الصحة النفسية

أدوية تساعد على التركيز والحفظ

أدوية تساعد على التركيز والحفظ

 

التركيز والحفظ

يبحث الكثيرون عن وسائل لزيادة قدرتهم على الحفظ والتركيز، خصوصًا من تعتمد أعمالهم على التركيز في أمرّ ما بشدّة، كأطباء الجراحة، أو للطّلاب في فترة الدراسة والامتحانات، ويوجد بعض الأفراد الذين ترتبط لديهم مشكلات الذاكرة بالتقدّم بالسن، إذ إنّ ما يُقارب 40% ممّن تجاوزت أعمارهم 65 عامًا من سُكان الولايات المُتّحدة الأمريكيّة يُعانون من اضطرابات في القدرة على الحفظ والذاكرة، وعلى الرّغم من ذلك فإنّ قُدرة الدّماغ على التكيّف والتعلّم تستمر طيلة الحياة، ما يعني أنّ استغلال هذه القدرة وتمكينها بالطريقة المُناسبة يُعزّز إمكانيّته على تذكّر الأشياء أيضًا، والتركيز بكفاءة أكبر لكبار السنّ والفئات العُمريّة الأخرى على حدّ سواء.

أدوية تساعد على التركيز والحفظ

تختلف الأقوال حول مصداقية وجود هذه العقاقير علميًا أو حقيقة استعمالها، فأغلب الأقوال تدّعي عدم وجود أدوية تزيد من نسب الذكاء، إنما هي عقاقير مُحفّزة للأجهزة العصبية، والتي بدورها تزيد من قدرة الدماغ وتُحسّن الذاكرة، وتُعرَف هذه الأدوية باسم مُحفّزات الإدراك أو المُنشّطات الذهنيّة أو العقاقير الذكيّة، وهي في الواقع لم تُصنَع أول عهدها بهدف استخدامها من قِبَل الأشخاص السليمين، وإنّما صُنعت للتعامل مع أعراض بعض الأمراض، كاضطرابات نقص الانتباه، أو مرضى النوم القهريّ، لذا فإنّ استعمالها بالفعل لن يجعل أحدهم أكثر ذكاءً، وتقتصر فائدتها على تحسّين القدرات الدّماغيّة مؤقّتًا خلال مدة تناول العلاج، التي قد يُصاحبها أيضًا العديد من الآثار والأعراض الجانبيّة، كما أنّ هذه العلاجات قد تُسبّب الإدمان في بعض الأحيان، لذا فهي لا تُصرَف إلا باستشارة الطبيب ومن الأمثلة على العقاقير الذكيّة ما يأتي:

  • المودافينيل والأرمودافينيل: هما من الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبيّة، ولم يُحدّد تأثيرها أو مفعولها على المدى البعيد في زيادة قُدرة الحفظ والتركيز، إلا أنّهما يُساهمان في الشعور باليقظة والانتباه، واستخدامهما يُسبّب بعض الآثار الجانبيّة، مثل:
    • الصداع.
    • الشعور بالدّوار.
    • آلام في الصدر.
    • الشعور بالعصبيّة.
    • القلق.
  • المُنبّهات أو المُنشطات المُستخدمة كعقاقير ذكيّة: منها ما يأتي:
    • الميثيل فينيدات، وهو من الأدوية التي قد يشعر من يتناولها بالطاقة واليقظة والذكاء، وتزيد من القدرة على التركيز، إلا أنّ أعراضه الجانبية عديدة، كالهذيان، وكثرة التحدّث، وارتفاع حرارة الجسم، وتزيد من مُعدّل ضربات القلب، وهي مُشابهة لأعراض من يتعاطون الأدوية الممنوعة لحدٍّ كبير، كما أنّ استعماله مدةً طويلةً قد يكون سببًا في حدوث الاضطرابات، كالاضطرابات الجلديّة وصعوبة التنفّس، وصولًا إلى التشنّجات وفُقدان الوعي، وحتّى الموت.
    • الأمفيتامين ومُشتقاته، الذي يزيد من نسبة النورأدرينالين والدوبامين، مما يُحسّن الذاكرة والقُدرة على التركيز، إلا أنّه يُسبّب الإدمان، والعديد من الأعراض الجانبيّة، التي قد تصل إلى حدوث أعراض ذُهانيّة.
    • مُثبّطات الأستيل كولين إستريز، والتي تُستخدم لعلاج حالات الزهايمر، إلا أنّها قد توصف أحيانًا لتحسين الذاكرة والقُدرة على التركيز لدى الأفراد الأصحّاء.

لذا لأن لأدوية السابقة تتطلّب الوصفات الطبيّة والعديد من المعايير التحذيريّة عند استخدامها فلا بد من ذكر بعض الأدوية الأكثر أمانًا، والتي قد يتطلّب مفعولها بعض الوقت ليُلاحظه الفرد، إلا أنّ أعراض استعمالها البسيطة تُشجّع اعتمادها بدلًا من العقاقير السابقة، وتتضمّن الآتي:

