الصحة النفسية

أسباب السمنة

أسباب السمنة

 

السمنة

تعد السمنة من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا، فوفقًا لإحصائيات مركز الصحة الوطني في أمريكا لعامي 2015-2016 يوجد 39.8% مواطن من البالغين من أصل 93.3 مليون مصابًا بالسمنة،وتحدث السمنة أو زيادة الوزن نتيجة تراكم الدهون في الجسم بسبب خلل في التوازن ما بين كمية السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا من قبل الفرد وكمية السعرات الحرارية المصروفة يوميًا، بمعنى آخر عندما تكون كمية الطعام المتناولة يوميًا أكثر من الطاقة المبذولة من قبل الفرد، فمن المتوقع أن يزيد الوزن، ويخزن الجسم السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون، ويمكن قياس هذا التغير باستخدام مؤشر الكتلة العضلية الذي يُعَدّ من الطرق المتبعة لمعرفة ما إن كان على الفرد خسارة الوزن أم اكتسابه.

وتزيد السمنة من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل؛ ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع الكوليسترول، والعديد من أنواع السرطان،ويمكن من خلال خسارة الوزن الوقاية من بعض الأمراض المزمنة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسمنة عن طريق تغيير بعض أنماط الحياة اليومية؛ كنوعية الطعام المتناول أو الزيادة من النشاط البدني اليومي وبعض السلوكيات الأخرى المتبعة للمحافظة على الوزن الصحي، وتوجد بعض الطرق الطبية لخسارة الوزن سواء بأخذ بعض الأدوية الموصوفة، أو حتى العمليات الجراحية.

أسباب السمنة

تحدث السمنة نتيجة زيادة كمية السعرات الحرارية المستهلكة على المصروفة، فيُخزّنها الجسم كدهون، وتزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بالسمنة:

