إبر الحساسية
تُستخدم إبر الحساسية بهدف منع ظهور الاستجابات التحسسية أو التخفيف من شدتها على الأقل، وعادةً ما تحتوي هذه الإبر على كمية صغيرة للغاية من المادة المثيرة للحساسية، وهذا يعني ضرورة التعرف أولًا على ماهية المواد المثيرة للحساسية عند الشخص من أجل إعطائه إبر الحساسية المناسبة له، وغالبًا ما تعمل إبر الحساسية على تحفيز الجهاز المناعي تدريجيًا من أجل دفعه إلى استحداث استجابات مناعية مختلفة لمقاومة المادة المثيرة للحساسية، وتُعد إبر الحساسية أحد الحلول الجيدة لتخفيف حدة الأعراض التحسسية على المدى البعيد لدى المريض، لكن يجب على المريض الخضوع لكورس كامل من العلاج على مدى ثلاث سنوات على الأقل من أجل الاستفادة من هذه الإبر، وقد يحتاج المريض إلى الانتظار لستة أشهر أو سنة حتى يتمكن من ملاحظة انخفاض في حدة أعراض الحساسية التي يُعاني منها، وللأسف قد تعجز هذه العلاجات عن الاتيان بأي نتيجة أو بنتائج ضئيلة عند بعض الحالات، وهنا يجب التوقف عن الاستمرار بأخذ هذه الإبر.
أضرار إبر الحساسية
لا تظهر عادةً أي أعراض سيئة بسبب إبر الحساسية عند معظم الأفراد الذين يتلقون هذه الإبر، لكن وبسبب احتواء هذه الإبر أصلًا على مواد مثيرة للحساسية، فإنه يبقى من المحتمل أن تظهر أعراض تحسسية لدى بعض الأفراد، وبالإمكان شرح هذه الأعراض أو الاستجابات على النحو الآتي:
- أعراض موضعية: تتضمن هذه الأعراض ظهور تورم، أو تهيج، أو احمرار في مكان حقن الإبر، وقد تظهر هذه الأعراض خلال بضعة ساعات من إعطاء إبر الحساسية مباشرة، لكن عادةً ما تختفي هذه الأعراض لوحدها بعد مضي بعض الوقت.
- أعراض جسمية شاملة: يُعد ظهور هذه الاستجابات أقل شيوعًا بين الأفراد، لكنها تبقى بالطبع أعراض سيئة وربما خطيرة على صحة المريض، وقد تتضمن حصول احتقان في الأنف، وعطاس، وطفح جلدي، كما قد تتضمن ظهور أعراض أكثر حدة أحيانًا؛ كضيق الصدر، وتورم الحلق، وخروج صوت كالصفير أثناء التنفس.
- أعراض الإعوار: يشير مفهوم الإعوار إلى ظهور الأعراض التحسسية الشديدة أو المميتة بسبب إعطاء إبر الحساسية، ويُمكن لهذه الأعراض أن تظهر خلال 30 دقيقة فقط بعد إعطاء الإبرة أو أن تظهر فيما بعد، وقد تتضمن حصول انخفاض شديد في ضغط الدم وظهور مشاكل تنفسية.
وعلى أيه حال، ينصح الخبراء عادةً بإبقاء الأشخاص الذين يتلقون إبر الحساسية في عيادة أو مكتب الطبيب ل30 دقيقة، خاصة الأطفال؛ من أجل مراقبة ظهور أعراض الحساسية عليهم، وفي حال ظهرت أعراض الحساسية الشديدة فعلًا، فإن الطبيب سيسارع إلى إعطاء المريض حقن الأدرينالين، وسيكون من الأفضل تقليل جرعة الإبر في المرات القادمة.ومن الجدير بالذكر أن فرص الإصابة بأعراض الحساسية الناجمة عن إبر الحساسية تنخفض كثيرًا عند الالتزام بأخذ الإبر في مواعيدها الأسبوعية أو الشهرية التي وضعها الطبيب، كما قد يُمكن خفض فرص الإصابة بهذه الأعراض عبر أخذ الأدوية المضادة للهستامين قبل أخذ إبر الحساسية.
مشاكل مرتبطة بإبر الحساسية
يشير بعض الباحثين إلى وجود مشاكل وقضايا كثيرة مرتبطة بأخذ إبر الحساسية، منها الآتي:
- ليست فعالة للجميع: تتوقف فاعلية إبر الحساسية على ماهية المواد التي يتحسس منها الشخص وحدة الأعراض التحسسية التي يُعاني منها؛ إذ يُمكن لإبر الحساسية أن تكون ذات فائدة وفعالية كبيرة فيما يخص الوقاية من أنواع الحساسية الناجمة عن التعرض للسعات النحل، والطلع، وعث الغبار، والعفن، ووبر الحيوانات، لكنها وفي نفس الوقت لن تكون فعالة للوقاية من أعراض الحساسية الناجمة عن بعض أنواع الأطعمة، أو الأدوية، أو مادة اللاتكس[٤].
