الصحة النفسية

متى يتوقف النمو

متى يتوقف النمو

 

نمو الإنسان

يُعرف نمو الانسان بأنّه مجموعة من الأحداث البيولوجية التي تُؤدي إلى نضج الجسم ونموه، وتبدأ هذه الأحداث عادةً في بداية مراحل الحياة، وهو مصطلح يختلف عن النمو التطوري أو تطور الانسان التي تّعرف بأنّها عملية نمو قدرات الشخص العقلية، والجسدية، والاجتماعية، إذ تُؤثر العوامل الشخصية السلوكية والبيئة المحيطة كثيرًا في عملية التطور الكامل.

ويتمثل النمو جسديًا بنمو الصفائح العظمية الموجودة في نهايات العظام الرئيسية في الجسم، ويؤدي انقسام هذه الصفائح إلى نمو عظام جديدة، ممّا يحثُّ الأنسجة العضلية المرتبطة بها على النمو أيضًا، وتستمر العظام بالنمو إلى سنٍ معين، ثم تتوقف بسبب انغلاق الصفائح العظمية، ولكن ذلك لا ينطبق على العضلات؛ إذ يُمكن بعد ذلك تنمية وبناء العضلات بممارسة تمارين القوة.

متى يتوقف نمو الإنسان؟

تختلف فترة توقف نمو الانسان ما بين الذكر والأنثى، بالرغم من مرورهما بمراحل النمو نفسها، وفيما يأتي توضيح لتوقف النمو لدى الجنسين:

توقف نمو الرجل

ينمو الذكور بمعدلات عالية، قد تجعل بعض الآباء يتعجب من قدرتهم على ذلك؛ إذ يكتمل معظم نمو الرجال عند بلوغهم السادسة عشر، وقد يستمر البعض إلى ما بعد ذلك بقليل فقط، وتصل ذروة النمو عند الرجال خلال مرحلة البلوغ، التي حينها يبدأ الذكر بالنمو بمعدل 7.6 سم لكل سنة خلال هذه المرحلة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المعدل يختلف من شخص إلى أخر، بسبب عدم بلوغ الجميع مرحلة البلوغ في نفس السن، ولا يؤثر هذا الأمر على الطول، بل فقط على بداية ونهاية هذه المرحلة فقط، ويقع الذكور تحت تصنيفين لبلوغ هذه المرحلة كما يأتي:

  • البلوغ المبكر؛ أن يصل الذكر لمرحلة البلوغ مبكرًا، ما بين سن 11 -12 سنة.
  • البلوغ المتأخر؛ أن يصل الذكر لمرحلة البلوغ متأخرًا، ما بين سن 13 -14 سنة.

ويصل المعدل الطولي للرجال بعد بلوغ سن 20، والانتهاء من النمو إلى 175.4 سم، وتلعب الجينات الوراثية دورًا مهمًا في تحديد طول الرجل، بالإضافة إلى النظام الغذائي، وتغذية الأم خلال فترة الحمل.

توقف نمو الانثى

تصل ذروة النمو عند الإناث ما بين سن 10 -14، ويصلنَّ إلى طولهنَّ النهائي عادة في سن 15؛ إذ يُلاحظ بأنّ الإناث يبدأن وينتهينَّ من مرحلة البلوغ أبكر من الذكور، وقد تستمر بعض الإناث بالنمو حتى سن السادسة عشر، وهو أمر طبيعي، أمّا الأمر غير الطبيعي أن تصل الأنثى مرحلة البلوغ في السن الثامنة فقط، أو أن تتأخر في البلوغ إلى ما بعد سن 16، وهنا يجب زيارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية مُؤثرة على الهرمونات.

العوامل المؤثرة في نمو الإنسان

يتأثر نمو الانسان بالعديد من العوامل، التي قد تكون ذات تأثير إيجابي أو سلبي، وفيما يأتي بعض العوامل المؤثرة على نمو الانسان:

