الشامات
تُعرف الشامات بكونها تجمعات صغيرة من الخلايا الجلدية المسؤولة عن إفراز صبغة الميلانين التي تُكسب الجلد لونه المميز، وعادةً ما تظهر الشامات بلون بني أو أسود، لكن بعضها يأخذ لون الجلد نفسه أحيانًا، وتتميز بعض الشامات بصلابتها وبشكلها المستدير أو البيضاوي، وقد ينمو الشعر فوق بعضها في كثير من الأحيان، ويزداد ظهور الشامات في العادة أثناء فترة المراهقة أو الحمل؛ بسبب كميات الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء هذه الفترات، لهذا ليس من المفاجئ أن تظهر أغلب الشامات بعمر 20-30 سنةً عند معظم الأفراد، وليس من المستغرب كذلك أن يولد بعض الأطفال بشامات أيضًا، ويشير الخبراء كذلك إلى كثرة وجود الشامات عند الأشخاص الذين ترعرعوا في أماكن مشمسة، وعلى العموم فإنّ الغالبية العظمى من هذه الشامات لا تُعدّ مؤذيةً، لكنّ بعضها قد يتطوّر وينمو ليُصبح سرطانًا جلديًّا خبيثًا في بعض الأحيان
سبب ظهور الشامات
لا توجد كثير من الدراسات التي أجريت لغرض الكشف عن أسباب ظهور الشامات العادية عند الشباب والمراهقين؛ لأنّ معظم الباحثين ركّزوا جهودهم على دراسة سرطان الجلد وتجاهلوا موضوع الشامات لكونها غير مؤذية، لكن بعض الخبراء يرون أنّه من المحتمل أن يرجع سبب ظهور الشامات إلى حدوث أنواعٍ محددة من الانقسامات الجينية عند 75% من حالات الشامات الحميدة أو العادية، ويشير الخبراء كذلك على ميل الشامات الحميدة التي ظهرت حديثًا إلى أن تُصبح ذات طبيعة سرطانية فيما بعد، بل إنّ بعض الدراسات أشارت إلى أنّ 70.9% من حالات سرطان الجلد هي ناجمة أصلًا عن ظهور شاماتٍ جديدة، لهذا بات كثير من الخبراء ينوّهون إلى ضرورة مراجعة مختصّي الجلدية في حال الإصابة بشامة جديدة، خاصة في حال كان يُصاحبها أعرا مثل: الحكة الجلدية، أو الألم، أو النزيف، وعلى العموم ينسب الباحثون ظهور الشامات الجديدة إلى عوامل خطر كثيرة، منها:
- التقدم بالسن.
- التعرض لحروق أشعة الشمس.
- طبيعة لون البشرة البيضاء أو الحمراء.
- العامل الوراثي، كإصابة أفراد في العائلة بالشامات من قبل.
- أخذ أنواعٍ من الأدوية الخاصة بكبح استجابات المناعة الذاتية.
- اخذ أنواعٍ أخرى من الأدوية، كالمضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب، والعلاجات الهرمونية.
ويشير الخبراء كذلك إلى ضرورة التفرقة بين الشامات وبين الآفات الجلدية الأخرى الشبيهة بها، مثل ما يُعرف ب “المثي المتقرن”، و”النمش”؛ فكثير من الأفراد يخلطون بين هذه الآفات دون دراية بالفروقات بينها بسبب تشابهها الكبير، لكن من المثير للاهتمام الإشارة هنا إلى أنّ الأفراد المصابين بالنمش هم أكثر عرضةً للإصابة بالشامات أيضًا.
مضاعفات ظهور الشامات
تُعدّ الإصابة بسرطان الجلد أحد أبرز مضاعفات ظهور الشامات، ويزيد خطر تطور الشامات لتصبح سرطانًا جلديًّا في حالات معينة، منها:
- ظهور شامات كبيرة منذ الولادة: تُدعى هذه الشامات باسم “الوحمات الخلقية”، وعادةً ما يصل قطرها إلى أكثر من خمسة سنتمترات عند الأطفال الرضع، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه من النادر أن تتطوّر هذه الشامات لتُصبح سرطانًا، وإن حدث ذلك فإنّه يحدث غالبًا بعد الوصول إلى سن البلوغ.
- ظهور شاماتٍ بصفات غريبة: تُعرف الشامات الكبيرة وغير منتظمة الشكل عند البالغين باسم “وحمات خلل التنسج”، وتتميز هذه الشامات بكونها داكنة من الوسط وفاتحة من الحواف، وكثيرًا ما يُصاب بها الأفراد لأسبابٍ وراثية وليس لأسبابٍ مكتسبة.
- ظهور كثير من الشامات: يشير الخبراء إلى حقيقة مفادها أنّ ظهور أكثر من 50 شامةً عاديةً في الجسم يعني زيادةً كبيرةً في خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- الإصابة بسرطان الجلد من قبل: يزداد خطر الإصابة بسرطان الجلد عند الأفراد الذين عانوا من قبل من سرطان الجلد وعند الأفراد الذين ينتمون إلى عائلة قد أصيب أحد أفرادها بسرطان الجلد من قبل.
