الصحة النفسية

أسباب الكلام أثناء النوم وعلاجه

أسباب الكلام أثناء النوم وعلاجه

الكلام أثناء النوم

يعد الكلام أثناء النوم أحد اضطرابات النوم، إذ يجري المصاب به محادثات كلامية مع نفسه أو غيره دون وعيٍ منه بجمل كاملة ومفهومة، أو حتى قد يكون الكلام عبارةً عن كلمات عشوائية غير مفهومة أو عدة أصوات تلعثمية، كما يعد هذا النوع من اضطرابات النوم قصير المدى ونادر الحدوث لدى معظم الناس، ومن الجدير بالذكر أن الكلام أثناء النوم يعد أكثر شيوعًا بين الأطفال والذكور أكثر من غيرهم، وبسبب غياب الوعي عند الكلام أثناء النوم قد يبدو صوت المتحدث وتصرفاته ولهجته مختلفة تمامًا عن خصائص المصاب أثناء وعيه الكامل، وقد يكون الكلام تلقائيًا أو يُحفز من قبل حوار ما، وقد يكون محتوى الكلام مبنيًا على تجارب أو أحداث أو علاقات سابقة ذات تأثير عاطفي على الشخص، وعلى الرغم من أن الكلام أثناء النوم يعد غير مؤذٍ إلّا أنه قد يكون مشكلة محرجة للمصاب خاصةً إذا كان يتشارك غرفة النوم مع أشخاص آخرين.

علاج الكلام أثناء النوم

قد يجري المختص باضطرابات النوم عدة فحوصات كدراسة النوم أو تسجيل النوم للتعرف على أعراض اضطرابات النوم الأخرى، وغالبًا لا يتطلب الكلام أثناء النوم علاجًا محددًا إلا في الحالات الشديدة التي يكون سببها أحد الاضطرابات أو الحالات الطبية الأخرى التي يلزم علاجها، إذ تجب مراجعة الطبيب في حال كان هذا الاضطراب يؤثر على نوعية النوم ويتسبب بالتعب وقلة التركيز أثناء النهار، إذ يرتبط الكلام أثناء النوم في بعض الحالات النادرة بالاختلالات العصبية أثناء الليل، أو بعض الاضطرابات الذهنية، كما قد يكون أحد الأعراض الناتجة عن انقطاع النفس النومي أو المشي أثناء النوم، ومن الجدير بالذكر أن بداية مشكلة الكلام بعد سن 25 سنة قد تعد مؤشرًا على الإصابة بإحدى الحالات الطبية الأخرى المسببة، كما توجد العديد من الإستراتيجيات التي قد تساعد في التخفيف من الكلام أثناء النوم، ومنها:

  • ممارسة الإستراتيجيات التي تساعد على التخفيف من التوتر والقلق، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • تتبع أسلوب وأوقات النوم والاستيقاظ لمدة أسبوعين مع تتبع الأدوية المتناولة، والمشروبات التي يتناولها المصاب والتي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، والكولا، والشاي، وتتبع أوقات مارسة الرياضة لمساعدة الطبيب على تحديد المسبب الرئيسي.
  • تجنب تناول الوجبات الدسمة عند موعد النوم.
  • تنظيم مواعيد النوم وممارسة أساليب الاسترخاء.

كما يمكن أن يلجأ الشخص الذي يشارك المصاب بالكلام أثناء النوم الغرفة ذاتها اتباع عدة طرق للتخفيف من الإزعاج الصادر من الشخص النائم، ومن هذه النصائح المقدمة:

  • ارتداء سدادات أذنين.
  • النوم في غرفة أخرى أو سرير آخر.
  • استخدام أجهزة محاكاة أصوات الطبيعة في الغرفة لحجب الإزعاج الصادر من الشخص المتكلم أثناء نومه.

مراحل الكلام أثناء النوم وأنواعه

يمكن تحديد الكلام أثناء النوم حسب المرحلة النومية كما يأتي:

  • المرحلتان الأولى والثانية: ففي هاتين المرحلتين لا يكون الشخص النائم في مرحلة النوم العميق بعد، إذ يكون الكلام مفهومًا تمامًا، إذ يجري الشخص النائم محادثات كاملة مفهومة ومنطقية.
  • المرحلتان الثالثة والرابعة: إذ يكون النائم في مرحلة النوم العميق، ويكون الكلام غير مفهوم وصعب الفهم، إذ يكون عبارة عن أصوات وتلعثمات عشوائية.

