دهون البطن
الدهون الحشوية هي عبارة عن الدهون المخزنة داخل تجويف البطن حول عدد من الأعضاء الداخلية الهامة، مثل الكبد والأمعاء والبنكرياس، ومن المهم تحديد الفرق بين الدهون الحشوية والدهون التي تخزن تحت الجلد، لأن الدهون التي تحت الجلد يمكن الشعور بها على الأيدي والساقين، ويمكن لدهون البطن أن تكون نتيجة لكلا النوعين من الدهون، وهي دهون تحت الجلد، بالإضافة إلى الدهون الحشوية، ويشار إلى الدهون الحشوية أحيانًا باسم الدهون النشطة، إذ أظهرت الأبحاث أنّ هذا النوع من الدهون يلعب دورًا مهمًا وخطيرًا وربما يؤثر على كيفية عمل الهرمونات في الجسم، ويرتبط تخزين كميات أكبر من الدهون الحشوية بزيادة المخاطر الصحية بما في ذلك النوع الثاني من السكري.
أسباب دهون البطن
إنّ الأسباب الشائعة لتراكم دهون البطن الزائدة تشمل ما يأتي:
- سوء التغذية: يمكن للنظام الغذائي منخفض البروتين ومرتفع الكربوهيدرات أن يؤثر على الوزن ودهون البطن، إذ يساعد البروتين على الشعور بالشبع لفترة أطول، والأشخاص الذين لا يدخلون البروتين في النظام الغذائي قد يتناولون المزيد من الطعام عامةً، كما أن الدهون المهدرجة، يمكن أن تسبب الالتهابات وقد تؤدي إلى السمنة، وتوجد الدهون غير المشبعة في العديد من الأطعمة، منها الوجبات السريعة والمخبوزات، كما أن تناول الأطعمة السكرية، مثل الكعك والحلوى والمشروبات، مثل الصودا وعصير الفاكهة، يمكن أن تسبب ما يأتي:
- تسبب زيادة في الوزن.
- تسبب إبطاء عملية التمثيل الغذائي.
- تقلل القدرة على حرق الدهون.
- عدم ممارسة الرياضة: فإذا كان الشخص يستهلك سعرات حرارية أكثر مما يحرق، فسوف يزيد وزنه، ونمط الحياة الخامل يجعل من الصعب على الشخص التخلص من الدهون، وخاصة حول البطن.
- الإجهاد: إذ إنّ هرمون الستيرويد المعروف باسم الكورتيزول الذي يساعد الجسم على التحكم والتعامل مع التوتر، وعندما يكون الشخص تحت تأثير الضغط، يطلق الجسم الكورتيزول، وهذا يمكن أن يؤثر على عملية الأيض، ويؤدي كل من الكورتيزول وتناول المزيد من السعرات الحرارية إلى تراكم الدهون حول البطن ومناطق أخرى من الجسم.
- الوراثة: توجد بعض الأدلة على أن جينات الأشخاص يمكن أن تلعب دورًا في الإصابة بالسمنة أم لا، إذ يعتقد العلماء أن الجينات يمكنها التأثير على السلوك والتمثيل الغذائي وخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة، وتلعب العوامل والسلوكيات البيئية أيضًا دورًا في احتمال الإصابة بالسمنة.
- قلة النوم: إذ توجد دراسة في مجلة الطب السريري النوم تربط زيادة الوزن بقلة النوم، مما قد يؤدي إلى زيادة الدهون في البطن، ويمكن أن تلعب كل من نوعية النوم غير الجيدة وقلة ساعات النوم دورًا في نمو دهون البطن، إذ أنّ عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤدي إلى سلوكيات غير صحية للأكل، مثل الأكل العاطفي.
- التدخين: إذ توجد دراسة نشرت في المجلة PloS أظهرت أنه على الرغم من أن البدانة كانت هي نفسها بين المدخنين وغير المدخنين، فإن تراكم الدهون الحشوية عند المدخنين كانت بنسبة أعلى مقارنة بغير المدخنين.
- الكحول: إنّ استهلاك الكحول الزائد يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض الكبد والالتهابات وتراكم الدهون حول البطن تحديدًا.
