجودة في مدينة مكة المكرمة مهمة جدًا كمركز رمزي للعديد من الأمور في الإسلام؛ إذ تؤدى الصلاة باتجاه مكة، ويُدفن المتوفى مستلقيًا على جانبه الأيمن، وباتجاه القبلة في مكة المكرمة، وقبل وصول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، كانت قبلة المسلمين هي المسجد الأقصى في القدس، وكانت القبلة الرئيسية للمسلمين لأكثر من ثلاثة عشر عامًا، وأثناء تواجده في المدينة، صلّى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- باتجاه المسجد الأقصى لبعض الوقت حتى تغيرت بأمر من رب العالمين لتكون باتجاه الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وتغير اتجاه القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة أثناء صلاة العصر؛ إذ كان عندها الرسول -صلى الله عليه وسلم- يؤم بالمصلين عندما تلقى الوحي من الله -عز وجلّ- بتغيير اتجاه القبلة إلى مكة، ووفقًا لأحاديث مختلفة، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- استدار على الفور لمواجهة مكة، وتبعه المصلون خلفه.

كيفية معرفة القبلة للصلاة

بالنسبة لنا كمسلمين فإن معرفة القبلة أو اتجاه الصلاة أمر مهم للغاية، وهناك العديد من الطرق التي يمكن للفرد استخدامها لتوجيه نفسه في اتجاه الكعبة المشرفة الصحيح، وخاصة عندما يكون في مكان غير مألوف، ولهذا يجب عليك أن تعرف المكان الموجود فيه ومكان مكة المكرمة منه، فإذا كنت في الولايات المتحدة، فستكون القبلة في الاتجاه بين الشرق والجنوب الشرقي، وإذا كنت في اليابان فستكون القبلة في الجهة الغربية والجنوب الغربي، أما إذا كنت في جنوب إفريقيا فستكون القبلة من جهة الشمال الشرقي، وستتعرف معنا تاليًا على عدة طرق يمكنك من خلالها تحديد مكان القبلة للصلاة، وهي:

باستخدام الشمس

اعتمد الملاحون منذ آلاف السنين على الشمس لمعرفة اتجاههم، ومجرد معرفة مكان شروق الشمس وغروبها، يمكنك أن تحدد الاتجاه العام لمكة وللقبلة.

باستخدام المزولة

  • ابحث عن أرض مستوية، وقبل وقت الظهيرة، اغرز عصاة أو أي أداة رأسية يبلغ ارتفاعها حوالي مترًا في الأرض.
  • الآن ضع علامة على الأرض عند طرف الظل.
  • احسب الآن طول الظل، وارسم دائرة حول العصا باستخدام طول الظل كنصف القطر.
  • مع تقدم اليوم، سيتقلص الظل ويبتعد عن الدائرة، وسيبدأ في الطول مع اقتراب نهاية اليوم، والآن المس الدائرة مرة أخرى، وعند هذه النقطة ضع علامة أخرى، وارسم خطًا بين العلامتين اللتين صنعتهما، سيكون هذا خط الغرب والشرق؛ إذ إن النقطة الأولى هي للغرب، والثانية للشرق.
  • ارسم الآن خطًا متعامدًا على الخط الغربي الشرقي، هذا الخط سيكون خطك بين الشمال والجنوب.

باستخدام الساعة

سيكون بإمكانك معرفة القبلة باستخدام أي ساعة تحتوي على عقارب، ما عليك إلا اتباع الخطوات التالية:

  • في نصف الكرة الشمالي، أمسك الساعة أفقيًا، ووجه عقرب الساعة نحو الشمس.
  • الاتجاه الذي يقع في المنتصف بين عقرب الساعة والساعة 12 على ساعتك هو اتجاه الجنوب، ومن هنا يمكنك بسهولة تحديد الاتجاهات الأخرى.
  • أما في نصف الكرة الجنوبي، فعليك بإمساك الساعة أفقيًا، ووجه علامة الساعة 12 إلى الشمس.
  • الاتجاه الذي يقع في المنتصف بين عقرب الساعة والساعة 12 سيكون اتجاه الشمال.