  • العمر: لا يوجد سن أو مرحلة معينة للإصابة بالسمنة، ولكن مع التقدم في العمر تنخفض الكتلة العضلية انخفاضًا ملحوظًا وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض عمليات البناء والهدم في الجسم، كما يصاحب تقدم العمر تغيير في هرمونات الجسم، ويزيد هذان العاملان من خطر الإصابة بالسمنة.
  • العامل الوراثي: تؤثر الجينات على تنظيم الشهية وعملية الهدم داخل جسم الإنسان، كما تؤثر في كمية الدهون المخزنة، وأماكن تخزينها، وفي كفاءة حرق السعرات الحرارية خلال ممارسة الأنشطة الرياضية، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى السمنة الوراثية، كما أن التشابه في العادات السائدة لأفراد الأسرة خاصة في طبيعة الطعام، تجعل أفراد الأسرة معرضين للسمنة في ظل اتباعهم نفس الصنف الغذائي اليومي، فلا يقف ذلك عند الجينات فقط.
  • ضعف المجهود البدني: وقد تُعرَف بقلة الحركة البدنية أو الخمول، إذ إنَّ الجلوس لوقت طويل دون حركة من الأسباب الرئيسية للسمنة، فبعض الأشخاص يكون النمط المعيشي لديهم لا يعتمد على الحركة وممارسة الأنشطة، كأن تكون طبيعة عملهم على المكاتب، أو الجلوس على الكمبيوتر لساعات طويلة، والتنقل بين الأماكن بالسيارة فقط دون المشي، وقلة الالتزام بالتمارين الرياضية اليومية، وذلك سوف يقلل من عملية حرق السعرات الحرارية، وبالتالي قد تؤدي للإصابة بالسمنة. كما أن هرمونات الجسم تتأثر بقلة الحركة، فهرمون الإنسولين مثلًا يعد أحد هرمونات الجسم المسؤولة عن أيض الدهون، لا يبقى مسواه ثابتًا في الجسم في حالة زيادة الوزن، وذلك يسبب زيادة الوزن.
  • الأنظمة الغذائية المتبعة: تسهم العادات الغذائية مباشرة بالإصابة بمرض السمنة، ونذكر منها ما يأتي:
    • اتباع أنظمة غذائية ذات سعرات حرارية عالية مثل الأطعمة المصنّعة أو الجاهزة.
    • قلة تناول الفاكهة والخضراوات والكربوهيدرات غير المكررة؛ كالأرز البني.
    • تناول الطعام في المطاعم؛ وذلك بسبب تناول المُقبلات أو التحلية، واحتواء وجباتهم على نسبة عالية من الدهون والسكريات.
    • تناول حجم أكبر من الحصص التي يحتاجها الجسم.
    • تناول الطعام لتخفيف المشاعر السلبية؛ كالاكتئاب وقلة الثقة بالنفس.
    • تناول المشروبات التي تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية؛ كالكحول، والمشروبات الغازية.
  • الإقلاع عن التدخين: يرتبط ترك التدخين بمسألة زيادة الوزن؛ وذلك نتيجة توجه الشخص إلى الطعام لمحاربة الأعراض الانسحابية، ولكن مع ذلك تبقى مسألة زيادة الوزن أو السمنة مقارنة بالتدخين أمرًا أفضل بكثير على المدى البعيد من أضرار التدخين على الفرد.
  • أسباب اجتماعية واقتصادية: يجب تأمين أماكن مناسبة لممارسة الرياضة للحدّ من زيادة الوزن، وفي نفس السياق فقد أصبح من الصعوبة الحصول على الطعام الصحي باهظ الثمن، فلا يمكن لأي فرد أن يشتري الطعام الصحي لفترة زمنية طويلة، ويواجه البعض صعوبة في إعداد الطعام الصحي.
  • قلة النوم: تسهم قلة النوم على إحداث بعض التغيرات الهرمونية في جسم الفرد مما يؤدي إلى اضطراب في عمل تلك الهرمونات، والتي تزيد الشهية خصوصًا الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية وبالتالي اكتساب بعض الوزن، فقلة النوم مثلًا تزيد من إفراز هرمون الغريلين الذي يسبب فتح الشهية، وبالتالي تزداد الحاجة لتناول الطعام، إضافةً إلى أن قلة النوم تسبب نقصانًا في إفراز هرمون الليبتين الذي يقلل من فتح الشهية عادةً.
  • المشاكل الصحية: تلعب بعض المشاكل الطبيعة دورًا في الإصابة بالسمنة؛ كمتلازمة كوشينج، ونقص نشاط الغدة الدرقية، ومتلازمة برادر-فيلي، وأمراض المفاصل التي تحد من قدرة الفرد على الحركة؛ كالتهاب المفاصل.
  • بعض الأدوية: توجد بعض التأثيرات الجانبية لاستخدام بعض الأدوية وخصوصًا على وزن الفرد، ومن هذه الأدوية؛ أدوية داء السكري، وبعض مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للذُهان، والأدوية المضادة للنوبات الصرعية، والستيرويدات، وحاصرات مستقبلات بيتا.
  • التوتر: قد يُساهم التوتر في زيادة الوزن بسبب لجوء الشخص إلى الطعام عالي السعرات خلال هذه الفترات كردّ فعل لمحاولة تقليل التوتر لديهم.
  • ميكروبيوم: وهي البكتيريا التي تعيش داخل أمعاء الانسان، وتؤثر في وزن الشخص إما إيجابًا أو سلبًا.
  • خلل في الجهاز الهرموني: إذ توجد العديد من الأمراض الناتجة من المشاكل الهرمونية، مثل؛ السكري، وارتفاع الضغط، إضافةً للإصابة بالسمنة.
  • زيادة الدهون في الجسم لفترة طويلة: فكلما زادت المدة الزمنية للسمنة، وزيادة الوزن، وتقل قدرة الجسم على حرق هذه الدهون، إذ إنه يوجد بروتين معين، يزداد مستواه في الجسم عند زيادة الوزن لفترات طويلة، وزيادته تسبب تثبيط قدرة الجسم على حرق الدهون.

مضاعفات السمنة وزيادة الوزن

توجد العديد من المضاعفات والمشاكل الصحية الناتجة عن زيادة الوزن، منها:

