الصحة النفسية

أسباب صوت الأمعاء

أسباب صوت الأمعاء

 

أصوات الأمعاء

من الطبيعي أن تخرج بعض الأصوات من الأمعاء أو البطن، وهذا يحدث غالبًا بسبب الانقباضات العضلية المرافقة لما يُعرف بالحركة الدودية الناجمة عن سريان الطعام والإفرازات الهضمية داخل المعدة والأمعاء، وفي حال انعدمت هذه الأصوات فإن ذلك قد يشير إلى حصول شلل في الأمعاء، بينما لو ازدادت هذه الأصوات فإن ذلك قد يكون دليلًا على الإصابة بانسداد في الأمعاء، ومن الطبيعي أن تختفي أصوات الأمعاء مؤقتًا بعد الخضوع للعمليات الجراحية.

وعادةً ما تنشأ أصوات الأمعاء عن تظافر ثلاثة عوامل، هي انقباضات العضلات الموجودة في جدران الأمعاء، ووجود السوائل داخل الأمعاء، ووجود الغازات داخل الأمعاء، ومن المعروف أن خروج أصوات الأمعاء يُعد مصدرًا للحرج والقلق بالنسبة للكثيرين، لكن من النادر أن توجد أهمية كبيرة لهذه الأصوات من الناحية الطبية، ومن المعروف أن أصوات الأمعاء تظهر بوضوح أكثر بالنسبة للأشخاص الذي يشكون منها وليس للأفراد المحيطين أو القريبين منهم، ومن الضروري هنا التفرقة بين أصوات الأمعاء وبين أمور أخرى مرتبطة بالغازات؛ كالتجشؤ والانتفاخات.

أسباب أصوات الأمعاء

تنشأ أصوات الأمعاء عن وجود السوائل والغازات والإفرازات داخل الأمعاء، وبالتالي فهي أصوات طبيعية في مجملها، لكن يُمكن للبعض أن يُلاحظ خروج أصوات الأمعاء أثناء الشعور بالجوع أو خلو الأمعاء من الطعام، ولقد عزت إحدى الدراسات هذه الظاهرة إلى إفراز الدماغ لمادة شبيهة بالهرمونات لتحفيز النفس على تناول الطعام، وتمتاز هذه المادة بقدرتها على إرسال إشارات عصبية إلى الأمعاء والمعدة لتحفيز عضلاتها على الانقباض، وهذا يؤدي إلى سماع أصوات البطن التي يشكو منها البعض أثناء شعورهم بالجوع، وعلى العموم صنف الباحثون أصوات الأمعاء إلى أصوات طبيعية، وأصوات نشطة، وأصوات غير نشطة، وتمتاز الأصوات النشطة بكونها ناجمة عن زيادة أنشطة وحركة الأمعاء وقد تكون مسموعة للآخرين، وعادةً ما تظهر هذه الأصوات بعد الانتهاء من تناول الطعام أو أثناء مجيء نوبات الإسهال، أما بالنسبة إلى أسباب حصول انعدام، أو قلة، أو كثرة في أصوات الأمعاء، فإنها قد تتضمن إصابة الأمعاء بإصابة أو ضربة مباشرة، أو إصابتها بالعدوى، أو الفتق، أو الخثرات الدموية داخل الأوعية الدموية، أو اختلالات مستويات البوتاسيوم والكالسيوم، أو نمو الأورام، أو انسداد الأمعاء، وعمومًا يُمكن ذكر أسباب أخرى مؤدية إلى كثرة أصوات الأمعاء أو قلتها على النحو الآتي:

أسباب كثرة أصوات الأمعاء

  • الإصابة بالتقرحات النزفية.
  • الحساسية نحو الطعام.
  • العدوى المؤدية إلى الالتهابات أو الاسهال.
  • استعمال الملينات المعوية.
  • نزيف الجهاز الهضمي.
  • الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، أو مرض كرون.

أسباب قلة أصوات الأمعاء

  • الإصابة بالتقرحات المثقوبة.
  • تناول بعض أنواع الأدوية؛ كدواء الكودين مثلًا.
  • الخضوع لإحدى العمليات البطنية أو التخدير العام.
  • التعرض لإصابات إشعاعية.
  • إصابة الأمعاء بالضرر.
  • حصول انسداد كامل أو جزئي للأمعاء.
  • الإصابة بالتهاب في التجويف البطني، أو ما يُعرف بالتهاب الصفاق.

