الصحة النفسية

مرض السكر

مرض السكر

 

مرض السكري

ينظم الجسم مستويات الجلوكوز في الدم بإنتاج هرمون الأنسولين، ومع عجز البنكرياس عن إنتاجه طبيعيًا تظهر مشكلة مرض السكر أو السكري الذي يشتهر بكونه مرضًا مزمنًا يسبب زيادة مفرطة في مستوى السكر، ويؤدي تجاهل هذا المرض إلى الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة، ويعد مرض السكري من الأمراض الأكثر انتشارًا بين الفئات العمرية المختلفة، وتوجد الكثير من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بهذا المرض، خاصة النوع الثاني، ومن بين هذه الأسباب أو العوامل-مثلًا- السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والأنماط الحياتية السيئة، وغيرها الكثير من العوامل، وتكمن مشكلة الإصابة بهذا المرض باعتباره غير قابل للعلاج التام، إلا أنه يمكن التكيف معه والحفاظ على صحة الجسم باتباع النصائح الصحية والتغذوية المناسبة كما سيرد لاحقًا.

أنواع مرض السكر

صنف مرض السكر إلى ثلاثة أنواع رئيسية تختلف عن بعضها البعض من حيث طبيعة المرض، وهي كالتالي:

  • داء السكري النوع الأول: يصيب هذا النوع الأطفال والشباب عادةً، وينشأ هذا النوع لأسباب مناعية ناجمة عن مهاجمة جهاز المناعة الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس ويدمرها، فيحتاج فيه المصاب إلى الأنسولين بوتيرة مستمرة، لوجود نقص في إنتاجه، ويُمكن أن يكون للجينات الوراثية دورٌ في الإصابة بهذا النوع من السكري.
  • داء السكري النوع الثاني: يُعد هذا النوع الأكثر شيوعًا ويصيب البالغين وكبار السن، لكنه أصبح شائعًا أكثر بين الأطفال والمراهقين خلال العشرين سنة المنصرمة، وتعود أسباب الإصابة به إلى اتباع عادات غير صحية، وفي هذا النوع يكون إنتاج الأنسولين طبيعيًا إلى حدّ ما، لكن قد تكون كميته غير كافية أو أن الجسم يعجز عن استخدام الأنسولين كما يجب، تزداد فرص الإصابة بهذا النوع من السكري عند الأفراد المصابين بالسمنة على وجه التحديد.
  • سكري الحمل: سمي هذا النوع من السكري بهذا الاسم بسبب اقتصار حدوثه أثناء فترة الحمل، وغالبًا ما يتمكن الأطباء من تشخيصه أثناء الفترة الوسطى أو المتأخرة من الحمل، ويظهر هذا المرض عند 2-10% من النساء الحوامل تقريبًا، لكن على العموم يبقى من الضروري الحفاظ على مستوى السكر ضمن معدلاته الطبيعية أثناء الحمل لحماية نمو الجنين داخل الرحم.

أعراض مرض السكر

تظهر أعراض السكري النوع أو النمط الأول فجأة ودون مقدمات، بينما قد لا تظهر أي أعراض عند المصابين بسكري النمط الثاني، وفي حال ظهرت عليهم أعراض، فإنها غالبًا أعراض بسيطة ويصعب التعرف عليها لديهم، وعلى العموم يُمكن ذكر أعراض سكري النوع الأول والنوع الثاني على النحو الآتي:

  • العطش الشديد.
  • كثرة التبول.
  • الجوع الشديد.
  • الضعف والإعياء غير المبرر.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • عدم التئام الجروح بسرعة.
  • الشكوى من الحكة والعدوى الجلدية.
  • التقلبات المزاجية.
  • الصداع والدوخة.
  • تشنجات القدمين.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • فقدان الوزن غير المبرر في حال الإصابة بسكري النوع الأول، بينما زيادة الوزن في سكري النوع الثاني.

علاج مرض السكر

يعتمد علاج مرض السكر على نوعه، والعلاج يعني السيطرة على المرض تجنبًا للمضاعفات الصحية التي تؤثر على بقية أعضاء الجسم مثل الإصابة بالفشل الكلوي، وتلف شبكية العين، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وبتر القدمين وغيرها من المضاعفات الخطيرة التي سترد لاحقًا، وعادةً ما يحتاج مرضى النوع الأول إلى أخذ حقن الأنسولين، أما المصابين بالنوع الثاني فقد يحتاجون إلى الأنسولين أيضًا، لكن عادةً ما يتوجب عليهم اتباع طرق علاجية أخرى بجانب الأنسولين والأدوية، مثل:

  • تغيير النظام الغذائي: يُعد اتباع الحمية الغذائية المناسبة من بين أكثر الطرق الفعالة لضبط مستوى السكر في الدم، وهذا الأمر يتحقق عبر التركيز على الأطعمة الطازجة والصحية؛ كمنتجات الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضراوات، ومصادر البروتينات قليلة الدهون، فضلًا عن التقليل من استهلاك السعرات الحرارية الفارغة وتجنب المأكولات السكرية، والمشروبات الغازية، والأطعمة المقلية، والكحوليات.
  • علاج السمنة: يحتاج مريض السكري إلى السيطرة على وزنه وخسارة الوزن الزائد لحماية جسمه من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، وغيرها من الأمراض السيئة، لكن قد يكون من الأنسب الالتزام بخطوات ثابتة وبطيئة لخسارة الوزن، وليس بخطوات سريعة.
  • ممارسة الرياضة: بات الخبراء ينصحون مرضى السكري بممارسة 30 دقيقة من الأنشطة الرياضية خلال 5 أيام في الأسبوع على الأقل، وبالإمكان ممارسة أنواع كثيرة من الأنشطة البدنية؛ كالمشي والسباحة وركوب الدراجة، لكن يبقى من الأنسب استشارة الطبيب أولًا لتحديد نوع التمارين المناسبة.
  • الأدوية العلاجية: يحتاج مريض السكري النوع الثاني إلى الالتزام بالأدوية العلاجية التي تنظم مستوى السكر في الدم، ومن بين أشهر هذه الأدوية-مثلًا- دواء الميتفورمين، الذي يُمكن أخذه على شكل حبوب أو سائل.

الوقاية من مرض السكر

تعد الوقاية من مرض السكر أمرًا ممكنًا باتباع مجموعة من النصائح التي تشتمل على:

  • الابتعاد عن العادات غير الصحية؛ كالتدخين، وتناول الدهون المشبعة، والسكريات، والكربوهيدرات.
  • التعود على ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
  • التركيز على شرب الماء والابتعاد عن شرب المشروبات السكرية.
  • الحرص على إنقاص الوزن أو الوصول إلى الوزن المثالي في حال كان الفرد يُعاني أصلًا من السمنة.
  • تجنب السلوكيات الحياتية التي تتميز بالخمول والكسل.
  • التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية وتجنب الأطعمة المصنعة.
  • التركيز على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د؛ كالأسماك الدهنية وزيت السمك.
  • شرب القهوة والشاي؛ لأن هذه المشروبات تحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة.
  • تجربة بعض المستخلصات العشبية؛ كمركب الكركمين الموجود في الكركم ومركب البربارين.

مضاعفات مرض السكر

لا تظهر مضاعفات مرض السكر فجأة، وإنما تدريجيًا مع مرور الوقت، وللأسف تتميز بعض مضاعفات السكر بدرجة عالية من الخطورة، وقد تتضمن الآتي:

  • أمراض القلب والشرايين، التي تتضمن أمراض الشاريين التاجية، والنوبة القلبية، والجلطة الدماغية، وتصلب الشرايين.
  • تلف أو اعتلال الأعصاب، خاصة في الساقين، وعادةً ما يؤدي هذا الأمر إلى الإحساس بالتنميل والحرقة في أطراف القدمين أو اليدين، وفي حال وصل تلف الأعصاب إلى أعصاب المسؤول عن الهضم، فإن ذلك قد يؤدي إلى الإمساك او الإسهال.
  • تلف الكليتين، الذي يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي و الخضوع لغسيل الكلى.
  • تلف العينين، الذي يُمكن أن يتسبب في النهاية بحدوث عمى أو فقدان للمقدرة البصرية.
  • تلف القدمين، الذي ينشأ عن التقرحات وجروح الناجمة عن سوء التروية الدموية إلى القدمين، وهذا –كما هو معروف- يؤدي إلى زيادة في خطر لجوء الأطباء إلى بتر القدمين.
  • المشاكل الفطرية والبكتيرية التي تصيب الجلد.
  • الإصابة بالاكتئاب ومشاكل السمع.

انتشار مرض السكر

ازداد عدد الأفراد المصابين بمرض السكر حول العالم من 108 مليون في عام 1980 إلى 422 مليون في عام 2014 وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ولقد تحدثت المنظمة عن زيادة ملحوظة في انتشار هذا المرض في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، كما أكدت المنظمة على كون مرض السكر هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى، والنوبات القلبية، والجلطات الدموية، وبتر الأطراف، ولقد وصل عدد الوفيات الناجمة عن مرض السكري إلى نحو 1.6 مليون إنسان في عام 2016، وهذا الأمر دفع بالمنظمة إلى وضع مرض السكر في المرتبة السابعة في قائمة أكثر الأمراض المؤدية للوفاة في عام 2016.

السابق
كيفية ازالة البلغم
التالي
الماء قبل الأكل

اترك تعليقاً