الصحة النفسية

أسباب ضعف عضلات الجسم

أسباب ضعف عضلات الجسم

ضعف عضلات الجسم

يُعرّف ضعف العضلات بأنّه عدم قدرة عضلات الجسم على الحركة أو الانقباض طبيعيًّا بعد بذل مجهود، وتسمّى أيضًا بانخفاض قوة العضلات، وهو يختلف عن ضعف العضلات الذي يشعر به أي شخص نتيجة بذل مجهود بدني شاق، أو بسبب الإصابة بمرض، فهذا الضعف يزول عادةً بعد الرّاحة، أو بعد التعافي من المرض، أمّا ضعف العضلات الذي يعدّ حالة مرضيّة، فإنّه يكون مستمرًا، ويكون عرضًا لمرض آخر، وينجم عن وجود خلل أو مشكلة ما في الدماغ أو الجهاز العصبي، أو في الرابط بينها وبين العضلات، ممّا يسبب مشكلة في انقباض العضلات إراديًّا، وبالتالي الإصابة بضعف العضلات.

أسباب ضعف عضلات الجسم

تتضمّن الأسباب الشائعة للإصابة بضعف عضلات الجسم ما يأتي:

  • قلّة استخدام العضلات: وهو من أكثر الأسباب شيوعًا للمعاناة من ضعف العضلات، ويصيب الأشخاص الذين يعيشون حياة خاملة وقليلة الحركة، فعندما لا تتحرك العضلات فإنّ الألياف التي تقع داخلها تستبدل جزئيًا بدهون، وينتج عن ذلك التعب السريع من ممارسة الأنشطة البسيطة، لكن يمكن تصويب الوضع عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وينصح بممارستها مع مدرّب رياضيّ، تجنّبًا لحدوث أي إصابة للعضلات أثناء ممارسة التمارين.
  • التقدّم في السنّ: تفقد العضلات قوّتها وحجمها مع التقدم في السنّ، ومع ذلك، فإنّه بإمكان كبار السنّ أن يستعيدوا قوّة عضلاتهم عبر ممارسة التمارين الرياضية، لكن بطريقة آمنة وتدريجية.
  • الإصابة بالعدوى: تعدّ الإصابة بالأمراض والالتهابات من الأسباب الشائعة للشعور بالإعياء العضلي المؤقت، ويحدث عادةً بسبب التهاب العضلات، وقد يكون شديدًا في حال الإصابة بالإنفلونزا الشديدة مثلًا، لكنّه يزول بعد التعافي من المرض.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة: تسبب العديد من الأمراض المزمنة ضعف العضلات، بسبب قلة تدفق الدم والمواد المغذية إلى العضلات، مثل:
    • مرض الشريان المُحيطيّ: وهو تضيّق يصيب الشرايين، بسبب تراكم الكوليسترول، ويُعزى ذلك عادةً للتدخين والنظام الغذائي المُتناول، حينها يقلّ تدفق الدم إلى العضلات، ويلاحظ ذلك المريض بشكل واضح عند ممارسة التمارين الرياضية، ويشعر بالألم إلى جانب ضعف العضلات.
    • داء السكري: يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم العديد من الآثار السلبية على العضلات، ومع تقدم مرض السكري يقلّ تدفق الدم إلى الأعصاب الدقيقة أو الصغيرة، وعندما يموت العصب الذي يغذي ألياف العضلات فإن الألياف العضلية ستتوقف أيضًا عن العمل.
    • أمراض القلب: مثل فشل القلب، ويحدث بسبب قلة تدفق الدم مع زيادة الطلب عليه، إذ لا يستطيع القلب أن يزوّد العضلات بحاجتها من الدم عند بذلها للمجهود البدني.
    • أمراض الرئة المزمنة: مثل مرض الانسداد الرئويّ المزمن، الذي تنخفض فيه قدرة الجسم على أخذ الأكسجين، وذلك يسبب التعب بسرعة عند ممارسة التمارين لأن العضلات تحتاج تزويدًا سريعًا بالأكسجين من الدم خاصة عند التمرين.
    • أمراض الكلى المزمنة؛ تؤثر أمراض الكلى على توزان الأملاح في الجسم، وقد تؤثر على الكالسيوم وفيتامين د، وتسبب تراكم السموم في الجسم، بسبب ضعف وظيفة الكلى، وذلك يسبب ضعف العضلات.
    • فقر الدم: تقل قدرة الدم على إيصال الأكسجين للعضلات عند الأشخاص المصابين بفقر الدم، ويسبب ذلك عسر النّفس وضعف العضلات.
  • الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على الدماغ: مثل القلق والاكتئاب، والألم المزمن.
  • التعرّض لإصابة أو حادث: مثل حوادث الرياضة، إذ يحدث تلف للألياف داخل العضلات، ويرافقها التهاب وتورم وألم.
  • تناول أدوية معينة: قد تسبب بعض الأدوية ظهور بعض الآثار الجانبية، منها ضعف العضلات، مثل الستاتينات وهي أدوية لخفض الكوليسترول، وبعض المضادات الحيوية مثل سيبروفلوكساسين، والبينيسيلين، ومسكنات الألم المضادة للالتهاب اللاستيرويدية مثل النابروكسين والديكلوفيناك، وتناول الستيرويدات الفموية على المدى الطويل.
  • اضطرابات النّوم: مثل الأرق، ومتلازمة تململ الساقين، وغير ذلك.
  • التدخين وشرب الكحول: تسبب كثرة شرب الكحول ضعف العضلات في الأكتاف والورك، كما قد يؤثر التدخين بصورة غير مباشرة على العضلات، إذ يُضيّق الأوعية الدموية، ويسبب الإصابة بمرض الشريان المحيطيّ، بالإضافة لتناول الأدوية غير المشروعة مثل الكوكايين.
  • أسباب نادرة: قد ينتج ضعف العضلات عن أسباب نادرة غير شائعة، وتتضمّن:
  • التهاب العضلات والجلد: وهو مرض التهابي يصيب العضلات بالتيبس والضعف.
    • التهاب العضلات: ويسبّب الضعف في عضلات الجسم في أماكن معينة بالقرب من جذع الجسم، مثل عضلات الفخذ والورك والعنق والكتفين.
    • التهاب المفاصل الروماتويدي: وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، يهاجم فيها جهاز المناعة بطانة المفاصل، ويصيب عادةً اليدين والقدمين.
    • مرض الساركويد: وهو مرض التهابي يصيب الرئتين، والغدد الليمفاوية.

وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الحالات قد ينجم ضعف العضلات عن حالات خطيرة مُهدّدة للحياة، تستدعي طلب الطوارىء على الفور، مثل حالات التسمّم الغذائي التي تنتج عن بكتيريا المِطَثِيَّةُ الوشيقية Clostridium botulinum، أو في حالة السكتة الدماغية، أو في حال النوبة الإقفارية العابرة، التي تظهر فيها أعراض شبيهة بالسكتة الدماغية، وقد تكون علامة تحذيرية على الإصابة بسكتة دماغية.

مضاعفات ضعف عضلات الجسم

قد يكون ضعف العضلات ناجمًا عن حالة مرضية معينة، وعند عدم الحصول على العلاج المناسب فإنّ العضلات تتلف وتحدث العديد من المضاعفات، لذا ينبغي استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح للحالة، والالتزام بالخطة العلاجية لتقليل المضاعفات المحتملة، والتي تتضمّن الآتي:

  • فقدان الحركة.
  • الشلل.
  • الفقدان الدائم للإحساس.
  • التلف الدائم في الأعصاب.
  • انتشار العدوى.

مرض وهن العضلات

الوهن العضلي يعرف أيضا باسم الوهن العضلي الوبيل Myasthenia gravis، وهو ناتج عن تأثر المنطقة التي تربط بين العصب الحركي والعضلات الإرادية، مما يؤدي إلى ضعف الاتصال الطبيعي بين العصب والعضلات، ويتمثل هذا المرض بإصابة العضلات التي يتحكم بها الشخص إراديًا بالضعف والتعب أو الإعياء السريع والمتكرر، ويعد هذا المرض من قائمة أمراض المناعة الذاتية، وذلك لأن معظم الأسباب المؤدية إلى ظهوره متعلقة بالجهاز المناعي، ولا يوجد علاج مخصص لهذه الحالة المرضية، ولكن يوجد الكثير من العلاجات التي تساهم في التقليل من حدة الأعراض والتي تتمثل بضعف عضلات الأطراف وصعوبة في التنفس ومضغ الطعام وهضمه، ويصيب هذا المرض الأشخاص في مختلف الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا عند النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 40 عامًا، وبين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة.وفيما يأتي بعض المعلومات المتعلقة بوهن العضلات:

