الصحة النفسية

التهاب فتحة الدبر

التهاب فتحة الدبر

مفهوم التهاب فتحة الدبر

يؤدي التهاب فتحة الدبر أو الشرج إلى الشعور بالحكة، والحرقة، والنزيف، وخروج قيح أو خراج ذي رائحة كريهة، وكثيرًا ما يتحدث الخبراء عن التهاب فتحة الشرج بالتزامن مع حديثهم عن التهاب المستقيم أو التهاب البطانة المخاطية للمستقيم، وذلك لتشابه أسباب كِلا المرضين وطرق علاجهما، ولقد أرجع الخبراء سبب الإصابة بالتهاب فتحة الدبر إلى عوامل كثيرة، منها الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، والتعرض لبعض أشكال العدوى؛ كالسيلان أو السلمونيلا، بالإضافة إلى عوامل غير معدية؛ كالتعرض للأشعة مثلًا، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى العلاجات غير الجراحية للتعامل مع حالات الإصابة بالتهاب المستقيم أو الشرج، لكن الخيار الجراحي يبقى خيارًا مطروحًا عند بعض الحالات.

أسباب التهاب فتحة الدبر

تتكون فتحة الدبر أو الشرج من غدد، وأوعية دموية، ومخاط، ونهايات أعصاب ذات حساسية عالية للألم والتهيج، لذا يشعر الكثيرون بالألم الشديد والحرقة عند تعرض الشرج للالتهاب أو التورم، خاصة أثناء التبرز، وقد ينجم التهاب الشرج عن أمور كثيرة؛ كالتوتر، أو تناول الأطعمة الحمضية، أو حتى عن الإمساك الشديد، إلا أنّ لالتهاب وتورّم الشرج أسبابًا مرضية أخرى، منها الآتي:

  • البواسير الخارجية: تدل البواسير الخارجية على تورم الأوعية الدموية داخل البطانية المخاطية الخاصة بالشرج، وهي من بين الأمراض الشائعة التي تصيب حوالي 1 من بين 4 أفراد بالغين، وتنجم البواسير عن أمور كثيرة، منها: الشد المفرط أثناء التبرز، وتناول القليل من الألياف الغذائية، والإصابة بإمساك أو إسهال مزمنين، وتظهر البواسير الخارجية على شكل زوائد لحمية مؤلمة مثيرة للنزيف، لكن بعضها لا يؤدي إلى أي أعراضٍ أحيانًا.
  • الشقوق الشرجية: تظهر الشقوق الشرجية على شكل تمزقات في داخل القناة الشرجية، وكثيرًا ما تُنسب إلى الشد المبالغ به أثناء التبرز، أو الإسهال المزمن، أو الإصابة بالقولون العصبي، أو حتى إلى تضيق العضلات المحيطة بفتحة الشرج، كما يُمكن للبعض أن يُصابوا بهذه الشقوق نتيجة لإصابتهم بالأورام أو الالتهابات، ومن المعروف أن لهذه الشقوق أعراضًا سيئة كثيرة؛ كالألم أثناء التبرز، والنزيف، وتشكل الزوائد اللحمية بالقرب من الشرج.
  • تقيح الشرج: يُصاب الشرج بالتقيح عند انسداد أو التهاب أحد الغدد الموجودة في داخله، ويظهر التقيح في على شكل تجمع من القيح حول الأنسجة المصابة في الشرج، وهذا بالطبع يؤدي إلى الشعور بالألم، والتورم، والحمى، ويعود سبب تقيح الغدد الشرجية إلى وصول البكتيريا أو جزئيات البراز والفضلات إليها عبر شقوق صغيرة في جدرانها.
  • الناسور الشرجي: يشير مفهوم الناسور إلى تشكل نفق يربط بين الشرج ومنطقة أخرى في جلد الفخذ، وكثيرًا ما ينجم الناسور عن الإصابة أصلًا بتقيح الشرج، وتشتمل أبرز أعراض الناسور الشرجي على الشعور بالألم، والحكة، والتهيج، بالإضافة إلى تسرب بعض البراز.
  • مرض كرون: يتسبب مرض كرون في حصول التهابٍ في الجهاز الهضمي، ويظهر غالبًا في الأمعاء الدقيقة، لكن قد يظهر في أي مكان آخر في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الشرج، وتشير أحد المقالات الطبية عام 2017 إلى تسبب مرض كرون في حدوث شقوق شرجية وناسور عند 43% من المصابين به.
  • الممارسات الجنسية الخاطئة: تحدث بعض حالات الإصابة بتورم أو التهاب الشرج بسبب ممارسة بعض الأنشطة الجنسية الخاطئة، كاستخدام الألعاب الجنسية واتخاذ وضعيات جنسية خاطئة.

ومن جهة أخرى يشير المختصون إلى كون التهاب الشرج أحد الأمراض المنتشرة بين الناس وليس النادرة كما يظن البعض، لكن المشكلة تكمن في تشخيص الكثير من الأطباء للمرض على أنه بواسير دائمًا، كما يربط خبراء آخرون بين الإصابة بالتهاب الشرج وبين التعرض للسموم أو أخذ الحقن الشرجية، لكن يبقى من الشائع أن يُصاب البعض بالتهاب الشرج نتيجة لتناولهم لأنواع محددة من الأطعمة، بما في ذلك الأطعمة الحمضية، والقهوة، والثوم، والبهارات، والصلصات.

علاج التهاب فتحة الدبر

يتوقف علاج التهاب فتحة الدبر على ماهية المسبب الذي أدى إلى حصول المرض في الأصل؛ ففي حال كان السبب ناجمًا عن تناول بعض الأطعمة مثلًا؛ فإن من الأفضل حينئذ تحديد هذه الأطعمة وتجنب تناولها بعد ذلك، بينما لو كان السبب ناجمًا عن الشقوق الشرجية، فإن الطبيب قد يلجأ حينئذ إلى إعطاء المريض حقن البوتكس الطبية، أما في حال كان المرض ناجمًا عن تقيح الشرج، فإن الأطباء قد يُسارعون في تصريف القيح وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة، وعلى أي حال يبقى باستطاعة المصابين بالتهاب فتحة الدبر أو الشرج اتباع بعض الأمور البسيطة لتخفيف حدة أعراض المشكلة لديهم، مثل:

  • الاستعانة بملينات الأمعاء.
  • استخدام كريمات الهيدروكورتيزون لتخفيف الآلام.
  • استخدام كريمات أو مراهم لتخدير المكان موضعيًا.
  • الحد من مستوى التوتر والهموم الحياتية قدر الإمكان.
  • استخدام كمادات ثلجية لوضعها فوق مكان الالتهاب.
  • نقع الجسم باستخدام ما يُعرف بحمام المقعدة لمرتين أو ثلاث يوميًا.
  • تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائية؛ كالخضراوات والحبوب الكاملة.
السابق
أجزاء العين ووظائفها
التالي
أفضل علاج للغدة الدرقية

اترك تعليقاً