  • السكري من النوع الثاني.
  • أمراض القلب والدورة الدموية، مثل؛ ارتفاع الضغط.
  • زيادة احتمالية الإصابة ببعض السرطانات، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون.
  • الجلطات الدماغية.
  • تليف الكبد.
  • مرض الكبد الدهني.
  • ارتفاع كوليسترول الدم.
  • اضطرابات في النوم، وانقطاع النفس اثناء النوم ومشاكل تنفسية أخرى.
  • مرض المرارة.
  • التهابات المفاصل.
  • العقم.
  • ضعف الانتصاب ومشاكل بالصحة الجنسية.
  • كما تؤثر السمنة على طبيعة حياة الشخص المصاب، فتؤثر على العامل النفسي، وتغير من طبيعة قيامه بالعديد من الأنشطة، وقد يلجأ بعضهم للعزلة، وتجنب المشاركة بالممارسات اليومية، والانخراط مع المجتمع، والشعور بالخجل من الآخرين؛ نتيجة شكل الجسم غير المتناسق، كما قد تسبب السمنة مشاكل أكثر خطورة، مثل؛ الإصابة بالاكتئاب، أو الإصابة بعجز ما.

طرق علاج السمنة

إن أفضل طريقة للتخلص من السمنة تكون بتقليل كمية الغذاء المتناولة مع زيادة في الحركة والنشاط، إذ تُعد الحركة مهمة مهما كانت مدتها، فخسارة 10% من الوزن تنعكس على الصحة إيجابًا،وتوجد العديد من الطرق التي تساعد على إنقاص الوزن ومنها:

  • اتباع نظام غذائي صحي: من خلال تناول أطعمة تحتوي على سعرات حرارية منخفضة، وهي من أكثر الأمور التي تحد من مرض السمنة، إذ توجد العديد من الحميات الغذائية التي تساعد على تخفيف الوزن، منها ما تقوم على زيادة تناول الألياف مثل الخضراوات والفواكه، وتقليل تناول الأطعمة عالية الدسم، لكن لا بد من اتباع أسلوب منطقي يكون هدفه الفقدان التدريجي للوزن، وعدم الحرمان الكامل من تناول الأطعمة؛ وذلك لضمان الاستمرار على هذه الحمية.
  • ممارسة الأنشطة الرياضية: تسهم الأنشطة الرياضية والشديدة منها في الحدّ من زيادة الوزن، إذ تُعد جزءًا أساسيًا في علاج السمنة، فمثلا يمكت التمرن لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا أو أكثر، كما أن اتباع طرق معينة لزيادة الحركة والمشي يساعد في خسارة الوزن، مثل؛ ركن السيارة في مكان بعيد قليلًا، والمشي لمكان العمل.
  • تغيير السلوكيات: وتكون من خلال تعديل نمط الحياة اليومي للفرد، وإيجاد حلول مناسبة للمشاكل والضغوطات التي كانت تواجه الفرد، ومحاولة التقليل من التوتر، وزيادة عدد ساعات النوم.
  • وصفات طبية لفقدان الوزن: قد لا يحقق النظام الغذائي المتبع وممارسة الأنشطة الرياضية اليومية الفائدة المروجة لفقدان الوزن، ولكن يوجد لبعض الوصفات الطبية فائدة للحد من مسألة زيادة الوزن، ولا بُدّ من الوعي التام من أن الهدف من الوصفات الطبية لفقدان الوزن هو استعمالها مع النظام الغذائي والأنشطة الرياضية والتغييرات السلوكية، ولا تكون بديلة عنها.
  • العمليات الجراحية: قد تكون العمليات الجراحية ذات فائدة سريعة زمنيًا مقارنة بالطرق الأخرى، ولكن تُعد العمليات الجراحية من أخطر الطرق المتبعة لفقدان الوزن.

طرق الوقاية من السمنة

توجد طرق وقائية لتفادي مرض السمنة، ومنها ما يلي:

  • تكاتف جهود المجتمع للتصدي لهذه الظاهرة: من خلال التشجيع على الأكل الصحي والابتعاد عن الأكل غير الصحي.
  • النمط الصحي اليومي: ويكون ذلك من خلال التقييم الذاتي للوزن من قبل الفرد، وممارسة الأنشطة البدنية اليومية، والأخذ بنصيحة الوالدين فيما يتعلق بمعرفة مخاطر وأضرار السمنة.
  • المحافظة على الوزن الصحي: ويكون من خلال متابعة مؤشر كتلة الجسم دوريًا، إذ إن مفتاح تحقيق الوزن الصحي والحفاظ عليه ليس بتغيير النمط الغذائي لفترة قصيرة، إنما يشمل الأكل الصحي طويل الأجل، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام.
السابق
ما علاج ضربات القلب السريعة
التالي
المحافظة على الوزن المثالي

اترك تعليقاً