الصحة النفسية

علاج عرق النسا بالزنجبيل حقيقة أم خرافة

علاج عرق النسا بالزنجبيل حقيقة أم خرافة

عرق النسا

تنشأ آلام عرق النسا نتيجة لتهيج ما يُعرف بعصب النسا أو العصب الوركي، وهنالك من يُطلق على هذه الآلام اسم آلام الظهر، لكن الحقيقة هي أن آلام عرق النسا لا تقتصر على الظهر فقط، وإنما تمتد إلى أماكن أخرى في تلك المنطقة؛ لأن عصب النسا هو أصلًا العصب الأطول والأعرض في الجسم ككل، ويمر من أسفل الظهر وخلال المؤخرة حتى يصل إلى الساقين ويعبر من خلال الركبتين، ويُعد هذا العصب مسؤولًا عن التحكم بالكثير من العضلات الموجودة في أسفل الساقين، فضلًا عن استشعار الجلد فوق القدمين وأغلب أسفل الساق، ومن الجدير بالذكر أن الباحثين يرفضون اعتبار عرق النسا مرضًا بحد ذاته، وإنما عرض لأحد الأمراض التي تصيب عصب النسا، وتشير التقديريات إلى إمكانية ظهور المعاناة من عرق النسا عند 40% من الناس أثناء إحدى فترات حياتهم، وينسب الخبراء 90% من حالات عرق النسا إلى الإصابة أصلًا بالديسك أو القرص المنفتق، وعلى أية حال، هنالك الكثير من العلاجات الطبية للتعامل مع آلام عرق النسا، وقد يتساءل البعض عما إذا كان للزنجبيل دورٌ في تخفيف آلام عرق النسا، وهذا سيرد بمزيدٍ من التفصيل في الأسطر التالية.

حقيقة الزنجبيل لعلاج عرق النسا

لا يوجد الكثير من الدراسات والأدلة العلمية التي أكدت صراحةً على مقدرة الزنجبيل على علاج عرق النسا، لكن بعض الخبراء ينصحون بتناول الزنجبيل بسبب احتوائه على خواص مضادة للالتهابات ومعززة للمناعة والصحة العامة، وهذا الأمر لا ينطبق على الزنجبيل فقط بالطبع، وإنما ينطبق كذلك على أنواع أخرى من الأصناف العشبية والغذائية، بما في ذلك المكسرات، والشاي الأخضر، والشاي الأسود، والأسماك الدهنية، وبعض أنواع الخضراوات والفواكه، وفي حال التركيز فعلًا على تناول هذه الأصناف، فإن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى انخفاض في فرص الإصابة بعرق النسا على المدى الطويل.

ومن الجدير بالذكر أن الزنجبيل قد اكتسب سمعة بين الناس لأنه قادر على تخفيف حدة التهابات المفاصل على الرغم من أن الدراسات التي بحثت في هذا الأمر قد خرجت بنتائج متضاربة إلى حدٍ ما، لكن إحدى الدراسات عام 2000 قد وجدت بأن الزنجبيل يمتلك قدرة على تخفيف الآلام بنفس مستوى دواء الإيبوبروفين الشهير، كما أن دراسة أحدث ترجع إلى عام 2010 استنتجت بأن للزنجبيل قدرة على تخفيف حدة الآلام العضلية الناجمة عن ممارسة الأنشطة البدنية، وهنالك دراسة أخرى اجريت عام 2015 وجدت أن الزنجبيل مفيدٌ لتخفيف آلام التهابات المفاصل، وعلى العموم يصعب القول بأن هذه الدراسات دليل على قدرة الزنجبيل على علاج عرق النسا، لكنها تُعطي انطباعًا بأن للزنجبيل قدرة على تخفيف الآلام عمومًا، خاصة تلك التي تصيب العضلات والعظام والمفاصل، وعلى أية حال، قد يكون من المهم التذكير هنا بوجود فوائد كثيرة أخرى للزنجبيل، منها محاربة الزكام والرشح، وعلاج الغثيان والتقيؤ، ومنع الإصابة بالسرطانات والأورام، والتقرحات، والسكري، والصداع النصفي.

