سيدنا يعقوب عليه السلام

هو نبي من أنبياء الله تبارك وتعالى، وهو من نسل إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وأمه رفقة بنت بتوئل بن آزر، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم أكثر من مرة باسم يعقوب أو اسرائيل بمعنى عبد الله، قال تعالى في محكم تنزيله: “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْل”، وقد ولد في أرض الكنعانيين فلسطين، إلا أنه سافر إلى حران ليقيم عند خاله حسب رغبة أمه التي خافت عليه من حقد أخيه عيص، وهناك تزوج. وسنتحدث في هذه المقال عن زوجاته من حيث عددهن وأسمائهن بشيء من التفصيل.

زوجات سيدنا يعقوب

حسبما ورد في أسفار العهد القديم أعجب النبي يعقوب عليه السلام بابنة خاله راحيل، وهي الابنة الصغرى لخاله لابان، وكانت تتميز بجمالها الشديد، وقد تزوجها مقابل أن يخدم لدى أبيها سبع سنوات، وبعد انقضاء المدة زوجه ابنته الكبرى ليئة، فسأل يعقوب خاله عن سبب عدم وفائه بعهده فأجابه بأن العادات تحتم زواج الأخت الكبرى قبل الصغرى، ثم طلب منه أن يخدم لديه سبع سنوات أُخر ليتزوج راحيل، وقد فعل وتزوجها، علمًا أن الجميع بين الأختين لم يكن محرمًا وقتذاك. وتذكر المصادر أن لابان أي خال سيدنا يعقوب وهب لبنتيه جاريتين يقمن على خدمتهن، فوهب الجارية زلفى لابنته ليئة، والجارية بلها لابنته راحيل، وقامتا كل من ليئة وراحيل بهبة جاريتها لسيدنا يعقوب فأصبح لدية أربع نساء، وفي هذا السياق ورد رأي آخر يفيد أن راحيل كانت عقيمًا فلما أنجبت أختها ليئة الأبناء غارت، فوهبت جاريتها لزوجها بنفسها؛ فغارت أختها ففعلت مثل ما فعلت راحيل ووهبته جاريتها.

عدد أبناء سيدنا يعقوب

بلغ عدد أبناء سيدنا يعقوب اثني عشر ابنًا، كلهم ولدوا في العراق عدا بنيامين، وهم:

• روبيل، شمعون، ياوي، ويهوذا، وأيساخر وزابلون وبنتًا واحدة اسمها دينا من زوجته ليئة.
• دان ونفتالي من جاريته بلها.
• جاد وأشد من جاريته زلفى.
• سيدنا يوسف عليه السلام، وبنيامين من زوجته راحيل، التي دعت الله فاستجاب لها ثم حملت وأنجبت.

قصة سيدنا يعقوب

ولد مع يعقوب عليه السلام ولد توأم اسمه العيص أو عيصو، فيما كان يعقوب يتمتع بالسماحة وحسن الخلق فصار أحب إلى أبيه من أخيه، ثم تضاعفت مشاعر الحقد بين الأخين عندما طلب الأب من ابنه العيص أن يطعمه لحمًا، فسمع يعقوب ذلك وبرًا بوالده أطعمه لحمًا، فدعا له ظنًا منه أنه العيص، فلما سمع العيص بذلك توعد أخاه يعقوب بالقتل، وهدده مرارًا حتى سافر هربًا من فلسطين إلى حران ليقيم عند خاله. بعد مرور حوالي عشرين عامًا، عاد سيدنا يعقوب إلى فلسطين مصطحبًا آل بيته كلهم، وكان يوسف أحب الأبناء إلى قلب أبيه مما أثار حقد إخوته عليه عدا بنيامين، فمكروا له وأضاعوه، فحزن سيدنا يعقوب على ابنه يوسف حتى فقد بصره؛ فجزاه الله خير الجزاء على صبره ورد له بصره وابنه يوسف بعد أربعين عامًا، وبعد مرور 17 عامًا توفي نبي الله يعقوب عليه السلام، وأوصى بنيه أن يدفنوه مع أبيه اسحاق وجده إبراهيم في مدينة الخليل في فلسطين.