الصحة النفسية

الفرق بين التكميم والتحوير

الفرق بين التكميم والتحوير

 

البدانة

تُعدّ البدانةُ مرضًا يُعاني منه الكثير من الأشخاص حول العالم، وتُعرض هذه الحالة المصابين بها للعديد من الأمراض المُزمنة والخطيرة، مثل؛ السُكري من النوع الثاني، والسرطان، وأمراض القلب والشرايين، وتُعرّف السمنة بأنها زيادة كتلة الجسم للإنسان عن 30 أو أكثر، وتُحسب كتلة الجسم عن طريق عملية حسابية تشمل وزن الجسم للشخص وطوله، كما يُؤثر عمره وجنسه وكتلة العضلات لديه باحتساب الدهون الموجودة في الجسم، ومن أسباب السُمنة عدم مُمارسة الرياضة بانتظام، وتناول الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية، بالإضافة إلى إنّ العوامل الوراثية والبيئة المُحيطة والنفسية تلعب دورًا مُهمًا فيها عند عدد من الأشخاص، وتُشكّل السمنة ضغطًا على العظام والأعضاء الداخلية للجسم، وتزيد من نسبة إصابة الشخص بالالتهابات الخطيرة.

تُعالج السُمنة بعدة طرق، منها؛ التواصل مع طبيب الأُسرة، واتباع الإرشادات التي يُقدمها لخسارة الوزن، أو قد يوجهك طبيبك لآخر مُختص بتلك الحالات لمساعدتك في خسارة الوزن، وقد يعمل الطبيب معك ومع عدة جهات مُختصة كخبير تغذية وأخصائي علاج، ومُختصين في تقديم العلاج للمساعدة على حل المشكلة، ويتضمّن العلاج تغييرًا في نمط الحياة العام للشخص الذي يُعاني من السُمنة، وفي بعض الأحيان قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية بإجراء عملية جراحية للتخلص من الوزن، مع الالتزام التام بتغيير نمط الحياة بعد العملية، ومن هذه العمليات المشهورة؛ عملية تكميم المعدة وعملية تحويرها، وبعض العمليات الأُخرى.

الفرق بين عملية التكميم والتحوير

توجد العديد من الأمور التي يجب عليك معرفتها قبل الاختيار ما بين عملية تكميم المعدة والتحوير أو تغيير المسار، عدا أنّه توجد الكثير من العمليات الأُخرى التي من شأنها تقليل الوزن، إلا أن هاتين العمليتين هما الأكثر شيوعًا لفقدان الوزن والشهية على المدى الطويل، وفيما يأتي توضيح الفرق بينهما:

