الصحة النفسية

فوائد المشي حافياً

فوائد المشي حافياً

المشي حافي القدمين

يُعد موضوع المشي حافي القدمين أحد المواضيع المثيرة للجدل بين أوساط الخبراء والباحثين؛ فعلى الرغم من وجود بعض الأصوات المؤيدة للمشي حافي القدمي عند البالغين والأطفال، إلا أن هنالك أصوات أخرى تُعارض ذلك تمامًا وتنظر إلى المشي حافي القدمين بصفته عملًا غير مسؤول أو متهور، ولقد حاولت إحدى ماركات الأحذية في السنوات القليلة الماضية طرح نوع من الأحذية تدعي كونه محاكيًا للجري حافي القدمين ويقدم بعض الفوائد الصحية للجسم، لكن وفي عام 2014 واجهت الشركة قضية قضائية رفعها أحد المشترين الذين لم يقتنعوا بهذه الادعاءات حول أحذية الشركة، لكن وفي نفس الوقت أصدرت الجمعية الطبية الأمريكية لطب العناية بالقدم تعليقًا مقتضبًا حول هذه القضية ولم تنفِ وجود فوائد للجري حافي القدمين، بل إنها قالت بأن المشي حافي القدمين يُمكن أن يُحسن مستوى القوى والتوازن للجسد، وجاءت في نفس الوقت على ذكر بعض أضرار الجري حافي القدمين والإصابات الناجمة عن هذا الأمر، وعلى العموم يبقى هنالك فعلًا فوائد للمشي أو الجري حافي القدمين، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

فوائد المشي حافيًا

يُفضل الكثيرون المشي حافي القدمين أو عدم ارتداء الأحذية في المنزل فقط، بينما ينتهز آخرون الفرصة لخلع أحذيتهم دائمًا وفي كل يوم، وهنالك بعض أولياء الأمور الذين يرفضون توفير الأحذية لأطفالهم أثناء فترة تعلمهم المشي؛ لأن الأحذية قد تؤثر سلبًا على طريقة استخدام الطفل لعضلات وعظام قدمه، لكن القول بوجود فوائد للمشي حافيًا بات لا ينحصر فقط بفئة الأطفال، وإنما بات يشمل فئة البالغين والكبار أيضًا؛ فبعض الأطباء باتوا يتمسكون بالنظرية القائلة بأن المشي حافي القدمين يُساهم في استعادة النمط الطبيعي للمشي، كما أن احتواء الأحذية على طبقات إضافية من القماش والأنسجة الصناعية يجعل من الصعب على الفرد استعمال جميع عضلات القدم عند المشي، وعلى العموم هنالك فوائد كثيرة للمشي حافيًا، من أبرزها الآتي:

  • استعادة السيطرة والتحكم بموضع القدم أثناء ارتطامها بالأرض.
  • تحسين الاتزان وقدرة الإحساس بالقدم والجسم ككل، مما يُساهم في خفض الإحساس بالألم.
  • تحسين الوضعية الميكانيكية للقدم، وهذا ينعكس إيجابًا على ميكانيكا الركبتين، والوركين، وجذع الجسم ككل.
  • الحفاظ على نطاق حركة سليم للقدم ومفاصل الكاحلين، فضلًا عن تقوية اتزان وثبات العضلات والأربطة العظمية في تلك المناطق من الجسم.
  • التخلي عن استخدام الأحذية غير المناسبة والتي يُمكن أن تتسبب في حدوث تشوهات عظمية في القدم.
  • تقوية عضلات الساق وتقديم مزيدٍ من الدعم للمنطقة السفلية من الظهر.

ومن الجدير بالذكر أن المجلة العلمية الأمريكية المرموقة قد نشرت مقالة عام 2019 حول فائدة المشي حافيًا، وجاءت المجلة على ذكر أحد علماء الأحياء التطوري من جامعة هارفارد اسمه “دانيال ليبرمان”، الذي بحث جديًا في فوائد المشي حافيًا واستنتج بأن المشي باستخدام الأحذية المبطنة يدفع الناس إلى الارتطام بالأرض بعنف أكبر مقارنة بالمشي حافي القدمين، وقد أجرى هذا العالم دراسة أخرى نشرت في مجلة نيتشر العلمية حول موضوع نمو النتوءات أو الأنسجة الجلدية الإضافية (Calluses) نتيجة للمشي حافي القدمين، واستنتجت الدراسة أنه على الرغم من نمو هذه الأنسجة الجلدية الإضافية في القدمين نتيجة للمشي حافيًا، إلا أن القدرات الحسية والعصبية للقدم لم تنخفض كثيرًا كما كان يتصور الكثيرون.

