الصحة النفسية

التهاب صيوان الأذن

التهاب صيوان الأذن

 

صيوان الأذن

يتألف عضو السمع من ثلاثة أجزاء رئيسية: الأذن الخارجية، والأذن الوسطى، والأذن الداخلية، وتُعرَف الأذن الخارجية أيضًا بالصيوان، وهو الجزء الوحيد المرئيّ من الأذن، وله شكل لولبيّ، وهو الجزء الأول الذي يستقبل الذبذبات الصوتيّة، ووظيفته أشبه ما تكون بالقمع، فكما أن الأخير يُستعمَل لسكب السوائل في إناء ما، فإن الأول يوجه تلك الذبذبات إلى داخل الأذن، ولولاه لسارت الذبذبات الصوتية مباشرة نحو القناة السمعيّة الخارجية (الصّماخ)، الأمر الذي يخلق صعوبة في سماع وفهم هذه الأصوات نظرًا لأنّ معظمها يذهب هباءً، وكذلك فإن للصّيوان أهمية كبرى تُعزَى إلى اختلاف الضغط داخل الأذن وخارجها؛ إذ إنّ مقاومة الهواء تكون أشدّ داخل الأذن من خارجها؛ لأنّ الهواء داخل الأذن تحت ضغط أشدّ من الخارج، وحتى تدخل الذبذبات الصوتية إلى الأذن بأفضل طريقة مُمكِنة يجب ألّا تكون مقاومة الهواء شديدة جدًا، وهنا يأتي دور الصيوان الذي يذلل الفارق بين ضغط الهواء داخل الأذن وخارجها، وبذلك فهو حلقة وصل تجعل مرور الذبذبات الصوتية أكثر سلاسة وأقل حدّة؛ ممّا يسمح بمرور هذه الذبذبات نحو القناة السمعية الخارجية.

التهاب صيوان الأذن ومسبباته

التهاب صيوان الأذن هو التهاب يُصيِب الأذن الخارجية والقناة السمعية الخارجيّة التي تصل الأذن الخارجية بطبلة الأذن، ويُطلَق عليه طبيًا مصطلح ‹‹التهاب الأذن الخارجية››، ويُشار إليه أيضًا بـ ‹‹أذن السّبّاحين››، وينشأ عادة من تعرّض الأذنين للرطوبة، ويشيع هذا المرض عند الأطفال والمراهقين والبالغين ممّن يقضون أوقاتًا طويلة في السباحة.

إنّ السباحة أو ربّما الاستحمام وأخذ دش أكثر من المعتاد يمكن أن يسفر عن الإصابة بالتهاب صيوان الأذن؛ إذ يُصبِح ما يتبقّى من الماء الموجود داخل القناة السمعيّة الخارجية بيئة خصبة للبكتيريا، بالإضافة إلى ذلك فقد ينشأ الالتهاب إذا أُصيبت الطبقة الرقيقة من الجلد التي تُبطِّن القناة السمعية الخارجية بأذى جرّاء الحكّ الشديد، أو استعمال سماعات الأذن، أو إدخال العيدان القطنية في الأذنين، وحينما تتضرر هذه الطبقة وتلتهب فإن البكتيريا تتخّذها مرتعًا لها، فتفرز الأذن الصملاخ للتصدّي لها، إلا أن التعرّض المستمر للرطوبة والحكّ يمكن أن يُجرّدا الأذن من الصّملاخ؛ الأمر الذي يجعل الإصابة بالالتهاب ممكنًا أكثر.

ويوصف التهاب الصّيوان الخارجي بأنه من الأمراض النادرة والمزمنة التي تُصيب الأذن، وهو نوع من التهاب الغضاريف إذ عادةً ما يُطلق الخبراء على هذا المرض اسم التهاب الغضاريف الناكس، وللأسف يبقى الخبراء في حيرة من أمرهم في الأسباب الحقيقة الواقعة وراء هذا المرض، لكن الكثيرين منهم يرون علاقة بين حصول هذا المرض وبين حصول اضطرابات تتعلق بالمناعة الذاتية، ومن المثير للاهتمام أن هذا المرض ليس قادرًا على إصابة الغضاريف فحسب، وإنما يُمكنه كذلك أن يُصيب أيًا من الأعضاء التي يتشابه تركيبها الحيوي أو الكيميائي مع أنسجة الغضاريف، بما في ذلك العينين، والقلب، والأوعية الدموية، لكن عادةً ما يُصيب الأذنين بالدرجة الأولى وقد يُطلق البعض عليه أحيانًا اسم متلازمة الأذن الحمراء.