  • مقدار الوزن المفقود: يفقد المريض بعد سنتين من إجراء عملية تكميم المعدة ما بين 50 ــ 70% من الوزن الزائد، أما في عملية التحوير فيفقد المريض ما بين 60 ــ 80% من إجمال الوزن الزائد خلال سنة واحدة فقط، لكن خسارة الوزن في الجهتين تعتمد على مدى التزام المريض بالحمية الغذائية، وممارسة الرياضة بانتظام واتباع نمط الحياة الصحي، فإذا لم يتبّع المريض الإرشادات الصحية وعاد لنمط الحياة القديم فمن المرجّح استعادة الوزن السابق بسهولة.
  • متوسط الكتلة: يُفضل للأشخاص الذين تبلغ لديهم كتلة الجسم ما تزيد عن 45 والذين يُعانون من السمنة المُفرطة باختيار عملية التكميم عن التحوير، إذ إنهم يُعانون في الغالب من اضرابات الطعام (اضطراب الأكل)، وتساعد هذه العملية في تحسين مستويات تناول الطعام، وفي الحقيقة بدأ العمل على عملية تكميم المعدة كجزء من عمليات من شأنها خسارة الوزن، فكان المريض يجريها، ثم بعد خسارته بعض الوزن تُجرى له عملية ثانية لتحويل الأمعاء، إلا أن الكثير من المرضى خسروا الكثير من الوزن من عملية التكميم ولم يحتاجوا لإجراء عملية أُخرى.
  • وقت العملية: تستغرق عملية تكميم المعدة 110 دقيقةً تقريبًا، في حين تستغرق حملية تحوير المعدة ما يزيد عن ساعتين و44 دقيقة.
  • سرعة خسارة الوزن: يفقد المرضى وزن أكبر عند إجرائهم عملية تحوير المعدة خلال السنة الأولى، لكن مرضى عملية تكميم المعدة تستمر خسارتهم للوزن خلال سنتين تقريبًا ليصلوا للوزن المثالي الذي يرغبون به، ومن إيجابيات فقدان الوزن بسرعة أنّ المريض يُصبح قادرًا على ممارسة التمارين أسرع وأسهل من العمليات الثانية، ويتمكن من الوصول إلى الوزن الصحي أسرع، إلا أن فقدان الوزن السريع يؤدي إلى ترهل الجلد، وهذا ما لا يحدث خلال عملية تكميم المعدة، فهي تُقلل من الجلد الزائد، وعلامات تشقق الجلد، فمنهم من يُفضل خسارة الوزن ببطء، ومنهم من يرغب بفقدان الوزن بأسرع وقت ممكن.
  • فوائد العملية : يُفضل الكثير عملية تحوير المعدة عن التكميم وِفقًا للحقائق الآتية:
    • ظهرت عملية تحوير المعدة قبل عملية التكميم، لذا دُرست مضاعفاتها ونتائجها أكثر من الأُخرى.
    • يمتص الجسم بعد إجراء عملية تحوير المعدة للأمعاء السعرات الحرارية امتصاصًا أقل؛ بسبب قِصر الأمعاء، مما يُقلل من استهلاكها وفقدان الوزن أكثر.
    • تُعد عملية تحوير المعدة أكثر تعقيدًا من التكميم، لكنها تؤدي إلى نتائج أفضل في فقدان الوزن، ويعود ذلك لمتلازمة إفراغ المعدة السريع.
    • يُفضل الأطباء عملية تحوير المعدة للمرضى الذين يُعانون من الارتداد المريئي، إذ إن الخطر في هذه العملية أقل.

ويُفضل إجراء تكميم المعدة على التحوير لأن الإيجابيات تتمثل بالتقليل من الشعور بالجوع، ويستهلك المريض كميات أقل من الفيتامينات المُدعمة بعد إجراء العملية، ويحتاج المريض بعد إجرائها بالتذكير لتناول الطعام في الأشهر الستة الأولى؛ بسبب إزالة الغدة التي تنتج هرمون الجوع مع الجزء الأيسر من المعدة.

وتحدث هذه الظاهرة في عملية تحوير المعدة عند تناول الشخص بعد العملية وجبات مليئة بالسكر أو الكربوهيدرات، إذ تدفع المعدة الطعام بالكامل للأمعاء ويُفرز الإنسولين في الجسم، مما يؤدي إلى عدد من النتائج؛ كالإسهال الشديد، والتشنجات في المعدة، والانتفاخ، والدوار، وزيادة ضربات القلب، والتعرق، والقيء، عندها يشعر الشخص بالمرض الشديد، ويُعاني منها 80% من المرضى، وتختلف هذه المتلازمة من شخص لآخر، إذ قد تصيب البعض بعد 15 لـ 30 دقيقةً من تناول الوجبة، والبعض تُصيبه بعد ساعة لثلاث ساعات من الانتهاء الكامل من الوجبة، وقد يعتقد البعض بأنّ هذه المتلازمة خطيرة، إلا أنها في الحقيقة مُفيدة؛ إذ يتفاعل الجسم مع السكريات والكربوهيدرات تفاعلًا مُختلفًا، فلا يرغب الشخص في تناول السكريات والكربوهيدرات مرة أخرى.

تكميم المعدة

تُستخدم عملية تكميم المعدة لعلاج البدانة، وهو الإجراء الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي في العالم لعلاج السُمنة المُفرطة، وتؤدي العملية تغيرات كبيرة في حياة الأشخاص، فهي تُحسّن من حياتهم ونوعيتها، كما تُحسن صحة الأشخاص بتخليصهم من بعض الأمراض المُزمنة كالسكري من النوع الثاني، وتُقلل من ارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل، وبعض الأمراض الاُخرى، كما تُقلل من شهية الشخص للطعام وشعوره بالجوع، وتُجرى العملية بالكامل عن طريق المنظار بإدخاله إلى المعدة، ثمّ تدبيسها بعد وضع الأنبوب بهدف تقسيم المعدة لجزأين، ثُمّ تُزال بقية المعدة لتُصبح صغيرةً جدًا بحجم حبة الموز، ويشعر الشخص بعد إجراء العملية بالشبع أسرع من ذي قبل، كما تنخفض هرمونات الجوع لدى الشخص، وتزيد حركة المعدة، مما يسمح للطعام بالتحرك نحو الأمعاء أسرع.

