ضغط الدم
يُعدّ ضغط الدم من بين أحد العلامات الحيوية الأساسية التي يستعين بها الأطباء لتحري مستوى أداء الجسم لوظائفه الطبيعية، ويُعرَّف ضغط الدم عمليًّا fأنّه القوة التي يشكلها الدم على جدران الأوعية الدموية خلال فترات انقباض وراحة عضلة القلب.
عادةً ما يُقاس ضغط الدم على شكل رقمين اثنين، أحدهما رقم علويّ يُدعى ب”ضغط الدم الانقباضي”، الذي يشير إلى الضغط المتشكل خلال الشرايين أثناء انقباض عضلة القلب، بينما يُدعى الرقم السفلي ب”ضغط الدم الانبساطي”، الذي يشير إلى ضغط الدم داخل الشرايين أثناء فترة الراحة لعضلة القلب، وعادةً ما يُقاس كِلا الرقمين بوحدة “ملليمتر من الزئبق” للدلالة على مستوى ارتفاع عنصر الزئبق الناتج عن ضغط الدم في الشرايين.
وممّا لا شكَّ فيه أنّ قياس ضغط الدم من بين الأمور المهمة لتحري ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدّي إلى زيادة مقاومة جدران الشرايين للدم، وزيادة الجهد الذي يبذله القلب لضخ الدم إلى سائر أعضاء الجسم، ممّا يزيد من ارتفاع خطر الإصابة بالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية على المدى البعيد.
قياس ضغط الدم دون جهاز
يرى الخبراء أنّ أسهل طريقة لقياس ضغط الدم هي الحصول على الجهاز ذي الكفة الإلكتروني المتوفر في الصيدليات، الذي يمتلك شاشة عرض صغيرة لعرض قراءة ضغط الدم، ويمكن قياس ضغط الدم دون جهاز؛ إذ بات بالإمكان القيام بذلك ببساطة عبر استعمال التطبيقات الرقمية المتوفرة في متاجر التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية، لكنّ الخبراء يشكّون في دقة القراءات التي تصل إليها هذه التطبيقات على الرغم من أنّ مصمّميها يدّعون قدرتها على أخذ قراءات دقيقة لضغط الدم.
وعمومًا تُوجد تطبيقات كثيرة من هذا النوع ويتميز بعضها بقدرته على متابعة حالة المصاب، وتسجيل قراءات ضغط الدم لديه، بل إنّ بعضها يُمكن أن يكون فعلًا ذا فائدة كبيرة للأطباء بسبب كم المعلومات التي يسجّلها عن المصاب وحالته الصحية، ومن بين أبرز هذه التطبيقات ما يأتي:
- تطبيق Blood Pressure Monitor – Family Lite: يعمل هذا التطبيق على أجهزة الموبايل، ويجعل من السهل على المستخدم تسجيل المعلومات المتعلقة بضغط الدم لديه، وطوله، ووزنه، بالإضافة إلى متابعة مواعيد أخذ المصاب للأدوية الخاصة به.
- تطبيق Heart Habit: صُمّم على أيدي أطباء ومختصّي تغذية يعملون في جامعات أمريكية شهيرة من أبرزها جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا، ويتميز هذا التطبيق بقدرته على متابعة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبة القلبية، كما يتميز أيضًا بمحتواه الطبي التعليمي المفيد فيما يتعلق بصحة القلب.
- تطبيق Blood Pressure Companion: يتميز بقدرته على إنشاء رسوم بيانية وتوضيحية لمتابعة قراءات ضغط الدم التي سُجلت على مدة أيام أو أسابيع عديدة.
- تطبيق Blood Pressure: قادرٌ أيضًا على إنشاء رسوم بيانية وإحصائية خاصة بتحليل قراءات ضغط الدم لدى المستخدم.
- تطبيقQardio: يُعدّ من بين أفضل التطبيقات المجانية الخاصة بصحة القلب، بسبب قدرته على متابعة ضغط الدم، والوزن، ومخطط كهربية القلب في آن واحد، بالإضافة إلى قدرته على تسجيل درجة الحرارة، وعدد السعرات الحرارية، وعدد الخطوات التي قطعها المستخدم أثناء المشي، وغيرها من الخصائص والخدمات المفيدة.
قياس ضغط الدم باستخدام الجهاز
لقياس ضغط الدم ستحتاج إلى عدة عناصر طبية هي؛ سماعة طبيب، وقفازات يُمكن لفها حول الذراع، وبالون للنفخ، جهاز الزئبق والذي يحتوي على قرص رقمي لقراءة قياسات ضغط الدم، ومن ثُمّ اجلس بوضع مريح واجعل ذراعك ممدودة على طاولة، ولف الكفات حول الذراع واضغط على البالون لزيادة ضغط الزئبق بالجهاز، وضع السماعة أسفل الكفة مباشرة، وراقب شاشة الجهاز حتى تصل إلى 180 ملم زئبق تقريبًا، ثم فرغ البالون من الهواء ببطء واستمع من خلال سماعة الطبيب، وعند سماع النغمة الأولى يكون هذا هو الضغط الانقباضي، استمر بالاستماع حتى يتوقف الصوت النابض الثابت ويُسجل رقم على شاشة الجهاز، فهذا هو الضغط الانبساطي، ويشكلان هذان الرقمان قراءة ضغط الدم. ومن المهم مراعاة بعض الأمور عند فحص الدم في المنزل، منها ما يأتي:
- تأتي الأصفاد اليدوية بأحجام مختلفة، يجب استخدام الحجم الصحيح حسب حجم الذراع لضمان قراءة أكثر دقة.
