هل يجوز الترحم على الحيوانات ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي يجب أن يعرف المسلمون إجابتها، فالكثير من الناس يقومون بتربية الحيوانات، ويعتنون بها ويرتبطون بها، فإذا ما مات ذلك الحيوان يحزنون عليه حزنًا كبيرًا، وذلك رحمة وحبًا بها، وما سنعرفه في هذا المقال هل من الجائز الدعاء للحيوان الميت بالرحمة.
هل يجوز دفن الحيوانات بعد موتها
قبل أن نجيب عن السؤال: هل يجوز الترحم على الحيوانات، سنعرف حكم دفن الحيوانات بعد موتها، حيث أنّه جاء في السنّة أنّ من تكريم الميت أن يدفن بأسرع وقت، ولكنّ لا يُقال هذا للحيوان عند موته، بل يُقال للأدمي فقط، ولكن لا بدّ من دفن الحيوان الميت وذلك من باب دفع الضرر عن المسلمين، لذلك فدفنه مشروع من باب إزالة الأذى عن المسلمين، فالمسلمون يتضررون من رائحته.
هل يجوز الترحم على الحيوانات
إنّ الرحمة بالحيوانات والرفق بهم أمر مُرغَبٌ فيه، ودليل ذلك حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يقول فيه: “الرَّاحمون يرحَمُهم الرَّحمنُ ارحَموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السَّماءِ”, كما قال صلّى الله عليه وسلّم في حديث آخر: ” والشاةَ إنْ رَحِمْتَها رَحِمَك اللهُ”، وأمّا الدعاء للحيوانات الميتة بالرحمة بعد موتها فليس من السنّة ولم يُعرف عن السلف الصالح، كما أنّ الحيوان غير مؤاخذ بالأمور التي تتعلق بالظالم، ويكون ترابًا.
هل يجوز البكاء على الحيوان
تموت الحيوانات وتحشر يوم القيامة وذلك بدليل قوله تعالى: “وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ”، وقوله تعالى: “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ”، وقد علّق ابن عباس على ذلك قائلًا: “حشر كل شيء حتى الذباب”، فالحيوانات كائنات تعيش وتموت وتحشر كالإنسان ثم تُصبح ترابًا يوم القيامة بعد أن تقتصّ من بعضها، والحزن والبكاء عليها في حال موتها لا شيء فيه ولا يُحرم إلّا إذا بلغ حدّ التسخّط، فالبكاء والانشغال بأمور أخرى أولى، والله أعلم.
وهكذا نكون قد أجبنا عن السؤال هل يجوز الترحم على الحيوانات، وعرفنا حكم دفن الحيوانات بعد موتها، وعرفنا أيضًا حكم الحزن والبكاء على الحيوانات الميتة، وأنّه لا حرج في ذلك ولكن بحدّ معين.