  • التغذية: يُؤثر عامل التغذية على النمو منذ فترة الحمل، لذلك تحتاج الأم الحامل لتناول الكثير من المواد الغذائية، مثل؛ حمض الفوليك، وذلك لحماية الطفل من مشكلات الولادة التي تُؤثر على النمو، ويجب الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات، والمعادن، والكربوهيدرات، والدهون، وهي عناصر مهمة جدًا لنمو الطفل عقليًا وجسديًا.
  • الجنس: يُؤثر نوع الجنس على التطور الخاص بالطفل؛ إذ يلعب هذا العامل دورًا في النضج المعرفي؛ إذ يُلاحظ بأنّ الإناث أكثر استعدادًا للتعلم من الذكور، كما تختلف طرق التعلم بين الجنسين، وليس ذلك فحسب؛ إذ إنّ لنوع الجنس تأثيرًا على تطور الطفل من خلال نظرة المجتمع إليه، وكيفية التعامل معه إن كان ذكرًا وأنثى.
  • الوراثة: تعني الوراثة نقل الصفات الجسمانية من الآباء إلى الأبناء من خلال الجينات، ومن هنا يُمكن القول بأنّ الجينات أو الوراثة، تُؤثر على النمو بتأثيرها على الطول والوزن، ونوع الشعر، وبنية الجسم. وليس ذلك فحسب؛ إذ تُؤثر الجينات أيضًا على القدرة العقلية والذكاء، ولسوء الحظ يُمكن لبعض الأمراض أيضًا، أن تنتقل عن طريق الوراثة؛ كداء السكري، وأمراض القلب.
  • البيئة المحيطة: تؤثر البيئة المحيطة كثيرًا على النمو، وتتمثل بالعديد من الجوانب مثل؛ علاقة الشخص بعائلته، وعلاقته بالمجتمع، والظروف الجيولوجية؛ إذ ينمو الشخص جيدًا في بيئة محيطة خالية من التوتر، كما أنّ الأجسام تميل للتأقلم مع درجات الحرارة المختلفة، ولذلك يُلاحظ اختلاف في النمو بين البيئات المتعددة.
  • الرياضة والصحة: ولا يعنى هنا ممارسة التمارين الرياضية، بل ممارسة النشاطات الجسمانية التي يُفضلها الأطفال كاللعب، ويُساعد هذا الأمر على بناء العضلات، وتحسين الصحة، ومقاومة العديد من الأمراض. 
  • الهرمونات: تؤثر الهرمونات المفرزة من جهاز الغدد الصم على الكثير من وظائف الجسم منها النمو، وكذلك يؤثر أيضًا وقت إفرازها، ويُؤدي أيّ خلل في إفراز الهرمونات أو توقيت إفرازها إلى حدوث مشكلات في النمو.
  • الوضع الاقتصادي والاجتماعي: يُؤثر الوضع الاقتصادي والاجتماعي للعائلة على نمو الطفل؛ إذ يرفع هذا الأمر من الفرص المتاحة للشخص، للدراسة في مدارس أفضل والتعلم تعليمًا أفضل، وهو أمر ذو أثر على المدى البعيد.

مسببات تأخر النمو

يوجد العديد من الأسباب التي قد تُؤدي إلى تأخر النمو، وفيما يأتي البعض منها:

  • التعرض لمشكلات صحية تؤثر على الغدة الدرقية.
  • التعرض لمشكلات في هرمونات النمو.
  • مستويات الأنسولين في الجسم.
  • عدم توازن الهرمونات الجنسية.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات الوراثية، مثل؛ متلازمة داون.
  • ملاحظة: تقلّ معدلات النمو عند الذكور المصابين بالسمنة، أو عند الذين يعانون من سوء التغذية، وتظهر مشكلات تأخر النمو عادة في مرحلة الطفولة، ولذلك يجب زيارة الطبيب عند وجود أيّ شك في ذلك.

مَعْلُومَة

يُعدّ هرمون النمو الطاقة المستخدمة للنمو، ويُساعد كذلك في الحفاظ على الأنسجة والأعضاء خلال حياة الفرد، ويُفرز هذا الهرمون من الغدد النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ، وتضعف قدرة هذه الغدد على إفراز هذا الهرمون بعد بلوغ منتصف العمر الافتراضي للشخص.

وبما أنّ هذا الهرمون مهم لتحسين جودة النمو، وإصلاح الخلايا، ولعملية الأيض أيضًا، فلا بدّ من أخذ بعض النصائح التي تُدَّعِم إفرازه طبيعيًا، لتحسين جودة الحياة، والوقاية من بعض الأمراض كما يأتي:

  • خسارة الدهون الزائدة في الجسم.
  • التقليل من تناول السكريات.
  • عدم تناول الكثير من الطعام قبل النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية ذات الحدة العالية.
  • النوم الكافي.
  • الصوم المتقطع.
السابق
ماهو الفيتامين الذي يسبب نقصه مرض الاسقربوط
التالي
أضرار دوالي الساقين

اترك تعليقاً