- يجب ربط الذراع وهي عارية.
- يجب أخذ أنفاس عميقة قليلة والاسترخاء لمدة 5 دقائق قبل قياس ضغط الدم.
- يجب تجنب التحدث أثناء قياس ضغط الدم.
- يجب وضع القدمين على الأرض والجلوس مباشرة أثناء قياس ضغط الدم.
- يجب رفع الذراع إلى أقرب مستوى ممكن للقلب.
- يجب قياس ضغط الدم في أوقات مختلفة خلال اليوم؛ لضمان صحة القراءة.
- يجب عدم التدخين والشرب أو ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة قبل قياس ضغط الدم.
- يجب إفراغ المثانة قبل قياس ضغط الدم؛ لأنّ المثانة الممتلئة قد تُعطي قراءةً غير دقيقة.
العوامل المؤثرة في قياس ضغط الدم
يُمكن لقراءة ضغط الدم أن تتأثر بعوامل كثيرة، وقد لا يكون كثير من الأفراد على دراية بها عند قياسهم لضغط الدم، منها:
- تناول المشروبات الغنية بالكافايين كالقهوة؛ إذ يُسبّب ذلك ارتفاعًا في قراءة ضغط الدم، وغالبًا ما يكون هذا الارتفاع عرضيًّا.
- امتلاء المثانة البولية بالبول.
- ممارسة النشاط البدني.
- التعرض للتقلبات العاطفية.
- تدخين السجائر.
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم هو حالة شائعة بين كبار السن، ويصنف ضغط الدم بين 120/80 و129/80 بأنّه مرتفع، والمرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم تبدأ إذا كانت القراءة الانقباضية بين 130 و139، أو إذا كانت قراءة الضغط الانبساطي بين 80 و89، ويعد قياس ضغط الدم 140/90 أو أعلى هو ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الثانية، أمّا ارتفاع ضغط الدم المزمن فيكون عندما تزيد قراءة الضغط الانقباضي عن 180 أو زيادة الضغط الانبساطي عن 120.
ويعني ارتفاع ضغط الدم أنّ القلب يجب أن يعمل بمجهود أكبر لضخ الدم، ويؤثر ارتفاع ضغط الدم على جدران الشرايين، ممّا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الكلى، والسكتة الدماغية، وترتفع احتمالية الإصابة عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، كما تؤثر إصابة أحد أفراد الأسرة المقربين بارتفاع ضغط الدم بزيادة خطر الإصابة.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
قد لا ينتج عن ارتفاع ضغط الدم أي أعراض حتى عند الإصابة به لسنوات، لهذا السبب يُشار إليه أحيانًا باسم القاتل الصامت، وتشير الدراسات إلى أن شخص واحد من كل 5 أشخاص مصابين بارتفاع ضغط الدم لا يدركون إصابتهم به، مع أنه عامل خطير جدًا ورئيسي للسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وإذا لم يعالج يمكن أن يضر بالقلب، والدورة الدموية، والرئتين، والدماغ، والكلى دون التسبب بأعراض ملحوظة، وقد تظهر بعض الأعراض على الذين يعانون من الارتفاع الشديد لضغط الدم وهذه الأعراض هي:
- الشّعور بصداع شديد.
- إعياء.
- مشكلات في الرؤية.
- ألم في الصدر
- صعوبة في التنفس.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- وجود دم في البول.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
توجد العديد من العوامل التي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم، ولكن السبب الرئيسي غير معروف، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- التدخين.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- قلة النشاط الجسدي.
- استهلاك الكثير من الملح.
- شرب الكحول بكثرة؛ أكثر من كأسين يوميًا.
- الضغط العصبي.
- التقدم في السن.
- العامل الوراثي، وتاريخ الأسرة بارتفاع ضغط الدم.
- مرض الكلى المزمن.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- توقف التنفس أثناء النوم.
العلاج والوقاية من ارتفاع ضغط الدم
يمكن التحكم بقياس ضغط الدم ومنع ارتفاعه عند إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، وممارسة بعض الممارسات الصحية، ومن هذه الممارسات:
- ممارسة الرياضة البدنية بانتظام: يُوصى جميع الأشخاص حتى أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بممارسة التمارين الرياضية بمعدل 150 إلى 75 دقيقة أسبوعيًا، وممارسة الرياضة على الأقل 5 أيام في الأسبوع.
- الحدّ من التوتر: إنّ ممارسة التأمل واليوغا، والجلوس في الحمامات الدافئة، يُمكن أن يُساعد في التحكم بضغط الدم بتخفيف التوتر والاسترخاء، كما يجب على الناس تجنب التدخين واستهلاك الكحول والعقاقير والوجبات السريعة للتخفيف من التوتر؛ إذ يمكن أن يسهم ذلك في ارتفاع ضغط الدم.
- تناول الأدوية: يمكن للناس استخدام أدوية محددة لعلاج ارتفاع ضغط الدم بوصفة طبية، وسينصح الطبيب في البداية بتناول جرعات منخفضة غالبًا.
- اتباع حمية: يمكن منع ارتفاع ضغط الدم باتباع نظام غذائي صحي للقلب.
- الحد من تناول الملح: توصي منظمة الصحة العالمية بتقليل نسبة الملح التي يتناولها الناس للمساعدة في تقليل خطر ارتفاع ضغط الدم.
- إدارة وزن الجسم: يمكن أن يسهم الوزن الزائد والسمنة في ارتفاع ضغط الدم، وعادة ما يحدث انخفاض في ضغط الدم عند فقدان الوزن؛ إذ لا يتعين على القلب العمل بجد لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.