الفيتامين الذي يسبب نقصه مرض الأسقربوط
يحدث مرض الأسقربوط نتيجةً لحدوث نقص شديد ومزمن في فيتامين (ج) أو ما يعرف بحمض الأسكوربيك، وقد شاعت حالات الإصابة بهذا المرض في العصور السابقة بين البحارة الذين كانت تستغرق رحلاتهم البحرية عدة شهور دون تمكنهم من الحصول على الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بفيتامين (ج)، إلا أنه يمكن العثور على بعض الحالات من مرض الأسقربوط في الوقت الحاضر.
تزداد فرصة الإصابة بالأسقربوط لدى الأشخاص الذين تفتقر أنظمتهم الغذائية إلى الأطعمة الغنية بفيتامين (ج)، ويبدأ ظهور أعراضه لدى الأشخاص حال استنفاذ مخزون هذا الفيتامين في الجسم، إذ يتعذّر على الجسم إنتاج فيتامين (ج)، لذا قد تنشأ الأعراض خلال فترة يبلغ متوسطها حوالي أربعة أسابيع عند تعذّر الحصول على أي كميات من فيتامين (ج)، ويؤدّي هذا الفيتامين دورًا حيويًا في العديد من الوظائف والعمليات الأيضية في الجسم، ومنها ما يلي:
- تكوين الكولاجين الذي يتمثّل دوره الرئيس بدعم وتقوية الجلد والأوعية الدموية والعظام، والتئام الجروح.
- يعدّ فيتامين (ج) مضادًا قويًا للأكسدة، إذ يتكفل بتخليص الجسم من مركبات الجذور الحرة التي تطلق خلال عملية استقلاب الأكسجين وتلحق التلف بأغشية الخلايا.
- المساهمة في دعم امتصاص الحديد، ولا سيما الحديد الموجود في المصادر النباتية، مثل: الفول، والعدس.
- مقاومة العدوى، إذ يؤدي فيتامين (ج) دورًا في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي -خاصةً الخلايا اللمفاوية- في مواجهة العدوى.
- إنتاج بعض المواد المهمة في الجسم، مثل الناقلات العصبية في الدماغ.
أعراض مرض الأسقربوط
قد تبدأ الأعراض التي يسببها نقص فيتامين (ج) بالظهور في غضون فترة تتراوح بين 8-12 أسبوعًا من الحصول على كميات غير كافية من هذا الفيتامين، وقد يواجه الأشخاص عددًا من العلامات المبكرة لمرض الأسقربوط، ومنها ما يلي:
- فقدان الشهية.
- نقصان الوزن.
- الإحساس بالتعب والإعياء.
- التهيج.
- الشعور بالخمول والفتور.
كما قد تتشكل علامات وأعراض أخرى في غضون شهر إلى 3 أشهر، ومنها ما يلي:
- فقر الدم.
- الشعور بألم في العضلات والعظام.
- تورم الجسم واحتباس السوائل فيه، وتعرف هذه الحالة بالوذمة.
- ظهور الحبرات، وهي بقع حمراء صغيرة تتشكل بسبب حدوث نزيف بسيط تحت الجلد.
- الإصابة بأمراض اللثة وفقدان الأسنان.
- تأخر التئام الجروح.
- الشعور بضيق في التنفس.
- تقلبات المزاج والاكتئاب.
وقد تتفاقم شدة الأعراض والمشكلات الصحية الناشئة عند الأشخاص مع مرور الوقت وزيادة النقص في فيتامين (ج)، مسببًا ظهور عدد من المضاعفات الشديدة والمهددة للحياة، ومنها ما يلي:
- انتفاخ وتورم في مختلف أجزاء الجسم.
- اليرقان، واصفرار شديد في الجلد.
- انحلال الدم، وهو تكسر وتمزق وانحلال يصيب خلايا الدم الحمراء.
- حدوث نزيف مفاجئ وتلقائي دون وجود سبب واضح.
- الاعتلال العصبي.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- التشنجات.
- نزف تحت العظام، وهو نزيف يحدث في نهايات العظام الطويلة.
عوامل تزيد خطر الإصابة بمرض الأسقربوط
يتوجب على الأشخاص الحصول على كميات كافية من فيتامين (ج) من المصادر والأطعمة الغنية به أو المكملات الغذائية؛ نظرًا لعدم قدرة الجسم على إنتاجه، ويصاب بمرض الأسقربوط الأشخاص الذين يفتقر نظامهم الغذائي إلى الفواكه والخضروات الطازجة أو لا يتبعون أنظمةً غذائيةً صحيةً ومتوازنةً، وقد تزيد بعض العوامل والحالات المرضية من خطر إصابة الأشخاص بسوء التغذية ومرض الأسقربوط، ومنها ما يلي:
- صغار السن، أو كبار السن.
- الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
- عيش الشخص بمفرده أو عدم تمكنه من الحصول على الفواكه والخضار الطازجة والأطعمة الغنية بالمغذيات؛ لتردي الدخل أو العيش في مناطق لجوء أو نائية.
- اتباع حميات محددة.
- اضطرابات الأكل.
- بعض الحالات النفسية، أو العصبية، أو المناعية.
- الإعاقة الجسدية.
- داء الأمعاء الالتهابي، مثل: متلازمة القولون العصبي، أو مرض كرون، أو التهاب القولون التقرحي.
- أمراض الجهاز الهضمي، أو الاضطرابات الأيضية.
- الإسهال المزمن.
- الجفاف.
- التدخين.
- العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي.
- الفشل الكلوي الذي يستلزم إجراء غسيل للكلى.
علاج مرض الأسقربوط
يمكن علاج مرض الأسقربوط بسهولة من خلال اتباع نظام غذائي يتضمن الأطعمة الغنية بفيتامين (ج)، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، كالبرتقال، والفلفل الأحمر والأخضر، والفراولة، والبروكلي، والبطاطا.
قد ينصح الطبيب بعض الأشخاص بتناول مكملات فيتامين (ج) إلى أن تتحسن حالة النقص في مستوياته، ويمكن التأكد من هذه المستويات بإجراء فحص للدم، وتتحسن معظم حالات مرض الأسقربوط في غضون 48 ساعةً، ويتماثل الأشخاص للشفاء التام خلال أسبوعين من تلقي العلاج.
