الصحة النفسية

نقص الكرياتينين في الدم

 

ما هو الكرياتينين ولماذا يحدث له نقص في الدم؟

الكرياتينين هو أحد المخلّفات الكيميائية الناتجة عن عمليّة التمثيل الغذائي للعضلات، ويدخل جزء بسيط منه إلى الجسم عن طريق تناول اللّحوم، لتزويد الجسم بالطّاقة، وعندما يدخل الكرياتينين لمجرى الدّم تمتصه الكلى وتصفيته وتطرح الزّائد منه في البول إلى خارج الجسم مع غيره من الفضلات التي توجد في مجرى الدّم، كآليّة يعتمدها الجسم للحفاظ على مستويات الكرياتينين الطبيعيّة، إذ تشير مستويات الكرياتينين في الدّم إلى صحّة عمل الكليتين، فإذا كانت هناك مستويات عالية أو منخفضة عن المعدّل الطّبيعي منه في الدّم تكون إشارة لوجود مشاكل صحيّة في وظائف الكلى، ويُكشف عن مستويات الكرياتينين في الدّم عادةً إمّا بأخذ عيّنة من الدّم، أو عيّنة من البول.

وفي هذا المقال سنتطرّق لنقص مستويات الكرياتينين في الدّم التي تحدث بسبب خلل في وظائف الكبد المسؤول عن تصنيعه وتخزينه ورفد الدّم به عند الحاجة، أو ضمور في الكتلة العضليّة التي لا تعتبر عرض خطير بسبب التقدّم في العمر، وهناك الكثير من العوامل والحالات المرضيّة التي تؤدّي لضمور الكتلة العضليّة، أو خلل في وظائف الكبد سنتناولها في الأسطر القليلة القادمة.

ما أعراض وآثار نقص الكرياتينين في الدم؟

تعتمد أعراض وآثار نقص مستويات الكرياتينين في الدّم على الحالة الرّئيسيّة المسبّبة له، وعادةً تنحصر في الأعراض التّالية:

  • ضمور في الكتلة العضليّة يرافقها صعوبة في الحركة.
  • آلام وتيبّس في العضلات.
  • الإصابة باليرقان.
  • تورّم في البطن يترافق بألم.
  • تدمّم البراز أو شحوب لونه، أو اصطباغه بلون يشبه القطران.

ما أسباب نقص الكرياتينين في الدم؟

ملاحظة الكاتبة: إلى ضابط الجودة يرجى تعديل كلمة الكرياتينين في عنوان هذه الفقرة من أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث انخفاض في مستويات الكرياتينين في الدّم ما يأتي:

  • سوء التّغذية الحاد أو اتباع حمية غذائيّة قاسية، فكليهما يحرم الجسم من السّعرات الحراريّة الضّروريّة التي تزوّده بالطّاقة التي تحتاجها أعضائه للقيام بمهامها الحيويّة، فيضطرّ الجسم للبحث عن مصدر بديل للطّاقة، فيلجأ إلى تكسير الدّهون والبروتين من الأنسجة العضليّة وإفقادها كتلتها، وقد jؤدّي الإصابة بأحد الأمراض المرتبطة بسوء امتصاص العناصر الغذائيّة لانخفاض مستويات الكرياتينين في الدّم.
  • اتّباع نظام غذائي نباتي صرف، الأمر الذي يحرم الجسم من البروتين الحيواني الذي يلعب دورًا ولو قليلًا بتزويد الجسم بالكرياتينين.
  • اختلال وظائف الكبد، إذ كما أشرنا أعلاه فالكبد هو المسؤول عن تصنيع البروتينات وتفكيكها ورفد الدّم بها للحصول على الطّاقة، وعندما يُصاب الكبد بأي مرض يؤثّر على وظيفته ويجعله عاجزًا عن تصنيع وتخزين البروتينات، وعدم قدرته على إمداد الجسم بها، ما يسبّب انخفاض في مستويات الكرياتينين في الدّم.
  • الإفراط في تناول الماء من الأسباب غير الخطيرة التي تسبّب انخفاض مستويات الكرياتينين في الدّم؛ لأنّ الماء يخفّف من تركيز جميع مكوّنات الدّم.
  • تناول بعض أنواع الأدوية التي تسبّب تداخل دوائي يؤدّي لانخفاض غير حقيقي في مستويات الكرياتينين في الدّم، ويُعطي قراءة خاطئة لمستوياته.
  • التقدّم في السّن الذي يرافقه ضمور في الكتلة العضليّة.
  • فترة الحمل عند المرأة والتي يرافقها تحفيز في عمل الكليتين، ما يجعلهما تنشطان في امتصاص الكرياتينين من الدّم وطرده مع البول خارج الجسم، ما يؤدّي لانخفاض مستوياته في الدّم.