علاج أصوات الأمعاء

يطرح الباحثون طرقًا كثيرة للتغلب على أصوات الأمعاء أو المعدة لتجنب الشعور بالحرج الناجم عنها، مثل:

  • شرب الماء: يُساهم شرب الماء في إتمام العملية الهضمية وملء المعدة، وهذا بدوره قد يكون كافيًا لكبت أصوات المعدة والأمعاء، خاصة في حال عدم توفر أي شيء لتناوله في تلك الأوقات.
  • تناول الطعام: لا بد من تناول بعض الطعام عند البدء بسماع أصوات الأمعاء الناجمة عن الجوع، وقد يكون من الأنسب للبعض الحرص على تناول وجبات خفيفة من الطعام في مواعيد محددة من اليوم.
  • تجنب السكريات والأطعمة الحمضية والكحوليات: تتسبب هذه الأطعمة في زيادة ملحوظة في أصوات الأمعاء، كما يُمكن إضافة القهوة إلى قائمة الأطعمة المسببة لأصوات الأمعاء أيضًا.
  • تجنب الأطعمة المسببة للغازات: تشتهر بعض أنواع الطعام بقدرتها على إنتاج كمية كبيرة من الغازات داخل الأمعاء، وهذا يؤدي إلى زيادة في حجم أصوات الأمعاء، ومن بين أبرز هذه الأنواع؛ البروكلي، والفول، والملفوف، والقرنبيط، والعدس، والبصل، والحمص، وبعض أنواع فطر.
  • تجنب التوتر: تظهر المعاناة من أصوات الأمعاء أكثر أثناء المرور بالمواقف المثيرة للتوتر؛ كمقابلات العمل، والاختبارات أو الامتحانات، ويرجع سبب ذلك إلى جنوح نشاط الأمعاء نحو النشاط أكثر أثناء الشعور بالتوتر.
  • ممارسة الأنشطة البدنية: ينصح البعض بالمشي قليلًا بعد تناول الطعام من أجل تسريع عملية إفراغ المعدة من محتوياتها والحد من أصوات الأمعاء.

أما بالنسبة لعلاج قلة أصوات المعدة أو انعدامها، فإن ذلك يتطلب بالطبع استشارة الطبيب بسرعة للوقوف على أسباب ذلك، وقد يضطر الطبيب إلى إجراء تنظير للقولون أو مطالبة المريض بالخضوع للتصوير الطبقي المحوسب من أجل الوصول إلى سبب المشكلة، وفي حال كانت توجد آلام شديدة مصاحبة لقلة أصوات المعدة فإن ذلك قد يكون مؤشرًا على الإصابة بانسداد في الأمعاء، وهذا الأمر يظهر في كثيرٍ من الأحيان عند المصابين أصلًا بمرض كرون، وغالبًا ما يضطر الطبيب إلى إرسال المريض المصاب بانسداد في الأمعاء إلى المستشفى بسرعة من أجل إعطائه السوائل الوريدية وإجراء الفحوصات اللازمة له، وفي حال كان انسداد الأمعاء جزئيًا، فإن الطبيب قد يكتفي بنصح المريض بتناول الأطعمة الغنية بالألياف، بينما لو كان الانسداد كليًا أو كاملًا، فإن الخضوع لعملية جراحية يُصبح أمرًا ضروريًا.

أصوات الأمعاء والقولون العصبي

يشتهر مرض القولون العصبي أو متلازمة القولون المتهيج بكونه أحد الأمراض التي يصعب تشخيصها أو التعرف عليها بسهولة؛ لأنه مرضٌ يتعلق أساسًا بوظيفة الأمعاء ولا يؤدي إلى تغيرات جوهرية فيها، لذا عادةً ما يلجأ الأطباء إلى استخدام الكثير من الأدوات التشخيصية للتأكيد على وجود هذا المرض عند الأشخاص، لكن في عام 2018، تمكن بعض الباحثين من اختراع حزام بطني يُمكنه تأكيد الإصابة بالقولون العصبي عبر التنصت على أصوات الأمعاء، وقد نجح العلماء من فحص الحزام على مجموعة من الأفراد الأصحاء والأفراد المصابين بالقولون العصبي، وجاء بنتائج صحيحة عند 90% من المصابين بالقولون العصبي، وهذا يعني أن لأصوات الأمعاء فائدة محتملة في تشخيص المرض الذي يُصيب 11% من الرجال والنساء[٧]، أما بالنسبة لعلاج القولون العصبي، فإن الأطباء ينصحون عادةً باتباع الأنماط الغذائية المناسبة للتغلب على أعراض هذا المرض؛ كتناول الكثير من الألياف الغذائية، وتجنب الأطعمة الغنية بالغولتين، وتجنب المواقف المثيرة للتوتر، ويُمكن بالطبع وصف الكثير من الأدوية لعلاج الإسهال والإمساك الناجم عن الإصابة بالقولون العصبي، وتوجد أدوية كثيرة لعلاج الآلام والتشنجات المصاحبة لمرض القولون العصبي أيضًا، لكن يجب استشارة الطبيب أولًا قبل البدء باستخدام أي من هذه الأدوية.

السابق
أعراض فيروس كورونا
التالي
أفضل علاج للغضروف

اترك تعليقاً