نقص المناعة المكتسب: أعراضه وطرق الوقاية منه

نقص المناعة المكتسب

فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) هو فيروس يهاجم خلايا الجسم التي تساعد في محاربة العدوى، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وينتشر عن طريق ملامسة بعض سوائل الجسم لشخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، وغالبًا ما يكون ذلك أثناء ممارسة الجنس دون وقاية، أو من خلال مشاركة معدات العقاقير بالحقن، وإذا تُركت العدوى دون علاج يمكن أن يؤدي فيروس نقص المناعة البشرية إلى مرض الإيدز أو ما يُسمّى بمتلازمة نقص المناعة المكتسب، ولا يستطيع الجسم البشري التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية، ولا يوجد علاج فعّال له، لذلك تُعدّ العدوى مُلازمة مدى الحياة، ويُعدّ الإيدز هو المرحلة المتأخرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية التي تحدث عندما يتضرر الجهاز المناعي للجسم بشدة بسبب هذا الفيروس.

أعراض نقص المناعة المكتسب

بعد الشهر الأول من الإصابة بالفيروس، يدخل فيروس نقص المناعة البشرية في مرحلة الكمون السريري، إذ يمكن أن تستمر هذه المرحلة من بضع سنوات إلى بضعة عقود، وبعض الأشخاص ليس لديهم أيّ أعراض خلال هذا الوقت، بينما قد يكون لدى البعض الآخر أعراض بسيطة أو غير محددة، والأعراض غير المحددة هي أعراض لا تتعلق بمرض أو حالة معينة، وقد تشمل ما يلي:

• الصداع والأوجاع والآلام الأخرى.
• تضخم العقد الليمفاوية.
• الحمى المتكررة.
• التعرق الليلي.
• الإعياء.
• الغثيان.
• القيء.
• الإسهال.
• فقدان الوزن.
• الطفح الجلدي.
• التهابات الخميرة الفموية المُتكررة.
• الالتهاب الرئوي.
• الهربس النطاقي.

وفي المرحلة المبكرة من العدوى، يكون فيروس نقص المناعة البشرية معديًا خلال هذا الوقت حتى لو لم تظهر أعراض، ويمكن أن ينتقل إلى شخص آخر، ولا يعرف الشخص أنه مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية إلا إذا أجرى اختبار، وإذا كان لدى شخص ما هذه الأعراض ويشك بأنه قد يكون مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية، فمن المهم أن يُختبر، وقد تأتي أعراض فيروس نقص المناعة البشرية في هذه المرحلة وتذهب أو قد تتقدم بسرعة، ويمكن أن يبطئ هذا التقدم كثيرًا مع العلاج، ومع الاستخدام المستمر لهذا العلاج المضاد للفيروسات يمكن لفيروس نقص المناعة البشرية المزمن أن يستمر لعقود، ومن المحتمل ألا يتطور إلى مرض الإيدز إذا بدأ العلاج في وقت مبكر بما فيه الكفاية.

طرق انتقال عدوى نقص المناعة المكتسب

يتنقل فايروس نقص المناعة البشرية (HIV) عن طريق الدم وسوائل الجسم المختلفة، وذلك بالطرق الآتية:

• الاتصال الجنسي: إذ يمكن أن ينتقل هذا الفايروس من خلال السوائل والإفرازات الجنسية عن طريق الاتصال الجنسي بين شخص سليم وشخص مصاب.
• نقل الدم: قد ينتقل الفايروس عن طريق الدم في حالة عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية السليمة من قبل المختصين وأصحاب المختبرات التي تُجري فحص الدم أو نقله.
• المشاركة في الحقن المستخدمة: إذ يمكن اكتساب العدوى بفايروس هذا المرض عن طريق استخدام الإبرة الملوثة خاصةً بين متعاطي المخدرات.
• الوشوم: إذ من المُمكن انتقال الفيروس عن طريق الاشتراك بأدوات الوشوم الملوّثة.

ومن المّمكن أن ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية ببعض الطّرق النّادرة، ومنها:

• التعرض للعض من قبل شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، وذلك فقط في حالة كان اللعاب دمويًا أو توجد قروح مفتوحة في فم الشخص.
• الاتصال بين الجلد المُتقرّح أو الجروح أو الأغشية المخاطية مع دماء شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.

