الصحة النفسية

اسباب رائحة الجسم

اسباب رائحة الجسم

 

رائحة الجسم

يستخدم مصطلح رائحة الجسم للإشارة إلى الرائحة الكريهة التي تنبعث أحيانًا من جسم الإنسان، عندما يتفكك العرق إلى أحماض بفعل البكتيريا الموجودة طبيعيًا على جلد الإنسان، ويظن كثير من الناس خاطئين أن رائحة الجسم عائدة للبكتيريا الموجودة على الجلد، ولكنها في الواقع راجعة إلى تفكيك البروتين إلى أحماض معينة بفعل تلك البكتيريا، وعمومًا، يغدو انبعاث رائحة الجسم واضحًا جدًا عند سن البلوغ، وتشيع بكثرة عند الأفراد المصابين بالسمنة أو مرضى السكري أو الأفراد الذين يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالتوابل، وتتضمن أبرز أماكن الجسم التي تنبعث منها الرائحة الكريهة كلًا من الأبطين، والقدمين، والفخذين، والأعضاء التناسلية، ووراء الأذنين، وسرّة البطن، وشعر العانة والشرج. 

أسباب رائحة الجسم

تتضمن قائمة الأسباب المؤدية إلى المعاناة من رائحة الجسم الكريهة كلًا من الأمور الآتية: 

  • التوتر النفسي: ينطوي التوتر النفسي والقلق على أعراض التعرق المفرط عند الشخص، مما يفسر انبعاث رائحة أقوى للجسم، والأمر ذاته يسري على الشخص المصاب باضطراب فرط التعرق، إذ يتعرق جسمه كثيرًا دونما سبب واضح أحيانًا، وترجع الإصابة بهذه الحالة إلى عوامل وراثية أو مرض معين أو تناول بعض الأدوية، وقد بينت دراسة علمية نشرت عام 2016 وجود صلة بين فرط التعرق والتوتر؛ ومرد ذلك إلى معاناة الأشخاص المصابين بفرط التعرق من التوتر، لا سيما إذا كان التعرق المفرط يؤثر على ثقتهم بأنفسهم. 
  • الأطعمة: يؤدي تناول بعض الأطعمة إلى تغير رائحة الجسم عند الإنسان، فعلى سبيل المثال، تنبعث رائحة قوية من البول عند الشخص بعد تناول نبات الهليون، وسرعان ما تختفي هذه الرائحة بمجرد استقلاب الطعام، وعمومًا، تتضمن قائمة الأطعمة المؤدية إلى رائحة كريهة كلًا من الأطعمة الغنية بالتوابل والبروكلي والكرنب.
  • حالات العدوى الجلدية: يعاني الشخص من رائحة الجسم الكريهة إذا تعرض إلى عدوى بكتيرية في الجلد، فتتغير الرائحة في مكان الإصابة، وتتضمن حالات العدوى المسببة لرائحة الجسم كلًا من داء الفِطريّات الشعريّة الإبطيّ، والوَذَح أو التهاب الطيَّات الجلدية وداء الثنيّات، وهو عبارة عن طفح جلدي في ثنيات الجلد تنبعث منه رائحة كريهة إذا وجدت عدوى ثانية في مكان الإصابة مثل عدوى الخميرة.
  • التعرق: تنبعث رائحة كريهة من الجسم نتيجة التعرق عند ممارسة التمارين الرياضية أو المعاناة من الطقس الحار، فكما هو معلوم، يوجد نوعان رئيسيان للغدد العرقية عند الإنسان، هما؛ الغدد الناتحة eccrine glands، والغدد العرقية المفترزة apocrine glands، وتوجد الغدد الناتحة في جميع مناطق الجسم عادةً، وتفتح مباشرة على الجلد وتكون مسؤولة عن إفراز السوائل عند ارتفاع درجة حرارة الجسم لتبريده، أمّا الغدد المفترزة فتوجد في المناطق الغزيرة ببصيلات الشعر، مثل الإبطين والفخذ، وتفرز سائلًا لبنيًا عندما يتعرض الشخص إلى التوتر، ويكون هذا السائل عديم الرائحة حتى يمتزج بالبكتيريا الموجودة على الجلد.
  • العدوى المهبلية: تعاني المرأة أحيانًا من انبعاث رائحة كريهة قليلًا من الجسم، والمهبل تحديدًا، نتيجة إصابتها بعدوى بكتيرية أو طفيلية في المهبل، والأمر ذاته يسري على حالات العدوى التي تصيب مناطق أخرى خارج المهبل وتسبب تغيرًا في رائحة الجسم في المنطقة المصابة، ويشيع التهاب المهبل البكتيري بين النساء اللواتي بلغن سن الإنجاب، ويؤدي غالبًا إلى انبعاث رائحة غريبة من المهبل، كذلك، يؤثر داء المشعرات، أحد الأمراض المنقولة جنسيًا على رائحة المهبل عند المرأة.