أعراض مرض وهن العضلات والأماكن التي يصيبها

تزداد حدة أعراض هذا المرض مع الاستخدام المتكرر للعضلة المصابة، وتقل حدة الأعراض عند إراحة العضلات، ويمكن أن يصيب هذا المرض أي عضلة إرادية في جسم الإنسان إلا أنه يوجد مجموعة من العضلات أكثر عرضة للإصابة من غيرها، ومن هذه العضلات ما يلي:

  • عضلات العين: إن أول أعراض هذا المرض ظهورًا عند ما يقارب نصف المصابين به تكون متعلقة بعضلات العين، ومن أكثر المشاكل التي يسببها هذا المرض للعين هو تدلي جفن عين واحدة أو الاثنتين معًا، وازدواجية الرؤية سواء كان ذلك أفقيًا أو عموديًا وتختفي عند إغلاق عين واحدة وبقاء الأخرى مفتوحة.
  • عضلات الوجه والحلق: تظهر أعراض عضلات الوجه والعنق عند ما يقارب 15% من المصابين بهذا المرض كأعراض أولية، إذ يسبب هذا المرض مجموعة من المشاكل في هذه العضلات، وهي:
    • يتغير صوت المصاب فيصبح أرفع مما كان عليه أو يصبح الصوت وكأنه يتكلم من أنفه، وذلك حسب العضلات المصابة.
    • تغير في تعابير الوجه؛ إذ تصبح تعابيره غريبة أو لا يستطيع الابتسام.
    • التأثير على عملية المضغ وخاصة الأطعمة التي يصعب على الإنسان مضغها.
    • من المحتمل جدًا أن يشعر الإنسان بضعف في قدرته على البلع أو أن يتعرض للاختناق باستمرار بسبب الأطعمة، ويكون هذا من أعراض المرض ويصبح من الصعب بلع الطعام والشراب والأدوية وفي بعض الحالات السوائل؛ إذ يحاول المصاب بلعها فتخرج من الأنف.
  • عضلات العنق والأطراف: عادةً عندما يصاب الإنسان بهذا النوع من الاضطراب يحدث ضعف في عضلات الذراعين والساقين والرقبة، مما يؤثر على المشي أو حتى رفع الرأس.

أسباب مرض وهن العضلات

ترتبط أسباب الإصابة بمرض وهن العضلات بالجهاز المناعي كما يلي:

  • الأجسام المضادة: تتواصل الأعصاب مع العضلات من خلال إطلاق مادة كيميائية تعرف باسم النواقل العصبية، والتي تتوافق بدقة مع المستقبلات العصبية في خلايا العضلات الموجودة في منطقة الوصلة بين العصب والعضلة، وعند الإصابة بوهن العضلات فإن الجهاز المناعي ينتج أجسامًا مضادة تدمر أو تسد الكثير من أماكن المستقبلات العصبية في العضلات، مما يقلل من عدد المستقبلات العصبية، وهذا بدوره يقلل من الإشارات العصبية التي تتلقاها العضلات مما يؤدي إلى ضعفها، كما يمكن أن تضر هذه الأجسام المضادة بالبروتين المكون للوصلة بين العصب والعضلة، مما يؤدي إلى الإصابة بوهن العضلات.
  • الغدة الزعترية: وهي جزء من الجهاز المناعي، وهي الغدة المسؤولة عن تحفيز إنتاج الأجسام المضادة للناقل العصبي الأستيلكولين وعن استمرارية إنتاجها، وتقع هذه الغدة في الجزء العلوي من الصدر خلف عظمة الصدر، والجدير بالذكر أن هذه الغدة تكون كبيرة عند الأطفال الرضع حتى يصلوا إلى سن البلوغ وبعدها تبدأ هذه الغدة بالتقلص، لكن يلاحظ تضخمها غير الطبيعي عند بعض الأشخاص المصابين بوهن العضلات.
  • أسباب أخرى: تعد الوراثة من الأسباب الشائعة لهذا المرض وهو سبب غير متعلق بالجهاز المناعي؛ إذ يمكن أن تنقل الأم الحامل هذا المرض إلى أطفالها، أو يمكن أن يولد الطفل مصابًا بهذا المرض كعيب خلقي، وكذلك يوجد بعض العوامل التي يمكن أن تفاقم الوهن العضلي الوبيل مثل الإعياء أو الإصابة بمرض ما أو التوتر والضغط النفسي أو بعض الأدوية كحاصرات بيتا والفينيتوين وبعض المضادات الحيوية وغيرها لذلك يجب على المصاب بالوهن العضلي إعلام طبيبه المختص بالأمراض التي يعاني منها والأدوية التي يستخدمها قبل وصف الطبيب للمصاب أي أدوية أخرى.

