الصحة النفسية

مرض ضغط الدم وعلاجه

مرض ضغط الدم وعلاجه

 

ضغط الدم

تضخ عضلة القلب الدم إلى أعضاء وأنسجة الجسم؛ إذ يُضخ الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية عبر الشرايين من القلب إلى جدران هذه الشرايين، والضغط الذي يتشكل في هذه الشرايين هو ضغط الدم الذي يبلغ ذروته عندما تنقبض عضلة القلب وتضخ الدم ويسمى الضغط هنا الضغط الانقباضي، ويُسمى الضغط عندما يرتاح القلب ويمتلئ بالدم من جديد بالضغط الانبساطي.

لذا يتكون قياس ضغط الدم من رقمين، يُمثل العلوي منهما الضغط الانقباضي في حين يمثل الرقم السفلي الضغط الانبساطي، على سبيل المثال 120/80 ملليمتر من الزئبق وهو قياس ضغط الدم الأمثل، ولكن قد ترتفع هذه القيم أو تنخفض عند بعض الناس مشيرة إلى وجود مشكلة في ضغط الدم، وهو ما يُعرف بمرض الضغط.

ارتفاع ضغط الدم

يرى الخبراء أنّه من الطبيعي أن تزداد حدة ارتفاع ضغط الدم لدى الفرد عند بذله أي نوع من الأنشطة البدنية أو الرياضية، لكن المشكلة تُصبح جدية وخطيرة في حال ارتفاع ضغط الدم لديه أثناء فترات الراحة؛ لأنّ ذلك يعني وجود إجهاد إضافي مستمر على عضلة القلب وجدران الشرايين.

ومن المعروف أنّ ارتفاع ضغط الدم لا يُؤدي إلى ظهور أعراضٍ ظاهرة على المصاب في الغالب، بسبب قدرة الأعضاء الجسمية الداخلية على مقاومة ارتفاع ضغط الدم لفترة زمنية طويلة، لكن يبقى ارتفاع ضغط الدم من بين المشكلات التي يُمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بالنوبة القلبية، والسكتات الدماغية على المدى البعيد في حال إهمال تلقي العلاج المناسب، ممّا يُفسر تركيز خبراء الصحة على ضرورة قياس ضغط الدم بانتظام لدى الأفراد جميعًا. ويمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم حادًا وخطيرًا كما هو الحال في انخفاض ضغط الدم أيضًا الذي يمكن أن يكون شديدًا ومهددًا للحياة.

يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تزداد قوة ضغط الدم على جدران الشرايين الداخلية مسببةً الضرر والعديد من المشاكل لتلك الجدران مع مرور الوقت؛ إذ يمكن أن يسبب الضغط المتزايد على جدران الشرايين في تشكل انتفاخات صغيرة في الأوعية الدموية، وهو ما يسمى بتمدد الأوعية الدموية، كما يمكن أن يتضخم القلب، ممّا يزيد من خطر فشل أداء عضلة القلب، وتتسبب الأضرار التي ستلحق بالأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم بالمشكلات في الأجهزة المختلفة مثل؛ الكلى بالإضافة إلى الأوعية الصغيرة في العين التي يمكن أن تسبب مشكلات في الرؤية، وقد تُؤدي إلى العمى.

يجهل الخبراء ماهية الأسباب الحقيقة الواقعة وراء الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند معظم الحالات، ويقولون بأنّ حالة واحدة فقط من بين 20 حالة إصابة بهذه المشكلة يُمكنها أن تكون ناجمة عن الإصابة بمشكلات صحية أخرى؛ كأمراض الكلى المزمنة مثلًا، وعلى أي حال ينسب الكثير الخبراء الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى وجود عوامل خطر عديدة؛ فمن المعروف على سبيل المثال أنّ بعض الأعراق تبقى أكثر عرضة من غيرها للإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما تكثر حالات ارتفاع ضغط الدم عند الأفراد بعمر 60 سنة وأكثر، بالإضافة إلى المدخنين والأفراد الذين يفرطون باستهلاك الكثير من المشروبات الكحولية، ولا يغيب عن الخبراء كذلك توعية الناس حول إمكانية أن تؤدي السمنة المفرطة إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أيضًا.

كما يوجد العديد من العوامل المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم أو التي تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتتضمن ما يأتي:

النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من الملح والقليل من البوتاسيوم.
  • الإجهاد المفرط والنشاط البدني القليل جدًا.
  • عوامل وراثية.

قد يرتبط ارتفاع ضغط الدم عند البعض بمشكلات صحية أخرى أو نتيجة لآثار بعض الأدوية الجانبية، وهنا يسمى ارتفاع ضغط الدم بارتفاع ضغط الدم الثانوي، لأنّه يحدث بشكل ثانوي نتيجةٍ لحالات طبية أخرى، ويُقاس الضغط بميزان الضغط الشائع الذي يقيس ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بعد تضخيم الذراع من خلال أجهزة الاستشعار فيه، ويكون الضغط مرتفعًا عندما يكون قياس الضغط يزيد عن 130 / 80 ملليمتر من الزئبق..

