الصحة النفسية

أسباب حركة العين اللاإرادية

أسباب حركة العين اللاإرادية

 

حركة العين اللاارادية

تعرف رجفة العين بأنها من الحالات الشائعة التي يحتمل أن تصيب أي إنسان في أي مرحلة من حياته، وفي أغلب الحالات تتجلى رجفة العين عند الشخص في حركة الجفن السفلي المستقلة عن حركة العين ككل، إذ تراه يرفّ ويرجف بين الفينة والأخرى، ولكن يحتمل أن تكون الرجفة والرفة حاصلة في الجفن العلوي عوضًا عن الجفن السفلي، ومع أن رجفة العين تبدو مشكلة مزعجة للشخص، فإنها ليست خطيرة أبدًا، فقد تصيب المرء ثم تختفي ثم تعود مجددًا؛ إذ يحتمل أن تستمر أحيانًا إما لبضعة أيام وإما لبعضة أسابيع وإما لبضعة شهور، وفي بعض الحالات تكون رجفة العين قوية وملحوظة عند الشخص، في حين تكون في حالات أخرى دقيقة جدًا ويصعب ملاحظتها، وعلى العموم، إذا استمرت هذه المشكلة لمدة طويلة وأصبحت مزمنة، فإنه يجب مراجعة طبيب أمراض العين لتشخيص السبب الكامن وراء حدوثها.

أسباب حركة العين اللارادية

تحدث رجفة العين أحيانًا دون أي سبب محدد، فنادرًا ما تكون مؤشرًا على معاناة الشخص من مشكلة صحية خطيرة، لذلك، لا يتحرى الناس عادة أسبابها، ويحتمل أن يصاب الإنسان برجفة العين جراء مجموعة من الأسباب التي تتضمن كلًا من تهيج العين، والتعب، وقلة النوم، والإجهاد الجسدي، والتوتر العصبي، والتأثيرات الجانبية لبعض الأدوية واستهلاك الكحوليات والتدخين، فإذا أصبحت رجفة العين مزمنة عند الشخص، فقد يكون مصابًا حينها بمرض تشنج الجفن الأساسي الحميد، فلا يكون قادرًا على السيطرة على الرعشة أو الرجفة أو الغمز في عينه، وتؤثر هذه الحالة عادة على كلتا العينين، وتتفاقم أعراضها سوءًا نتيجة جملة من الأمراض مثل التهاب الجفن، والتهاب الملتحمة (العين الوردية)، وجفاف العين، والتعرض إلى المهيجات البيئية مثل الرياح والشمس والأضواء الساطعة، واستهلاك كميات كبيرة من المشروبات الكحولية.

ويقدر أن رجفة العين تصيب سنويًا نحو 50 ألف أمريكي خلال مرحلة البلوغ أو منتصف العمر، ويؤدي استمرارها مدة طويلة إلى بعض المضاعفات المتفاوتة في الشدة، مثل ضبابية الرؤية، وزيادة الحساسية للضوء ورجفة الوجه، وفي المقابل يحتمل أن تكون رجفة العين في بعض الحالات النادرة مؤشرًا على اضطرابات محددة في الدماغ أو في جهاز الدوران عند الإنسان، وتترافق في حالات كهذه مع أعراض أخرى دالة على وجود ذلك الاضطراب، وتشمل قائمة الاضطرابات العصبية والدماغية المؤدية إلى رجفة العين كلًا من شلل الوجه النصفي، ومتلازمة توريت، وخلل التوتر العضلي. 

أنواع حركة العين اللاارادية

تندرج حالات رجفة العين عند الإنسان ضمن 3 أنواع هي:

  • تشنج الجفن الخفيف: تكون الرجفة في هذا النوع خفيفة جدًا وبسيطة وتختفي تلقائيًا في غضون عدة أيام دون تلقي أي علاج، وترتبط الإصابة برجفة العين في حالات كهذه بالمعاناة من التعب أو الإجهاد.
  • تشنج الجفن الأساسي الحميد: يتسم تشنج الجفن الأساسي الحميد بمعاناة الشخص من ارتعاش أو رجفة ناجمة غالبًا عن جفاف العين أو متلازمة توريت وغيرها من الأسباب، ويقصد بكلمة “الحميد” في هذه الحالة أن المرض ليس مهددًا لحياة الشخص، أما كلمة “أساسي” فتشير إلى أن السبب مجهول، وغالبًا ما تظهر هذه الحالة لدى البالغين وتعود أسبابها إلى عوامل بيئية ووراثية.
  • تشنج الوجه النصفي: تكون رجفة العين في حالات كهذه أشد من الأنواع السابقة، ويحتمل أن يعاني الشخص من التشنج والرجفة في جانب كامل من الوجه، وعادةً ما يكون الجانب الأيسر، وهي حالة غير خطيرة ولكنها يمكن أن تؤدي إلى إغماض العينين مما يصعّب ممارسة الأنشطة اليومية، كما أنها حالة نادرة تحدث لأحد عشر شخصًا من بين 100000 شخص، ويعزي الأطباء هذه الحالة إلى تهيّج العصب القحفي السابع الذي يتحكم في عضلات الوجه، بالإضافة إلى الأسباب المحتملة الأخرى والتي تشمل كلًّا من الأورام الحميدة التي تضغط على العصب وإصابة الأعصاب والعامل الوراثي الذي يعد من الأسباب النادرة للتشنج الوجهي، الذي يعدّ في عدة حالات أحد الأعراض الأولى للتصلب المتعدد الذي يهاجم فيه جهاز المناعة النظام العصبي مما يؤدي إلى العديد من الأعراض،وتؤثر رجفة الوجه ككل في هذا النوع على عملية التكلم والأكل، ويُعالج المريض عادة بحقن عضلات الوجه بأدوية مرخية.

