الصحة النفسية

أسباب ضعف جهاز المناعة

أسباب ضعف جهاز المناعة

ضعف جهاز المناعة

يشير مصطلح ضعف جهاز المناعة إلى انخفاض وظائف جهاز المناعة، فكما هو معروف أن الوظيفة الأساسية لجهاز المناعة عند الإنسان هي حمايته من حالات العدوى المختلفة والأمراض مثل السرطان، فإذا انخفض مفعول هذه الوظيفة أو قوتها، كان الإنسان أكثر عرضة للإصابة بتلك الأمراض، ولهذا ينصح معظم الأطباء بضرورة الحفاظ على سلامة الجهاز المناعي وتقويته سواء عبر اتباع نظام غذائي صحي أو بممارسة التمارين الرياضية بانتظام أو تجنب عوامل الخطر المؤدية إلى ضعفه، وتؤدي الإصابة بأحد الاضطرابات المناعية إلى تراجع قدرة الجسم على محاربة العدوى والتخلص منها، مما يزيد احتمالية التعرض للالتهابات والأمراض المُعدية، ويصنف نقص المناعة إلى نوعين رئيسيين هما نقص المناعة الأولي ونقص المناعة الثانوي بحسب العامل المؤدي للإصابة، فيعود النوع الأولي إلى الطفرات الجينية التي تولد مع الشخص، أما النوع الثانوي فيعود لأسباب مكتسبة تحصل في وقت لاحق في الحياة.

أسباب ضعف جهاز المناعة

يعاني الإنسان من ضعف جهاز المناعة في جسمه جرّاء أسباب عديدة، فمثلًا الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من العوامل الرئيسة التي تجعل الإنسان أكثر عرضة للأمراض، فهو يضعف وظيفة جهاز المناعة فلا يقدر على مكافحة العوامل المسببة للأمراض، ويصاب جهاز المناعة بضعف دائم أو مؤقت جرّاء حالات أخرى مثل؛ الشيخوخة، وتناول بعض الأدوية، والتعرض إلى العلاج الإشعاعي، والإصابة بالأورام الخبيثة في النخاع العظمي والعقد اللمفاوية والشعور بالتوتر بعد إجراء عمل جراحي، ويؤثر شرب المشروبات الكحولية سلبًا على سلامة الجهاز المناعي، إذ يضعف قدرة كريات الدم البيضاء على قتل البكتريا والفيروسات، لذا يزداد عدد مرات الإصابة بنزلات البرد عند الأفراد الذين يفرطون في استهلاك الكحوليات.

ويضطلع التوتر والضغط العصبي بدور كبير في ضعف جهاز المناعة، فهو يتسبب بأعراض عديدة مثل الصداع وآلام الصدر والضيق والانزعاج، وهذه الأمور جميعها تدفع جهاز المناعة إلى بذل جهد مضاعف لحماية الجسم ومكافحة الأخطار والأمراض التي يحتمل أن تصيبه، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى إرهاقه وإصابته بالضعف، ومن جهة أخرى توجد صلة مباشرة بين صحة جهاز المناعة وسلامته وبين ممارسة التمارين الرياضية، فكلما ازداد معدل نشاط المرء كان جهازه المناعي أكثر قوة وصحة، وقد أشارت مجموعة من الدراسات العلمية إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تفيد في تحسين وظائف العدلات، وهي من أنواع كريات الدم البيضاء، تعرف بقدرتها على مكافحة الكائنات الدقيقة الطفيلية على الجسم التي تؤثر سلبًا على صحته أحيانًا.

ولما كانت خلايا الجهاز المناعي تكافح العدوى أثناء النوم، كان من الضروري أن يحصل الإنسان على قسطٍ كافٍ منه، وإلا سيتعرض جهازه المناعي إلى الضعف، وتبين الدراسات أن ضعف الجهاز المناعي يرجع عادة إلى اتباع نظام غذائي قليل العناصر الغذائية، وهذا يعني قلة كميات الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة التي تترافق مع الإكثار من الأطعمة غير الصحية والجاهزة والمحتوية على السكر، ويؤدي تناول الأطعمة الغنية بالدهون غير المشبعة إلى ضعف جهاز المناعة أيضًا، فهي تحدّ من البلعمة phagocytosis، وهي العملية التي تستطيع كريات الدم البيضاء من خلالها تدمير الفيروسات والبكتريا في الجسم.

وتوجد مجموعة من الأسباب الشّائعة التي تُسبب ضعفًا في جهاز المناعة، من أهمّها:

  • العوامل الجينية: تُنتقل العديد من الأمراض الوراثية المؤثرة على النظام المناعي من أحد الوالدين أو كلاهما للأبناء، وصنفت هذه الاضطرابات إلى مجموعات بحسب نوع تأثير الطفرة على الخلايا المناعية؛ مثل نقص الأجسام المضادة، نقص الخلايا التائية، اضطراب في عمل الخلايا المسؤولة عن البلعمة، طفرات مجهولة السبب وغيرها.
  • الحروق الشديدة: يعد الجلد أحد أنواع الحواجز الدفاعية في جسم الإنسان، ومع التعرض للحروق الشديدة وفقدان السوائل تزداد امكانية التعرض للأنواع المختلفة من العدوى الجرثومية.
  • إزالة الطحال: يعد الطحال أحد الأعضاء المسؤولة عن إنتاج الخلايا الدفاعية، ومع استئصاله تتراجع قوة الجهاز المناعي.
  • سوء التغذية: تعتمد المناعة المكتسبة على النظام الغذائي المتبع للحصول على العناصر والمركبات اللازمة لتعزيز دور الجهاز المناعي مثل؛ الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
  • التقدم بالسن: مع تقدم الإنسان بالعمر تتراجع قدرة الجهاز المناعي، ويتقلص حجم الأعضاء المسؤولة عن إنتاج الخلايا الدفاعية خاصةً مع الإصابة بالأمراض المزمنة كداء السكري، أو الخضوع للعلاجات الخاصة بالأورام السرطانية مثل العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي.

