الصحة النفسية

اضرار سماعات البلوتوث

اضرار سماعات البلوتوث

 

تقنية البلوتوث

تهدف تقنية البلوتوث إلى ربط الأجهزة الالكترونية ببعضها البعض دون الحاجة لأسلاك، ولقد ظهرت هذه التقنية للمرة الأولى أثناء تسعينات القرن الماضي، لكن سرعان ما انتشرت بين المستهلكين وأصبحت على قدرٍ عالٍ من الأهمية، خاصة بين شركات الاتصال ومصنعي الأجهزة الالكترونية، وكانت شركة إريكسون للهواتف الخلوية هي الشركة الأولى التي حاولت الاستعانة بالبلوتوث لربط أجهزة الحاسوب مع الملحقات الإلكترونية الأخرى، بما في ذلك الهواتف الخلوية.

وتتميز تقنية البلوتوث باعتمادها على الترددات الراديوية لنقل المعلومات بدلًا من الأشعة تحت الحمراء، ولقد ظهرت تقنية البلوتوث عام 2000 داخل الأجهزة الخلوية والحواسيب، ثم انتشرت بعد ذلك لتصل إلى الطابعات وأجهزة اللاب توب، ثم تمكنت الشركات خلال العقد التالي من صناعة سماعات البلوتوث، ولقد وصل عدد الأجهزة التي تعتمد على تقنية البلوتوث إلى حوالي 2 مليار جهاز خلال 10 سنوات الأولى التي أعقبت دخول تقنية البلوتوث إلى ساحة الصناعات الإلكترونية.

أضرار سماعات البلوتوث

بدأت الكثير من المقالات التي تتحدث عن أضرار سماعات البلوتوث بغزو شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الأخرى، وكان موضوع العلاقة بين هذه السماعات وبين الإصابة بالسرطان من بين المواضيع التي لاقت اهتمام الباحثين وخبراء الصحة، خاصة بعد قيام 247 عالمًا من 42 بلدًا بتوقيع عريضة عام 2015 قدمت للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية محذرة من الأضرار الصحية الناجمة عن التقنيات اللاسلكية التي تستخدمها سماعات البلوتوث والأجهزة الحديثة الأخرى، لكن العريضة الموقعة آنذاك بواسطة هؤلاء العلماء لم تأتي على ذكر سماعات البلوتوث صراحةً، وإنما ركزت على أضرار التقنيات اللاسلكية بصورة عامة، خاصة فيما يخص السرطان، ولقد طرحت سماعات البلوتوث التي أنتجتها شركة آبل في الأسواق في عام 2016، وقد بيع منها حوالي 16 مليون قطعة في عام 2017، و28 مليون قطعة عام 2018، وهذا يعني أن هذه السماعات ما زالت حديثة نوعًا ما ولا توجد الكثير من الدراسات التي بحثت في موضوع أضرارها الصحية، كما أن مستوى البلوتوث الموجود في سماعة البلوتوث منخفض وفقًا لبعض الباحثين، لكن عمومًا، يُمكن ذكر بعض الأضرار المحتملة الناجمة عن سماعات البلوتوث والتقنية اللاسلكية بصورة عامة على النحو الآتي:

  • السرطان: تبقى سماعات البلوتوث مصدرًا من مصادر أشعة التردد الراديوية غير المؤينة (RFR)، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على سماعات البلوتوث، وإنما ينطبق أيضًا على الهواتف الخلوية، والحواسيب، وأجهزة الميكروويف أيضًا، ولقد صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان هذا النوع من الأشعة ضمن قائمة المواد التي من المحتمل أن تكون مسرطنة بالنسبة للبشر.
  • أمراض الأطفال: تُعد أجسام الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية الناجمة عن أشعة التردد الراديوية القادمة من الأجهزة الخلوية أو الأشعة الأخرى التي تعتمد على التقنيات اللاسلكية، ويرجع سبب ذلك إلى كون أجسام الأطفال في مرحلة من النمو المتسارع، خاصة الدماغ.
  • الخصوبة: أظهرت نتائج الدراسات المخبرية أن لأشعة التردد الراديوية أثارًا سلبية على الخصيتين والنواحي التناسلية الأخرى الخاصة بالرجال، ولقد لاحظ العلماء حصول تغيرات في المادة الوراثية للحيوانات المنوية عند الرجال الذين استخدموا أجهزتهم الخلوية لأكثر من أربع ساعات في اليوم.
  • مشاكل أخرى: توجد الكثير من الدراسات التي أكدت على وجود علاقة بين التعرض لأشعة التردد الراديوية وبين ظهور أعراض سيئة لدى بعض الناس؛ كالصداع، وفقدان الشهية، والأرق، والإعياء.

