الصحة النفسية

استئصال المرارة وزيادة الوزن

استئصال المرارة وزيادة الوزن

 

المرارة

تقع المرارة في أسفل الكبد، وتكون على شكل كيس صغير جدًّا يشبه الكمثرى، وتخزن المرارة المادة الصفراء، إذ إن هذه المادة تُصنّع في الكبد، وتنشأ الأشكال الأكثر شيوعًا لأمراض المرارة من وجود الكثير من الكوليسترول أو البيليروبين؛ وهي صبغة كبدية في الصفراء وهو ما يؤدي بدوره إلى ظهور مشكلات مثل حصوات المرارة، والتهاب حاد أو مزمن ناتج عن حصى في المرارة، أو تكون الحصى في القناة الصفراوية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض متعددة، مثل الشّعور بعدم الرّاحة، والألم الشديد، أو وجود انسداد في القنوات الصفراوية، إلا أن حصى المرارة هي من أكثر الأمراض الشائعة التي تتسبب باستئصال المرارة، وفي المقال الآتي ذكر معلومات عن المرارة وعملية استئصالها وعلاقة ذلك بزيادة الوزن.

استئصال المرارة وزيادة الوزن

يوجد اختلاف كبير في الرأي حول استئصال المرارة وزيادة الوزن، إلّا أنه أُجريت دراسة للأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة، فكان 75٪ منهم ممّن ازداد وزنهم بعد بضعة أشهر فقط من العملية، وفي دراسات أخرى لوحظ أن الإناث أكثر عرضة لزيادة الوزن من الرجال بعد استئصال المرارة، وقد أعوز الباحثون ذلك بأن السبب وراء زيادة الوزن هو أن ذلك يؤثر على الجسم ويسبب العديد من التغيرات بعد عملية استئصال المرارة بما في ذلك عمليات الأيض والجهاز الهضمي في الجسم، والذي يؤدي بدوره إلى أن هضم الدهون يصبح أصعب بكثير بعد إزالة المرارة، إذ يخزن الجسم كمية كبيرة جدًّا من الدهون غير المهضومة، ممّا يتسبب في زيادة الوزن ونقص المعادن والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون التي يحتاج لها الجسم بانتظام.

كما أظهرت الدراسات على الحيوانات أنه بعد استئصال المرارة ارتفعت نسبة الدهون الثلاثية في كل من الدم والكبد كما أنه ازدادت معدلات إعادة الدوران للأحماض الصفراوية مما يؤدي إلى زيادة تعرض الأنسجة للأحماض الصفراوية وهو ما يؤثر أيضًا على توازن الطاقة في الجسم ووزن الجسم ومستويات الجلوكوز والحساسية للأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات أخرى مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وتراكم الدهون في الكبد.

ومن ناحية أخرى يكون الأشخاص الذين استأصلوا المرارة أكثر عرضة للالتهابات المزمنة التي قد تتسبب بزيادة الوزن وذلك لأن الالتهاب يقلل من فاعلية هرمون الليبتين؛ وهو هرمون التحكم في الوزن ليصبح أقل كفاءة فيؤثر هذا الاضطراب الهرموني على منطقة ما تحت المهاد مما يسبب زيادة الشهية وبطء عملية الأيض، فضلًا عن التهاب الأمعاء الذي يؤدي أيضًا إلى عدم انتظام الشهية وزيادة الرغبة الشديدة في تناول السكريات.

تجنب زيادة الوزن بعد استئصال المرارة

يمكن تجنب زيادة الوزن بعد استئصال المرارة من خلال طرق العناية الآتية:

  • ينصح بعدم تناول الدهون المشبعة والاطعمة المقلية خلال فترة النقاهة من العملية، إذ يتعرض الجسم في تلك الفترة إلى بعض الاضطرابات في الهضم.
  • يجب أن يمارس الشخص الرياضة بعد أن يتماثل للشفاء، وذلك من أجل تنشيط الدورة الدموية في الجسم، بالإضافة إلى مساعدة جهاز الهضم في العمل بشكل طبيعي من جديد.
  • الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والسريعة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية.
  • من الأفضل ألّا يفرط المريض الذي استأصل المرارة في كمية الدهون والمواد الضارة، وذلك من أجل أن يحرص على ألّا يزيد وزنه، مع الحذر من حدوث أي نقص في الفيتامينات.
  • التقليل من الالتهابات باستخدم المكملات الغذائية وتجنب الأطعمة المؤدية للالتهابات.
  • تناول المكملات الغذائية التي تعزز هضم الدهون.
  • إدارة مستويات التوتر.
  • إدارة نسبة السكر في الدم.

