اسلاميات

اسماء زوجات النبي ابراهيم

سيدنا إبراهيم عليه السلام

هو إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن ارغو بن فالَغ ابن غابر بن شالخ بن قينان بن ارفخشذ بن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام، ولقب سيدنا إبراهيم بأبي الأنبياء لكثرة الانبياء من نسله من الأنبياء، وقد اصطفى الله إبراهيم عليه السلام بحمل الرّسالة وتبليغ الأمانة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وقد اتخذ الله تعالى سيدنا إبراهيم خليلاً، والخليل هو القريب والحبيب، وإبراهيم عليه السلام هو واحد من أولي العزم من الرّسل.

ولد سيدنا إبراهيم في بابل في العراق، ونشأ في مجتمع مليء بالكفر والإلحاد، فقد كان قومه يعبدون الأصنام والنجوم والكواكب من دون الله تعالى، بالإضافة إلى أنّ والد سيدنا إبراهيم كان يحتل مكانة كبيرة عند قومه لأنّه كان يصنع الأصنام ويبيعها لقومه، فهو كبير المنافقين والمشركين، إلا أنّ سيدنا إبراهيم لم يَسِرْ على طريق قومه بعبادة الأصنام، فكان يعتقد بوجود خالق ومدبّر لهذا الكون الفسيح، فهداه الله تعالى لطريق الحق والصّواب وعبادة الله وحده، وأرسله لقومه لهدايتهم لعبادة الله وتركهم عبادة الأصنام التي لا تجلب لهم نفعًا ولا ضرًا، فكذّبوه أشدّ التكذيب وآذوه، وتبرؤوا منه ومن دعوته.

زوجات نبي الله إبراهيم

تزوج سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام من أربع من النساء، ويعرف الكثيرون السيدة سارة أم إسحاق والسيدة هاجر أم إسماعيل، وقد يجهل بعض الناس ما تبقى من زوجاته عليه السلام،[٤]وفيما يلي توضيح لما ورد من سيرة سيدنا إبراهيم بما يخص عدد زوجاته:

  • السيدة سارة: وهي أولى زوجات سيّدنا إبراهيم عليه السلام، لم ترزق بطفل إلا بعد 13 عامًا من زواج سيّدنا إبراهيم من زوجته الثانية هاجر، وهي ابنة عم سيدنا إبراهيم، وهو هارون أخ والد سيدنا إبراهيم، فكان والدها ملكًا على أرض في بابل بالعراق، مرَّت سارة بظروفٍ صعبة فترة تواجدها مع سيدنا إبراهيم في فلسطين، ممّا أجبرهم على النزول إلى مصر، وخلال إقامة السيدة سارة في مصر أهداها ملكها هاجر القبطية جارية لها، فطلبت من سيدنا إبراهيم الزواج من هاجر لكي يُنجب الولد، وبعد رجوع سيدنا إبراهيم من مصر إلى الشام تاركًا زوجتة هاجر وابنه الرضيع سيدنا إسماعيل في مكة المكرمة، دعا ربه متضرعًا فاستجاب الله له، وأرسل له الملائكة لتبشر السيدة سارة بسيدنا إسحاق، قال تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ}، ثم توفيت السيدة سارة بعدما رزقها الله تعالى بإسحاق.
  • السيدة هاجر: كانت السيدة هاجر واحدة من جواري القصر الفرعوني في مصر قبل أن تكون مولاة للسيدة سارة زوجة سيدنا الخليل إبراهيم عليه السلام، وكانت السيدة هاجر من أصحاب النسب والأصل، فقد كان الفراعنة يُعرفون في ذلك الوقت باختيارهم للجواري من ذوات الأصول، وقد آمنت أمّنا هاجر بدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام وسافرت معه ومع زوجته السيدة سارة بعد أن أهداها الملك الفرعوني للسيدة سارة إلى فلسطين، وقد تزوجها سيدنا إبراهيم بطلبٍ من السيدة هاجر ورزقت بابنها إسماعيل عليه السلام، وقد تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام في مكة المكرمة هي ورضيعها إسماعيل، وقد توفيت السيدة هاجر في مكة المكرمة وقد دفنها ولدها نبي الله إسماعيل عليه السلام، وهو الذي ذاق الحزن الشديد على أمه وأنيسة دربه في مكة المكرّمة بعد أن تركهما سيدنا إبراهيم عليه السلام بأمرٍ من الله، يقول الله في كتابه العزيز: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}، وفي مكة كما يُعرَف حدثت قصة بئر ماء زمزم.
  • السيدة قنطورا: تزوج سيدنا إبراهيم من السيدة قنطورا عقب وفاة كل من أمّنا سارة وأمّنا هاجر عليهما السلام، وقد أنجبت السيدة قنطورا من سيدنا إبراهيم ستةً من الصبية من بينهم مديان والذي يعود أصل قوم مدين له، وقد ذُكرت أسماء أبناء سيدنا إبراهيم من السيدة قنطورا عدا الابن السادس الذي لم يرد ذكره، والسيدة قنطورا من أصلٍ كنعاني وهي ابنة يقطن.
  • السيدة حجون: تُعرف السيدة حجون بأنها بنت أمين، تزوجها نبي الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد زواجه من السيدة قنطورا، وقد أنجبت له خمسة من الصبية، وهم كيسان وسورج وأميم ولوطان وأخيرا نافس.

قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود

لم يتوقف سيدنا إبراهيم عن دعوة قومه لعبادة الله سبحانه وتعالى وترك عبادة الأصنام، فتحدث نبينا إبراهيم مع ملك يدعى النمرود عن حال الأصنام، وأخبره أن التماثيل التي يعبدها من دون الله لا سبيل لها ولا تضر ولا تنفع، ولكنّ هذا الملك النمرود برر فعله لعبادة الأصنام بأنه كبر على دين أبائه وعبادتهم للأصنام، فعارضه إبراهيم وأخبره أن جميع تلك العادات خاطئة لا أصل لها من الصحة، فغضب النمرود وغضب قومه لأن سيدنا إبراهيم دعاهم لترك عبادة آلهتهم واعتقدوا بأنها نوع من السخرية، فردّ عليهم سيدنا إبراهيم كما ورد في كتاب الله: {قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}.

وأخذ إبراهيم يكمل الدعوة والحديث مع الملك النمرود وحاوره بأن الله هو من يحي ويميت، فزعم هذا النمرود أن الموت والحياة بيده، ويستطيع أن يحيي ويميت من يشاء، فأمر بإحضار رجلين فقتل واحدًا وعفى عن الآخر، ولم يدرك النمرود أن ما فعله كان بمشيئة الله عز وجل، فقال له سيدنا إبراهيم أن الله يأتي بالشمس من المشرق، وطلب منه أن يأتي بها من المغرب، فلم يستطيع أن يفعلها وبهت وفُضِحَ، وقد ذكر الله تعالى قصة هذا النمرود وحواره في القرآن الكريم، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، ولم يقتنع النمرود وأصرّ مع قومه على الكفر، ثم أرسل الله عليهم الذباب والبعوض وأهلكهم وجعل النمرود يتعذب عذابًا شديدًا لفترةٍ طويلة بسبب ذبابة دخلت رأسه سلطها الله عليه لأنه أدعى الألوهية فالله واحد لا شريك له.

قصة سيدنا إبراهيم مع قومه

بدأ سيدنا إبراهيم بدعوة أبيه لترك عبادة الأصنام وعبادة الله الواحد القهّار، لكن أباه أنكر عليه ذلك وغضب منه غضبًا شديدًا وتوعده بالرّجم إن لم ينتهِ عن ذلك، ثم انتقل سيدنا إبراهيم لدعوة قومه ليعبدوا الله وترك عبادة الأصنام، ولكن حالهم لم تكن بأحسن من حال أبيه، فاستهزؤوا به وأنكروا عليه ذلك وتوعدوه بمختلف أصناف العذاب والعقاب في حال لم يكف عن دعوتهم لترك عبادة الأصنام، وكان قوم سيدنا إبراهيم متمسكين بعبادة الأصنام إلى درجة أنّ الأب كان يوصي أبناءه بعدم الاستماع لسيدنا إبراهيم وأن يستمروا بعبادتهم للأصنام لأنه دين آبائهم وأجدادهم. وفي يوم كان قوم سيدنا إبراهيم يحتفلون بأمرٍ ما بعيدًا عن أصنامهم، فذهب سيدنا إبراهيم إليها وحطم جميع الأصنام ما عدا الصّنم الكبير حتى يسألوه عند عودتهم، وعندما رجع قومه من احتفالهم ذُهلوا وصُعقوا لهول ما رأوا من حال أصنامهم، وتوعدوا من فعل ذلك بأشد العذاب، فوقع الشّك على سيدنا إبراهيم، وعندما تأكدوا أنّه من فعل ذلك، أجمعوا على حرقه والتّخلص منه، فأشعلوا نارًا عظيمة، ووضعوا فيها سيدنا إبراهيم، فجعلها الله بردًا وسلامًا عليه وخرج منها سالمًا.

السابق
عدد الاستغفار في اليوم
التالي
كيف تقوّي علاقتك بالله

اترك تعليقاً