إليك طريقة التوقف عن شرب المشروبات الغازية

يعد الإدمان نوعًا من الاضطرابات العقلية والفسيولوجية التي تتميز بالاستخدام المستمر لمادة معينة على الرغم من أنه يؤثر سلبًا على الفرد، ولا يقتصر الإدمان على الأكل والمشروبات والأدوية بل يشمل الإدمان على استخدام الهاتف الذكي على سبيل المثال وغيرها من الأنواع الأخرى، وأحد أنواع الإدمان المُضرة هو الإدمان على المشروبات الغازية أو الصودا التي تُعرف بأنّها مشروبات مصنّعة والتي تحتوي في الغالب على الكافيين والسكر، وهو السبب وراء طعمها الفريد والممتع الذي يجعلك تطلب المزيد منها، وتبقى المشروبات الغازية غير مضرة في حال استهلاكها بكميات معقولة، أما إذا بدأت بالإدمان عليها يمكن أن تتبعها الكثير من مشاكل الصحة العقلية والجسدية، فمثلًا إدمان المشروبات الغازية من أهم الأسباب لزيادة الوزن غير المرغوب فيها وهو ما يمهد الطريق للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ، وأمراض الكبد الدهنية، ومشاكل الأسنان، وهشاشة العظام، وأمراض القلب والاكتئاب.

طريقة التوقف عن شرب المشروبات الغازية

يُمكن أن تكون المشروبات الغازية جزءًا من نظام حياة صحية إن استهلكتها بكميات مناسبة وباعتدال، لكن إن أدمنت عليها وشربت كميات كبيرة فقد تؤثر على صحتك سلبيًا وهُنا يجب عليك التوقف عن استهلاكها، ومن طرق التوقف عن شرب المشروبات الغازية:

• رتب أفكارك وقرر: يبدأ التخلي أولًا عندما تقرر ذلك، حتى لو كنت تنوي فقط التقليل من شرب المشروبات الغاية وليس قطعها بشكل كُلّي فهذا أيضًا يحتاج إلى التزام قوي.
• استبدالها بالمشروبات الغازية الخالية من السعرات الحرارية: يهدف هذا الرجيم إلى التقليل التدريجي من المشروبات الغازية واستبدالها بالأنواع ذات أقل سعرات حرارية، فإذا كنت تشرب كمية كبيرة من الصودا يوميًا حاول تقليلها لمرة واحدة في اليوم كبداية، وبعدها يمكنك التقليل من شرب المشروبات الغازية الخالية من السعرات الحرارية أيضًا.
• استهلاك المشروبات الخالية من الكافيين: إنّ الكافيين الموجود بالصودا هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى إدمانها، لذا اتبّع نظام شرب المشروبات الخالية من الكافيين من ثم قلل المشروبات التي تحتوي على الكافيين تدريجيًا، فإذا كنت مدمنًا على الكافيين الموجود في الصودا فستكسب ترك عادتين المشروبات الغازية والكافيين مرة واحدة.
• استهلاك بدائل صحية: لتجعل التخلي عن المشروبات الغازية سهلًا، عليك الاحتفاظ دائمًا ببدائل صحية ولذيذة لاستهلاكها بدلًا من الصودا.

لماذا يجب أن تتوقف عن شرب المشروبات الغازية؟

يعد العلماء المشروبات الغازية سببًا مهمًا للإصابة بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وتسوس الأسنان، كما أنه بعد شربها يحول الكبد كمية كبيرة من السكر فيها إلى دهون تُخزّن في الجسم، وعلى العموم تشمل الأضرار الأخرى:

• انحسار أو تراجع اللثة: تتراكم السكريات والمواد الحافظة والأصباغ الاصطناعية الموجودة في المشروبات الغازية تحت اللثة، وإذا لم تنظف تلك المنطقة جيدًا، تتغذى البكتيريا على المواد المتراكمة مما يتسبب في تدهور المنطقة وإصابتها بالعدوى وتدمير أنسجة اللثة، والذي يصعب تجديده، لكن لحسن الحظ، يمكن أن يقلل الابتعاد عن الصودا من خطر انحسار اللثة والحفاظ على ابتسامة صحية ومشرقة مع التقدم في العمر.
• دهون البطن الزائدة: تتسبب المشروبات الغازية في ارتفاع كبير في مستوى السكر في الدم يصحبها ارتفاع في مستوى الإنسولين الذي يحول السكرإلى دهون في منطقة البطن.
• مشاكل الكلى: خاصة حصى الكلى، وذلك نتيجة لتراكم المعادن في الكلى بمرور الوقت، والتي تمر في نهاية المطاف عبر مجرى البول، إذ يرتبط كل من الاستهلاك المفرط للسكر والجفاف بزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى.
• مشاكل سلوكية: تحتوي زجاجات الصودا البلاستيكية على مادة BPA، وهي مادة كيميائية تستخدم للبلاستيك، والتي ثبت أنها تلوث المواد التي تلامسها مثل الإنسان عندما يشربها وتسبب له الأمراض وخاصة مشاكل في السلوك.
• مشاكل في القلب: قد يساهم شرب المشروبات الغازية المحلاة في قصور القلب، ويرتبط خطر الإصابة بفشل القلب ارتباطًا وثيقًا بمرض السكري والسمنة وضغط الدم غير المنضبط، وكلها مرتبطة بالاستهلاك المنتظم للصودا والمشروبات السكرية الأخرى.
• السكتة الدماغية: تعد الصودا مسؤولة بشكل مباشر عن زيادة مخازن الدهون في الجسم، وبعضها يمكن أن يسبب تصلب الشرايين، بما في ذلك الشرايين القريبة من الدماغ، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية.
• عادات الأكل غير الصحية: إذ تقدم الصودا أيضًا في الغالب مع وجبات غير صحية، مثل الوجبات السريعة، مما يخلق ارتباطات غذائية يصعب كسرها.
• مقاومة الليبتين: إنّ الاستهلاك المفرط للفركتوز، وهو مادة تحلية تستخدم في العديد من المشروبات الغازية، قد ربط بإيقاف استجابة اللبتين، ومع الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الجوع وزيادة الوزن والسكري، ويعرض الفرد لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
• الشيخوخة: تحتوي الصودا على الفوسفات والسكريات التي تسرّع عملية الشيخوخة، ويمكن أن يكون لكافيين الصودا والسكر المحفز لانتفاخات البشرة والمكونات الكيميائية الضارة تأثير للشيخوخة على بشرتك، مما يجعلها جافة ويعرضك لخطر متزايد من التجاعيد والخطوط الدقيقة في البشرة.
• العُقم: تحتوي بعض أنواع الصودا الحمضية على زيت نباتي يُعرف باسم BVO، وهو مادة مضافة تحافظ على نكهة الصودا، وربط هذا المكون الذي حظر استخدامه في اليابان وأوروبا، بالعقم والبلوغ المبكر.
• فقدان الذاكرة: إذ يساهم ال BVO في فقدان الذاكرة وضعف العضلات والتعب ومشكلات الصحة العقلية.
• مشاكل مختلفة: مثل ارتفاع الكوليستيرول والصداع النصفي والجفاف، بالإضافة للتلف الخلوي، والحساسية، والاضطرابات اللمفاوية، والاكتئاب، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، والأرق، وعدم وضوح الرؤية، وتساقط الشعر، وهشاشة العظام، وانتفاخ البطن، وحرقة المعدة، والتقرحات، والضعف الجنسي لدى الرجال، والتشمع الصفراوي وأورام الدماغ، والإصابة بسرطان القولون المستقيم والسرطانات التناسلية وسرطان المثانة، إلا أنه يجب التأكيد على أنه لا يمكن إثبات هذه المخاطر بالكامل.

بدائل المشروبات الغازية

كي لا تستهلك الصودا في كل الأوقات، احتفظ دائمًا بمشروبات أخرى لجعلها بديلًا للصودا، فإليك بعض خيارات المشروبات الأفضل الخالية من الكافيين والسكر والمحليات الاصطناعية:

• الماء، بنكهة الفواكه الطازجة أو عصير الليمون أو الليمون.
• الشاي المثلج غير المحلى.
• الشاي الأخضر أو الأسود أو العشبي.
• الشاي المخمر.
• القهوة الساخنة أو المثلجة ويفضل أن تكون خالية من الكافيين.
• المياه الفوارة، يفضل أن تكون غير محلاة.

قَد يُهِمُّكَ

بدأ البعض باستخدام الصودا ذات السعرات الحرارية القليلة أو صودا الدايت كثيرًا لاعتقادهم بأنها أفضل من الصودا العادية، وهذه مشكلة أيضًا ، فعلى الرغم من أن هذا النوع من الصودا قد يوفر خفضًا في السعرات الحرارية، لكن جسمك لن ينخدع لفترة طويلة، إذ يتفاعل الجسم مع بعض الأطعمة غير الغذائية، بما في ذلك المحليات الاصطناعية في صودا ذات السعرات الحرارية القليلة بطرق قد تضر بصحتك بالفعل بالشكل التالي:

• ارتباط صودا الدايت بزيادة الوزن: يتفاعل الدماغ مع المحليات الصناعية مثلما يتفاعل مع الحلويات السكرية، فقد يؤدي تناولها بشكل كبير ومتكرر إلى زيادة الرغبة في الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مثل الأطعمة السكرية، مما يجعلك معرضًا لخطر أكبر من زيادة الوزن والشراهة في الأكل.
• تسبب صودا الدايت مشاكل في الأنسولين: ربطت دراسة واحدة بين استهلاك المحليات الصناعية وبين ارتفاع كل من الإنسولين والسكر في الدم ، ويرتبط ارتفاع الأنسولين المتكرر بمقاومة الأنسولين وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وقد ربطت بعض الأبحاث المشروبات الغازية المحلاة صناعيًا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
• تُغيّر صودا الدايت رد فعل الدماغ على الطعم الحلو: يكون الأشخاص الذين يشربون صودا الدايت لديهم نشاط أعلى في منطقة الدماغ المرتبطة بالرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر، هذا يعني أن صودا الدايت يمكن أن تغير طريقة تفاعل الدماغ مع الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.