المستويات الطّبيعيّة للكرياتينين في الدّم

فحص مستويات الكرياتينين في الدّم من الفحوصات الرّوتينيّة المنتظمة للتأكّد من مدى كفاءة عمل الكليتين، خاصة إذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدّم، أو مرض السّكري، أو لديه تاريخ عائلي في أمراض الكلى، وعند فحص مستويات الكرياتيتين في الدّم يراعي الطّبيب الفئة العمريّة للمريض، والعِرق، والجنس، إذ تختلف معدّلاته الطّبيعيّة عند كبار السّن بالمقارنة مع الشّباب أو الأطفال، وكذلكَ تختلف مستوياته عند الذّكور وعند الإناث، ومستوياته الطبيعية كما يلي:

الفئة العمريّة
معدّل المستوى الطّبيعي للكرياتينين في الدّم
الذّكور البالغين
0.9 إلى 1.3 ملغم/ ديسيلتر
الإناث البالغات
0.6 إلى 1.1 ملغم/ ديسيلتر
الأطفال من سن ثلاث سنوات وحتّى الثّامنة عشرة
0.5 إلى 1.0 ملغم/ ديسيلتر
الأطفال دون سن الثّلات سنوات
0.3 إلى 0.7 ملغم/ ديسيلتر

التحضير لفحص مستويات الكرياتينين في الدم

إن فحص مستويات الكرياتينين في الدّم لا يستدعي الصّيام، بل يجب على الفاحص أن يتناول الطّعام والشّراب كالمعتاد للحصول على نتائج دقيقة، ولكن إذا أردت إجراء فحص الكرياتينين يجب أن تخبر الطّبيب عن الأدوية التي تتناولها دون وصفة طبيّة، والتي من شأنها أن تؤثّر في مستويات الكرياتينين في الدّم مثل مضادّات الالتهاب غير السّتيرويديّة كالمسكنات، أو الأسبرين، أو المضادات الحيويّة من عائلة السيفالوسبورين، فقد يطلب منك الطّبيب التوقّف عن أخذ مثل هذه الأدوية، أو تعديل جرعتها قبل إجراء الاختبار للحصول على نتيجة دقيقة، وقد تختلف النتائج من مختبر إلى آخر حسب نوع العيّنة إن كانت بالدّم، أو البول، أو وفقًا لمعايير القياس المُعتمدة في كل مختبر، وعادةً ما يكون الطّبيب على علم بها، ويأخذها بعين الاعتبار عند فحص النّتيجة.

مَعْلومَة: هل يمكن علاج نقص الكرياتينين في الدم؟

يعتمد علاج نقص مستويات الكرياتينين في الدّم على الحالة المسبّبة له، فإن كانت ناتجة عن الحمل، أو التقدّم بالعمر الذي يرافقه ضمور الكتلة العضليّة فلا حاجة للعلاج؛ لأنّها حالات طبيعيّة، أمّا إن كان نقص مستويات الكرياتينين ناتج عن حالة مرضيّة، ففي هذه الحالة يجب علاجها بأحد الطّرق التّالية التي تعتمد على المرض المسبّب:

  • تدعيم الكتلة العضليّة في الجسم عن طريق العلاج الدّوائي أو الجراحي، أو عن طريق العلاج الطّبيعي لتمرين العضلات وتقويتها، والحثّ على ممارسة التّمارين الرياضيّة التي تدعّم العضلات مثل الجري، والسّباحة، وركوب الدرّاجات، ورفع الأثقال.
  • اتّباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميّة مناسبة من البروتينات، لا سيما لأولئكَ النّباتيين، أو الذي يتّبعون حمية غذائيّة قاسية، أو من يعانون من سوء التّغذية، ويُنصح بهذه الحالة بتناول من ست إلى خمس وجبات صغيرة على مدار اليوم، شريطة أن تكون غنيّة بالخضار والفواكه، وكميّة مناسبة من اللّحوم الغنيّة بالبروتين.
  • تناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على مستويات عالية من الكرياتينين، التي يمكن الحصول عليها من الصيدليّات وتحت استشارة الطّبيب.
  • استشارة الطّبيب لتعديل الجرعة الدّوائيّة التي قد يسبّب تداخلاتها مع الأدوية الأخرى إلى انخفاض مستويات الكرياتينين في الدّم، أو استبدال الدّواء ببديل آخر.
السابق
ظاهرة رينود
التالي
ما هي الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن؟

اترك تعليقاً