أضرار الصمغ العربي على الكبد

تمكن الباحثون والخبراء من الحصول على أدلة علمية تؤكد على شيوع استخدام الصمغ العربي أو الأكاسيا Acacia عند الكثير من الحضارات والجماعات البشرية، بما في ذلك الحضارة الفرعونية وحتى القبائل الأصليين في أستراليا، وقد لاحظ الباحثون تنوعًا كبيرًا في استخدامات الصمغ العربي بين الشعوب القديمة؛ فهنالك من استخدم هذا الصمغ لصناعة أو إنتاج الحلويات، بينما استخدمه آخرون لعلاج الأمراض بما في ذلك البواسير، وفي المناسبة يعود فضل اكتشاف أو تسجيل أول نوع من الصمغ العربي إلى عالم سويدي يدعى كارل لينيوس في القرن الثامن عشر، لكن ومنذ ذلك الحين تمكن العلماء من الكشف عن وجود أكثر من 1000 ألف نوع من الأكاسيا أو الصمغ العربي، كما تمكن هذا الصمغ من حجز مكان له على رفوف المحلات التجارية وبأشكالٍ كثيرة أيضًا، فيمكنك إيجاده على شكل بودرة مطحونة أو على شكل صمغ، لكن عادةً ما يلجأ الناس إلى الصمغ من أجل التداوي به أو إضافته إلى الطعام.

أضرار الصمغ العربي على الكبد

لا توجد الكثير من الدراسات العلمية التي بحثت عن تأثير الصمغ العربي على الكبد عند البشر، لكن بعض الخبراء يتحدثون عن إمكانية أن يؤدي إعطاء الصمغ العربي عبر الوريد إلى حدوث ضرر أو دمار للكبد، وعلى الرغم من عدم وجود الكثير من الدراسات التي أجريت عند البشر حول هذا الأمر، إلا أنه توجد دراسات كثيرة أجريت على الفئران لتحرّي آثار الصمغ العربي على وظائف الكبد، وخاصة فيما يخص مقاومة الأضرار التأكسدية داخل الكبد؛ فمثلًا نشرت عام 2015 دراسة أجريت على الفئران وحاولت تقصي دور الخواص المضادة للتأكسد التي يتمتع بها الصمغ العربي على صحة الكبد لدى الفئران المصابين بالسكري، وقد لاحظ الباحثون أن للصمغ العربي قدرة على التلاعب بنشاط بعض إنزيمات الكبد، لكنهم وفي نفس الوقت لاحظوا أن للصمغ العربي قدرة على حماية الكبد من الأضرار التأكسدية وليس التسبب بحدوث ضرر في الكبد. وتوجد أيضًا دراسة أخرى أجريت عام 2017 حاولت تحرّي مفعول الصمغ العربي على النشاط التأكسدي في الكبد لدى الفئران أيضًا وليس لدى البشر، وكانت النتيجة التأكيد كذلك على تمتع الصمغ العربي بقدرة على زيادة النشاط المضاد للأكسدة داخل الكبد، ومن الجدير بالذكر كذلك أن دراسة أخرى قد سعت إلى استكشاف تأثير الصمغ العربي على مستوى التسمم الحاصل بالكبد بعد استخدام دواء الباراسيتامول الشهير، وكانت النتيجة هي التأكيد على قدرة الصمغ العربي على حماية الكبد من التسمم الناجم عن هذا الدواء، لكن هذه الدراسة قد أجريت أيضًا على الفئران وليس على البشر.

