الصحة النفسية

مراحل السرطان الخبيث

مراحل السرطان الخبيث

 

السرطان الخبيث

يتميز السرطان الخبيث بمقدرته على الانتشار أو الوصول إلى أنحاء أخرى من الجسم، وقد يتمكن من الانتشار موضعيًا إلى الأنسجة والخلايا الطبيعية المجاورة له، أو قد ينتشر في خلايا وأنسجة أعضاء ليست بالبعيدة كثيرًا عنه؛ كالعقد اللمفاوية مثلًا، أو قد ينتشر إلى أعضاء أخرى بعيدة عن موضع انتشاره أصلًا، وحينئذ يُمكن تسميته باسم “النقيلة” أو المرحلة الرابعة من السرطان، وهذا يشير باختصار إلى مرور السرطان الخبيث على أرض الواقع بمراحل متنوعة، لكن ومع ذلك، فإن خلايا السرطان تبقى تتألف من المركب الأساسي للسرطان الأصلي الذي أصاب الجسم وليس من مركب الخلايا التي غزاها السرطان؛ فمثلًا يبقى اسم سرطان الثدي هو سرطان الثدي عند وصوله إلى الرئة، ولن يكون بالإمكان تسميته سرطان الرئة على الرغم من تواجده داخل الرئة، كما سيجري استعمال طرق علاج سرطان الثدي معه، وليس طرق علاج سرطان الرئة، لكن وعلى أي حال، يعجز الأطباء أحيانًا عن تحديد المكان الأصلي لانطلاق السرطان الخبيث، كما يُمكن لبعض الأشخاص أن يُصابوا بنوع جديد ورئيسي من السرطان يختلف عن نوع السرطان الذي كانوا يُعانون منه في الأساس، ولقد أطلق الأطباء على هذه النوع اسم السرطان الثانوي، لكن هذا النوع يبقى نادر الحدوث.

مراحل انتشار السرطان الخبيث

يهدف تصنيف انتشار السرطان الخبيث إلى مراحل مختلفة إلى تحديد حجم السرطان وطبيعة انتشاره إلى أنحاء أخرى من الجسم، وعادةً ما تُصنف مراحل السرطان ابتداء من المرحلة الأولى (I) حتى المرحلة الرابعة (IV) وبأرقام رومانية، ولتحديد هذه المراحل، يجب على الطبيب التوصل لمعلومات حول طبيعة الأورام من الناحية السريرية والمرضية، لكن يجب الانتباه هنا إلى أن هذا التصنيف يُعد مناسبًا فقط للسرطانات الخبيثة التي تؤدي إلى تشكل أورام محسوسة، وليس لسرطانات منتشرة؛ مثل سرطان الدم، أو سرطان العقد اللمفاوية، أو ربما سرطان الدماغ أيضًا، وعلى العموم يُمكن شرح مراحل السرطانات على النحو الآتي:

  • المرحلة صفر (0): تشير هذه المرحلة إلى عدم وجود سرطان وإنما خلايا شاذة ومن المحتمل أن تُصبح سرطانًا مع مرور الوقت.
  • المرحلة الأولى (I): يُصبح السرطان ذا حجمٍ صغير عند وصوله إلى هذه المرحلة، كما أنه يتمركز فقط في منطقة صغيرة وحيدة.
  • المرحلة الثانية (II) والمرحلة الثالثة (III): يتمكن السرطان أثناء هذه المراحل من زيادة حجمه بصورة ملحوظة، كما يكون بوسعه الانتشار إلى أنسجة أخرى وعقد لمفاوية مجاورة له.
  • المرحلة الرابعة (IV): ينتشر السرطان إلى أنحاء أخرى من الجسم في هذه المرحلة، ويُمكن تسميته حينئذ بالنقيلة أو السرطان المنتشر أو المتقدم.

وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد نظام آخر لتصنيف مراحل السرطان يُدعى بنظام تصنيف الورم والعقد والنقائل أو ما يُعرف اختصارًا ب(TNM)، وهو نظام يُمكن الأطباء من تصنيف السرطان بناءً على معايير معينة لها علاقة بالورم، والعقد اللمفاوية، وانتشار السرطان أو النقيلة، لكن معظم أنواع السرطانات أصبح لديها نسخة خاصة بها من هذا النظام بهدف تصنيفها وفقًا لمعايير محددة، كما أن الجهات الصحية العالمية تسعى إلى تحديث هذا النظام كل 6-8 سنوات وفقًا للمعلومات والأبحاث الجديدة في مجال السرطانات.

