اسلاميات

ماهي ثمرات اطعام الطعام في الدنيا

إطعام الطعام

قال تعالى: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} إن من حكمة الله سبحانه وتعالى للبشر في الأرض أن يسدّوا جوعهم، ويُسكتوا بطونهم في الطعام الذي رزقنا إياه رب العالمين، وهذا ما شهده إبليس عندما خُلق آدم عليه السلام، ففي حديث أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: [لما صَوَّرَ الله آدَمَ في الْجَنَّةِ تَرَكَهُ ما شَاءَ الله أَنْ يَتْرُكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ يَنْظُرُ ما هو فلما رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ] ومعنى الحديث أن إبليس دار حول آدم عندما رآه أجوفًا؛ أي أنه لا يتمالك نفسه أمام شهوات الدُنيا وأولها شهوة الطّعام، ولا نستطيع أن نُنكر أن الطعام سبب من أسباب استمرارية الإنسان في هذه الحياة، إذ قال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} ثمّ عدد أنواع الطعام التي تأكلها حين قال عزّ وجل: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}. وبعد أن بيّن الله سبحانه وتعالى أن إطعامه للناس دليل من دلائل ألوهيته وربوبيته من خلال بعض الآيات ومنها {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}، أمر الجنّ والإنس ليعبدوه حين قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ}.

 ثمرات إطعام الطعام في الدنيا

حثّنا الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم، والرسول في أحاديثه الشريفة على إطعام الطعام، وبعد قراءة العديد من تلك الأحاديث والآيات، قد يُراودك فضول حول معرفة ثمرات وفضائل إطعام الطعام، ولتوضيح هذه الأمور أدرجنا لك مجموعة من النّقاط التي تُبسّط وتُبيّن هذه الثمرات:

  • تُساعدك في التحلّي بصفات الأبرار: وذلك في قول الله تعالى في الآية الكريمة {إنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا؛ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا؛ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا؛ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا؛ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا؛ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا؛ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا؛ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}.
  • تنقلك لتكون من أصحاب الميمنة: إذ ذكرهم الله تعالى في سورة البلد حين قال عزّ وجل: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ؛ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ؛ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ؛ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ؛ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}.
  • عمل يُدخلك الجنّة: وورد ذلك في كثير من أحاديث المصطفى عليه السلام، ومنها:
  • روي عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه: [لمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المدينةَ، انجَفلَ النَّاسُ قبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ]
  •  وفي حديثٍ للنبي عليه السلام حين جاءه أعرابي وسأله أن يعلّمه عمل يُدخله الجنّة، فذكر النبي عليه السلام مجموعة من الأعمال وكان من ضمنها إطعام الطعام، […فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ…].
  • سبب لنجاتك من النار: إذ قال عليه السلام: [اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقَّةِ تَمْرَةٍ فمَن لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ].
  • يعد إطعام الطعام من الأعمال الخيّرة: قال صلى الله عليه وسلّم: [أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا].
  • يقرّبك من الله تعالى: وتبيّن ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلّم: [إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ وكيفَ أُطْعِمُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي، يا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أسْقِيكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: اسْتَسْقاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أما إنَّكَ لو سَقَيْتَهُ وجَدْتَ ذلكَ عِندِي]
  • يُضاعف لك الأجر: عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّهم ذَبَحوا شاةً، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: [ما بَقِيَ منها؟ “قالت: ما بَقِيَ منها إلَّا كَتِفُها، قال: “بَقِيَ كُلُّها غيرُ كَتِفِها]

ماذا يمكن أن تطعم؟ ومن تطعم؟

حثّنا الإسلام على إطعام الطعام لما يؤدي اليه من ودٍ ومحبة وألفة بين المسلمين، إذ ورد في الآية الكريمة في سورة البقرة {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} وقال عزّ وجل أيضًا: {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً} أي أن تُطعم أخوك المسلم دون انتظار أي عائد منه، بل بحب ورغبة، عدا عن حاجتهم له، وبذلك سيرزقك الله تعالى ويعود عليك بالأجر العظيم.

يمكنك إطعام الطعام من خلال تقديم الأكل الذي تقبل على نفسك أن تأكله، ولا يجب تقديم الطعام الرديء، إذ قال تعالى: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} وقال عزّ وجل أيضًا في سورة البقرة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.

قد يُهِمُّكَ

عندما تُطعم غيركَ من طيب نفسٍ، فستعود على المجتمع بالعديد من الفوائد، مثل:

  • تنشر الخير بين أبناء المجتمع المسلم وتحقق الترابط بينهم، كما تستطيع بهذه الأعمال أن تُعرّف الآخرين على الدين الإسلامي من خلال تأدية هذه الأعمال أمامهم.
  • تشكر به الله تعالى لأنك تكتفي بنعمه.
  • تُقلّل من الفجوات الموجودة بين طبقات المجتمع المسلم، بالإضافة إلى سد حاجة الآخرين.
  • تُطهّر نفسك من البخل، ويساعدك في التعوّد على مشاركة الآخرين.
  • تُطهّر نفسك إذا كنت فقيرًا من كل الأحقاد والأغلال، لأنك قد تشعر بأنك وحيد ولا يوجد حولك من يساعدك.
السابق
اليك شعر عن مكافحة الفساد
التالي
بحث عن الغضب

اترك تعليقاً