الغدة الدرقية ومشاكلها
توجد الغدة الدرقية في مقدمة الرقبة وهي غدة صغيرة الحجم وتكون على شكل فراشة، وتفرز هذه الغدة الهرمونات الدرقية التي تنظم استخدام الطاقة في جسم الإنسان، فهي العضو المسؤول عن توزيع الطاقة إلى أجزاء الجسم كافة، وتتحكم ايضًا في بعض العمليات الحيوية كمعدل ضربات القلب، وعملية الهضم، ودون وجود ما يكفي من الهرمونات الدرقية تبدأ العمليات الحيوية في الجسم بالتباطؤ وهو ما يعرف بقصور الغدة الدرقية، إذ لا تستطيع الغدة الدرقية إنتاج ما يكفي الجسم من الهرمونات الدرقية، كما يمكن أن تصاب الغدة بفرط النشاط، فتبدأ بإفراز هرمونات درقية أكثر مما يحتاج الجسم فيما يعرف باسم فرط نشاط الغدة الدرقية، وتصيب هذه الاعتلالات النساء أكثر من الرجال، وتزداد نسبة الإصابة بعد سن الستين.
علاج قصور الغدة الدرقية
تركز علاجات هذه الحالة على تعويض نقص الهرمونات، ومن هذه العلاجات ما يأتي:
- هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي: يصف الطبيب هذا الدواء لاستعادة مستويات الهرمونات الدرقية للأشخاص المصابين، وتحدد كمية الجرعة حسب الأعراض، والتاريخ الطبي للمريض، ومستويات هرمون الغدة الدرقية، ويتابع الطبيب المريض باستمرار، ويجب فحص كمية الهرمونات عنده لتحديد الجرعة وتجنب تفاقم الأعراض.
- اليود: يعد اليود العنصرالأساسي لقيام الغدة الدرقية بعملها، ويعد نقص اليود أحد أهم أسباب تضخم الغدة الدرقية، وتضر زيادة اليود الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة المتسبب من نقص المناعة، إذ يمكن لليود أن يفاقم من المشكلة ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل القيام بأي حمية غذائية.
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
تعالج حالة فرط نشاط الغدة الدرقية بإحدى الطرق الاتية:
- الأدوية: تستخدم الادوية المضادة للغدة الدرقية في علاج معظم الحالات، وهي أدوية تمنع الغدة الدرقية من إفراز هرموناتها.
- اليود المشع: يدمر اليود المشع الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمونات في الغدة الدرقية، ويجب أخذ الحيطة عند اتباع هذه الطريقة لمنع انتشار الإشعاعات في الجسم، كما يعد جفاف الفم والعين والتهاب الحلق أعراضًا جانبية لاتباع هذه الطريقة.
- الجراحة: يمكن إزالة جزء من الغدة الدرقية أو ازالتها كاملةً بالجراحة، ويجب عندها تناول الهرمونات الدرقية على شكل مكملات، حتى لا يصاب المريض بقصور الغدة الدرقية.
أسباب قصور الغدة الدرقية
ومن أسباب قصور الغدة الدرقية ما يأتي:
- التهاب الغدة الدرقية: ويعد التهاب الغدة الدرقية من أكثر الأسباب شيوعًا لقصور الغدة الدرقية، وهذا الالتهاب اضطراب في جهاز المناعة، إذ يبدأ الجسم بإنتاج أجسام مضادة تهاجم وتدمر الغدة الدرقية، كما يمكن أن تسبب عدوى فيروسية التهاب الغدة الدرقية.
- العلاج الإشعاعي لمنطقة الرقبة: تعالج بعض أنواع السرطان كسرطان الغدد الليمفاوية باستخدام العلاج الاشعاعي والمطبق على منطقة الرقبة، الأمر الذي يضر بخلايا الغدة الدرقية، ويصعب من إفراز الهرمونات الدرقية.
- العلاج باستخدام اليود المشع: يستخدم هذا العلاج في حالات إفراط فرز الغدة الدرقية، ويضر هذا العلاج بخلايا الغدة الدرقية مسببًا قصورًا دائمًا في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
- استخدام بعض الأدوية: تؤثر بعض الأدوية سلبًا على الغدة الدرقية، وتشمل هذه الأدوية أدوية علاج أمراض القلب، وأدوية الاكتئاب، وبعض علاجات السرطان.
- عملية إزالة الغدة الدرقية: تؤدي إزالة الغدة الدرقية إلى نقص في الهرمونات التي يحتاجها الجسم، لتوزيع الطاقة والقيام بالعمليات الحيوية.