تشخيص وهن العضلات

يبدأ تشخيص هذا المرض عن طريق الفحص السريري ومن خلال متابعة الطبيب لوجود الأعراض كتدلي جفن العين، وصعوبة رفع الذراع، وضعف قبضة اليد، ومن ثم يلجأ الطبيب لفحص الدم الذي يكشف عن وجود الأجسام المضادة من عدمه، كما تستخدم بعض الفحوصات المتخصصة مثل التحفيز الكهربائي للعضلة وقياس قدرتها على الانقباض؛ إذ يلاحظ ضعف تدريجي في الانقباض عند المصابين بهذا المرض، وقد يطلب الطبيب عدة فحوصات أخرى للكشف عن أمراض تؤثر على علاج وهن العضلات مثل التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي للكشف عن الأورام، وفحص ضغط الدم، وزرق العين، وفحص الدم والهرمونات للكشف عن وجود أي أمراض مناعية أخرى مثل داء السكري، واضطرابات الغدة الدرقية، والذئبة الحمامية.

علاج وهن العضلات

لا يوجد علاج مخصص لوهن العضلات، ولكن بعض العلاجات تخفف من حدة الأعراض من خلال التحكم بوظيفة الجهاز المناعي، ومن هذه العلاجات ما يلي:

  • الأدوية: تستخدم الكورتيكوستيرويدات ومثبطات المناعة في التخفيف من هذه الحالة؛ إذ تقلل هذه الأدوية من استجابة الجهاز المناعي غير الطبيعية في هذا المرض، كما يمكن استخدام بعض الأدوية الأخرى مثل مثبطات الكولينستراز لتحسين التواصل بين العضلات والأعصاب.
  • إزالة الغدة الزعترية: يلاحظ على الكثير من المصابين تحسن واضح عند إزالة الغدة الزعترية؛ إذ يعاني قرابة 10-15% من المصابين بوهن العضلات من وجود أورام في الغدة الزعترية، ويمكن لهذه الأورام حتى ولو كانت حميدة أن تتطور لتصبح خلايا سرطانية.
  • تبديل البلازما: وتستخدم هذه الطريقة لإزالة الاجسام المضادة الضارة من الدم، مما يحسن من قوة العضلات، وهذه الطريقة مؤقتة إذ يستمر الجسم بإفراز هذه الأجسام المضادة وعودة ظهور الأعراض، ولذلك تستخدم هذه الطريقة عادة عند التعرض لحالة شديدة جدًا من وهن العضلات أو قبل إجراء العمليات.
  • أخذ الغلوبين المناعي عن طريق الوريد: تحسن هذه الطريقة من أعراض وهن العضلات، وما زالت طريقة عمل هذا الغلوبين في مكافحة هذا المرض مجهولة لكنه يؤثر على تصنيع الأجسام المضادة وأدائها لوظيفتها.
  • تغيير نمط الحياة: لا يمكن الوقاية من مرض وهن العضلات، ولكن يمكن اتباع ما يلي أيضًا للتخفيف من حدة الأعراض أو لتجنب وقوع أي مضاعفات:
    • الحصول على الكثير من الراحة للتخفيف من ضعف العضلات.
    • ارتداء رقعة العين بعد استشارة الطبيب إذا كان المصاب يعاني كثيرًا من ازدواجية الرؤية.
    • تجنب التوترات والضغوط النفسية وممارسة أساليب التحكم بالضغط النفسي.
    • عدم التعرض لدرجات حرارة مرتفعة أو الابتعاد عن مصادر الحرارة المرتفعة.
    • المحافظة على النظافة الشخصية، لتجنب الإصابة بالعدوى، والسعي لعلاج أي نوع من العدوى سريعًا عند الإصابة به.
السابق
تعريف سورة عبس
التالي
حكاية الخاتم العجيب

اترك تعليقاً