أضرار الصمغ العربي الأخرى

يحمل الصمغ العربي بعض الأخطار والأضرار التي لا بد لك أن تعلم عنها، منها:

• يتداخل مع بعض الأدوية: قد يكون من الأنسب لك استشارة الطبيب قبل تناول الصمغ العربي لأغراضٍ علاجية؛ لأن بوسع الصمغ العربي التداخل مع بعض الأدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية، وقد يؤدي الصمغ العربي إلى ظهور أعراض الحساسية لدى البعض أيضًا.
• يحتوي على مواد سامة: تحتوي بعض أنواع الأكاسيا أو الصمغ العربي على مواد سامة يُمكن أن تؤدي إلى إصابتك بتساقط الشعر، ومشاكل النمو، ومشاكل امتصاص العناصر الغذائية داخل جهازك الهضمي أيضًا، وهذا يعني أن عليك تحرّي جودة ونوعية الصمغ العربي الذي تودّ تجربته.
• يؤدي إلى الإمساك: على الرغم من أن الصمغ العربي يحتوي على نسب عالية للغاية من الألياف الغذائية، إلا أن إهمالك لشرب الماء أو تناولك له بجرعات كبيرة يُمكن أن يؤدي إلى إصابتك بالإمساك أو بالانتفاخات ومشاكل هضمية أخرى.
• أضرار أخرى: تحدثت بعض الدراسات عن إمكانية أن يؤدي الصمغ العربي إلى ظهور أعراضٍ سيئة أخرى لدى الناس؛ كالغثيان، والاسهال، والانتفاخات البطنية، خاصة في الأسبوع الأول من استخدام الصمغ العربي.

أصناف طبيعية أخرى مؤذية للكبد

لا توجد الكثير من الأدلة العلمية التي أكدت على كون الصمغ العربي مؤذيًا بصحة الكبد كما ورد مسبقًا، لكن توجد أصناف أخرى معروفة ومشهورة بأنها مؤذية للكبد، منها:

• السكر: قد تعتقد للوهلة الأولى بأن السكر مؤذٍ لأسنانك فقط، لكنه حقيقةً مؤذيًا لصحة كبدك أيضًا؛ وذلك لأن الكبد يستخدم سكر الفركتوز لإنتاج الدهون، وفي حال ازدادت كمية سكر الفراكتوز التي يحصل عليها الكبد، فإن ذلك يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد وإصابتك بمشاكل الكبد.
• المكملات العشبية: على الرغم من أن منتجي المكملات العشبية يدعون بأن منتجاتهم طبيعية 100% لإقناع الناس بأنها غير ضارة، إلا أن الكثير من الأعشاب لها أضرار سيئة للغاية على صحة الكبد، وهذا الأمر حذا بالكثير من الجهات الحكومية بمنع بيع بعض المكملات العشبية.
• مكملات فيتامين أ: يحتاج الجسم إلى فيتامين أ لإتمام الكثير من الوظائف الحيوية، إذ يوجد في الكثير من المنتجات الطبيعية؛ كالفواكه والخضراوات، لكن في حال أخذت الكثير من مكملات فيتامين أ المتوفرة في الصيدليات، فإن من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى حدوث أضرار في الكبد لديك.

مَعْلومَة

قد تتسبب بعض الأعشاب والمنتجات الطبيعية بإحداث أضرار ومشاكل في الكبد، لكن هذا لا يعني أن جميع الأعشاب سيئة أو عدم وجود أعشاب مفيدة للكبد، وفي الحقيقة توجد الكثير من الأعشاب والمنتجات الطبيعية التي تشتهر بأنها مفيدة للكبد وغير مسببة للمشاكل فيه؛ فعشبة الكركم مثلًا اكتسبت شهرة كبيرة بين الخبراء بسبب النتائج المبشرة التي جاءت بها بعض التجارب المبدئية، والتي أظهرت بأن للكركم قدرة محتملة على علاج التهاب الكبد الوبائي ب والتهاب الكبد الوبائي ج، كما بات هنالك كلام ونقاش حول عشبة تُدعى بالخرفيش أو الشلبين المريمي Milk Thistle، والتي يُمكن أن تكون مفيدة للمرضى الذين يُعانون من التليف الكبدي، وتوجد بعض الأدلة التي تشير إلى كون هذه العشبة مفيدة للتغلب على التهاب الكبد الناجم عن التهاب الكبد الوبائي ج أيضًا.