عملية استئصال المرارة

هي العملية التي يجريها الطبيب جراحيًا من أجل استئصال المرارة، ويوجد نوعان لعملية استئصال المرارة تشمل الأولى استخدام المنظار من أجل تنظير منطقة البطن، إذ تُشق أربعة شقوق صغيرة لا تتجاوز 3 سم، ويكون الشق قريب جدًا من منطقة السرة، يُدخل المنظار وهو عبارة عن أنبوب يحتوي على كاميرا فيديو صغيرة وأدوات جراحية.

يُوضع الأنبوب والكاميرا والأدوات بين الشقوق، وتُوسع منطقة البطن، وذلك لتكون الرؤية أفضل في المنظار، وللتمكن من مشاهدة جميع الأعضاء الحيوية في البطن عبر الشاشة، في حين يمكن أن يجري الطبيب عملية استئصال المرارة التقليدية من خلال إجراء شق يتراوح طولة بين 10 – 15 سم تقريبًا في الجزء الايمن العلوي من البطن، ومن ثم استئصال المرارة من خلال الشق.

أسباب إجراء عملية استئصال المرارة

تتطلب حالات المرارة المرضية إجراء استئصال في إحدى الحالات الصحية الآتية:

  • تكوّن حصوات داخل المرارة.
  • التهاب المرارة الذي يتسبب باحمرار أو تورم.
  • الإصابة بسرطان المرارة.
  • وجود مشكلات في المرارة تتسبب بالألم الذي يحدث في الجانب الأيمن أو منتصف البطن العلوي، وقد يكون الألم ثابتًا أو يزداد سوءًا بعد تناول وجبة ثقيلة، بالإضافة إلى الشعور بالامتلاء أحيانًا، والشعور بألم في طرف لوح الكتف الأيمن، ويمكن أن تترافق هذه الآلام مع أعراض أخرى تشمل الغثيان والقيء والحمى والقشعريرة.

بدائل عملية استئصال المرارة

تعد عملية استئصال المرارة الحل الأخير لمشكلاتها، ولكن يمكن لبعض التغييرات في أنماط الحياة وخيارات العلاج الأخرى أن تساعد في تلك المشكلات في حال لم يكن استئصال المرارة ضروريًا، ويشمل ذلك كلًا مما يأتي: 

  • النظام الغذائي وممارسة الرياضة: يساعد الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه في تقليل الألم والمضاعفات الناجمة عن أمراض المرارة عن طريق الحد من الكوليسترول والالتهابات التي يمكن أن تسبب حصى في المرارة، كما يساعد التمرين المنتظم في تقليل الكوليسترول ومنع تكوين حصوات المرارة.
  • تطهير المرارة: وهي عملية يمكن إجراؤها من خلال تجنب تناول الطعام لمدة تصل إلى 12 ساعة ومن ثم شرب السوائل كما يأتي: 4 ملاعق كبيرة من زيت الزيتون مع ملعقة كبيرة من عصير الليمون كل 15 دقيقة لمدة ساعتين.
  • تناول المكملات الغذائية: وذلك للحصول على القدر الكافي من المغنيسيوم والكولين اللذين يلعبان دورًا في صحة المرارة، ويمكن الحصول أيضًا على أملاح الصفراء والأحماض الصفراوية بعد استشارة الطبيب.
  • العلاج بالإبر: فقد يكون الوخز بالإبر ذا فائدة محتملة لأولئك الذين يعانون من مرض المرارة، وذلك لفعاليته في زيادة تدفق الصفراء مع تقليل التشنجات والألم.
السابق
اعاني من غازات شديده
التالي
ما هو فيتامين ب 12

اترك تعليقاً