اسلاميات

ما هو دعاء الاستفتاح وما فوائد أدعية الاستفتاح في الصلاة

ما هو دعاء الاستفتاح وما فوائد أدعية الاستفتاح في الصلاة

ما هو دعاء الاستفتاح هو ما سيجيب عنه هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من بيان أهميّة الدعاء في حياة المسلم، فالدعاء من العبادات العظيمة التي يتقرّب بها المؤمن من الخالق سبحانه، قال تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، ومن يلتزم بالدعاء آدابه وشروطه كان دعاؤه جديرًا بالإجابة.

أدعية الصلاة

قبل الخوض في بيان ما هو دعاء الاستفتاح لا بدّ من الخوض في بيان أدعية الصلاة، فإنّ الأذكار والأدعية في الصلاة لها أثرٌ جللٌ على المسلم، ودورٌ كبيرٌ في خشوعه أثناء الصلاة، ومن هذه الأدعية:

  • أدعية الاستفتاح في الصلاة: وهي ما سيتمّ بيانه فيما سيأتي من فقرات هذا المقال.
  • كذلك أدعية الركوع: سبحان ربي العظيم، أو سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اغفر لي، أو سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وغيرها من الأدعية.
  • وأدعية القيام من الركوع: اللهم ربنا لك الحمد، حمدًا كثيرًا طيباً مباركًا، وغيرها من الأدعية.
  • وكذلك أدعية السجود: سبحان ربي الأعلى، وسبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، وغيرها.
  • وأيضًا الدعاء بين السجدتين: ربي اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني، وعافني، واهدني، واجبرني، وارزقني، وارفعني، وغيرها من الأدعية.
  • الدعاء فبل السلام: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال، وغيرها من الأدعية.

ما هو دعاء الاستفتاح

بعد بيان أهمية الدعاء في حياة المسلم، وذكر بعض أهم أدعية وأذكار الصلاة لا بدّ من الخوض في بيان ما هو دعاء الاستفتاح وتعريفه كما ورد في المصطلح الشرعيّ، فدعاء الاستفتاح هو ما يسنّ قوله عند افتتاح الصلاة المفروضة والنافلة، وتكون ما بين تكبيرة الاحرام وقراءة سورة الفاتحة، وقد ورد في ذكره العديد من الصيغ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والتي سيتمّ ذكره فيما سيأتي من المقال.

ما ورد من صيغ دعاء الاستفتاح

إنّ بيان ما هو دعاء الاستفتاح يقتضي ذكر ما ورد من صيغ دعاء الاستفتاح التي وردت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي:

  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً – قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً – فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ“.
  • كذلك روت السيدة عائشة رضي الله عنها: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا دخل في الصَّلاةِ قال : اللهُ أكبرُ ، ونحن نقولُ : اللهُ أكبرُ ، سبحانك اللَّهمَّ وبحمدِك ، وتبارك اسمُك ، وتعالَى جَدُّك ، ولا إلهَ غيرُك ، وكان إذا ركع قال : اللَّهمَّ لك ركعتُ ، وبك آمنتُ أنت ربِّي, وعليك توكلَّتُ ، وإذا قال : سمِع اللهُ لمن حمِده قال : اللَّهمَّ ربَّنا لك الحمدُ ملْءَ السَّماواتِ والأرضِ، وملْءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ ، أهلَ الثَّناءِ والمجدِ ، وإذا سجد قال : اللَّهمَّ لك سجدتُ ، وبك آمنتُ ، وأنت ربِّي عليك توكلَّتُ ، وإذا تشهَّد ذكر التَّشهُّدَ ويتبعُه : أشهدُ أنَّ وعدَك حقٌّ ، وأنَّ لقاءَك حقٌّ ، وأشهدُ أنَّ الجنَّةَ حقٌّ ، وأشهدُ أنَّ السَّاعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها ، وأنَّ اللهَ يبعَثُ من في القبورِ ، إنَّ اللهَ لا يخلَفُ الميعادَ”.
  • وكذلك روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ قالَ وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا منَ المشرِكينَ إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَه وبذلِك أمرتُ وأنا أول المسلمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِك لا إلَه إلَّا أنتَ أنتَ ربِّي وأنا عبدُك ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ واهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدي لأحسنِها إلَّا أنتَ واصرف عنِّي سيِّئَها لا يصرفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ لبيكَ و سعديكَ و الخيرُ كلُّه في يديكَ والشر ليس إليك أنا بِك و إليك تبارَكتَ وتعاليتَ أستغفرُك وأتوبُ إليكَ“.
  • كما روى عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ“.

حكم دعاء الاستفتاح

إنّ حكم دعاء الاستفتاح هو سنّة مستحبّة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإذا صلّى  المرء ونسي أن يستفتح بصلاته، أو حتّى أنّه لم يستفتح رغم عدم نسيانه فلا تبطل صلاته، بل تصحّ على إجماع أهل العلم، والخلاصة أنّ من يفتتح بما جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فله أجر ما استفتح به، ومن لم يفعل فلا إثم عليه ولا حرج على صلاته، والله ورسوله أعلم.

فوائد أدعية الاستفتاح في الصلاة

إنّ لأدعية الاسفتاح المختلفة الفوائد الكثيرة التي تعود على المسلم بالنفع في دنياه وآخرته، ومن فوائد أدعية الاستفتاح في الصلاة:

  • التقديم به قبل المناجاة بين العبد وربّه بفاتحة الكتاب.
  • وفي بعض صيغه الاعتراف بالخطايا والذنوب، ممّا يدفع المرء إلى معرفة قدر نفسه أمام خالقه.
  • كذلك أن ينسب المرء ذنوبه لنفسه ولا يوكلها إلى القضاء والقدر، فإذا عرف المرء ذنوبه وتطهّر منها كانت مناجاته أتمّ.
  • كذلك إنّ دعاء الاستفتاح هو ما يكون مكملاً لمقاصد العبادة، ففيه يرى المسلم نفسه ضعيفًا ومذنبًا ويطلب العفو ويتذلل لخالقه لكي يطهره من الخطايا والذنوب.
  • كما ذكر في بعض صيغ الدعاء الوجه دون باقي أعضاء الجسد في إشارة إلى أنّه أشرفها، وذلك أنّ المرء يحاسب بظواهر الأمور في ما يكون من الخطايا.
  • كذلك التقرب من الله تعالى بتوحيده، وبالبراءة من الشرك به.

ما هو دعاء الاستفتاح مقالٌ فيه تمّ الحديث عن أهميّة الدعاء في حياة المسلم، وذكر بعض الأدعية التي يسنّ للمرء أن يدعو بها في صلاته، وكذلك ما ورد من صيغ أدعية الاستفتاح وحكمها وفوائدها.

السابق
هل الحزام الناري معدي أم لا؟ الأسباب والأعراض وطرق العلاج
التالي
فضل الايتين الاخيرتين من سورة البقرة

اترك تعليقاً