الجلطة القلبية
يُعد القلب أحد أهم أعضاء الجسم، وهو عضلة قوية تضخ الدم باستمرار طوال الحياة إلى جميع أنحاء الجسم، إذ يضخّ الدم المحمّل بغاز ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين للتخلّص من هذا الغاز والحصول على غاز الأكسجين، ثمّ ضخّ الدم المحمّل بالأكسجين إلى كافّة أنحاء الجسم، ويحتوي الجسم على ما يقارب خمسة لترات من الدم موزّعة على الأوعية الدمويّة في أنحائه المختلفة.
تُعرف الجلطة القلبية بأنها حالة تسبب توقُّف القلب عن ضخِّ الدم إلى باقي أجزاء الجسم، ممّا يُؤدِّي إلى نقص نسبة الأكسجين في الدم، بالتالي فقدان المصاب للوعي، والتوقف عن التنفس، وغالبًا ما يكون الرجفان البُطيني السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالجلطات القلبية، إذ يتوقف القلب عن ضخ الدم نظرًا لحدوث مشكلة في الإشارات الكهربائية القلبية.
أعراض الجلطة لدى الشباب
تختلف أعراض الجلطة من شخص إلى آخر، إذ يُعاني البعض من ألم خفيف، بينما يُعاني البعض الآخر من ألم أكثر شدةً، وقد لا تظهر أي أعراض على أشخاص آخرين، ويُمكن ظهور العديد من العلامات التحذيرية قبل الإصابة بالجلطة القلبية بساعات أو أيام أو حتى أسابيع، ويتمثل العَرَض الأول بالشعور بألم أو ضغط في الصدر، مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى القلب، ويُمكن تخفيفه من خلال أخذ قسط من الراحة، وتتمثل أعراض الجلطة القلبية الشائعة بما يأتي:
- الشعور بضيق أو ألم أو ضغط في منطقة الصدر والذراعين، والذي قد يمتد في ما بعد إلى منطقة الرقبة أو الفك أو الظهر.
- الشعور بالغثيان، أو عسر الهضم.
- الإصابة بحرقة في رأس المعدة، أو المعاناة من ألم في البطن.
- ضيق التنفس.
- التعرق.
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- الإصابة بالدوار أو الدوخة المفاجئة.
عوامل تزيد خطر الإصابة بالجلطة القلبية
يمكن توضيح العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالجلطة القلبية كما يأتي:
- عوامل يُمكن التحكم بها: يوجد العديد من الحالات التي تجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بالجلطة القلبية، إذ تؤدي بعض العوامل إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي الذي يؤدي إلى الإصابة بالجلطة القلبية، ويُمكن التحكم بهذه العوامل والسيطرة عليها بهدف تقليل خطر الإصابة بالجلطة، ومن أبرزها ما يأتي:
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكوليسترول في الدم.
- السمنة أو الزيادة في الوزن.
- الخمول وقلة النشاط البدني.
- اتباع نظام غذائي غير صحي، مثل: الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والكوليسترول، والصوديوم.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم، والمعاناة من مرض السكري.
- عوامل لا يُمكن التحكم بها: يُمكن أن تؤدي بعض العوامل التي لا يُمكن السيطرة عليها أو تغييرها إلى الإصابة بالجلطة القلبية، من أهمها ما يأتي:
- العُمر، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب عند الرجال بعد سن 45 عامًا، وعند النساء بعد سن اليأس أو بعد سن 55 عامًا.
- التّاريخ العائليّ للإصابة بأمراض القلب المُبكّرة، تزداد نسبة الإصابة بالجلطة عند إصابة الأب أو الأخ بأحد أمراض القلب قبل سن 55 عامًا، أو إصابة الأم أو الأخت قبل سن 65 عامًا.
- تسمُّم الحمل، إذ يزيد من احتمالية الإصابة بالجلطة القلبية أو أمراض القلب الأخرى؛ بسبب حدوث ارتفاع في ضغط الدّم، وظهور كميّات زائدة من البروتين في البول.
تشخيص النوبة القلبية
يعتمد تشخيص الإصابة بالنوبة القلبية على الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص، بالإضافة إلى نتائج مجموعة من الفحوصات، وفي ما يأتي توضيح لأبرز هذه الفحوصات:
- تحاليل الدم: تهدف هذه التحاليل إلى الكشف عن مستوى الإنزيمات والبروتينات التي تطلقها عضلة القلب عند تعرضها لأي خطر أو ضرر.
- تخطيط صدى القلب: هو اختبار تصويري يُجرى خلال النوبة القلبية وبعدها.
- قسطرة القلب: تُجرى قسطرة القلب خلال الساعات الأولى من حدوث النوبة القلبية في حال لم تنفع الأدوية في علاج الأعراض والسيطرة على التروية الدموية.
- تخطيط كهربائية القلب: يُستخدم لتحديد مقدار تلف عضلة القلب ومكانه، بالإضافة إلى رصد معدل ضربات القلب وإيقاعها.
مضاعفات الجلطة القلبية
ترتبط المضاعفات بالأضرار التي لحقت بالقلب عند الإصابة بالجلطة القلبية، ومن أهمّ هذه المضاعفات ما يأتي:
- اضطراب نبضات القلب: تُصبح نبضات القلب في هذه الحالة غير طبيعية، وقد تكون خطيرةً أو قاتلةً في بعض الحالات.
- الفشل القلبي: قد يكون فشل القلب مؤقتًا، أو يُمكن أن يكون حالةً مزمنةً ناتجةً عن ضرر كبير ودائم للقلب، وتنتج هذه الحالة عن تلف الكثير من أنسجة القلب عند الإصابة بالجلطة القلبية، إذ لا يتمكن من ضخ كميات كافية من الدم خارجه.
- توقف القلب المفاجئ: قد يتوقف القلب فجأةً بسبب اضطراب الإشارات الكهربائية الناتجة عن عدم انتظام نبضاته، مع التنويه إلى أن توقف القلب المفاجئ يُمكن أن يكون قاتلًا في حال عدم تلقي العلاج الفوري.
