الكركديه
يجري تحضير شراب الكركديه من الأجزاء المجففة من نبات الكركديه أو الخطمي، الذي يرجع أصله إلى شمال أفريقيا وجنوب القارة الآسيوية، ويشتهر الكركديه بلونه الأحمر الغامق وبطعمه الحلو الشبيه بطعم الكرز، وبالإمكان شربه ساخنًا أو باردًا، ولقد دأب سكان الدول الأفريقية على تناول الكركديه بهدف تقليل حرارة الجسم، وعلاج أمراض القلب، والتهابات الحلق، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى تقليل مستوى الكوليسترول في الدم، ويتميز الكركديه باحتوائه على كمية شبه معدومة من السعرات الحرارية والكافيين، لكن الناس عادةً ما يضيفون إليه بعض السكر لإكسابه طعمًا أكثر حلاوة، ولقد أرجع الخبراء مقدرة الكركديه على حفظ صحة القلب إلى احتوائه على مادة كيميائية تُدعى بالأنثوسيانين، التي تُعد مسؤولة عن إكساب التوت لونه المميز، لكن على أي حال يبقى من الضروري تجنب تناول الكركديه بكميات كبيرة بسبب إمكانية أن يتسبب ذلك بحدوث ضررٍ في الكبد.
الضغط العالي والكركديه
يشتهر الكركديه بمقدرة استثنائية على علاج مشكلة ارتفاع ضغط الدم، التي تؤدي إلى وضع مزيدٍ من الجهد على القلب وتؤدي إلى ضعفه في النهاية، ولقد بحثت الكثير من الدراسات في موضوع خفض الكركديه لضغط الدم، واستنتج بعضها أن للكركديه مقدرة فعلية على خفض كل من ضغط الدم الانبساطي وضغط الدم الانقباضي؛ فمثلًا توصلت نتائج أحد الدراسات التي أجريت على 65 مصابًا بارتفاع ضغط الدم إلى أن إعطاء الكركديه لستة أسابيع قد أدى إلى انخفاض كبير في مستوى ضغط الدم الانقباضي لدى هذه العينة من الأشخاص، كما أشارت أحد المراجعات العلمية عام 2015 إلى وجود مقدرة لمشروب الكركديه على خفض ضغط الدم الانقباضي بمعدل 3.53 ميليمتر زئبقي، وضغط الدم الانبساطي بمعدل 7.58 ميليمتر زئبقي، لكن يبقى من المهم الإشارة هنا إلى ضرورة عدم إعطاء الكركديه للمصابين بارتفاع ضغط الدم الذين يأخذون أصلًا دواء الهيدروكلوروثيازيد المدر للبول؛ وذلك بسبب تداخل الكركديه مع مفعول هذا الدواء بالذات. وفي الحقيقة أشارت بعض الدراسات القديمة إلى كون مفعول الكركديه يتفوق على مفعول دواء الهيدروكلوروثيازيد فيما يتعلق بالمقدرة على خفض ضغط الدم، وقد يتساوى مفعول الكركديه مع مفعول دواء آخر خاص بعلاج ضغط الدم هو دواء الكابتوبريل، وعلى أي حال ارتأت نتائج بعض الدراسات القديمة إلى إمكانية أن يؤدي تناول مشروب الكركديه ل2-6 أسابيع متتالية إلى خفض ضغط الدم قليلًا عند الأفراد الذين لا يُعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الذين يُعانون من ارتفاع قليل في ضغط الدم.
فوائد أخرى للكركديه
يحمل الكركديه فوائد أخرى كثيرة بجانب مقدرته على خفض ضغط الدم، منها الآتي:
- الكثير من مضادات الأكسدة: يحتوي الكركديه على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة القادرة على محاربة جزئيات الجذور الحرة التي تُسبب كثيرًا من الضرر لخلايا الجسم.
- خفض مستويات الدهون والكوليسترول: يعمل الكركديه ليس فقط على خفض ضغط الدم، وإنما على خفض مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم أيضًا، وهذا يجعله مفيدًا لصحة القلب.
- الحفاظ على صحة الكبد: أظهرت أحد الدراسات التي أجريت على البشر أن لمستخلصات الكركديه مقدرة على تعزيز صحة الكبد عبر تقليل مستوى الدهون والشحوم المتراكمة داخله، كما أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات بأن لمستخلصات الكركديه مقدرة على زيادة تركيز إنزيمات الكبد المسؤولة عن إزالة السموم بمقدار 65% تقريبًا.
- خسارة المزيد من الوزن: ينظر الكثير من الباحثين إلى مشروب الكركديه بصفته أحد المشروبات العشبية التي تُساعد على خسارة المزيد من الوزن وتقي من السمنة، لكنهم وبنفس الوقت يؤكدون على الحاجة لإجراء مزيدٍ من الدراسات على البشر وليس على الحيوانات لتأكيد هذا الأمر.
- الحماية من السرطان: يتميز الكركديه باحتوائه على كميات كبيرة من مركبات البوليفينولات، التي تمتلك خصائص مقاومة للسرطانات، ولقد أكدت الكثير من الدراسات المخبرية على فاعلية مستخلصات الكركديه في مقاومة السرطان.