تقوية جهاز المناعة

يستطيع الإنسان أن يدعم وظيفة جهاز المناعة في جسمه عبر اتباع مجموعة من الخطوات البسيطة التي تشمل الأمور التالية:

  • الإكثار من الأطعمة الصحية والخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، فضلًا عن الأطعمة الغنية بفيتامين ج، ومضادات الأكسدة المختلفة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بمعدل نصف ساعة بالحدّ الأدنى يوميًا على مدار الأسبوع.
  • أخذ قسطٍ وافرٍ من النوم، بحيث لا تقل ساعاته عن 8 ساعات يوميًا.
  • غسل اليدين وتنظيفهما منعًا لانتقال العدوى.
  • أخذ اللقاحات المتعددة للأمراض المختلفة، وخصوصًا عند السفر إلى مناطق تكثر فيها الأمراض ويقل فيها مستوى الخدمات الصحية.
  • المحافظة على وزن الجسم عند حدوده الطبيعية.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • التوقف عن شرب الكحوليات.
  • تناول المكملات الغذائية، وخصوصًا مكملات فيتامين د3 وفيتامينات ب المختلفة.
  • الحدّ من نوبات التوتر والقلق عند الإنسان عند اتباع تقنيات الاسترخاء، وممارسة تمارين اليوغا واستشارة الطبيب النفسي في الحالات الشديدة.

أعراض نقص المناعة

تختلف الأعراض الصحية المرافقة لحدوث نقصٍ في المناعة بحسب نوع المرض، إلا أنه توجد بعض الأعراض المشتركة، ومنها:

  • الإصابة بفقر الدم أو نقص الصفائح الدموية.
  • التعرض المتكرر لالتهابات الأذن أو الجيوب الأنفية أو الجلد.
  • الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل؛ الالتهاب الرئوي، نزلات البرد، الإنفلونزا، التهاب القصبات الهوائية.
  • الإصابة باضطرابات الهضم مثل؛ الإسهال، الغثيان، فقدان الشهية.
  • تأخر النمو.
  • زيادة إمكانية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل؛ الصدفية، التهاب المفاصل، الذئبة الحمراء وغيرها.

يمكن تشخيص نقص المناعة بالعودة للتاريخ الطبي للمصاب، والاستفسار عن الأسباب المحتملة، وإجراء مجموعة من الفحوصات اللازمة مثل؛ فحص مستوى الأجسام المضادة وفحص الدم.

الجهاز المناعي

يعد الجهاز المناعي النظام المسؤول عن حماية الجسم والدفاع عنه ضدّ أنواع العدوى الجرثومية (البكتيريا، الفايروسات، الطفيليات، الفطريات)، كما تتخلص الخلايا المتخصصة فيه من الخلايا السرطانية منعًا للإصابة بالأورام الخبيثة، ويبدأ عمل الجهاز المناعي منذ الولادة بالاعتماد على المناعة الذاتية غير المتخصصة لتتكون مع الوقت ما يعرف بالمناعة المكتسبة، وتعتمد آلية الدفاع على استجابة النظام المناعي لوجود أجسام غريبة لتبدأ عملية إنتاج المواد الكيميائية مثل السايتوكاينات، والخلايا الدفاعية مثل كريات الدم البيضاء التي ينتجها نخاع العظم والغدة الزعترية والطحال والغدد الليمفاوية، كما تصنف خلايا الدم البيضاء إلى أنواع مختلفة يؤدي كلّ منها وظيفة خاصة مثل الخلايا المسؤولة عن مهاجمة البكتيريا والخلايا المسؤولة عن الاستجابة للحساسية أو السيطرة على نشاط العدوى الفايروسية، بالإضافة إلى إنتاج الأجسام المضادة وتكوين ذاكرة مناعية عند عودة العدوى من جديد أو ما يعرف بتكوين الحصانة، وهو المبدأ الذي يقوم عليه استعمال اللقاحات.

أمراض الجهاز المناعي

توجد أنواع عديدة من الأمراض المزمنة المؤثرة على عمل الجهاز المناعي، ومن الأمثلة عليها:

  • الإيدز: ينتج مرض الإيدز عن فايروس نقص المناعة المكتسبة الذي يدمر خلايا الدم البيضاء، مما يضعف الجهاز المناعي.
  • فرط نشاط الجهاز المناعي: يحدث في حال وجود جينات معينة تجعل جهاز المناعة يتفاعل مع المواد الموجودة في البيئة، والتي عادة ما تكون غير ضارة، وتسمى هذه المواد مسببات الحساسية، ويعد وجود ردّ الفعل التحسسي هو المثال الأكثر شيوعًا على فرط النشاط المناعي، ومن الحالات الناجمة عن فرط نشاط الجهاز المناعي: الربو، والأكزيما، والتهاب الأنف التحسسي.
  • أمراض المناعة الذاتية: يعاني المصابون بأمراض المناعة الذاتية من مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا السليمة واعتبارها أجسامًا غريبة، مما يسبب ظهور مجموعة من الأعراض، يظهر بعضها كنوباتٍ من فترة لأخرى مثل الروماتيزم، داء السكري من النوع الأول، الذئبة الحمراء، وغيرها.
السابق
علاج صديد اللوز
التالي
أفضل وقت للنوم علمياً

اترك تعليقاً