الوقاية من رائحة الجسم

لمّا كانت منطقة الإبط تحتوي على تركيز كبير من الغدد المفترزة، كانت معرضة إلى انبعاث رائحة الجسم الكريهة منها بسرعة أكبر، لذلك، ثمة بعض الخطوات المفيدة في الوقاية من رائحة الجسم الكريهة في الإبط، وهي تشمل ما يأتي: 

  • المحافظة على نظافة الإبطين، وغسلهما بانتظام باستخدام صابون مضاد للبكتيريا، مما يؤدي إلى انخفاض عددها الموجود في تلك المنطقة، فتقلّ رائحة الجسم الكريهة.
  • المحافظة على جفاف منطقة الإبطين نظرًا لصعوبة تكاثر البكتيريا في هذه الحالة.
  • حلق الشعر الموجود في منطقة الإبط بانتظام، ومرد ذلك إلى أن وجود الشعر يبطئ تبخر العرق، مما يفسح المجال أمام البكتيريا للامتزاج معه وانبعاث الرائحة الكريهة لاحقًا، لذلك ينبغي حلق شعر الإبطين دائمًا.
  • استخدام محلول بيروكسيد الهيدروجين والماء للتخلص من رائحة الجسم، إذ يكفي مزج ملعقة صغيرة من محلول البيروكسيد (بتركيز 3%) مع كوب من الماء، ثم استخدام منشفة نظيفة وتبليلها بالمزيج ومسح المناطق تحت الإبطين عند الشخص، فهذا الأمر يقضي على البكتيريا المسببة للرائحة.
  • استخدام مزيلات العرق أو مضادات العرق في منطقة الإبطين، فمزيلات العرق تجعل الجلد حمضيًا، فيصعب على البكتيريا أن تتكاثر هناك، أما مضادات العرق فتعيق عمل الغدد العرقية وتقلل إفراز العرق منها، ومع ذلك، ينبغي للرجل توخي الحذر عند استخدام مضادات العرق؛ إذ أشارت بعض الدراسات إلى ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بيد أن هذه النتائج ما تزال غير حاسمة.

من جهة ثانية، ثمة الخطوات المفيدة في الوقاية من رائحة الجسم الكريهة المنبعثة من القدمين، وهذا يشمل ما يأتي: 

  • غسل القدمين وتنظيفهما مرة واحدة يوميًا بالحد الأدنى، والحرص على استخدام الماء الفاتر لأنه مفيد في القضاء على البكتيريا.
  • تجفيف القدمين بعد تنظيفهما بالماء، لا سيما المناطق بين الأصابع، فهذا الأمر يحول دون الإصابة بعدوى فطرية.
  • الحرص ارتداء الجوارب المصنوعة من الألياف الصناعية والصوف، واستبدال زوج الجوارب يوميًا.
  • تجنب انتعال الأحذية الرياضية أو الأحذية ذات البطانة البلاستيكية، والاستعاضة عنها بأحذية ذات بطانة جلدية فهي أفضل لتبخر العرق، والحرص على تبديل الأحذية يوميًا إذا كان الشخص مصابًا بتعرق القدمين المفرط.
  • استخدام حجر الخفاف لفرك منطقة باطن القدمين والتخلص من خلايا الجلد الميتة هناك؛ فالبكتيريا تتكاثر بشدة على خلايا الجلد الميتة.

حالات التعرق التي تستدعي مراجعة الطبيب

تؤثر بعض الحالات الطبية على كمية التعرق عند الإنسان، في حين يؤثر بعضها الآخر على كيفية التعرق ويغيّر رائحة الجسم، لذلك، يكون من الضروري مراجعة الطبيب في حالات كهذه، فعلى سبيل المثال، يكون الأفراد المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية أكثر تعرقًا من غيرهم، كذلك، تؤثر أمراض الكبد أو الكلى أو السكري على كثافة التعرق عند المريض، فتبدو رائحة جسمه مختلفة عن الآخرين، وعمومًا، ينبغي للشخص المصاب بالتعرق ورائحة الجسم الكريهة مراجعة الطبيب في الحالات الآتية: 

  • المعاناة من التعرق الليلي.
  • زيادة كمية التعرق فوق المستوى المعتاد دونما مبرر واضح.
  • التعرق عرقًا باردًا.
  • تأثير التعرق على أنشطة الشخص اليومية.
السابق
ما سبب الرعاف
التالي
أعراض تضخم الكبد والطحال

اترك تعليقاً