اسلاميات

عدد الاستغفار في اليوم

الاستغفار

أمرنا الله عز وجل بالاستغفار في مواطن كثيرة من القرآن، قال تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}، وذلك لحاجة العبد للاستغفار لمغفرة ذنوبه، وجلبًا للخير، كما حثنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الاستغفار، وكان النبي نفسه يستغفر الله عز وجل وهو خير ابن آدم، فما حالنا نحن من النبي عليه السلام، والاستغفار هو طلب المغفرة من الله، فإذا كنت من المذنبين المخطئين وكل ابن آدم خطاء، فاستغفر الله وحافظ على استغفارك في كل يوم وليلة، فالإنسان بأمس الحاجة لمغفرة الله لذنوبه، خشية الهلاك في نار جهنم، ولما له من أهمية ونفع يعودان على العبد، فالاستغفار يخرجك من الفعل المكروه إلى المحبوب، ومن العمل الناقص إلى التام، ويرفعك من المقام الأدنى إلى الأعلى منه، فكلنا مقصرون في حق الله وعلينا أن نستغفره من هذا التقصير بغية المغفرة، واعلم أنك إن استغفرت الله بلسانك وأنت متشبث بذنبك مقيمًا عليه مصرًا عليه بقلبك، فإنك لم تصدق في استغفارك، بل عليك أن تستغفر الله متيقنًا بها تائبًا لله حق التوبة من غير نية عودة، مصرًا على التوبة من قلبك، فإن ذلك هو غاية الاستغفار، واحرص على أن تستغفر الله عقب الذنب اعترافا منك بذنبك، قال تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

كم مرة أستطيع الاستغفار في اليوم ؟

الأصل في جميع أنواع الأذكار أنها جاءت مطلقة من غير تقييد بعدد معين، ويستحب لك الإكثار من الاستغفار مهما أمكنك دون تعيين عدد معين، فإن عينت عددًا معينًا كوِرد لك فلا بأس بذلك، شريطة أن لا تعتقد أي فضيلة لهذا العدد الذي لم يرد في السنة، وكذلك أن لا تعتقد أن المداومة على هذا العدد سنة راتبة عن النبي عليه السلام، وإنما تفعل ذلك من باب ضبط الوقت وتعويد النفس والمواظبة على العمل الصالح، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستغفر الله في اليوم أكثر من 70 مرة، قال أبو هريرة رضي الله عنه : {سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً}، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يستغفر الله عز وجل في كل يوم 12 ألف مرة، وخلاصة ذلك أنه لا يوجد عدد محدد من الاستغفار في اليوم، فيمكنك أن تستغفر ما تشاء، ويستحب الإكثار من الاستغفار.

ما هي كيفية الاستغفار الصحيحة؟

يعد الاستغفار من أجلّ الطاعات والقربات إلى الله، وكيفما استغفرت الله فأنت على خير، كأن تقول (أستغفر الله) أو (رب اغفر لي) أو نحو ذلك، فلا يلزمك صيغة معينة أو وقت معين أو عدد معين للاستغفار، ولأن الاستغفار يعد من الدعاء، فإن أوقات إجابة الدعاء والاستغفار فمن مظانها السجود، ودبر كل الصلوات المكتوبة، وثلث الليل الأخير، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة، ويوم عرفة، وليلة القدر، وعند الفطر من الصيام، وغيرها الكثير من الأوقات التي دلت السنة على أن الدعاء فيها أرجى إجابة، فاحرص على أن تكثر من الاستغفار في هذه الأوقات، وأما صيغ الاستغفار فأفضلها ما ثبت في السنة الصحيحة عن النبي عليه السلام، ومن هذه الصيغ ما ورد عن:

  • شداد بن أوس أن نبي الله قال: [سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ].
  • عن أبي موسى الأشعري عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كانَ يَدْعُو بهذا الدُّعَاءِ: [رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ].
  • عن ابن عمر قال : [إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ]، وغيرها الكثير من الصيغة التي وردت عن النبي، وكيفما استغفرت الله بأي صيغة كانت فأنت على خير.

مَعْلومَة

إن للاستغفار مكانة عظيمة عند الله، وقد جعل الله للاستغفار فضائل كثيرة، فإذا كنت من المستغفرين فأبشر بفضل من الله عظيم، ومن الفضائل الي خصها الله للاستغفار:

  • أن الله أمر بالاستغفار: من فضائل الاستغفار أن الله أمر عباده بها في آيات كثيرة من القرآن، قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
  • مدح المستغفرين : إن الله عز وجل مدح المستغفرين وأثنى عليهم، وقد ورد ذلك في العديد من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}.
  • الاستغفار من صفات المتقين: من فضائل الاستغفار أنه من صفات المتقين، وذلك كما أخبر الله عز وجل به في كتابه، قال تعالى: {وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
  • مغفرة الذنوب : إن الله عز وجل يغفر لمن استغفره، قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
  • يجلب الخيرات والبركات ويدفع البلاء: إن الاستغفار يجلب لصاحبه الخير والبركة ويبعد عنه البلاء، قال تعالى : {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}،فإذا استغفرت الله كثر الرزق عليك، وأسقاك من بركات السماء، وأنبت لك من بركات الأرض، وأمدك بأموال وبنين.
  • من موجبات رحمة الله: إن الاستغفار من موجبات رحمة الله بك، قال تعالى : {لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} 
  •  يبعد العذاب: إن الاستغفار من مبعدات عذاب الله عنك، قال تعالى : {وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
  • جلب القوة والخير: يعد الاستغفار من الوسائل الجالبة للخير الكثيروالمتاع الحسن وخصوصًا عندما يقترن بالتوبة، قال تعالى : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ }، والمتاع الحسن هو سعة الرزق ورغد العيش والعافية في الدنيا.
  • سنة الأنبياء والمرسلين: من فضائل الاستغفار أنه من سنة الأنبياء والمرسلين، وطريق ووسيلة الأولياء والصالحين، يلجؤون فيه إلى الله في السراء والضراء، ويتقربون به إلى الله ويتضرعون به.
السابق
صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب
التالي
اسماء زوجات النبي ابراهيم

اترك تعليقاً