علاج التهاب صيوان الأذن

قد يزول التهاب صيوان الأذن لوحده دون علاج، وتُعدُّ قطرات الأذن المُضادة للبكتيريا الدواء الأكثر شيوعًا للالتهابات التي لا تزول لوحدها، ويمكن وصفها من قبل الطبيب، وقد يصف الأطباء أيضًا قطرات الأذن المُضادة للبكتيريا المشتملة على الإسترويد لتخفيف الانتفاخ في القناة السمعيّة الخارجية، وتؤخذ هذه القطرات عادة بضع مرات في اليوم على مدار 7-10 أيام، وإنْ كانت الفطريات وراء التهاب الأذن، فسيصف الطبيب قطرات أذن مضادة للفطريات وهذا النوع من الالتهاب أكثر شيوعًا لدى مرضى السكريّ أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ولتخفيف وطأة الأعراض من المهم تفادي دخول الماء في الأذنين إلى حين التعافي من الالتهاب، ويمكن تناول مُسكّنات الآلام المصروفة دون وصفة طبيّة: كالايبوبروفين، والأسيتامينوفين لتخفيف الألم، وفي الحالات الشديدة قد تُوصَف مُسكِّنات الآلام التي تُصرَف بوصفة طبيّة.

بينما قد تشتمل الخطط العلاجية الخاصة بالتعامل مع الحالات الشديدة من المرض على استعمال أدوية مثبطة للمناعة جنبًا إلى جنب مع الأدوية المضادة للالتهابات وأدوية الستيرويدات، ومن بين أبرز أنواع الأدوية المثبطة للمناعة المستخدمة عند هذه الحالات كل من دواء الميثوتريكسات، ودواء اللفلونوميد، ودواء الآزوثيوبرين، ودواء السيكلوفوسفاميد، ودواء السيكلوسبورين، لكن في حال وصل مرض التهاب الغضاريف إلى القصبة الهوائية فإن الطبيب قد يلجأ حينئذ إلى إجراء عملية جراحية في القصبة الهوائية وإبقائها مفتوحة أثناء التنفس.

الوقاية من التهاب صيوان الأذن

ليس من الممكن دائمًا الوقاية من التهاب صيوان الأذن ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة به وذلك باتخاذ التدابير الوقائية التالية:

  • تجنب إيذاء الأذن:
    • عدم إدخال العيدان القطنية أو أي أدوات أخرى في الأذن؛ إذ إنّ الصِّملاخ يخرج من الأذن بصورة طبيعية وإنّما تُستخدَم هذه العيدان لتنظيف الصيوان.
    • إذا شكّل تراكم الصّملاخ أي مشاكل فيجب الاستعانة بأخصائيّ الرعاية الصحيّة لإزالته.
  • الحفاظ على الأذنين جافتين ونظيفتين:
    • ينبغي الانتباه لئلّا يدع الشخص الماء، أو الصابون، أو الشامبو يدخل في أذنيه عند الاغتسال، ويُستحسَن ارتداء طاقية الاستحمام أثناء الاستحمام أو أخذ دش إن لم يكن في نية الشخص غسل شعره.
    • بعد الاغتسال، ينبغي تنشيف الأذنين بالاستعانة بمُجفِّف شعر؛ وذلك بضبطه على العيار المنخفض، كما ينبغي ألّا يُدخِل الشخص أطراف المنشفة إلى الأذنين بقصد تنشيفهما؛ لأنّ ذلك قد يُلحِق الضرر بهما.
    • إن كان الشخص يمارس السباحة دوريًا، فعليه ارتداء طاقيّة سباحة تُغطِّي الأذنين، أو استخدام سدادتي أذن (بيد أنّه يجب إدخالهما بعناية وعدم استعمالهما في حال إحداثهما تهيجًا في الأذنين).
  • المعالجة والوقاية من الأمراض الجلدية الأخرى:
    • إنْ أُصيِب الشخص بالتهاب صيوان الأذن وكان لديه حساسية، فيجب عليه إخبار الطبيب العام أو المُمرِّض المُتدرِّب بذلك؛ إذ إنّ قطرات الأذن التي تشتمل على مواد معينة (مثل النيومايسين) أكثر قابلية للتسبّب بالحساسيّة، ومن هنا يستطيع الطبيب العام، أو المُمرِّض المُتدرّب، أو الصيدلانيّ إسداء النصيحة لذلك الشخص بخصوص قطرات الأذن الأكثر ملائمة له.
    • إن كان الشخص يعاني من حساسية لأي شيء يُوضَع في أذنيه، مثل: السَّمَّاعات، وسدادات الأذن، وأقراط الأذن، فعليه خلع ذلك الشيء، وستزول الحساسية الطفيفة عادة لوحدها، كما أن استعمال المُسحضرَات غير المثيرة للحساسية قد يجدي نفعًا.
    • التماس النصيحة من الطبيب بخصوص الأمراض الجلدية الأخرى: كالصَّدفيّة، والأكزيما؛ لتعالج بالدواء المناسب.
    • ينبغي استعمال قطرات أو بخّاخات الأذن المُحمّضة للحفاظ على نظافة الأذنين ولا سيّما قبل وبعد السباحة، ويمكن الحصول عليها دون وصفة طبيّة في معظم الصيدليات، وقد تساعد على الوقاية من معاودة الإصابة بالتهاب صيوان الأذن.