نصائح يجب التقيد بها عند المشي حافيًا

على الرغم من كثرة الفوائد المرتبطة بالمشي حافيًا، إلا أن الكلية الأمريكية لجراحة الكاحل والقدم حذرت من المشي حافيًا وأكدت على ضرورة ارتداء الأحذية المناسبة لحماية القدم من الإصابات، لكن في حال الإصرار على المشي حافيًا، فإن الكلية قد طرحت بعض النصائح التي يُفضل التقيد بها، منها:

  • المسارعة في رؤية أحد جراحي القدم والكاحل خلال 24 ساعة من التعرض للجروح الثاقبة؛ لأن هذه الجروح يُمكن أن تتسبب في إدخال أجسام غريبة وغير معقمة إلى داخل القدم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالتهابات في العظام وتضرر الأوتار العضلية والعضلات، لذا لا بد من تنظيف الجروح جيدًا ومراقبة طريقة التئامها.
  • الحرص على أخذ المطاعيم الواقية من الكزاز، وقد يكون من الأنسب أخذ جرعة معززة من هذه المطاعيم كل 10 سنوات عند المراهقين والبالغين.
  • تفحص القدمين روتينيًا للبحث عن المشاكل الجلدية؛ كالنتوءات الجلدية، أو الثآليل، أو الشامات الغريبة، أو البقع الجلدية؛ إذ يسهل على الجراح علاج المشاكل الجلدية كلما كان من المبكر الكشف عنها.
  • ارتداء الصنادل أثناء المشي بالقرب من برك السباحة، أو الشواطئ، أو خزائن تبديل الملابس؛ فهذه الأماكن تمتاز بأرضية زلقة، كما تتواجد فيها أعداد كبيرة من البكتيريا والفيروسات المؤذية للقدم.
  • اتخاذ الحيطة والحذر دائمًا؛ فبعض الأفراد المصابين بالسكري يجب أن يلتزموا بارتداء الأحذية حتى أثناء تواجدهم داخل المنازل، كما أن المشي حافي القدمين في الحدائق أو أثناء جز الأعشاب يُمكن أن يؤدي إلى التعرض لحوادث سيئة تصل أحيانًا إلى حد قطع الأصابع عن طريق الخطأ.

تاريخ المشي حافيًا

تعودت الأجناس البشرية الأولى خلال 6 ملايين سنة المنصرمة على المشي دون ارتداء أي شيء في قدمها، ولم يبدأ البشر في ارتداء أي شيء في أقدامهم إلا خلال الـ 50 ألف سنة الأخيرة، وكانت أحذيتهم عبارة عن أخفاف وصنادل بسيطة، ولم تظهر الأحذية المبطنة ومعقدة التركيب والسميكة إلا خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وقد انتشرت الأحذية الحديثة بين الناس بسبب كونها مريحة وقادرة على دعم وحماية القدمين، لكن المشكلة في هذه الأحذية هي أن تركيبها وآثارها على القدمين قد لا يكون مطابقًا للطريقة التي تطورت خلالها القدم في الأساس خلال العصور الماضية، كما أن الحاجة لارتداء الأحذية بهذه الطريقة الحالية قد لا يكون لها مبرر عند الأخذ بعين الاعتبار وجود بعض الجماعات البشرية التي ما زالت تعيش دون ارتداء الأحذية الحديثة، وخير مثال على ذلك شعب التاراهومارا في المكسيك وشعب الهادزا في تنزانيا؛ فهذه الشعوب تكتفي باستخدام الصنادل البسيطة إلى الآن على الرغم من المسافات الهائلة التي يقطعونها في المشي والجري.

السابق
الكمامات وفعاليتها ضد الفيروسات
التالي
من اول من وضع النحو

اترك تعليقاً