العلاجات الطبيعية والبديلة لعرق النسا

يعترف الخبراء والباحثون بمحدودة الأدلة العلمية التي تُساند فاعلية أي من العلاجات الطبيعية أو البديلة لغرض علاج عرق النسا، لكن هنالك بعض العلاجات والأساليب الطبيعية والبديلة التي قد تحمل بعض الفائدة، منها:

  • الإبر الصينية: أجريت دراسة عام 2009 على 90 مصابًا بعرق النسا، وقد وجد الباحثون أن هنالك علاقة بين استخدام الإبر الصينية وبين الحد من مستوى أعراض عرق النسا لدى هؤلاء المصابين.
  • العلاج اليدوي: يُعرف هذا العلاج أيضًا باسم العلاج بتقويم العمود الفقري أو ما يُسمّى (Chiropractic)، وعلى الرغم من أن الدراسات التي بحثت في فعاليته لعلاج عرق النسا خرجت بنتائج متضاربة، إلا أن بعض الدراسات ترى بأنه مفيد لتحسين وظائف العمود الفقري وربما تسكين آلام عرق النسا أيضًا.
  • الكمادات الحارة أو الباردة: ينصح البعض باستخدام الكمادات الباردة في البداية من أجل تسكين الآلام والتورمات، وبالإمكان وضع الثلج أو الخضراوات المجمدة داخل قطعة من القماش ثم لفها حول منطقة الألم، وتركها لـ 20 دقيقة ولعدة مرات في اليوم، وقد يكون من الأنسب استخدام الكمادات الدافئة بعد مضي بضعة أيام، ويجب وضعها لـ 20 دقيقة أيضًا، وفي حال استمرت الآلام، يجوز التبديل بين الكمادات الباردة والدافئة.
  • المساج والتّدليك: تتمكن بعض أساليب التدليك والمساج من استهداف مناطق أسفل الظهر، والحوض، والفخذين والساقين، وهذا قد يكون كافيًا لتسكين آلام عرق النسا وفقًا لدراسة نشرت عام 2018.
  • ممارسة الأنشطة البدنية: قد يظن المريض أن ممارسة التمارين الرياضية أو البدنية أثناء فترات الشعور بألم عرق النسا هو أمرٌ غير منطقي أو طبيعي، لكن الحقيقة هي أن الدراسات العملية أشارات إلى حقيقة أن أخذ الكثير من الراحة يُمكن أن يزيد من الأعراض وليس أن يقللها، لذا فإن من الأنسب البدء بتحريك الجسم عبر ممارسة بعض الأنشطة الخفيفة وغير المجهدة؛ كالمشي مثلًا حول مكان السكن.

قد يُهِمُّكَ

قد تتساءل عزيزي القارئ عن إمكانية أخذ الزنجبيل والكركم معًا لعلاج آلام عرق النسا، وللإجابة على هذا التساؤل تجدر الإشارة أولًا إلى أن الزنجبيل والكركم هما أصلًا جذور لنباتات ويُستخدمان حول العالم ليس كطعام فحسب، وإنما لأغراضٍ علاجية كثيرة، خاصة فيما يتعلق بتسكين الآلام، ويمتاز الكركم تحديدًا باحتوائه على مركب الكركمين النشط، الذي يمتاز بخواص مضادة للالتهابات والأكسدة أيضًا، وقد وجدت الدراسات أن الكركم شبيه بالزنجبيل من ناحية القدرة على تسكين الآلام، إلى درجة تتيح مقارنته ببعض أنواع الأدوية المصممة لعلاج الآلام، ولقد أظهرت الدراسات السريرية أن للكركم مقدرة على تسكين آلام أحد أنواع التهابات المفاصل وأنواع أخرى من التهاب الأمعاء المزمنة، وهذا في المحصلة يُعزز إمكانية أخذ الزنجبيل مع الكركم لغاية تسكين الآلام، ويُمكن كذلك اخذ الكركم مع أنواع أخرى من الأعشاب والبهارات المفيدة واللذيذة؛ كالفلفل الأسود، والثوم، والكمون أيضًا.

السابق
فطريات البلعوم
التالي
علاج سيلان الانف الدائم

اترك تعليقاً