ديدان البطن
توجد كائنات حيّة متعددة تعيش متطفّلة على جسم الإنسان منها الديدان، وتعد الديدان المسطحة والديدان المستديرة أكثر هذه الديدان شيوعًا، وتشمل الديدان المسطحة كلًا من الديدان الشريطية والديدان المثقوبة، وتشمل الديدان المستديرة كلًا من حيات البطن، والدودة الدبوسية، ودودة الأنكلستوما، ويعتقد الكثيرون أن الأشخاص الذين لا يهتمون بنظافتهم هم فقط الذين يتعرضون لمثل هذه الديدان، والصحيح أن أي شخص قد يصاب بها،ويمكن أن يصاب بها البعض دون ظهور أي اعراض؛ إذ يعد من الصعب الكشف عن وجود عدوى طفيلية في الجسم،ومن الجدير بالذكر أن هذه الطفيليات يمكن التخلص منها بسهولة،ويمكن أن تعيش الديدان وتتكاثر في الرئتين، أو الكبد، أو المعدة والأمعاء، وهذه الأخيرة ستكون موضوع بحثنا في هذا المقال للتعرّف على مسبّبات الإصابة بها، وأعراضها وطرق علاجها.
كيفية التخلّص من الديدان نهائيًّا
إن ديدان المعدة والأمعاء خطيرة، ولكن علاجها بسيط جدًا، وقد لا يحتاج الشخص المصاب إلى أي علاج، إذ يستطيع الجهاز المناعي الصحي للشخص أن يقاوم بعض أنواع الديدان دون أي نوع من الأدوية، وفي بعض الأحيان يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للطفيليات للتخلص منها مع استثناء المرأة الحامل لأنّ مثل هذه الأدوية تؤثّر على الأجنّة. ومن الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج عدوى الديدان دواء الميبيندازول وهو الدواء الأكثر شيوعًا لعلاج الديدان خاصة في المملكة المتحدة، وعامة تكون مدة العلاج قصيرة جدًا (على الأقل بضعة أيام) وهذا سيعتمد على نوع الدودة التي عند المريض ونوع الدواء الموصوف من الطبيب؛ فعلى سبيل المثال بالنسبة للديدان الخيطية تعطى عادة جرعة واحدة لمرة واحدة من دواء الميبيندازول وقد تتكرر هذه الجرعة بعد أسبوعين ويُنصح عادة في حالة العدوى بالديدان الخيطية بمعالجة كل فرد في الأسرة إذا أمكن ذلك، أما بالنسبة للديدان السوطية أو الدّيدان المستديرة فيطى دواء الميبيندازول لمرتين يوميًا لمدة ثلاثة أيام
ومعظم الأدوية المستخدمة لعلاج الديدان تقتل الديدان إما عن طريق تجويعها أو شلها؛ فمثلا يمنع دواء ميبندازول وألبيندازول وتيابيندازول الديدان من امتصاص السكريات التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة مما يسبب موت هذه الديدان مع بقاء بيضها، أما دواء البرازيكوانتيل والإيفرمكتين فيشل الديدان في الأمعاء مما يسمح بطردهم بسهولة من الأمعاء وإخراجهم مع البراز.
مسبّبات الإصابة بديدان البطن
يمكن الإصابة بديدان البطن من خلال ما يلي:
- تناول طعام غير مطبوخ جيدًا من اللحوم الحيوانية، مثل لحوم الأبقار، والسمك.
- إهمال النظافة الشخصيّة.
- تناول طعام أو ماء ملوّث ببيوض الديدان.
- استخدام المراحيض العامّة الملوّثة، أو ضعف التعقيم.
- ضعف الجهاز المناعي.
- التواجد في الدول التي قد تكون نسبة انتشار الطفيليّات والديدان فيها عالية.
ويعد الأطفال الصغار الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بديدان الأمعاء، وذلك بسبب البيئات التي يتواجدون فيها مثل المدرسة والحدائق العامة، كما تزداد نسب الإصابة عند كبار السن بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.