وتُحدد حدة الإصابة حسب تكرار الكلام أثناء النوم كما يأتي:

  • الحالات البسيطة: إذ يتحدث النائم أثناء نومه مرة في الشهر أو أقل من ذلك.
  • الحالات المتوسطة: إذ يتحدث النائم أثناء نومه مرة في الأسبوع وليس كل ليلة، كما لا يسبب الكلام إزعاجًا كثيرًا لهؤلاء الأشخاص الآخرين الذين يتشاركون غرفة النوم مع النائم.
  • الحالات الشديدة: يتحدث النائم كل ليلة ويسبب ذلك الإزعاج لدى الأشخاص الآخرين في مكان النوم ذاته.

أسباب الكلام أثناء النوم

توجد جملة من الأسباب المؤدية إلى الكلام أثناء النوم، ومنها:

  • الأحلام خلال حركة العين السريعة أثناء النوم: تشكل مرحلة حركة العين السريعة 20-25% من كامل وقت نوم الإنسان، فخلال هذه المرحلة تتحرك مقلة العين بحركة سريعة، ويرتفع ضغط الدم، ويرتفع كذلك معدل ضربات القلب، ويكون النشاط الكهربائي للدماغ تمامًا كنشاطه في حالة اليقظة، ولكن يبقى الجسم في حالة السكون مما يمنع الشخص من تنفيذ أحلامه، ولكن قد يعاني البعض من اضطراب السلوك النومي، إذ يشرع الشخص المصاب بهذا الاضطراب بالكلام وفعل بعض التصرفات الحركية والمشي كذلك.
  • الكوابيس الليلية: وهي مرتبطة بشكل كبير بفئة الأطفال أكثر من البالغين، إذ يبدأ الشخص النائم بالصراخ والركل كذلك بسبب حلم مزعج أو الهلوسة أثناء الليل، وغالبًا لا يتذكر الشخص ما حدث عند استيقاظه في الصباح التالي.
  • اضطرابات الأكل الليلية: يعاني البعض من اضطرابات الأكل الليلية، إذ إن الشخص المصاب بالمشي أثناء النوم يحضر وجبة كاملة ويتناولها دون وعي، مما يفسر اكتساب الوزن غير المبرر، كما قد يجري محادثة كاملة في حال تحدث شخص آخر معه.
  • تناول أدوية معينة: إذ إن تناول بعض الأدوية قد يسبب الكلام أثناء النوم والهلوسات كأحد الآثار الجانبية لتناوله، لذا تجدر مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة أو تغيير العلاج الدوائي.
  • النوم غير المنتظم: يميل هؤلاء الأشخاص إلى الكلام غير الواعي أثناء النوم، نظرًا لاختلال دورة النوم مما يصعب على الدماغ في تخفيف نشاطه أثناء الليل، كما أن التعرض لمشكلة ما يجعل العقل الباطن في حالة عمل مستمر لإيجاد الحل مما يصعب تخفيف نشاط الدماغ.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم: إذ يكون الدماغ تحت ضغط فسيولوجي أثناء ارتفاع درجة حرارة الجسم في محاولة تفعيل جهاز المناعة بدلًا من تنظيم نشاطات الجسم الأخرى أثناء الراحة، لذا يتعرض الشخص المصاب بارتفاع درجة الحرارة للكلام أثناء نومه.
  • القلق والاكتئاب: يؤدي القلق والاكتئاب إلى الإصابة باضطرابات النوم ومنها الكلام أثناء النوم، وذلك بسبب الحرمان من النوم أو عدم النوم بعمق، كما تؤدي الاضطرابات العقلية الأخرى إلى الكلام أثناء النوم.
  • الحرمان من النوم: تشير الدراسات إلى أن الحرمان من النوم يؤدي إلى صعوبة تتابع مراحل النوم، كما يؤدي ذلك إلى الكلام أثناء النوم وصعوبة الاستيقاظ عند النوم بعد الحرمان منه.
  • العامل الوراثي: إذ قد تُوَرّث صفة الكلام أثناء النوم.
  • الكحول والمخدرات: إذ يؤدي تناول الكحول والمخدرات إلى تأثر الجسم بحالة الدوخة واللاوعي، وتعطل الساعة البيولوجية في الجسم مؤديًا ذلك إلى الكلام أثناء النوم.
السابق
تجارب بعض الدول الإسلامية في الهندسة المالية الإسلامية
التالي
الهندسة المالية لتطوير السوق النقدية الإسلامية

اترك تعليقاً