الصحة النفسية

أضرار العلاج البيولوجي

أضرار العلاج البيولوجي

 

العلاج البيولوجي

العلاج البيولوجي هو عبارة عن علاج استُخدم في الآونة الأخيرة، يتمثل في استخلاص البروتينات أو السكريات أو الأحماض النووية أو المركبات الأخرى من الخلايا الحية في الجسم، ومن ثم زراعتها باستخدام الأدوات الطبية الحديثة في المختبرات المختصة، إذ حلّت هذه التقنية محل استخدام الأدوية الكيميائية لعلاج الأمراض المختلفة، ويتميز هذا النوع من العلاج بأنه لا يثبط عمل جهاز المناعة بل يعيق عمل بعض الخلايا المناعية المسببة لحدوث الأمراض والالتهابات، وتساعد جهاز المناعة على العمل بصورة أفضل من خلال استخدام مواد يصنعها الجسم بطريقة طبيعية، وقد يُنتج هذا العلاج من خلال تحفيز الجسم على إنتاجه وإفرازه بطرق متعددة، أو من خلال إنتاج هذه المادة صناعيًا في المختبرات، أو من خلال استخدام خلايا جسم الشخص المصاب لإنتاج هذا العلاج.

أضرار استخدام العلاج البيولوجي

على الرغم من المميزات الكثيرة التي يتمتع بها العلاج البيولوجي، إلا أن له بعض الأضرار التي لا بد من ذكرها على النحو الآتي:

  • في حال استخدام العلاج البيولوجي يجب على الشخص المريض متابعة التغيرات التي تحدث على جسمه بعد استخدام هذا العلاج؛ لأن هذا العلاج قد يُسبب زيادة خطر الإصابة بالعدوى عند الأشخاص الخاضعين له، لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر في حال الشعور بعدوى سعال أو التهاب الكبد الوبائي والانتباه إلى وجود أي جروح أو خدوش في الجلد قد تسمح للجراثيم بالانتقال من خلالها.
  • قد يسبب حدوث التهابات مختلفة في الجهاز التنفسي، وقد يسبب أعراضًا لدى الشخص تشبه أعراض الإصابة بالأنفلونزا؛ كالتشنجات، والحمى، وتشنجات العضلات، والتقيؤ، والإسهال، وقد يسبب كذلك خللًا في الجهاز العصبي وزيادة احتمالية الإصابة بأمراضه المختلفة مثل الإصابة بالتشنجات أو السحايا.
  • لا يسبب استخدام المرأة الحامل للعلاج البيولوجي حدوث أيّ تشوهات في الأجنة، لكن على الرغم من ذلك فإن الخبراء لا ينصحون بإعطاء بعض عقاقير العلاج البيولوجي للنساء الحوامل والمرضعات؛ لأنه لم تثبت إلى الآن مدى سلامتها أو خطورة استخدامها لديهن، لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر.
  • يُعد استخدام عقاقير العلاج البيولوجي على المدى البعيد من بين العوامل المؤدية إلى الاصابة بالسرطانات، وقد ظهر ذلك جليًا في الأيام الأولى من التجارب السريرية التي قام بها الخبراء عند تحريهم لفعالية أحد عقاقير العلاج البيولوجي.
  • تظهر أحيانًا بعض الأعراض السيئة في مكان حقن عقاقير العلاج البيولوجي؛ فقد يشعر المرضى بالألم، والحرقة، والكدمات، وارتفاع درجة حرارة الجلد، وقد يضطر الأطباء إلى إعطاء هؤلاء المرضى عقاقير الكورتيكوستيرويد ومضادات الهستامين لتخفيف حدة هذه الأعراض لديهم.
  • يؤدي إعطاء عقاقير العلاج البيولوجي إلى تحلل الخلايا وإطلاق الكثير من فضلاتها في مجرى الدم، بما في ذلك المواد الوراثية الخاصة بها، وهذا الأمر يدفع بالجسم إلى إطلاق استجابات مناعية وأجسام مضادة للقضاء على هذه الفضلات، وللأسف يُمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية؛ كمرض الذئبة مثلًا.
  • ينعكس إعطاء عقاقير العلاج البيولوجي سلبًا على وظائف الكبد عند بعض المرضى، وقد سُجلت بعض حالات الإصابة بالفشل الكبدي، لذا يرى الخبراء ضرورة عدم إعطاء العلاج البيولوجي للأشخاص المصابين بأحد أمراض أو التهابات الكبد المزمنة.
  • يُعاني بعض المرضى من ظهور آفات ومشاكل جلدية بعد تزويدهم ببعض أنواع عقاقير العلاجات البيولوجية، لكن حجم انتشار الآفات الجلدية بين المرضى الذين يخضعون إلى العلاجات البيولوجية ما زال غير واضح المعالم، ومن الصعب تحديد مدى انتشار هذه المشكلة على الرغم من وجودها على أرض الواقع.
  • يُصبح بعض المرضى المصابين بمشاكل القلب أكثر عرضة للإصابة بالفشل القلبي بعد خضوعهم للعلاج البيولوجي، وهذا دفع بالخبراء إلى التنبيه لأهمية عدم إعطاء بعض عقاقير العلاج البيولوجي للمرضى المصابين أصلًا بالفشل القلبي حتى لا تزداد حالتهم سوءًا.

