الصحة النفسية

ما علاج قصر القامة

ما علاج قصر القامة

قصر القامة

يُعاني بعض الرجال من قصر طول قامتهم مقارنةً بأقرانهم، وعادةً ما يستعملُ الأطباءُ مصطلحَ قصر القامة للدّلالة على الأطفال وربما البالغين الذين هم بصحةٍ جيّدةٍ لكن طولهم يبقى أقلُّ من طول الأفراد الآخرين بنفس فئتهم العمرية، وكما هو معلوم، فإنّ للعوامل الوراثيّة الأثر الأبرز في تحديد الطّول النّهائي الذي يصل إليه الفرد في حياته أو بعد بلوغه، لكن أحيانًا ينجمُ قصر القامة عن وجود علّةٍ مرضيّةٍ يُمكن علاجها بنجاح أن يفسحَ المجال للطّفل إلى الوصول إلى قامته الحقيقية، لكن من المعروف أنّ بعضَ الأطفال يُعانون من تأخُّرٍ في النمو أو البلوغ ويحتاجون إلى مزيدٍ من الوقت للوصول إلى طولهم الحقيقي، لذلك فإنّ تشخيصَ سبب قصر القامة وتحديد فيما إذا كان ناجمًا عن تأخُّر في النمو، أو عن عوامل وراثية، أو بسبب الإصابة بمرض ما، هو أمرٌ ضروري للغاية لاختيار العلاج المناسب.

علاج قصر القامة

يتوقّفُ اختيار العلاج الأمثل للتّعامل مع قصر القامة على تحديد المُسبّب وراء حدوث ذلك؛ فإذا كان المُسبّب هو سوء في التّغذية مثلاً؛ فإنّ العلاجَ ببساطة سيقوم على وصف المُكمّلات الغذائيّة وتحري أو علاج المشاكل الهضمية المسؤولة عن سوء امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، أما في حال كانت مشكلة قصر القامة ناجمة عن نقص في هرمون النمو، فإنّ الفردَ سيخضع إلى العلاج الهرموني الذي يختلف باختلاف الفئة العمرية كما يلي:

  • العلاج الهرموني للأطفال: يحتاج الأطفال الذين تفرز أجسامهم كمية قليلة من هرمون النمو إلى أخذ حقن من هذا الهرمون كل يوم من أجل تحفيز النمو البدني لديهم، لذلك قد يلجأ الطّبيب إلى وصف دواء يُدعى ب “سوماتروبين”، المعروف بقدرته على زيادة الطول لدى الأطفال بفارق قد يصل لـ 10 سنتمتر أحيانًا.
  • العلاج الهرموني للبالغين: يهدف تلقي البالغين للعلاج الهرموني إلى درء خطر إصابتهم بالمضاعفات المرتبطة بتأخُر النّمو، بما في ذلك أمراض القلب والعظام، وهذا يعني أنّ بالإمكان وصفُ حقن هرمون النّمو لهم أيضًا، خاصةً في حال كانوا يُعانون من نقصٍ حادٍّ بهذا الهرمون إلى درجة التّسبب بحصول تغيرات تمسُّ جودة الحياة لديهم، لكن لا يغيب عن المختصين التّحذير من الأعراض الجانبيّة المرتبطة بأخذ هذا الهرمون، مثل احتباس السّوائل، والتّقيؤ، وألم العضلات، والصّداع، ومشاكل العينين.

ويرى بعض المختصين أنّ الإجراءَ الجراحيَّ سيكون ذو أولوية في حال كان نقص هرمون النمو ناجمًا عن وجود أورام دماغية وعلى العموم، فإنّ بعض الأطفال يولدون بعلّة طبيّة تُدعى ب “قصر القامة غير المتكافئ”، التي تحدث نتيجة لانقسامات وراثيّة شاذة أثناء تكون الجنين وتتسبّب بولادة طفل يُعاني من قصر القامة ومشاكل بدنية أخرى، ككبر حجم الرأس أو عدم تكافئ طول جذع الجسم مع طول الأطراف، وبما أنّ هذه المشكلة هي ذات طبيعة جينيّة، فإنّ العلاجَ سيركز على مواجهة المضاعفات؛ فمثلاً لو كان الطّفل يُعاني من قصر طول عظم السّاق دون سائر الأطراف، فإنّ بالإمكان الخضوع لعملية جراحية بغرض إطالة عظم السّاق، لكن هذا النّوع من العمليات معروفٌ بكثرة الأعراض الجانبية المصاحبة له، لذلك فإنّ الكثيرين يحجبون عن الخضوع لهذه العمليات.

أسباب قصر القامة

تظهر حالة قصر القامة جراء ثلاثة أسباب رئيسة، وهي:

  • تأخر النمو الجسدي، يعاني بعض الأطفال من تأخر النمو، وهي حالة غير خطرة، ويعد هؤلاء الأطفال صغارًا بالنسبة إلى سنهم، ويدخلون مرحلة المراهقة متأخرين، لكنهم يستمرون في النمو بعد توقف الأطفال في سنهم عن النمو.
  • الجينات أو العامل الوراثي، يحدد العامل الوراثي 60-80% من طول الشخص، إذ تزيد احتمالية ظهور أطفال قصيري القامة إذا كان الأبوين أحدهما أو كلاهما يعاني من المشكلة نفسها.
  • الأمراض والمشاكل الصحية، تؤدي بعض الأمراض إلى ظهور هذه الحالة، وتصنف الأمراض كما يلي:
    • أمراض الغدد الصماء التي تؤثر في إنتاج الهرمونات، وتشمل هذه الأمراض: نقص هرمون النمو، والقصور في الغدة الدرقية، والانخفاض في مستويات هرمون الغدة الدرقية، ومرض كوشينغ.
    • بعض الأمراض المزمنة التي تؤثر في طول القامة والصحة بشكل عام مثل؛ أمراض القلب، والربو، ومرض التهاب الأمعاء، والسكري، ومشاكل الكلى، وفقر الدم المنجلي، والتهاب المفاصل الروماتويدي للأطفال.
    • بعض المشاكل الصحية الناتجة من مشاكل في الجينات مثل؛ متلازمة داون، ومتلازمة تيرنر، ومتلازمة ويليامز.
    • أمراض العظام والهيكل العظمي مثل؛ داء الكساح، أو التشوهات الهيكلية الموروثة، التي تؤثر في نمو العظام وبالتالي تؤثر في القامة،

شفاء حالات قصر القامة

يشيرُ الخبراء إلى ارتفاع احتمالية وصول الأطفال إلى طولهم الطبيعي بعد استخدام العلاج الهرموني في حال كانوا فعلاً يُعانون من نقص بهرمون النّمو وعلى شرط أن يأخذوا حقن العلاج قبل وصولهم إلى بداية سنّ البلوغ بحوالي خمس سنوات تقريبًا، ومن الجدير ذكره أيضًا أن أغلب الأفراد المصابين بقصر القامة سيتمكنون من العيش حياةً طبيعيّةً دون أن يتأثّرَ متوسط العمر المتوقع لديهم، كما أنّ الباحثين ينبهون إلى حقيقة أنّ من المحتمل أن يستعيدَ 90% من الأطفال قصار القامة عند عمر سنتين ما فاتهم من النمو عند وصولهم إلى مرحلة الرّشد فيما بعد، أمّا الأطفال المتبقون، فإنّ من المحتمل أن يكونوا مصابين بأمراض أو اضطرابات أخرى، مثل متلازمة داون

السابق
أسرع مدر للبول
التالي
التهاب الجلد الفيروسي

اترك تعليقاً