أعراض الإصابة بديدان البطن
قد لا يعلم الشخص أنّه مصاب بالديدان إلاّ بعد أن تظهر عليه بعض الأعراض التي يأخذها الطبيب المعالج بعين الاعتبار ويطلب تحاليل معيّنة،ليتّضح فيما بعد أنّه مصاب بالديدان، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- حكّة شديدة متواصلة أو متقطّعة في منطقة الشرج، وأحيانًا في المهبل.
- الغثيان.
- ألم في البطن.
- الإعياء والتعب وفقدان الطاقة.
- فقدان الرغبة في تناول الطعام على غير العادة، أو الشعور المستمر بالجوع وعدم الشبع، وهو ما يعتمد عليه نوع الدودة.
- فقدان غير مبرر في الوزن.
- وجود دم في البراز.
- إسهال.
- آلام في الرأس.
- رؤية ديدان تتحرّك في البراز.
- مشاكل في التنفّس.
- الغازات والنفخة.
التخلّص من الديدان بالأعشاب الطبيعيّة
يمكن أن تساعد بعض العلاجات الطبيعية في تطهير الأمعاء والتخلص من الطفيليات بشكل طبيعي وفعال، ومن الأمثلة على ذلك الثوم؛ إذ يمكن مضغ اثنين إلى ثلاثة أسنان من الثوم المقشر وتناوله يوميًا على معدة فارغة، كما يمكن خبز الثوم المغطى بزيت جوز الهند لتحسين طعمه من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحلق من الثوم، ولكن يجب زيادة كمية الثوم إلى 6 أسنان عند ذلك، لأن الثوم يصبح أقل فعالية ضد الطفيليات عند خبزه، وتعطي المكونات الموجودة في الثوم مثل الأليسين خصائص مقاومة لديدان الأمعاء؛ إذ يساعد تناول الثوم النيء يوميًا دون طبخه على التخلص من ديدان المعدة بسهولة، ومن الاستطبابات العشبية الأخرى لديدان المعدة والامعاء ما يلي:
- بربارين: وهو مركب يوجد في شجيرة البرباريس، وأثبتت بعض الدراسات الأولية أنه يستطيع أن يحمي من الإصابة بالديدان الشريطية.
- بذور البابايا: أظهرت دراسة أجريت في عام 2007 من قبل مجلة الغذاء الطبي على عدة أطفال مصابين بديدان المعدة، وقد أعطي هؤلاء الأطفال إكسيرًا مكونًا من بذور البابايا والعسل، وبعد سبعة أيام أصبح براز معظم الأطفال خاليًا من أي نوع من الطفيليات.
- بذور اليقطين: تحتوي بذر اليقطين على كل من الاحماض الأمينية، والأحماض الدهنية، ومركب البربارين وغيرها، وقد أكدت دراسة أجريت في عام 2016 من قبل المجلة الدولية للعلوم الجزيئية أن بذور اليقطين تتمتع بخواص مضادة للطفيليات.
نصائح للوقاية من الإصابة بديدان البطن
يمكن الوقاية من الإصابة بديدان البطن باتباع ما يلي من النصائح والخطوات:
- التعوّد على غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام.
- تقليم الأظافر والحرص على نظافتها والامتناع عن قضم الأظافر بالفم.
- مسح أرضيّات المنزل والأسطح وألعاب الأطفال بالمطهّر.
- غسل اليدين بالماء والصابون بعد قضاء الحاجة.
- تجنّب تناول الفاكهة أو الخضراوات دون غسلها بالماء وتقشيرها.
- تجنّب السير دون ارتداء حذاء خاصّة في المناطق التي ينتشر فيها خطر الإصابة بالأمراض.
- تجنب أكل اللحوم غير المطبوخة جيدًا.
- شرب الماء الصحي المعبأ في زجاجات أو المغلي خاصةً في الأماكن شديدة الخطورة مثل الأماكن التي لا تحتوي على مراحيض حديثة أو أنظمة صرف صحي والأماكن التي تنتشر فيها مثل هذه الحالات.
- غسل الملابس وفراش النوم باستمرار.
- الاستحمام يوميًا، ويفضل عند الصباح.