علاج ارتفاع ضغط الدم

تتضمن الطرق التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج ارتفاع ضغط الدم ما يأتي:

  • اتباع أنماط الحياة الصحية: يؤكد الخبراء على إمكانية أن يؤدي اتباع أساليب المعيشة الصحية إلى خفض مستوى ضغط الدم خلال بضعة أسابيع فقط عند بعض الحالات، وتتضمن أبرز هذه الأساليب أو الأنماط ما يأتي:
    • تناول الطعام المتوازن وقليل الدهون، مع التركيز على تناول الفواكه والخضراوات.
    • الحد من استهلاك ملح الطعام إلى ما دون 6 غرامات في اليوم الواحد.
    • الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافايين.
    • الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية أو الرياضية.
    • الحد من استهلاك المشروبات الكحولية .
    • الحرص على النوم 6 ساعات في الليل.
    • فقدان المزيد من الوزن، وتجنب الإصابة بالسمنة.
    • الإقلاع عن التدخين.
  • تناول الأدوية: يصف الأطباء أنواعًا كثيرة من الأدوية لتخفيض مستوى ضغط الدم عند الأفراد، ومع الأسف فإن بعض المرضى سيضطرون إلى المداومة على أخذ الأدوية إلى بقية حياتهم، وتتضمن أهم أنواع هذه الأدوية ما يأتي:
    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: تخفّض هذه الأدوية مستوى ضغط الدم عبر إراحة الأوعية الدموية، لكنها قد تتسبب بنفس الوقت بحصول بعض الأعراض الجانبية؛ كالسعال، والصداع، والدوار، ويُعد دواء الإنالابريل ودواء البيريندوبريل أشهر أمثلتها.
    • حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسن II: تتضمن أهم الأدوية الواقعة تحت هذا التصنيف على دواء الكانديسارتان ودواء الإربيسارتان، وعادةً ما يصف الأطباء هذه الأدوية في حال تسببت أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين بحدوث أعراضٍ جانبية سيئة، لكن يبقى لهذه الأدوية أيضًا أعراضها الجانبية السيئة أيضًا؛ كالمعاناة من الصداع أو المعاناة من أعراض شبيهة بأعراض الزكام.
    • مدرات البول: يهدف إعطاء مدرات البول إلى إزالة كميات الماء والأملاح الزائدة من الجسم عبر البول، ويُعد دواء البندروفلوميثيازيد من أشهرها، لكن قد يُؤدي استعمالها أيضًا إلى حدوث أعراضٍ جانبية أحيانًا؛ كالدوخة أثناء الوقوف، والعطش، وكثرة التبول.
    • حاصرات قنوات الكالسيوم: تمتلك هذه الأدوية قدرة على خفض ضغط الدم عبر توسعة الأوعية الدموية، لكنها تمتلك أيضًا مقدرة على التسبب بحدوث أعراضٍ جانبية كثيرة؛ كالصداع، وتورم الكاحلين، والإمساك، خاصةً في حال تناول عصير الجريب فروت أثناء تناول هذه الأدوية، وعمومًا تتضمن أشهر أمثلتها؛ دواء الأملوديبين، ودواء الفيراباميل.
    • حاصرات بيتا: تُفلح هذه الأدوية في دفع القلب إلى النبض بوتيرة بطيئة وبجهد أقلّ حدة، لكن يبقى مفعولها أقلّ محدودية من أدوية ارتفاع الضغط الأخرى، ويُعدّ دواء الأتينولول ودواء البيسوبرولول من بين أبرز أمثلتها، أما بالنسبة إلى أعراضها الجانبية، فإنّها قد تتضمن؛ المعاناة من الصداع، والتعب، وبرودة اليدين أو القدمين.

انخفاض ضغط الدم

قد لا يسبب انخفاض ضغط الدم أي مشكلات لدى البعض، ولكن يمكن لانخفاض ضغط الدم الحاد أن يسبب العديد من المشكلات التي تتضمن؛ الدوخة والإغماء بالإضافة إلى خطر تهديد الحياة في الحالات الشديدة جدًا؛ إذ يشير ضغط الدم الانقباضي الذي يقل عن 90 ملليمتر من الزئبق وضغط الدم الانبساطي الذي يقل عن 60 ملليمتر من زئبق إلى انخفاض ضغط الدم، الذي يمكن أن تتراوح أسبابه من أسباب بسيطة مثل؛ الجفاف إلى اضطرابات طبية وجراحية خطيرة، وتتضمن الأعراض الشائعة لانخفاض ضغط الدم المفاجئ:

  • الدوخة أو الدوار.
  • الإغماء.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • الغثيان.
  • الإعياء.
  • قلة التركيز.

وفي بعض الحالات يكون الانخفاض في ضغط الدم شديدًا، ممّا قد يُهدد الحياة، وتتضمن أعراض هذه الحالة ما يأتي:

  • الارتباك، وخاصة في كبار السن.
  • البرد وشحوب الجلد.
  • التنفس السريع الضحل.
  • ضعف نبضات القلب، وسرعتها في آن واحد.
السابق
ما علاج الحرقان
التالي
علاج ضغط الراس

اترك تعليقاً