يخرج المريض من المستشفى بعد يوم أو يومين من إجراء العملية، وينصحه الأطباء بالمشي بعد العملية بثلاث أو أربع ساعات، ولم يشعر بعدها الكثير ممن أجروا العملية بالألم، ولا يستخدمون أدوية تخفف الألم بكثرة، ويعود المرضى لممارسة حياتهم الطبيعية بعد أسبوعين أو أربعة أسابيع على أبعد تقدير، ويمكن أن يُصيبهم التعب والضعف العام بالجسم؛ بسبب الكمية القليلة للسعرات الحرارية التي يوفرها نظام السوائل الذي يتبعه بعد العملية، ومع ذلك لا يشعرون بالجوع أبدًا، وتتحسّن صحة المرضى، كما يشعرون بالمزيد من الطاقة بعد إدخال بعض الأطعمة البسيطة اللينة لنظامهم الغذائي، ويستطيع الأشخاص العودة لحياتهم الطبيعية، ومُمارسة الرياضة بعد أربعة أسابيع تقريبًا من تاريخ إجراء العملية.

مضاعفات عملية تكميم المعدة

توجد عدة مضاعفات لعميلة تكميم المعدة التي قد تحدث خلال إجراء العملية وبعدها، فيما يأتي ذكرها:

  • النزيف الحاد.
  • العدوى.
  • بعض ردود الفعل السلبية اتجاه التخدير.
  • تجلطات في الدم.
  • مشاكل في الرئة والتنفس.
  • انسداد في الجهاز الهضمي.
  • الفتاق.
  • الارتجاع المعدي.
  • انخفاض مستويات السكر في الدم.
  • سوء التّغذية.
  • الاستفراغ أو القيء المتكرر.
  • آلام مُختلفة في الجسم.
  • الشعور بالتعب العام.
  • زيادة إحساس الجسم بالبرودة.
  • جفاف الجلد.
  • ضعف الشعر وترققه وتساقطه.
  • تغير سريع في المزاج.

عملية تحوير المعدة

تُساعد عملية تحوير المعدة في إنقاص الوزن عن طريق تغيير تعامل المعدة والأمعاء مع الطعام الذي يتناوله الشخص، إذ تصغر المعدة بعد الجراحة، مما يؤدي إلى تناول كميات أقل من الطعام المتناول في الغالب، إذ لا يسير الطعام بالمسار الطبيعي نفسه، لذا لا يحصل الجسم على جميع السعرات الحرارية التي كان يحصل عليها من قبل.

وتتطلب العملية تخديرًا كاملًا في المستشفى من قِبل أطباء مختصين، وتُجرى العملية بخطوتين، وهما؛ الخطوة الأولى تُقسّم المعدة إلى جزأين؛ جزء علوي صغير وجزء سُفلي كبير، ويبلغ حجم القسم العلوي من المعدة حجم حبة الجوز، وهي الجزء الذي يستقبل الطعام المتناول، لذا تقل كميات الأكل، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، وتكون بفتح بطن المريض، أما الخطوة التالية فتكون بربط الجزء العلوي من المعدة بالأمعاء الدقيقة، فتقل السعرات الحرارية التي يمتصها الجسم، فيفقد الجسم الوزن أسرع، وتكون عن طريق الجراحة بالمنظار بإدخال كاميرا صغيرة جدًا من عدة ثقوب تتراوح بين أربعة إلى ستة ثقوب في المعدة، ويستطيع الطبيب رؤية العملية بالكامل من خارج بطن المريض من خلالها، وتُجري العملية من خلال أدوات يُدخلها الطبيب من الثقوب، وتوجد عدة محاسن لعملية تحوير المعدة، منها؛ الشفاء أسرع من آثار العملية، والمدة التي يستغرقها المريض للإقامة في المستشفى قليلة، كما أن الألم الذي يمكن الشعور به خفيف، والآثار الناتجة عن الندبات العميلية قليلة، كما تقل نسبة التعرض للفتاق أو العدوى.

السابق
اضرار السمنة عند الاطفالاضرار السمنة عند الاطفال
التالي
كم عدد مرات التبول الطبيعي للشخص البالغ يوميا

اترك تعليقاً