  • الكافيين: سواء كان بتزويد الجسم به عن طريق شُرب القهوة أو المشروبات التي تحتوي عليه، أم بأخذه كمُكمّل غذائيّ، وتُساعد جُرعة 40-300 مليغرام من الكافيين على زيادة الشعور باليقظة، وتُقلّل من الشعور بالتعب، كما أنّه يُساعد على التركيز.
  • الثيانين: الموجود في الشاي، والذي يُحفّز الأفكار الإبداعيّة للفرد، ويُساعد على الشعور بالاسترخاء دون التسبّب بالنّعاس، ويُضاف إليه الكافيين في بعض المُكمّلات الغذائيّة للحصول على نتائج أفضل في ما يتعلّق بالقدرة على التركيز والعمل الإبداعيّ.
  • الكرياتين: هو أحد الأحماض الأمينيّة التي يستهلكها من يرتادون النوادي الرياضيّة عادةً لبناء العضلات، إلا أنّه يمتلك خصائص رائعةً في تحسين الذاكرة قصيرة المدى، كما أنّ استهلاك 5 غرامات منه يوميًّا آمن للغاية، ولا يُسبّب أيّ مُضاعفات على الجسم.
  • نبتة الباكوبا: فعلى الرغم من أن مفعولها يتطلّب بضعة أشهر من الاستعمال اليوميّ بما مقداره 300-600 مليغرام منها، إلا أنّها تُحسّن من قُدرة الدماغ على مُعالجة المعلومات وتحليلها، وتُسرّع من ردود الفعل للجسم، وتُحسّن من الذاكرة أيضًا، لكن من الضروري إعلام الطبيب قبل تناولها في حال تزامن ذلك مع استخدام أيّ علاجات أخرى؛ نظرًا لاحتماليّة حدوث تعارض بينها.
  • الجنكة: تُعرَف أيضًا بالجنكو بيلوبا، التي تُقلّل من الشعور بالتوتّر في حال أُخذت قبل المهام والأعمال المُسبّبة له، كما أنّ استعمالها اليوميّ مدّة 6 أسابيع مُتواصلة يُحسّن من أداء الدماغ لوظائفه وتحليله للمعلومات، ويُحسّن من الذاكرة، ويرجع ذلك إلى قدرته على زيادة تدفّق الدم إلى الدماغ، لذا يجب أخذ الحيطة والحذر عند تناولها لمن يُعانون من اضطرابات أو مشكلات في تخثّر الدم، أو لمن ينوون إجراء أيّ عمليات جراحيّة، كما أنّها قد تخفّض من نسبة السكّر في الدم.

نصائح تساعد على التركيز والحفظ

توجد بعض النصائح والإجراءات البسيطة التي يُساعد اتّباعها والالتزام بها على تحسين وظائف الدّماغ وقُدراته عمومًا، ويتضمّن ذلك تعزيز القدرة على الحفظ والتركيز، ومن هذه النصائح يُذكر الآتي:

  • مُمارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.
  • مُمارسة الأنشطة أو الألعاب والأحجيات التي تُنشّط القدرات العقليّة.
  • الوجود مع الأصدقاء والعائلة ممّن يرتاح بوجودهم الفرد؛ لما له من تأثير على الناحية العاطفيّة والقدرات العقليّة عمومًا، أو زيادة النشاط الاجتماعيّ، بالانضمام إلى بعض النوادي، أو التطوّع لأداء المهام والأنشطة المُختلفة.
  • السيطرة على التوتّر قدر الإمكان، إذ إنّ التعرّض المُزمن والشعور الدائم بالتوتّر يُتلف خلايا الدّماغ المسؤولة عن الحفظ والذاكرة.
  • تناول الأطعمة المُغذية لصحّة الدّماغ، مثل الأطعمة الغنيّة بحمض الأوميغا 3 الدهنيّ، وتناول الخضار والفواكه، وتقليل كمية الدهون المُشبعة والسكّريات المُعالجة المُتناولة خلال اليوم.
  • النوم لعدد ساعات كافٍ، وهو يتراوح ما بين 7-9 ساعات للبالغين.
  • علاج أيّ اضطرابات أو مشكلات صحيّة مُزمنة، والسيطرة عليها بالأدوية المُناسبة بمُساعدة الأطباء المُختصين، كالاكتئاب، والسكّري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها.

أدوية تُقلل من التركيز والحفظ

توجد بعض العلاجات التي تؤثّر بطبيعتها على قدرة الفرد على التركيز في أداء أعماله، وقدرته على حفظ الأشياء وتذكُّرها، ويُمكن مُناقشة الطبيب في حال كان من يتناولها يُعاني من مشكلات في ذلك؛ لإيجاد حلٍّ مُناسب أو استبدال الدواء، ومن هذه العلاجات يُذكر ما يأتي:

  • مُضادات الكولين.
  • مُضادات الهيستامين، مثل الديفينهيدرامين.
  • الأدوية الناركوتيّة التي تُصرَف في بعض الأحيان للتقليل من الألم، مثل: المورفين، والأوكسي كودون.
  • المُرخيات العضليّة، مثل السيكلوبينزابرين.
  • البينزوديازيبينات، مثل: الديازيبام، واللورازيبام.
  • الأدوية المُنومة، مثل: الزولبيديم، والكويتيابين، والميرتازابين، ويُستثنى منها دواء الميلاتونين.
  • مُضادات الاختلاج، أو أدوية التشنّج، مثل: الغابابنتين، وحمض الفالبوريك.
  • المُهدّئات العصبيّة، مثل: الهالوبريدول، والريسيبيريدون.
  • الأدوية المُستخدمة لعلاج حالات السلس البوليّ، مثل الأوكسيبوتينين.
السابق
شعراء العصور القديمة
التالي
علاج التوحد عند الكبار

اترك تعليقاً