العصبية
إن العصبية أو الغضب، تُعد شعورًا طبيعيًا يمر به كل شخص بين الحين والآخر، ولكن عندما يشعر الشخص بأنه غير قادر على السيطرة على عصبيته، فمن الممكن أن تسبب له الكثير من المشاكل في علاقاته الاجتماعية ومكان عمله، ومن الممكن أن تُؤثر على طبيعة ونوعية حياته أيضََا، إذ إن الغضب يعد جزءًا من نظام المحاربة أو الفرار في الجسم المسؤول عن حماية الجسم ضد المخاطر والمخاوف، وتُعرَّف العصبية بأنّها استجابة طبيعية لتهديدات يتصورها الشخص فتَتَسبب في إطلاق الجسم للأدرينالين، وانقباض العضلات، وزيادة معدل ضربات القلب، وضغط الدم، فتُسبب احمرار الوجه واليدين، ولكن يتحول الغضب إلى مشكلة إذا لم يضبط ضبطًا صحيًّا.
أسباب العصبية
تحدث العصبية للعديد من الأسباب، نذكر منها ما يلي:
- التعرض لهجوم أو الخوف.
- التعرض للخداع.
- الإحباط أو الشعور بالعجز.
- التعرض للظلم .
- التعرض لعدم الاحترام.
- التعرض لمشكلة سَببها شخص آخر.
- التعرض لمواقف تُسبب التوتر، كالبقاء في أزمة مرورية أو إلغاء رحلة طيران ضرورية.
- التعرض لمشاكل شخصية، تستدعي القلق والتفكير فيها بعمق.
- استرجاع ذكريات مؤلمة، وأخرى تُسبب الغضب.
- آلام جسدية أو نفسية.
- أسباب بيئية، مثل درجات الحرارة غير المريحة.
- الشعور بعدم القدرة على تحقيق الأهداف.
- التعرض للإهانة الشخصية، كالشتائم، والنقد، والرفض.
- الأمراض الصحية العقلية أو النفسية، كاضطراب الشخصية الانطوائية، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واضطراب الشخصية النرجسية، واضطراب الوسواس القهري، والاضطراب ثنائي القطب، وانفصام الشخصية، وغيرها.
علاج العصبية
يُمكن اتباع عدة نصائح للسيطرة على نوبة العصبية وعلاجها، نذكر منها ما يأتي:
- التنفس بعمق وعلى نحو بطيء: والتركيز على كل نفس عند أخذه وإخراجه، مع محاولة قضاء وقت في الزفير أطول من الشهيق.
- تخفيف التوتر الجسدي: من خلال شد عضلات الجسم والعد للرقم 10 قبل إرخائها.
- تنقية الذهن: إذ إن التأمل يعد من تقنيات تنقية الذهن، إذ يساعد التأمل على تخطي العوامل التي تُسبب العصبية، خاصة بعد التمرين المستمر.
- ممارسة الرياضة: إذ تُعد ممارسة الرياضة إحدى أهم الطرق التي تساعد على استخدام الأدرينالين الفائض في الجسم، إذ إن ممارسة الركض السريع أو المشي أو الرياضات القتالية، مثل الملاكمة أو فنون الدفاع عن النفس، يُساعد في السيطرة على مشاعر العدوانية والعنف.
- إيجاد طرق بديلة لتفريغ نوبة العصبية: إذ إنها تساعد في التعبير عن العصبية والغضب بطرق تحد من إلحاق الضرر بالآخرين، كتمزيق جريدة أو ضرب الوسائد أو سحق مكعبات الثلج داخل حوض المغسلة.
- إيجاد طرق لتشتيت الانتباه: إذ تساعد تقنيات الإلهاء وتشتيت الانتباه عن العصبية على البقاء بعيدًا عنها وتجاوز نوباتها، مثل أخذ دش ساخن أو أعتماد تصليح بعض الأشياء المتضررة مثل قطع الأثات أو الرسم أو الكتابة.
- التركيز على الحلول وترك الأسباب: إذ يزيد ذلك من فرص تفادي نوبات العصبية وردود الفعل المنبثقة منها.
