الصحة النفسية

هل يمكن علاج ارتفاع الحرارة بالبصل

هل يمكن علاج ارتفاع الحرارة بالبصل

ارتفاع درجة الحرارة

لا يُعد ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى أمرًا خطيرًا دائمًا، إذ إن ارتفاع درجة الحرارة لا يُعد مرضًا بحد ذاته، وإنما علامة دالة على الإصابة بأحد الأمراض أو العدوى، وينظر الكثير من الخبراء إلى الحمى على أنها آلية طبيعية يلجأ إليها الجسم لمحاربة العدوى، لكن يُمكن للحمى أن تنشأ عن أسبابٍ أخرى ليس للعدوى علاقة بها؛ كضربة الشمس، أو تناول بعض أنواع الأدوية مثلًا، ويُمكن للحمى كذلك أن تظهر إلى جانب أعراض أخرى؛ كالإسهال، والتهاب الحلق، وآلام الأذن، وغيرها من الأعراض التي تتباين وفقًا للمرض أو السبب الذي أدى إلى الإصابة بالحمى في الأساس.

وعمومًا، فإن أكثر أسباب الإصابة بالحمى شيوعًا هي الزكام والتهابات المعدة، لكن قد تشتمل أسباب الإصابة بالحمى أيضًا على كل من؛ التهابات الرئة، والمثانة، والكلى، والحلق، والسرطانات، والالتهابات المختلفة في الجسم، وهذا يعني أن علاج الحمى سيتوقف أولًا على ماهية الأسباب التي أدت إليها،لكن قد يسعى البعض إلى استخدام العلاجات البديلة والعشبية الطبيعية لعلاج الحمى؛ كالبصل مثلًا، وهذا ما سيكون عليه موضوع المقال التالي.

علاج ارتفاع درجة الحرارة بالبصل

يُعد الزكام من بين أكثر أسباب ارتفاع درجة الحرارة شيوعًا عند الناس، وقد حاول العديد من الأشخاص استخدام البصل لعلاج الزكام والإنفلونزا منذ 1500 عام تقريبًا، بل إن البعض لجأوا إلى وضع البصل داخل الجوارب ثم ارتدائها أو لف القدم بها لعلاج الزكام وتصفية الدم من السموم أيضًا، ويشير الباحثون إلى أن هذه الممارسة تعود إلى أيام انتشار الطاعون في العالم القديم، كما أن هناك علاقة بين هذه الممارسة وبين تعاليم الطّب الصّيني، وعلى الرغم من كثرة المقالات المنشورة على الإنترنت والتي ادعت بأن البصل هو علاج فعال لمقاومة الزكام، إلا أن الخبراء ينفون صحة ذلك تمامًا، ويؤكدون على انعدام الأدلة التي تشير إلى فاعلية استخدام البصل لعلاج أعراض الزكام أو الإنفلونزا، والتي من ضمنها الحمى كما هو معروف.

لكن وفي الوقت ذاته، يشير باحثون آخرون إلى احتواء البصل على مضاد للأكسدة يُدعى بالكيرسيتين، والذي يوجد أيضًا في التفاح، ويتميز هذا المضاد بخواصه المضادة للهستامين، والتي تُعد مفيدة لعلاج المشاكل التنفسية الناجمة عن الحساسية وفقًا لإحدى الدراسات التي أجريت على الفئران في عام 2007، لذا بات بعض الخبراء يشيرون إلى أن مركب الكيرسيتين هو أحد مضادات الهستامين الطبيعية القادرة على علاج حمى القش أو الحساسية الموسمية،لكن يبقى من الصعب الجزم بأن البصل مفيد لعلاج ارتفاع الحرارة بسبب قلة الأدلة العلمية التي تصرح بذلك مباشرة، كما أن أسباب ارتفاع الحرارة كثيرة ومتنوعة، ويلزم أخذ علاجات طبية لعلاج بعضها، كما لا يوجد علاج سحري بوسعه علاج جميع أسباب الإصابة بالحمى كما ورد مسبقًا؛ ففي حال كان سبب الحمى هو الالتهابات البكتيرية، فإن العلاج سيتضمن وصف مضاداتٍ حيوية وليس البصل.