مخاطر دهون الحشوية
إن تراكم الدهون في الجسم أمر سيئ للصحة، ولكن بالمقارنة مع الدهون الموجودة أسفل الجلد مباشرة، فإن الدهون الحشوية تزيد من خطر الإصابة بالمشاكل الطبية الخطيرة، ومنها:
- أمراض القلب.
- الزهايمر.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- السكتة الدماغية.
- ارتفاع الكوليسترول في الدم.
- تضيق الأوعية الدموية.
- ارتفاع ضغط الدم.
طرق التخلص من دهون البطن
يمكن للإستراتيجيات الآتية أن تساعد على فقدان الدهون الحشوية:
- اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات: إذ أظهرت العديد من الدراسات أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تكون أكثر فعالية في تقليل الدهون من الوجبات الغذائية قليلة الدسم، ففي دراسة استمرت 8 أسابيع شملت 69 رجلًا وامرأة يعانون من زيادة وزنهم، وجد العلماء أن الأشخاص الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا يحتوي على كمية صغيرة من الكربوهيدرات فقدوا 10٪ من الدهون الحشوية و 4.4٪ من إجمالي الدهون أكثر من الذين تناولوا نظامًا غذائيًا قليل الدسم.
- ممارسة التمارين الرياضية: إذ تعد التمارين الرياضية المنتظمة وسيلة ممتازة للتخلص من الدهون الحشوية، وتعد التمارين الهوائية مثالًا على ذلك، إذ تحرق الكثير من السعرات الحرارية، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد على فقدان الدهون الحشوية، حتى دون اتباع نظام غذائي، وأن التمارين الهوائية المعتدلة والعالية الكثافة كانت أكثر فعالية في تقليل الدهون الحشوية دون اتباع نظام غذائي، ومع ذلك، فإن الجمع بين التمارين الرياضية المنتظمة والنظام الغذائي الصحي أكثر فاعلية في استهداف الدهون الحشوية من تطبيق أي منهما بمفرده، وللبدء في ممارسة التمارين الرياضية، يمكن البدء بالمشي السريع أو الركض أو الجري مرتين أو ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع.
- تناول المزيد من الألياف القابلة للذوبان: إذ يمكن تقسيم الألياف إلى فئتين وهي القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، ويمتزج النوع القابل للذوبان بالماء ليشكل مادة تشبه الهلام اللزج، وهذا يساعد على إبطاء توصيل الطعام المهضوم من المعدة إلى الأمعاء، وعند وصول الألياف القابلة للذوبان إلى القولون، تُخمر من خلال بكتيريا الأمعاء إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة، وهذه الأحماض الدهنية هي مصدر رئيسي لتغذية خلايا القولون، كما أنها قد تساعد أيضًا في تقليل الدهون الحشوية عن طريق تقليل الشهية، إذ وجدت دراسة أجريت على 1114 شخصًا أن زيادة تناول الألياف القابلة للذوبان بمقدار 10 غرامات كل يوم يقلل من خطر زيادة الدهون الحشوية بنسبة تصل إلى 3.7٪، ولزيادة كمية الألياف في الطعام، يمكن تناول بذور الكتان والبطاطا الحلوة والبقوليات والحبوب، ويمكن أيضًا تجربة تناول مكمل من الألياف القابلة للذوبان.
- تناول المزيد من البروتين: يعد البروتين من أهم العناصر الغذائية لفقدان الدهون، إذ يمكن أن يساعد في تقليل الجوع من خلال زيادة مستويات هرمونات الشبع ويمكن أن يساعد أيضًا في تقليل مستويات هرمون الجريلين (هرمون الجوع)، إذ أظهرت الدراسات أن البروتين يمكن أن يساعد في زيادة عملية التمثيل الغذائي أيضًا، الأمر الذي يعزز فقدان الوزن وفقدان الدهون الحشوية تحديدًا، بالإضافة إلى ذلك، تشير العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من البروتين يمتلكون كميات أقل من الدهون الحشوية، وأظهرت دراسة أخرى أن تناول البروتين مرتبط بمؤشر كتلة الجسم المنخفضة، وبارتفاع الكوليسترول الجيد، وبمحيط الخصر الأصغر، وهو علامة على الدهون الحشوية، ولزيادة كمية البروتين، ويجب إضافة مصدر للبروتين في كل وجبة، وتشمل بعض مصادر البروتين اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والبقوليات وبروتين مصل اللبن.