باستخدام البوصلة

هذه الطريقة المجربة والصحيحة لن تخبرك أين تقع القبلة إلا إذا كنت تعرف مكانك فيما يتعلق بمكة المكرمة واتجاهها؛ إذ تصبح أكثر دقة بكثير من طريقة المزولة أو العصا في الأرض، ولمعرفة كيفية استخدام البوصلة لمعرفة مكان القبلة اتبع الخطوات التالية:

  • يجب أن تكون بوصلة القبلة معك.
  • الآن عليك التعرف على اتجاه مكة المكرمة بالنسبة إلى موقعك.
  • امسك البوصلة بشكل مسطح، وانتظر حتى يستقر العقرب، التف نحو اتجاه مكة المكرمة لتعرف مكان القبلة الصحيح.

باستخدام التكنولوجيا المتقدمة

  • يوجد على أجهزة IOS العديد من التطبيقات المجانية المختلفة مثل Athan Pro وQibla، التي يمكنك من خلالها معرفة اتجاه القبلة، وذلك باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي GPS؛ إذ يمكنك مشاهدة البوصلة وهي تشير إلى اتجاه القبلة الصحيح بغض النظر عن مكان تواجدك في العالم.
  • يمكنك التعرف على الاتجاه الصحيح للقبلة من خلال الإنترنت، وذلك من خلال زيارة عدة مواقع ستحسب لك الاتجاه الأقصر إلى القبلة.

أحكامٌ متعلقة بصحة استقبال القبلة

اعتمادًا على رأي أغلبية جمهور العلماء ما عدا الإمام الشافعي رحمه الله، فإن من يكون قريبًا من الكعبة المشرفة، فيجب عليه أن يصلي باتجاهها مباشرة أي مقابلتها، ولكن لمن كان بعيدًا عن الكعبة المشرفة فيجب عليه الصلاة بالاتجاه الذي توجد فيه الكعبة، دون أن يضطر إلى مواجهتها مباشرةً. قال الإمام أحمد رحمه الله: ما بينَ المشرِقِ والمغْرِبِ قِبْلَةٌ، والانحراف الصغير عن القبلة لا يهم، ولكن على المصلي أن يحاول تصحيح الاتجاه قدر الإمكان، وهذا رأي الإمام أبي حنيفة رحمه الله أيضًا، هذا وقال الإمام مالك رحمه الله في كتاب الموطأ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “ما بين المشرق والمغرب قبلة إذا تُوجِّه قِبل البيت”، وقد رأى الإمام الشافعي رحمه الله أنه من الضروري مواجهة الكعبة حتى لمن كان بعيدًا عنها، والصلاة باطلة في رأيه إذا كان هناك انحراف من هذا النوع عن القبلة.

مَعْلومَة

تقع مكة المكرمة على ارتفاع 277 مترًا فوق مستوى سطح البحر، في الأحواض الجافة لوادي إبراهيم والعديد من روافده القصيرة، تحيط بمكة مجموعة جبال شهيرة وهي: جبل أجياد الذي يصل ارتفاعه إلى 1332 قدمًا، ومن الجهة الشرقية يوجد جبل أبو قبيس الذي يصل إلى 1220 قدمًا، وفي الجهة الغربية منها يوجد جبل قعيقعان الذي يصل إلى ارتفاعه إلى 1401 قدم، ويرتفع جبل حراء إلى 2080 قدمًا في الشمال الشرقي، وهو يحتوي على الكهف الذي سعى فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى العزلة قبل أن يصبح نبيًا، وهو الكهف الذي نزلت فيه أول آية من القرآن الكريم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلى الجهة الجنوبية من المدينة يوجد جبل ثور الذي يرتفع 2490 قدمًا عن مستوى سطح البحر، وهو الجبل الذي يحتوي على الكهف الذي أخفى فيه النبي نفسه من أعدائه خلال الهجرة إلى المدينة، وهو الحدث الذي يمثل بداية التقويم الإسلامي.

يمكن الدخول إلى مكة من خلال 4 طرق رئيسية عبر الجبال، الممرات الشمالية الشرقية تؤدي إلى منى، عرفات والطائف، والممرات من جهة الشمال الغربي تؤدي إلى المدينة المنورة، ومن الغرب إلى جدة، ومن الجنوب إلى اليمن، كما حددت هذه الطرقات اتجاه التوسع العمراني المعاصر للمدينة.

السابق
من صفات الملائكة
التالي
صفات عمر بن الخطاب الاخلاقية

اترك تعليقاً