أعراض وعلامات التهاب غضروف الأذن

تتسبب الإصابة بالتهاب الغضاريف الناكس بظهور أعراضٍ وعلاماتٍ في أمكنة عديدة في الجسم، بما في ذلك الأذن، وبالإمكان ذكر هذه الأعراض والعلامات على النحو التالي:

  • الشعور بالتعب والمرض.
  • المعاناة من الحمى.
  • الشكوة من احمرار الأذن وتورمها.
  • المعاناة من فقدان السمع.
  • الشعور بالدوار أو الدوخة.
  • الإصابة بالتهاب في المفاصل.
  • الشكوى من ضيق في النفس وتغير في الصوت عند التنفس.
  • الإصابة بأعراضٍ نادرة أخرى؛ مثل التهاب العين، ومشاكل الكليتين، وبعض أشكال المشاكل العصبية.

تشخيص التهاب غضروف الأذن

ليس هنالك اختبار أو فحص خاص للكشف عن الإصابة بالتهاب الغضاريف الناكس المسؤول أساسًا عن المعاناة من التهاب غضروف الأذن، لهذا يعتمد الأطباء غالبًا على الأعراض والعلامات التي يشكو منها المريض من أجل الوصول إلى التشخيص المناسب للمرض، لكن قد يأمر الأطباء أحيانًا بإجراء بعض فحوصات الدم وفحوصات الأشعة السينية للكشف عن علامات الالتهاب في الجسم، وفي الحقيقة قد يصل الطبيب إلى تشخيص المريض بالتهاب الغضاريف الناكس بعد تأكده مباشرةً من معاناة المريض من ثلاثة أمور على الأقل من بين الأمور التالية:

  • التهاب غضاريف كلا الأذنين.
  • التهاب غضاريف الأنف.
  • التهاب غضاريف القصبات الهوائية.
  • المعاناة من مشاكل تتعلق بالسمع أو التوازن أو كليهما.
  • ظهور علامات التهاب المفاصل في خمسة مفاصل أو أكثر في الوقت نفسه.

مضاعفات التهاب غضاريف الأذن

يؤكد الخبراء على كون مرض التهاب الغضاريف الناكس من بين الأمراض النادرة للغاية؛ فوفقًا للتقارير السنوية الصادرة عن ولاية مينيسوتا الأمريكية فإنه من المتوقع ظهور المرض عند حوالي أربعة أفراد فقط من بين مليون فرد تقريبًا، لكن يبقى المرض من بين الأمراض التي يُمكنها أن تسبب بحصول مضاعفاتٍ كثيرة وربما خطيرة للغاية أحيانًا، منها:

  • الإصابة بطنين الأذن.
  • الإصابة بالدوار.
  • الشكوى من بحة الصوت.
  • المعاناة من حدوث تشوهاتٍ في المفاصل.
  • الإصابة بالتهاب لسان المزمار.
  • الإصابة بالتهاب صلبة العين.
  • الإصابة بالتهاب ملتحمة في العين.
  • الإصابة بالتهاب قزحية العين.
  • الحاجة إلى استئصال كامل للقصبة الهوائية.
  • الإصابة بالاتهاب الرئوي الحاد أو الفشل التنفسي.
  • الشكوى من حصول ضعفٍ في جدار الصدر.
  • الإصابة بانفصال أو تسلخ شريان الأبهر.
  • الإصابة بالفشل الكلوي.
  • الإصابة بالعمى.
السابق
عدد كرات الدم البيضاء الطبيعي
التالي
معلومات عن مرض داء بهجت

اترك تعليقاً