وعلى أي حال، فإن منظمة الصحة العالمية قد استنتجت في النهاية بأن مستوى الأشعة الناجم عن الشبكات اللاسلكية قليل ولا يُمكن القول بوجود أدلة علمية كافية لتأكيد خطورة استعمال الشبكات أو التقنيات اللاسلكية، بما في ذلك الأجهزة الخلوية، لكن هذا الأمر لم يمنع منظمة الصحة العالمية من جمع 250 مليونًا لإجراء المزيد من الدراسات العلمية لتقصي هذا الأمر في المستقبل القريب.

أضرار أجهزة الواي فاي

تسمح تقنية الواي فاي لأجهزة الحاسوب، والهواتف الخلوية، وأجهزة ألعاب الفيديو تبادل المعلومات فيما بينها دون الحاجة لوجود أسلاك، كما هو حال البلوتوث، وفي الحقيقة إن نوع الأشعة الصادرة عن أجهزة الواي فاي هي مشابهة للأشعة الصادرة عن البلوتوث أيضًا، أي أنها أشعة غير مؤينة، ولقد وصفت الجهات الصحية الكندية أشعة الواي فاي بأنها غير مؤذية أو مسببة للمشاكل البدنية في حال كان مقدار هذه الأشعة مطابقًا للمواصفات والمعايير الصحية المعتمدة، وهذا الأمر قد حاز على اتفاق جهات صحية أخرى؛ كمنظمة الصحة العالمية، ووكالة حماية الصحة في المملكة المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية والوطنية، ومن المثير للاهتمام أن كمية الأشعة الصادرة عن أجهزة الواي فاي تُعد قليلة التركيز مقارنة بالأشعة الصادرة عن الأجهزة الخلوية، بل إن الخبراء يرون بأن التعرض لأشعة الواي فاي شبيه للتعرض لأشعة الراديو العادية (AM/FM).

حماية الجسم من البلوتوث والواي فاي

على الرغم من عدم وجود الكثير من الأدلة العلمية التي تشير صراحةً إلى كون الأشعة الصادرة عن التقنيات اللاسلكية مؤذية، إلا أن الكثير من الأفراد ما زالوا يشككون في هذه النتيجة ويرون ضرورة في اتخاذ الإجراءات الضرورية لتجنب الأضرار المحتملة لهذه الأشعة، ومن المثير للاهتمام أن لجنة الاتصالات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية قدمت بعض الخطوات البسيطة التي قد تُساهم في الحد من مستوى تعرض الأفراد لهذه الأشعة، خاصة تلك القادمة من الهواتف الخلوية؛ ومن بين هذه النصائح –مثلًا- الحرص على إبعاد الأجهزة اللاسلكية عند الجسم والتعود على الكتابة بدلًا عن الحديث بالهاتف.

أما فيما يتعلق بسماعات البلوتوث، فإن لجنة الاتصالات الفيدرالية اعترفت بأن لهذه الأجهزة مقدرة على إصدار بعض الأشعة باتجاه رأس الإنسان، لكن مهما كانت هذه الأشعة مؤذية فإنها لن تصل إلى مستوى إيذاء الأشعة الصادرة عن الهاتف الخلوي، وهذا يعني أن استعمال سماعات البلوتوث هو أمرٌ جيد لخفض مستوى الأشعة المؤذية الصادرة عن الهاتف الذكي، وهذا الأمر ينطبق على السماعات العادية أيضًا، أما بالنسبة لأجهزة الواي فاي، فإن الحكومة الكندية تنفي وجود أي حاجة لأخذ تدابير أو خطوات لتقليل حجم تعرض الجسم للأشعة الصادرة عن هذه الأجهزة؛ لأن كمية الأشعة الصادرة عنها هي كمية قليلة، ولا توجد أخطار كبيرة لها، لكن يجب بالطبع الحرص على استخدام هذه الأجهزة وفقًا لتعليمات الجهة المصنعة التي وضعت المعايير والأنظمة لاستخدامها بالشكل الأنسب.

السابق
امراض الدم
التالي
التخلص من الديدان نهائيا

اترك تعليقاً