الصحة النفسية

أسباب الدوخة والصداع

أسباب الدوخة والصداع

 

الدوخة والصداع

يتفق الكثير من الأفراد على أن الشعور بالدوخة أو بالصداع هو أمر سيئ، لكن الأسوأ هو الشعور بكليهما معًا، وكثيرًا ما يشير الخبراء إلى أن مصاحبة الدوخة لشعور بالصداع يُمكنه أن يكون علامة على الإصابة بالصداع النصفي أو الشقيقة، لكنه أيضًا قد يكون علامة على حدوث حالات مرضية أخرى، وللوقوف على سبب حدوث الدوخة، فإن أول ما يطلبه الطبيب من المريض هو وصف الدوخة التي يُعاني منها، وهذا بحدّ ذاته أمرٌ ليس بالسهل على المريض؛ لأن مفهوم الدوخة يختلف تقريبًا من فرد إلى آخر؛ فمنهم من يختلط عليه مفهوم الدوخة مع مفهوم الدوار، والذي يعني الشعور كأن العالم يدور من حول الفرد، بعكس الدوخة التي تعني فقدان التوازن أو قرب الوقوع في الغيبوبة، وعمومًا فإن الدوخة تُعد إحدى أكثر الشكاوى الطبية انتشارًا في تاريخ الطب، ويرى البعض أنها تؤثر على حوالي 20-30% من السكان، لكن المعاناة من الصداع النصفي هي أيضًا منتشرة بنسبة 6-20% عند الرجال، و17-29% عند النساء، وهذا يعني أنه من المتوقع أن يُعاني 3-4% من السكان من الدوخة والصداع النصفي في آن واحد.

أسباب الدوخة والصداع

يُعاني بعض الأفراد من الشعور بالدوخة والصداع بعد مرورهم بنوبات من القلق في الكثير من الأحيان، كما أن فقدان الدم أو المعاناة من فقر الدم قد يكون سبب حدوث الدوخة والصداع أحيانًا، وقد لا يخفى عن أحد أن مشاكل العينين قد تؤدي إلى النتيجة نفسها عند بعض الأفراد، ويُمكن أن يصاحب الدوخة الشعور بالصداع أن تدفع المريض إلى طلب المساعدة الطبية العاجلة أحيانًا، لكن هذا ليس بالأمر الشائع كثيرًا بين السكان، وبصورة عامة يُمكن ذكر أهم أسباب الإصابة بالدوخة والصداع معًا على النحو التالي:

