اسلاميات

صفات عمر بن الخطاب الاخلاقية

عمر بن الخطاب

يعرف عمر بن الخطاب بأنه ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، عُف بقوة إيمانه، وفراسته، وفطنته وذكائه، وهيبته وشجاعته ودهائه، وهو من أشراف قريش في الجاهلية، وله مكانه رفيعة عندهم، أسلم عمر بن الخطاب وهو في عمر السابعة والعشرون، أعز الله به الإسلام فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ما زلنا أعزةً منذ أسلم عمر”، ونسبه هو عمر بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن معب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن هاشم.

صفات عمر بن الخطاب الأخلاقية

امتلك عمر بن الخطاب العديد من الصفات الأخلاقية الحميدة، منها:

  • كان يتمتع بالعلم والفقه في الدين، وكان يداوم عليهم، كما قام بالتركيز عليهم أكثر أثناء خلافته للمسلمين.
  • كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه متواضعًا ويتمتع بالبساطة ويبتعد عن إظهار الغرور أو التكلف أو الكبر.
  • كان رضي الله عنه مساعدًا للآخرين، ويعمل على خدمتهم، وكان يحترم حقوقهم حتى لو كان على حساب حقّه.
  • كان يتمتع بالصبر وحسن الاستماع للآخرين، وكان رضي الله عنه يتقبل النقد بصدرٍ رحبٍ، وبالرغم من خوف الناس منه إلا أنه كان رحيمًا بهم.
  • كان عمر رضي الله عنه دائم العدل، وكان يترفع عن أموال المسلمين.
  • كان رضي الله عنه يتمتع بالقوة والشجاعة، فقد أعز الله الإسلام به، وساهم في نصرة الإسلام وأرعب المشركين بتحديه لهم، فأصبح المسلمون يصلون عند الكعبة ولا يخافون من هجوم المشركين عليهم لعلمهم أن عمر الفاروق موجود بينهم.
  • كان شديد التقرب من الله، وكان يتوقف كثيرًا عند آيات القرآن الكريم ويتأثر بها حتى يصاب بالمرض في بعض الأحيان.
  • كان يتمتع بقوة الإيمان، وكان متقرب لله لدرجة أن الشيطان كان يفر من المكان الذي يراه فيه.
  • كان يقف عند حدود الله ويطيع أوامره وينفذ ما جاء في كتاب الله الكريم، فعندما ادعى شخص عليه أنه لا يحكم بالعدل أراد عمر ضربه، لكن ذكره أحد المقربين بأمر الله بالعفو والتجاهل عن ذلات الآخرين والعفو عن الجاهلين.
  • كان عمر متسامحًا، ولا يرد على الإساءة، فعندما كان الناس يتحدثون عن شدته وغلظته، كان يطمئنهم بأن هذه الشدة ستكون لأهل الظلم فقط.
  • كان عادًلا ومنصفًا، ويحق الحق على أقاربه، فعندما شرب خال أولاده الخمر أقام عليه الحد ولم يشفه له أنه من أقاربه، فكان دائمًا ينصف المظلوم حتى لو كان مشركًا، إذ حدث خصام بين مسلم ويهوديّ، فكان الحق مع اليهودي فحكم عمر له بالحق.
  • كان رضي الله عنه محبوبًا وله شعبية كبيرة لاتباعه نهج التسامح الديني، وكان يحافظ على حقوق الأديان الأخرى، وكان يميز أهل الكتاب ويجعلهم يدفعون ضرائب أقل من حكام الروم.
  • كان أحد العباقرة البارزين في إظهار الحكمة والحنكة في الحكم، وهي أحد الأسباب التي جعلت المسلمين يطلبون مبايعته بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ وذلك لكونه مميزًا في طريفة الخطابة، فأثر هذا الأمر في زيادة شعبيته عند الناس.

إسلام عمر بن الخطاب

أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة والتي كانت في شهر رجب من العام الخامس من بعثة الرسول عليه السلام، إذ وردت العديد من الروايات حول إسلامه؛ منها أن إسلامه كان بعد أن لحق برسول الله عليه السلام إلى المسجد، فسمعه يقرأ سورة الحاقة، فتعجّب مما سمع وقال بنفسه؛ والله إن هذا لهو الشعر الذي تحدّث عنه قريش، وإذ برسول الله عليه السلام يقرأ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ}، لآخر السورة، فوقع الإسلام في قلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

إنجازات عمر بن الخطاب

اهتم عمر بن الخطاب بالدواوين والنظام المالي، إذ اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في زمن عمر بن الخطاب اتساعًا كبيرًا، وظهرت الحاجة المُلحة لضبط الأمور وخاصة الأمور المالية، فأنشأ عمر الدواوين أو ما يعرف حاليًا بالوزارات، فهو أول من دوّنها، كما كان رضي الله عنه يتوخى الحذر في القضايا الكبيرة الاجتهادية، فكان لا يفصل في قضية دون أخذ رأي الصحابةـ ويظل ثلاثة أيام وهو يشاور فيهم، وتجدر الإشارة بأن عمر بن الخطاب ترك المال بأدي الناس ليعملوا ويربحوا وتزيد أموالهم، فهذا كان يدل على عمق فهم عمر لمصلحة الأمة، وعمق نظرته المستقبلية.

وخصص عمر رضي الله عنه مخصصات مالية استثمارية لكل مسلم، سواء كان رجلًا أم إمرأة، صغيرًا أم كبيرًا، وحتى للطفل الرضيع كان له مخصصات، وشملت هذه التامينات الفقراء من غير المسلمين، ومن جانبه اهتم بالزراعة وشق الأنهار وتمهيد الطرق، فقد أولى عمر إهتمامًا كبيرًا بتطوير الزراعة واستصلاح الأراضي وأصدر بهذا الشأن حكمًا عامًا بأن من يصلح الأراضي البور أينما وجدت في جميع أنحاء الدولة فإن ملكيتها تؤول له، وإذا لم يصلحها فو غضون ثلاث سنوات ستسترد منه، وإن اهتمام عمر بالزراعة والأرض جعله يهتم أيضًا بإدارة الري؛ كإقامة السدود وبناء القناطر لتوزيع المياه، بلإضافة إلى شق الأنهار.

كما بنى عمر المدن، إذ يقال بأن الحضارة الإسلامية هي حضارة المُدن، إذ بنى خلال فترة حكمه مئات المدن التي ما يزال الكثير منها موجود حتى الآن، وصان رضي الله عنه حرية الفرد وكرامته الشخصية، لأن حرية الفرد وصيانة كرامته من أهم المطالب الشرعية، وهي من الأمور التي لا تستقيم البشرية دونها، فالاعتزاز بالنفس وخلق الإباء من الأسس الهامة لنضج الأخلاق؛ ولهذا اهتم عمر رضي الله عنه بهما، واشتهر بمقولته المعروفة إلى الآن “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا”، إذ قال مقولته عندما ضرب مسلم رجلًا قبطيًا في مصر.

السابق
كيف تعرف القبلة للصلاة
التالي
من اهم حقوق الوالدين

اترك تعليقاً