علاجات أخرى لارتفاع درجة الحرارة

أشار الخبراء إلى وجود علاجاتٍ كثيرة أخرى لعلاج ارتفاع درجة الحرارة، منها:

  • الأدوية: يتوفر في الصيدليات أنواعٍ مختلفة من الأدوية القادرة على علاج ارتفاع درجة حرارة الجسم؛ كدواء الباراسيتامول ودواء الإيبوبروفين، لكن يجب التواصل مع أطباء الأطفال قبل إعطاء الطفل أي نوع من أنواع الأدوية، خاصة في حال كان الطفل بعمر 3 أشهر أو أقل.
  • السوائل: إذ لا بد من شرب الكثير من السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم أثناء فترة الإصابة بالحمى ومنع تدهور الأمور لتصل إلى درجة الإصابة بالجفاف نتيجة لارتفاع درجة الحرارة.
  • الاستحمام: يُساهم الاستحمام في خفض درجة حرارة الجسم، لكن يجب تجنب الاستحمام بالماء البارد كثيرًا؛ لأن ذلك يؤدي إلى دفع الجسم إلى الرجفان، وهذا يزيد من الحرارة بدلًا من إنقاصها.
  • الكمادات الباردة: تُعد الكمادات الباردة من بين أكثر العلاجات البديلة الشائعة لعلاج ارتفاع الحرارة، خاصة عند وضع هذه الكمادات تحت الإبط وفوق منطقة الخصر.
  • علاجات أخرى: إذ إنه من الضروري إزالة الملابس عن جسم المريض وتعريضه للهواء البارد من خلال وضع مروحة هوائية أمام جسمه من أجل خفض الحرارة الشديدة.

الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة

إذ إنَّ بوسع الأفراد وقاية أنفسهم من الإصابة بارتفاع الحرارة والحمى عبر تجنيب أنفسهم التعرض للأمراض والميكروبات المسببة للأمراض، وبالإمكان الوصول إلى هذا الهدف عبر اتباع بعض الخطوات الوقائية البسيطة، مثل:

  • غسل اليدين بكثرة وتعليم الأطفال كيفية غسل أيديهم دائمًا.
  • اصطحاب المناديل النظيفة والكريمات أو المطهرات الشخصية عند الذهاب إلى الأماكن التي لا يتوفر فيها الصابون أو الماء لغسل اليدين.
  • تجنب ملامسة الفم، والأنف، والعينين؛ وذلك لأن الجراثيم والبكتيريا تدخل إلى الجسم عبر هذه الأماكن.
  • تغطية الفم والأنف عند العطاس وتعليم الأطفال الأمر نفسه أيضًا.
  • تجنب مشاركة قوارير الماء وأوعية الطعام مع الآخرين.

فوائد البصل الصحية

يمنح البصل العديد من الفوائد الصحية والعلاجية للجسم بأكمله، فيما يأتي إجمالها:

  • خفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم.
  • حماية القلب من الإصابة بالسكتات القلبية وأمراض القلب الأخرى نظرًا إلى أنه يعمل كمميع طبيعي للدم لاحتوائه على مركبات الكبريت فضلًا عن احتوائه على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات المهمة.
  • إدارة ضغط الدم في الجسم.
  • الوقاية من الإصابة بتصلّب الشرايين وتخثر الدم، وذلك لاحتوائه على مركب يسمى روتين.
  • الوقاية من قرحة المعدة ومشكلات الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإسهال والإمساك وديدان المعدة، وذلك بفضل خصائصه الفعالة في حماية البكتيريا النافعة في المعدة والأمعاء وتحسين مستوياتها.
  • وقف نمو الخلايا السرطانية الخبيثة؛ لاحتوائه على مضادات الأكسدة، خاصةً البصل الأحمر والذي يساعد بدوره في تحفيز قتل الخلايا السرطانية لنفسها، خاصة سرطان القولون والثدي.
  • تعزيز صحة العين لاحتوائه على الكبريت، كما يحفز إنتاج بروتين يدعى الجلوتاثيون الذي يعمل كمضاد للأكسدة، وبالتالي يساهم في تخفيض خطر الإصابة بالزرق والضمور البقعي وإعتام عدسة العين.
  • معالجة مشكلات الأذن والتهابها من خلال استخدام بضع قطرات من عصير البصل في الأذن المصابة.
  • تقوية مناعة الإنسان ومقاومته للعديد من الأمراض.
  • تنشيط الجسم واستعادة حيويته ومنحه الطاقة اللازمة لممارسة الأنشطة المعتادة.
  • الحفاظ على صحة العظام ومنع هشاشة العظام، كما يساعد في التخفيف من آلام المفاصل.
  • تقليل مستويات السكر في الدم بفضل محتواه من مركبات الكبريت والبوليفينول التي تلعب دورًا في السيطرة على نسبة السكر في الدم.
  • يفيد الأشخاص المصابين بمشكلات التنفس مثل الربو والتهاب الأنف التحسسي بفضل الخصائص المضادة للالتهابات في البصل والمفيدة في تهدئة أمراض الجهاز التنفسي.
  • تحسين النوم بفضل محتواه من البريبايوتك بالإضافة إلى تقليل التوتر، إذ يساعد البصل في زيادة مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء التي تطلق منتجات ثانوية أيضية تؤثر على وظائف المخ وتحفز النوم.
  • يحتوي البصل على مركبات ثيوسلفينات وثيوسلفونات التي تساعد في تقليل البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، بالإضافة إلى محتواه من فيتامين ج الذي يمكن أن يحافظ على صحة الأسنان.
  • المساعدة في علاج الكوليرا نظرًا لخصائصه المثبطة للميكروب المسؤول عن الكوليرا.
  • تعزيز صحة الدماغ لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي ترتبط بالمواد الضارة الموجودة في المخ وطردها من الجسم، كما تساعد مركبات الكبريت في البصل على إبطاء فقدان الذاكرة المرتبط مع التقدم في بالعمر، ويوجد مركب كبريت آخر في البصل يدعى دي-ن-بروبيل تريسولفيد الذي يحسن بدوره من ضعف الذاكرة.
  • علاج الدوخة والصرع والدوار، إلا أن هذه الفائدة بحاجة للمزيد من الدراسات لإثبات ذلك.

فوائد البصل للرجال

يساعد البصل بمحتواه من العناصر الغذائية المهمة في تحسين الصحة الجنسية للرجل، وتشمل الفوائد التي يمكن الحصول عليها ما يأتي:

  • تحسين عدد الحيوانات المنوية: تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في البصل في تحسين عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل بشكل طبيعي، بالإضافة إلى تحسين الرغبة الجنسية من خلال تناول ملعقة كبيرة من عصير البصل مع ملعقة صغيرة من عصير الزنجبيل ثلاث مرات في اليوم.
  • تحسين القدرة على التحمل: تعزز المواد الكيميائية النباتية الموجودة في البصل بكميات كبيرة فيتامين ج في الجسم الذي يعزز بدوره من جهاز المناعة، وبالتالي تحسين قدرة تحمل الجسم الجنسية ومحاربة السموم والأمراض.
  • تحسين الدورة الدموية: يعد البصل مصدرًا جيدًا للكبريتيدات التي تساعد في السيطرة على مستويات الكوليسترول المتقلبة وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية وبالتالي تعزيز تدفق الدم إلى الأطراف بما في ذلك الأعضاء التناسلية.
  • رفع مستويات هرمون التستوستيرون: وفقًا لبحوث أجريت في جامعة تبريز في إيران فإن عصير البصل الطازج يرفع مستويات هرمون التستوستيرون المهم في الصحة الجنسية للرجل، ويعزز أيضًا صحة الأعضاء الجنسية عند الرجال والنساء.
السابق
ما هي أهمية التفرقة بين أنواع التعازير؟
التالي
ما هو التعزير في الإسلام؟

اترك تعليقاً