و لا ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية من خلال:

• ملامسة الجلد للجلد.
• تعانق، مصافحة، أو تقبيل.
• الهواء أو الماء.
• تقاسم الطعام أو المشروبات.
• اللعاب أو الدموع أو العرق في حالة ما لم تمتزج بدم الشخص المصاب بفايروس نقص المناعة البشرية.
• المناشف، أو الفراش، أو المراحيض.
• البعوض أو الحشرات الأخرى.

تشخيص نقص المناعة المكتسب

يعد إدراك حالة فيروس نقص المناعة البشرية أمرًا ضروريًا لبدء العلاج، ومنع تطور أمراض ومشاكل المناعة الأكثر شدة والإصابات اللاحقة، ويتضمّن التّشخيص عادةً إجراء اختبارات وتحاليل لعيّنات الدّم بهدف الكشف عن فايروس نقص المناعة، إذ يمكن أن يختبره الطبيب عن طريق فحص دم معين، فالنتيجة الإيجابية تعني اكتشاف الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية في الدم، ويعاد اختبار الدم عادةً قبل إعطاء نتيجة إيجابية نهائيّة، ويعد الفحص والتشخيص المبكرين أمرًا بالغ الأهمية في حال وجود احتمالية للإصابة، ويحسن إلى حدّ كبير من فرص نجاح العلاج، وقد يستغرق فيروس نقص المناعة البشرية من 3-6 أشهر لكي يظهر في الاختبار، وقد تكون إعادة الاختبار ضرورية للتشخيص النهائي كما ذُكر، ويمكن للأشخاص المعرضين لخطر العدوى خلال الـ 6 أشهر الماضية إجراء اختبار فوري، ويوصي مزود الاختبار عادةً بإجراء اختبار آخر في غضون أسابيع قليلة من الاختبار المُجرى سابقًا.

علاج نقص المناعة المكتسب

يُمكن علاج فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART) الذي يتكون من دواء واحد أو أكثر، ويُمكن شرح طريقة العلاج بأنّ يُقلّل العلاج من استنساخ الفيروس في الدم، مما يقلل من تطوّر الفيروس إلى مستوى لا يمكن اكتشافه، ويتيح العلاج المضاد للفيروسات القهقرية للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية عيش حياة صحية ومُنتجة طوال فترة التزامهم بالعلاج وعدم إهماله، كما أنه يعمل كوسيلة فعالة للوقاية من مخاطر انتقال العدوى بنسبة 96٪، ويجب أن تؤخذ المعالجة المضادة للفيروسات القهقرية كلّ يوم طوال فترة حياة الشخص.

طرق الوقاية من نقص المناعة المكتسب

يمكن أن يقي الإنسان نفسه من الإصابة بهذا الفايروس عن طريق اتباع النصائح الآتية:

• ممارسة الجنس باستخدام الواقي الذكري.
• تجنّب مشاركة الإبر وغيرها من معدات الأدوية، ويجب على الأشخاص الذين يستخدمون الإبر لأخذ الأدوية أن تكون نظيفة وغير مستخدمة وغير مشاركة.
• التعافي من اضطراب تعاطي المخدرات يمكن أن يحسن الصحة ونوعية الحياة لأسباب عديدة، ويمكن أن يقلل كثيرًا من التعرض المحتمل لفيروس نقص المناعة البشرية.
• الحدّ من التّعرّض المحتمل لفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق اتباع الاحتياطات اللازمة لتقليل خطر التعرض للدم الملوث.
• يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية استخدام الأقنعة والقفازات والنظارات الواقية والملابس الخاصة في المواقف التي يكون فيها التعرض للسوائل الجسدية أمرًا ممكنًا.
• غسل الجلد بصورة متكررة وشاملة فورًا بعد ملامسته للدم أو سوائل الجسم الأخرى يمكن أن يقلل من خطر الإصابة.

قد يُهِمُّك

في الغالب تتشابه أعراض فيروس نقص المناعة البشرية عند الرجال والنساء، ومع ذلك قد تختلف الأعراض التي يتعرضون لها بناءً على المخاطر المختلفة التي يواجهها الرجل أو المرأة إذا كان لديهم فيروس نقص المناعة البشرية، وكما ذكرنا سابقًا يمكن لهذه الأعراض أن تظهر وتختفي، أو يمكن أن تسوء تدريجيًا، ومن المحتمل أن يلاحظ الرجال أعراض الإصابة بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي أكثر من النساء، ومن هذه الأعراض تقرحات في الأعضاء التناسلية، من جهة أخرى أن الرجال لا يسعون عادة للحصول على الرعاية الطبية بقدر النساء.