حالات مرضية لها تأثير على حركة العين اللاارادية

تتضمن الاضطرابات الحركية التي يصاحبها تشنج الجفن الحميد والتشنج النصفي ما يأتي:

  • شلل الجرس: يسبب هذا الاضطراب شللًا مؤقتًا على جانب واحد من الوجه بسبب التهاب أو إصابة في أعصابه، ومعظم العلماء يعتقدون أن سبب هذا الالتهاب عدوى فيروسية أصابت الأعصاب.
  • متلازمة مايج: هي اضطراب عصبي نادر يتضمن حدوث تشنجات متزامنة في الخدين، والفم، واللسان، والعنق.
  • خلل الحركة المتأخر: هو اضطراب في الحركة يتميز بالتلويح اللاإرادي للسان أو للفم أو الشفاه، فضلًا عن زيادة معدل وميض العين، وتتطور معظم الحالات كتأثير جانبي لاستخدام الأدوية المضادة للذهان على المدى البعيد.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي: مثل التصلب المتعدد أو مرض الشلل الرعاش، فقد يعانون أيضًا من أعراض أخرى، تتضمن الصعوبات الإدراكية، والهزّات الجسدية، وصعوبة الحركة والتنقل.
  • خدش القرنية: تحدث هذه الحالة نتيجة إصابة مباشرة على العين.

أعراض حركة العين اللاارادية

قد تصاحب رفة العين مجموعة من الأعراض التي تختلف باختلاف المرض الأساسي أو الاضطراب المسبب للرفة، والكثير منها يؤثر على العين وعلى أجزاء أخرى من الجسم، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • أعراض تتعلق بالعينين: تتضمن هذه الأعراض ما يأتي:
    • عدم وضوح في الرؤية، أو المعاناة من الرؤية المزدوجة.
    • خروج إفرازات من العين.
    • تدلي الجفون والإحساس بسقوطها.
    • الشعور بالألم في العيون.
    • جفاف في العيون.
    • الإحساس بوجود جسم غريب في العيون.
    • زيادة الحساسية للضوء.
    • حكة في العيون واحمرار وتقرحات.
    • حَوَل في العيون.
  • أعراض عصبية تترافق مع أعراض العيون: تتضمن ما يأتي:
    • نوبات اضطراب الكلام، أو الإيماءات والتشنجات اللاإرادية للوجه، والإحساس بوخزات الإبر في الفم والأنف.
    • الأرق وصعوبة في النوم.
    • هزات جسدية.
    • كلام غير واضح.
  • أعراض تشير إلى حالات خطيرة: تتضمن هذه الأعراض ما يأتي:
    • تغيُّر في مستوى الوعي أو اليقظة، مثل الخروج وعدم الاستجابة.
    • ألم شديد في العين.
    • شلل في الوجه.
    • الضعف وعدم القدرة على التحكم بتعابير الوجه.
    • فقدان مفاجئ في التوازن والتنسيق.
    • فقدان البصر المفاجئ، أو تغيُّر في الألوان.
    • الشعور بصداع قوي غير مبرر.

علاج حركة العين اللاارادية

تختفي رجفة العين تلقائيًا في معظم الحالات، بيد أن الشخص قادر على علاجها حالما يشخص السبب الدقيق الكامن وراءها، فعلى سبيل المثال، إذا كانت رجفة العين ناجمة عن التوتر، فمن الضروري للشخص ممارسة بعض التمارين المساعدة على الاسترخاء، مثل اليوغا وتمارين التنفس وقضاء الوقت مع الأصدقاء للحد من عوامل التوتر، أما إذا كان التعب هو السبب الرئيس لرجفة العين؛ فينبغي للشخص حينها نيل قسط وافر من الراحة، والنوم لعدد ساعات كافٍ، ولمّا كانت رجفة العين عائدة أحيانًا إلى إجهاد العين خلال القراءة أو الكتابة أو استخدام أجهزة الكومبيوتر والموبايل، كان من الضروري اتباع قاعدة 20-20-20 القائمة على إراحة العين كل 20 دقيقة، وتوجيهها بعيدًا عن شاشة الكومبيوتر والنظر إلى جسم معين مدة 20 ثانية، فهذا الأمر يقلل حالة الإجهاد والتعب في العين، ويخفض حالات رجفة العين.