- نقص اليود: تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لكي تنتج هرموناتها، ويجب أخذ اليود من الغذاء، إذ لا ينتج الجسم اليود لوحده، ومن الأطعمة المليئة باليود السمك، والبيض، ومنتجات الألبان، وملح الطعام.
- الحمل: تلتهب الغدة الدرقية في بعض الأحيان بعد الحمل، ويعد سبب هذا الأمر مجهولًا حتى اللحظة، إذ تعاني النساء من ارتفاع إفراز الهرمونات يليه انخفاض حاد في افراز الغدة الدرقية عند الحمل.
- مشاكل خلقية في الغدة الدرقية: يمكن أن يولد الأطفال مع غدة درقية غير مكتملة النمو أو لا تعمل جيدًا، وهو ما يدعى بقصور الغدة الدرقية الخلقي.
- اضطراب الغدة النخامية: تفرز الغدة النخامية هرمونًا محفزًا للغدة الدرقية، ويحدد هذا الهرمون الكمية المطلوبة من هرمونات الغدة الدرقية، وقد يضر حدوث خلل في الغدة النخامية بإفراز الغدة الدرقية وهو أمر نادر الحدوث، كما يمكن حدوث خلل في الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، والتي تفرز هرمونات تؤثر على الغدة النخامية وكمية إفرازها للهرمون المحفز للغدة الدرقية.
أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية
تسبب بعض المشاكل الصحية فرطًا في نشاط الغدة الدرقية، ويعد “داء جريفز” أكثر هذه المشاكل تسببًا في فرط نشاط الغدة الدرقية، ويحفز هذا الداء الوراثي الغدة الدرقية على إفراز المزيد من هرموناتها، ومن الأسباب الأخرى لفرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
- زيادة في مستويات اليود في الجسم.
- التهاب الغدة الدرقية، والذي يؤدي الى تسرب هرموناتها.
- وجود ورم في المبايض والخصيتين.
- أورام حميدة في الغدة الدرقية أو الغدة النخامية.
- كميات كبيرة من رباعي يودوثيرونين الموجود في المكملات الغذائية والأدوية.
أعراض قصور الغدة الدرقية
لا تظهر أعراض لقصور الغدة الدرقية، إذا كانت الحالة خفيفة، وإنما تظهر بعض الأعراض عند تفاقم الحالة، وقد تختلط أعراضها بأعراض الكثير من المشاكل الصحية، ومن أكثر الأعراض شيوعًا ما يأتي
- الإعياء.
- الاكتئاب.
- زيادة مفاجئة في الوزن.
- حساسية مفرطة للبرد.
- النعاس المفرط.
- شعر جاف وخشن، وتساقط الشعر في بعض الأحيان.
- اضطرابات في الحيض.
- مزاج متقلب.
- قلة التعرق.
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
- تشنج العضلات.
- زيادة في مستويات الكوليسترول.
- قلة في التركيز.
- تورم الساق.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
تتعدد أعراض هذه الحالة وتختلف من مصاب لآخر، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- تورم في الرقبة جراء تضخم الغدة الدرقية.
- التوتر والعصبية، وقلة التركيز.
- الإسهال.
- ضيق في التنفس.
- ضعف في العضلات.
- الإعياء والتعب وصعوبة في النوم.
- نشاط مفرط.
- الحساسية العالية للحرارة والتعرق بشدة.
- شهية مفتوحة.
- زيادة في حركة الأمعاء والتبول.
- العقم وانخفاض الشهوة الجنسية.
- مشاكل في الحيض عند النساء.
- تساقط الشعر.
- تسارع في ضربات القلب.
- ارتجاف اليدين.
- خسارة أو كسب الوزن فجأة.
الوقاية من قصور الغدة الدرقية
لا يوجد طريقة للوقاية من قصور الغدة الدرقية، ولكن يمكن للأشخاص الذين تكون نسب إصابتهم بها أعلى مثل الأم الحامل أن يستشيروا الطبيب قبل أخذ كميات إضافية من اليود، ويكون الفحص ضروريًا إلا في الحالات الآتية:
- إذا كان الشخص قد عانى من اضطرابات نقص المناعة سابقًا.
- إذا كان الشخص قد تعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الرقبة.
- تضخم الغدة الدرقية.
- تاريخ عائلي للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
- أخذ أدوية لها تأثير سلبي على الغدة الدرقية، ويمكن لهؤلاء الأشخاص علاج الحالة قبل تفاقمها.