- باهظة الثمن: توافق شركات التأمين غالبًا على تغطية نفقات إبر الحساسية، لكن في حال لم يكن الشخص واقعًا تحت مظلة التأمين الصحي، فإنه قد يضطر حينئذ إلى إنفاق أكثر من 1000 دولار أمريكي سنويًا على هذه الإبر، وستؤدي كثرة أخذ إبر الحساسية إلى أضافة المزيد من الأحمال المادية على المريض، لكن يجب التذكير هنا بأن إبر الحساسية يُمكن اعتبارها حلولًا فعالة لتوفير المال الذي قد يُهدر على شراء أدوية الحساسية العادية على المدى البعيد.
مراحل إعطاء إبر الحساسية
يسعى الأطباء إلى زيادة كمية المادة المثيرة للحساسية الموجودة في إبر الحساسية تدريجيًا لتقوية الجهاز المناعي ومساعدته على بناء مناعة ذاتية اتجاه المادة المثيرة للحساسية، ويُمكن للعلاج باستخدام إبر الحساسية أن ينقسم إلى مرحلتين رئيسيتين، هما:
- مرحلة التعزيز أو البناء: تتضمن هذه المرحلة إعطاء المريض إبر الحساسية لمرة واحدة اسبوعيًا خلال 7 أشهر متتالية، وقد تتسارع وتيرة إعطاء هذه الإبر لدى بعض المرضى الذي هم بحاجة إلى ذلك، وغالبًا ما يشعر المرضى بانخفاض ملحوظ في حدة أعراض الحساسية التي يُعانون منها خلال هذه المرحلة.
- مرحلة الإدامة أو المحافظة: يبدأ الطبيب بإعطاء المريض إبر الحساسية لمرة واحدة كل أسبوعين بعد مضي ال7 أشهر الأولى، ثم ومع مرور الوقت، يُصبح من الضروري إعطائه الإبر لمرة واحدة كل 4 أسابيع، وقد يستمر المريض على هذا الكورس لمدة 3-5 سنوات، وعلى العموم، يُمكن إعطاء إبر الحساسية للبالغين والأطفال، لكن لا يُنصح عادةً بإعطاء هذه الإبر للأطفال دون سن 5 سنوات؛ لصعوبة التعامل والتواصل معهم أثناء إعطاء الإبر أو صعوبة تعبيرهم عن حدوث آثار جانبية.
طرق أخرى للوقاية من الحساسية
يرى الخبراء أن أفضل طريقة للوقاية من الحساسية هي عبر تجنب التعرض للمواد المثيرة للحساسية، وهنالك بالطبع طرق كثيرة للوصول إلى هذه الغاية، لكن هذه الطرق تتباين وفقًا لنوع المادة المثيرة للحساسية التي يرغب الشخص بتجنبها، ويُمكن ذكر بعض الطرق المفيدة للوقاية من عث الغبار، ووبر الحيوانات، والعفن على النحو الآتي:
طرق الوقاية من عث الغبار
- استبدال السجاد وفراش الأرضيات بأنواع أخرى من الأخشاب أو الفينيل الصلب.
- اختيار أطقم الأثاث المصنوعة من البلاستيك أو الجلد بدلًا عن أطقم الأثاث المنجدة.
- الحرص على غسل الوسائد، والستائر، والأثاث المنجد بالماء الحار أو بمكانس الكهرباء.
- الحرص على تنظيف أسطح الأشياء داخل المنزل عبر استعمال مماسح نظيفة ومبللة.
- البحث عن أوجه جديدة للوسائد والفراش التي صنعت خصيصًا لمحاربة الحساسية.
طرق الوقاية من وبر الحيوانات
- الحفاظ على تواجد الحيوانات خارج المنزل وليس داخله.
- منع دخول الحيوانات إلى غرف النوم نهائيًا.
- تحميم الحيوانات مرة واحدة على الأقل كل أسبوع.
- غسل الوسائد والفراش الذي يستلقي فوقه الحيوان.
- استخدام فلاتر هوائية في الغرف التي يكثر الجلوس بها في المنازل.
طرق الوقاية من العفن
- الحفاظ على جفاف وتهوية المنزل.
- إزالة أوعية النباتات الموجودة داخل المنزل.
- تجنب تجفيف الملابس داخل المنزل أو عدم تخزين الملابس في خزائن رطبة.
- إيجاد حلول للأماكن التي تكثر فيها الرطوبة العالية داخل المنزل.
- تجنب البقاء طويلًا في المنازل أو الأمكنة الرطبة أو التي تحتوي على أوراق نباتات متعفنة.