وفي بعض الأحيان، يؤدي استهلاك كميات كبيرة من المشروبات الغنية بالكافيين إلى زيادة أعراض رجفة العين عند الشخص، لذلك، يكون ضروريًا في حالات كهذه تجنب شرب الشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية مدة أسبوع أو أسبوعين لمراقبة مدى تحسن رجفة العين من عدمه، والأمر ذاته يسري على المشروبات الكحولية، إذ ينبغي التوقف عن شربها نظرًا لأنها تفاقم أعراض رجفة العين، ولمّا كان جفاف العين من الحالات الشائعة نتيجة التقدم في العمر والإفراط في النظر إلى الشاشات وتناول بعض الأدوية، كان من الضروري استشارة طبيب أمراض العيون بهدف استعادة رطوبة العين وتخفيف الجفاف، وإلا ستستمر رجفة العين الناجمة عنه، ويحتاج الشخص المصاب برجفة العين جراء نقص بعض العناصر الغذائية، مثل المغنيسيوم إلى اتباع نظام غذائي صحي مع تناول بعض المكملات الغذائية.

وفي بعض الأحيان، يعاني الأشخاص المصابون بحساسية العين من الحكة والتورم والعيون الدامعة، ويؤدي فرك العينين في حالات كهذه إلى إفراز الهيستامين في أنسجة الجفن، مما يحتمل أن يسبب رجفة العين عند الشخص، ويمكن التخلص من هذا الأمر عبر استخدام قطرات العين التي تعطى دون وصفة طبية لعلاج أعراض الحساسية، وينبغي للشخص هنا أن يستشير الطبيب أولًا نظرًا لأن مضادات الهيستامين في تلك القطرات تؤدي إلى جفاف العين، مما قد يفاقم أعراض رجفة العين عند الشخص، في حين أن الحالات الأكثر تعقيدًا من رفة العين تتطلب علاجات طبية أكثر تقدمًا، وتشمل كلًا من استخدام حقن توكسين البوتولينوم (Botox) أحيانًا لعلاج تشنج الجفن الحميد الأساسي، الذي يمكن أن يخفف من التشنجات الحادة لبضعة أشهر، لذا يحتاج المريض إلى المزيد من الحقن نظرًا لتلاشي تأثيرها، كما قد يكون العلاج من خلال عملية جراحية في بعض الحالات وذلك لإزالة بعض العضلات والأعصاب في الجفون لعلاج تشنّج الجفن الحميد الأساسي.كما يمكن علاج حركة العين اللاارداية من خلال ما يلي:

  • المحافظة على توازن نسبة السكر في الدم، عن طريق تناول الطعام بانتظام وتناول الحلويات بشكلٍ طبيعيٍ وليس بمبالغة.
  • وضع الكمادات الدافئة على العين من شأنه أن يساعد في استراخائها وتهدئتها.

قد يُهِمُّك

تتعرض العيون للكثير من مسببات الأمراض والعوامل التي تؤثر على صحتها، لذلك يجب عليك الاهتمام بصحتها والمحافظة على سلامتها؛ لما للعيون من أهمية كبيرة في الحياة، ومن الإجراءات التي تساعدك على حماية عيونك من الإصابة ببعض الأمراض ما يأتي:

  • حماية العيون من أشعة الشمس المباشرة الضارة، إذ تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على الجسم والجلد عمومًا وعلى العيون خصوصًا، وقد تسبب مجموعةً من المشكلات، كحروق القرنية، وإعتام العدسة، وانحلال البقعة الصفراء، أو الإصابة بسرطان الجفون، لذلك تكمن أهمية ارتداء النظارات الشمسية التي تنمع 99-100% من الأشعة فوق البنفسجية الضارة في أوقات الذروة وقت الظهيرة.
  • حماية العيون من الإصابات الخارجية، والابتعاد عن العوامل البيئية العنيفة.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على عناصر غذائية مهمة لصحة العين، إذ تتضمن هذه العناصر الغذائية المهمة لوظائف العين السليمة فيتامين أ، وفيتامين (هـ)، والزنك، والبيتا كاروتين، واللوتين.
السابق
أضرار حزام الظهر المغناطيسي
التالي
كم عدد مفاصل جسم الانسان

اترك تعليقاً