  • انتفاخ شرايين الدماغ: تُعرف هذه الحالة الطبية في العربية باسم “أُم الدم الدماغية”، وهي تشير إلى انتفاخ الأوعية الدموية في الدماغ، وعادةً لا يُسبب ذلك مشاكل إلا عند تمزق هذه الأوعية الدموية، وهذا يؤدي إلى الشعور بالصداع المفاجئ، وربما الشعور بالدوخة أيضًا، بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل الغثيان، وعدم وضوع الرؤية، وفقدان الوعي.
  • السكتة الدماغية: تنجم السكتة الدماغية عن إعاقة أو ضعف وصول التروية الدموية والأكسجين إلى الدماغ، وبالتالي توقف خلايا الدماغ عن العمل، ومن المعروف أن الشعور بالصداع الشديد هو أبرز علامات السكتة الدماغية، كما أن قِلة وصول التروية الدموية إلى الدماغ يُمكنها التسبب بحدوث الدوخة أيضًا، ومن بين الأعراض الأخرى المصاحبة للإصابة بالسكتة الدماغية الشعور بالتنميل والضعف في جهة واحدة من الجسم، والارتباك، والإصابة بمشاكل في الكلام والمشي.
  • الصداع النصفي أو الشقيقة: تؤدي الإصابة بالصداع النصفي إلى الإحساس بصداعٍ شديد في جهة واحدة أو في جهتي الرأس، وقد يُصاحب هذا الصداع دوخة وعلامات أخرى، منها؛ الحساسية من الضوء، ومشاكل بالرؤية، والغثيان، ورؤية بقع ضوئية في الفراغ.
  • إصابات الرأس: تُقسم إصابات الرأس إلى نوعين رئيسيين، يُدعى النوع الأول بالإصابات الخارجية التي تستهدف فروة الرأس، أما النوع الثاني فيُدعى بالإصابات الداخلية التي تُصيب الدماغ، وبإمكان الإصابات الخارجية عادة أن تسبب الشعور بالصداع، لكنها نادرًا ما تُسبب دوخة، بينما يُمكن لإصابات الرأس الداخلية أن تؤدي إلى الشعور بالصداع والدوخة معًا، وقد تظهر هذه الأعراض بعد التعرض إلى للإصابة بأسابيع عديدة أحيانًا.
  • الإصابة بالعدوى: يرى الخبراء أن الشعور بالدوخة المصاحب للصداع يُمكن أن يكون علامة على وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية تسببت بحدوث أمراض التهابية، مثل؛ الإنفلونزا، والزكام، والتهابات الأذن، والتهاب الرئة، وغيرها من أشكال الالتهابات.
  • الجفاف: ينجم الجفاف عن أسباب عديدة، من بينها الجو الحار، والإسهال، والتقيؤ المتكرر، والحمى، وغيرها من الأسباب، ومن الشائع أن تكون الدوخة أو الصداع من بين أعراض الجفاف، التي قد تتضمن أيضًا الارتباك، والإجهاد، وتغير لون البول.
  • انخفاض مستوى سكر الدم: يحتاج الجسم إلى سكر الدم أو الغلوكوز حتى يؤدي وظائفه الطبيعية، وفي حال قل مستوى السكر في الدم، فإن الجسم سيبدأ بإظهار علامات الضعف والإجهاد، وربما قد يُعاني أيضًا من الصداع والدوخة معًا.
  • الأعراض الجانبية للأدوية: يؤدي تناول بعض الأدوية إلى حدوث دوخة وصداع على شكل أعراض جانبية، خاصة في حال أخذ هذه الأدوية للمرة الأولى، ومن بين الأدوية المشهورة بتسببها بالصداع والدوخة كل من الأدوية المهدئة، وأدوية ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب، والمضادات الحيوية، وحبوب الحمل، وبعض أنواع الأدوية المخففة للآلام.

علاج الدوخة والصداع

يُمكن للدوخة أن تكون علامة على وجود حالة طبية تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا كما ذكر مسبقًا، كالسكتة الدماغية مثلًا، بينما في حال كانت الأسباب غير خطيرة فإن الخيارات العلاجية نفسها الخاصة بتخفيف آلم الصداع، ويُمكن أن تكون مناسبة لتخفيف الدوخة أيضًا، وهي تتضمن ما يلي:

  • الأدوية المخففة للآلام دون وصفة طبية.
  • الأدوية الموصوفة لعلاج ومنع حدوث الصداع النصفي.
  • اتباع أساليب الراحة وما يُعرف بالارتجاع البيولوجي.
  • الحفاظ على مستوى طبيعي من السكر في الدم.
  • وصف مضادات الاكتئاب.

مَعْلومَة

يستعمل الناس مصطلح الدوخة للدلالة على الكثير من الأحاسيس المرتبطة بالشعور بالإغماء، والضعف، وفقدان التوازن، والتشويش الذهني، كما يُمكن للبعض أن يشعروا وكأن العالم يدور من حولهم، وهذا يُطلق عليه اسم الدوار وليس الدوخة، وعلى العموم تُعد الشكوى من الدوخة من بين أبرز المشاكل الطبية التي تدفع بالكثيرين إلى زيارة الطبيب؛ بسبب التأثير المباشرة للدوخة على مناحي الحياة المختلفة، ويؤكد الخبراء على حقيقة أن المعاناة من الدوخة تزيد من خطر التعرض لحوادث السقوط والإصابات الأخرى؛ فعلى سبيل المثال يؤدي الشعور بالدوخة أثناء قيادة السيارة أو أي نوع من الآليات الثقيلة إلى ارتفاع احتمالية التسبب بحوادث مهلكة، لذلك فإن من الضروري علاج الأمور المؤدية إلى الدوخة وعدم تجاهلها نهائيًا لتقليل حجم المشاكل والمضاعفات المرتبطة بالدوخة.

السابق
التشنج وفقدان الوعي
التالي
ما هي حبة الخال

اترك تعليقاً