- النوم بشكلٍ كافٍ، إذ إن النوم لسبع ساعات على الأقل كل ليلة يساهم في الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، فقلة النوم تسبب العديد من المشاكل الصحية بما فيها العصبية.
أعراض العصبية
تتضمن أعراض العصبية الأعراض جسدية، والنفسية، والسلوكية، وفي ما يلي توضيح لذلك:
- الأعراض الجسدية: تؤثر العصبية على العديد من أعضاء الجسم، وتشمل الأعراض الجسدية ما يلي:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الشعور بالحر.
- التعرق.
- الضيق في الصدر.
- خضخضة المعدة.
- الشد على الفكين أو فرك الأسنان ببعضها.
- شد العضلات.
- الرجفان.
- ضعف في الأرجل.
- الشعور بالإغماء.
- الأعراض النفسية: تؤثر العصبية على الحالة النفسية وتؤدي إلى العديد من الأعراض، نذكر منها ما يأتي:
- القلق أو التوتر، وعدم القدرة على الاسترخاء.
- سهولة الاستفزاز.
- الشعور بالذنب.
- الشعور بالحزن والاكتئاب أو الإحباط.
- الشعور بالذُّل.
- الشعور بالاستياء.
- الأعراض السلوكية: تتبع العصبية العديد من السلوكيات، ونذكر منها ما يأتي:
- التحرك بسرعة.
- السخرية من الآخرين.
- فقدان روح الدعابة.
- الصياح، والصراخ أو البكاء.
- الإيذاء الجسدي والعنف.
- شرب الكحوليات أو التبغ.
مؤشرات مشكلة العصبية
يجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة المؤشرات التي قد تعني الإصابة بمشكلة العصبية، ونذكر منها ما يأتي:
- أصبحت العصبية تؤثر على العلاقات والحياة الاجتماعية.
- الشعور بالحاجة لإخفاء العصبية.
- التفكير السلبي الدائم والتركيز على الأفكار والتجارب السلبية.
- الشعور الدائم بعدم الصبر، والانزعاج، والعدوانية باستمرار.
- الشعور بالغضب عند الجدال مع الآخرين، وزيادة شدة الغضب خلال الجدال أيضََا.
- ممارسة العنف الجسدي عند الغضب.
- تهديد الآخرين أو تهديدهم بممتلكاتهم.
- الشعور بفقدان السيطرة على نوبات الغضب.
- الشعور بالإجبار لأداء أفعال عنيفة أو متهورة بسبب الشعور بالغضب، مثل القيادة بتهور أو تدمير الأشياء.
- الانعزال عن الآخرين والكثير من المواقف بسبب الشعور بالإحباط والقلق من نوبات الغضب.
طرق التعبير عن العصبية
يوجد ثلاث طرق رئيسية للتعبير عن العصبية، وتتضمن ما يأتي:
- العدوان والعنف: ويتمثل ذلك بالصراخ أو رمي الأشياء أو الاعتداء اللفظي أو التهديد أو العنف الجسدي.
- العدوان الداخلي: ويتمثل ذلك بإيذاء الذات أو كراهية الذات أو حرمان النفس من أسباب السعادة، والحاجات الضرورية مثل عدم تناول الطعام أو الانعزال عن الناس.
- العدوان السلبي: ويتمثل ذلك باستخدام طرق غير مباشرة للتعبير عن العصبية، كعدم أداء المهام المطلوبة أو تجاهل الناس أو السّخرية.
الحالات التي تتطلب مراجعة الطبيب
يجري الطبيب تقييمًا وتحديدًا للصعوبات التي يواجهها الشخص المرتبطة بحالة جسدية أو مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، فإذا كان الأمر يتعلق بالصحة العقلية، فمن المرجح أن يحيل الطبيب الشخص إلى طبيب نفسي، إذ إن إجراء تشخيص شامل يمكن أن يساعد في وضع خطة علاجية بشكل أفضل، وتتضمن العلاجات الممكنة لصعوبات إدارة العصبية ما يأتي:
- العلاج النفسي.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- تقديم المشورة.
- المشاركة بجلسات لإدارة الغضب.