- الحد من تناول السكر المضاف: لا يوفر السكر المضاف الفيتامينات أو المعادن اللازمة، واستهلاك الكثير منه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، كما أظهرت الدراسات أيضًا أن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من السكر المضاف يميلون إلى الحصول على المزيد من الدهون الحشوية، إذ يحتوي السكر المُضاف على حوالي 50٪ من الفركتوز، وهو سكر بسيط يُستقلب بواسطة الكبد، وباستهلاك كميات كبيرة منه يمكن أن يتحول الفركتوز إلى دهون بواسطة الكبد، وهذا قد يزيد من تخزين الدهون الحشوية، وبالتالي، قد يكون تناول كميات أقل من السكر والفركتوز طريقة فعالة لفقدان الدهون الحشوية، وفي دراسة أُجريت على 41 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 9 و18 عامًا، استبدل العلماء الفركتوز في وجباتهم الغذائية بالنشا المحتوي على نفس الكمية من السعرات الحرارية، وقد وجدوا أن هذا التغيير البسيط قلل من دهون الكبد بنسبة 3.4 ٪ والدهون الحشوية بنسبة 10.6 ٪ في 10 أيام فقط، ويمكن تقليل كمية السكر المضافة من خلال تناول المزيد من الأطعمة الكاملة، كالخضروات الطازجة والفواكه واللحوم الخالية من الدهن والأسماك.
- تجنب الدهون غير المشبعة: إذ أظهرت الدراسات أن الدهون غير المشبعة يمكن أن تزيد من نسبة الدهون الحشوية وقد تسبب العديد من المشاكل الصحية، لذلك يجب محاولة الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة، مثل المخبوزات ورقائق البطاطس.
- الحصول على النوم الكافي:إذ أظهرت الدراسات أن قلة النوم قد تزيد من خطر زيادة الدهون الحشوية، وبالمقابل، قد يساعد النوم الكافي على تقليل الدهون الحشوية، بالإضافة إلى ذلك، ربط العديد من الدراسات بين توقف التنفس أثناء النوم، وهي حالة تضعف التنفس، وبين زيادة خطر اكتساب الدهون الحشوية، وفي حال وجود صعوبة في النوم فيمكن تجربة تمارين الاسترخاء أو تناول مكملات المغنيسيوم .
- التقليل من التوتر: إذ يمكن أن تحفز الغدد الكظرية في الجسم لإنتاج المزيد من الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، وأظهرت الدراسات أن زيادة إفراز الكورتيزول يمكن أن يزيد من تخزين الدهون الحشوية، بالإضافة إلى الإفراط في تناول الطعام، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى تفاقم هذه المشكلة، ويمكن اتباع بعض الإستراتيجيات للحد من التوتر وتشمل ممارسة الرياضة، أو محاولة اليوغا أو التأمل أو قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
- تناول البروبيوتيك: وهي بكتيريا توجد في المكملات الغذائية والأطعمة، مثل الزبادي، والمخلل، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن بعض البروبيوتيك يمكن أن يساعد على إنقاص الوزن والدهون الحشوية، وقد يقلل من امتصاص الدهون في الأمعاء، مما يزيد من التخلص منها عبر البراز، وقد يساعد أيضًا في تعزيز مستويات هرمون الشبع، وبروتين ANGPTL4، الذي قد يساعد في تقليل تخزين الدهون.
- الصيام المتقطع: وهو وسيلة شائعة لفقدان الوزن، إذ تشير الدراسات أيضًا إلى أن الصيام المتقطع قد يساعد على فقد الدهون الحشوية، وقد وجدت الدراسات أن اتباع أسلوب الصيام المتقطع في تناول الطعام ساعد في تقليل الدهون الحشوية بنسبة 4-7 ٪ على مدى فترة 6-24 أسبوعًا.