ويُمكن القول بأنّه قد يخضع الكثير من المرضى للعلاج البيولوجي وهم في المشفى وتحت الرعاية الطبية المباشرة، وغالبًا ما تكون الآثار الجانبية للعلاج البيولوجي غير خطيرة على صحة المرضى، كما قد تختفي هذه الآثار تدريجيًا بعد التوقف عن أخذ العلاج البيولوجي، لكن الآثار الجانبية والأضرار طويلة المدى لعقاقير العلاج البيولوجي ما زالت قيد الدراسة والبحث، ومن الصعب الجزم إلى الآن بأن جميع الآثار والأضرار قد كُشف عنها تمامًا.

فوائد العلاج البيولوجي

باستطاعة عقاقير العلاج البيولوجي مقاومة السرطان عبر استهداف جزئيات محددة داخل الخلايا السرطانية، وهذا بالطبع يؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية ومنع تكاثرها، لكن استخدام عقاقير العلاج البيولوجي لا يقتصر على محاربة السرطان فحسب، وإنما يُمكن للأطباء الاستعانة بهذه العقاقير للمساعدة في علاج أمراض أخرى؛ كمرض كرون ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي، وغالبًا ما توصف عقاقير العلاج البيولوجي بواسطة أطباء السرطان والدم وأخصائيي الروماتيزم وأخصائيي الجهاز الهضمي، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأطباء يلجؤون إلى وصف عقاقير العلاج البيولوجي بهدف تجنب الآثار الجانبية التي قد تنجم عن استخدام أنواع أخرى من العلاجات[٥]. يكثر كذلك وصف عقاقير العلاج البيولوجي للمرضى الذين يُعانون من الحساسية والأمراض المناعية، ويجهل الكثير من الناس بأن المطاعيم هي من ضمن العلاجات البيولوجية، ومن المعروف أن المطاعيم قد ساهمت في وقاية الناس من الكثير من الأمراض الفيروسية والبكتيرية المعدية، ويجهل الكثير من الناس كذلك بأن إنتاج الغلوبين الأميني هو أيضًا من بين العلاجات البيولوجية، ولا يخفى عن أحد أهمية الغلوبين الأميني في الوقاية من الأمراض المعدية الكثيرة.

العلاج البيولوجي والعلاج الكيماوي

يخلط الكثير من الناس بين العلاج البيولوجي والعلاج الكيميائي المستخدم لعلاج مرضى السرطان، ولكنهما يختلفان اختلافًا كليًا عن بعضهما، إذ تتمثل الوظيفة الرئيسية للعلاج الكيميائي في القضاء على خلايا السرطان، لكن العلاج البيولوجي يساعد في مقاومة الإصابة بمرض السرطان من خلال عمله بجانب جهاز المناعة في محاولة للقضاء على هذا المرض من خلال إبطاء نمو هذه الخلايا ليفسح المجال أمام جهاز المناعة للقضاء عليها قبل أن تنتشر وتتكاثر، إذ يلعب العلاج بيولوجي دورًا كبيرًا في الوقاية من الإصابة بالأمراض المتعددة، بل ويحد من انتشارها في حال الإصابة بها.

السابق
ما فوائد زيت حبة البركة
التالي
علاج تشقق كعب القدم

اترك تعليقاً