تصنيفات لمراحل السرطان الخبيث

يصعب على الأطباء اعتماد نظام موحد لتصنيف مراحل السرطان عند جميع أنواع السرطانات كما ورد سابقًا، وهذا أدى إلى خلق أنواع كثيرة من تصنيفات مراحل السرطان التي تُطبق فقط على أنواع معينة من السرطان، منها:

  • تصنيف أورام الجهاز العصبي المركزي: تمتاز الخلايا السرطانية الناشئة داخل الدماغ بعدم انتشارها خارج الدماغ أو الحبل الشوكي، وقد أدى هذا إلى تنوع تصنيفات مراحل هذه السرطانات وعدم وجود نظام واحد لتطبيقه عليها جميعًا، بما في ذلك نظام تصنيف الورم والعقد والنقائل أو (TNM).
  • تصنيف سرطانات الأطفال: رفضت الجهات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة سرطانات الأطفال إلى قائمة السرطانات التي يُمكن تصنيفها باتباع نظام تصنيف الورم والعقد والنقائل، وهذا دفع بالأطباء إلى استخدام أنظمة تصنيف منفصلة لتصنيف هذه السرطانات وفقًا لأنواع السرطانات التي يُعاني منها الأطفال.
  • تصنيف سرطانات الدم: يعجز نظام تصنيف الورم والعقد والنقائل عن وصف سرطان الدم، أو سرطان العقد اللمفاوية، وأنواع أخرى من السرطانات، وهذا ما أدى إلى خلق تصنيفات جديدة لهذه الأنواع من السرطان؛ فمثلًا يلجأ بعض الأطباء إلى الاستعانة بنظام يُدعى نظام كوتسولد من أجل تصنيف مراحل أورام لمفومة هودجيكين.

أهمية تحديد مراحل السرطان الخبيث

يسعى الأطباء إلى معرفة مرحلة السرطان الخبيث من أجل تحديد العلاجات الطبية القادرة على مقاومة السرطان؛ ففي حال كان في مرحلة مبكرة أو كان متموضعًا في مكان محدود، فإن الطبيب قد يلجأ إلى الخيار الجراحي أو العلاج الإشعاعي لاستئصال السرطان، وهذا قد يكون كافيًا للتخلص منه نهائيًا، لكن في حال وصل الطبيب إلى قناعة بأن السرطان قد تمكن من غزو مناطق أخرى من الجسم، فإن علاج السرطان حينئذ قد يتضمن إعطاء المريض عقاقير العلاج الكيماوي، أو العلاج الهرموني، أو أنواعًا أخرى من الأدوية التي تستهدف السرطان، لكن أهمية تحديد مراحل السرطان لا تتوقف فقط على تحديد علاج السرطان، وإنما توجد فوائد أخرى لها، مثل:

  • مساعدة الطبيب على التنبؤ بمآل أو نتيجة المرض عند المريض أو التنبؤ بفرص النجاة من المرض.
  • مساعدة الطبيب على التنبؤ بنجاعة العلاج المقدم للتخلص من السرطان.
  • تقديم معلومات مهمة للباحثين الذين يختصون في إجراء التجارب السريرية لمحاولة التوصل لعلاج للسرطان أو تحديد التجارب السريرية المناسبة التي يُمكن للمريض الاستفادة منها بناءً على مرحلة السرطان الذي لديه.

درجات السرطان الخبيث

يعتمد تحديد درجة السرطان على بنية الخلايا السرطانية أو شكلها عند فحصها تحت المجهر في المختبر، وعادةً ما تُمنح الخلايا السرطانية درجة أولى (I)، أو درجة ثانية (II)، أو درجة ثالثة (III)، وتشير الدرجة المنخفضة بالطبع إلى كون السرطان بطيء الانتشار، بينما تشير الدرجة العالية إلى كون السرطان سريع الانتشار، ويمكن إعطاء نبذة عن هذه الدرجات كما يأتي:

  • درجة (I): يتشابه شكل الخلايا السرطانية التي تنتمي إلى هذه الدرجة مع شكل الخلايا الحية الطبيعية، كما أن نموها ما يزال بطيئًا وليس سريعًا.
  • درجة (II): لا تتشابه الخلايا السرطانية التي تنتمي إلى هذه الدرجة مع شكل الخلايا الطبيعية، كما أنها تنمو بوتيرة أسرع من نمو الخلايا الطبيعية.
  • درجة (III): لا تظهر الخلايا السرطانية التي تنتمي إلى هذه الدرجة بهيئة أو شكل طبيعي، وقد تكون قادرة على النمو والانتشار بوتيرة عدوانية أو خبيثة جدًا.
السابق
من علامات الساعة الصغرى – أيام الصبر
التالي
اعراض التسمم

اترك تعليقاً