الصحة النفسية

الهرمون الذكري وتساقط الشعر

الهرمون الذكري وتساقط الشعر

 

الهرمون الذكوري

يعدّ الهرمون الذكوري، المعروف طبيًا بهرمون التستوستيرون الهرمون المسؤول بشكل أساسي عن كل ما يخص الصفات الذكورية عند الرجال، كما أن له تأثيرًا على نمو شعر الوجه والعانة عند الرجال، وعادةً ما يبدأ إنتاج هذا الهرمون عند الذكر وهو في رحم أمه من الخصيتين، إذ ينتج بكميات قليلة حتى مرحلة البلوغ، بعدها يبدأ هرمون التستوستيرون بالظهور بشكل كبير ومتسارع، مما يؤدي إلى نشوء الرغبة الجنسية، ويستمر الأمر كذلك حتى سن الثلاثينيات ثم يبدأ بالانخفاض شيئًا فشيئًا مع التقدم بالعمر.

الهرمون الذكوري وتساقط الشعر

يتحول هرمون الذكورة عند الرجل إلى نوع آخر من الهرمونات الأندروجينية يُدعى بالديهدروتستوستيرون، الذي يؤدي إلى زيادة في نمو شعر الجسم والصدر مقابل تساقط شعر الرأس، كما يؤدي هذا الهرمون إلى تضخّم البروستاتا أيضًا، لكن انخفاض مستويات هرمون الذكورة عند الرجل يؤدي إلى مشكلات مرضية عديدة تتعلق بالزواج والإنجاب، ويمكن ملاحظة هذا الانخفاض من قلة كثافة الشعر عند الرجل، وعليه فإنه يتوجب على الرجل مراجعة الطبيب فورًا لتلقي العلاج المناسب الذي يحدده الطبيب والذي غالبًا ما يكون عن طريق حقن أو كريمات صناعية تحتوي هرمون التستوستيرون لموازنة معدله في الجسم، وعلى الرغم من أن الكثير من الدراسات قد أشارت إلى أن زيادة هرمون التستوستيرون ستؤدي لا محالة إلى زيادة في تركيز الديهدروتستوستيرون الذي يؤدي بدروه إلى حصول تساقط للشعر، إلا أن إحدى الدراسات التي أجريت عام 2017 على عينة من الرجال في الشمال الشرقي من ألمانيا قد خلصت إلى عدم وجود ما يُثبت قطعًا أن زيادة تركيز هذه الهرمونات ستؤدي لا محالة إلى حدوث تساقط للشعر عند الرجال، لكنها أشارت إلى إمكانية أن تكون الإصابة بتساقط الشعر ناجمة عن زيادة حساسية بصيلات الشعر نحو هذه الهرمونات وليس عن زيادة مستويات تركيزها في الجسم.

أهمية هرمون التستوستيرون

لهرمون التستوستيرون أهمية كبيرة في الجسم، ويُمكن شرحها على النحو الآتي:

  • هو الهرمون المسؤول عن إبراز الصفات الذكورية للرجل.
  • يساعد على الحماية من الأمراض القلبية.
  • يساعد على الحماية من التوتر والاكتئاب، إذ إن الكثير من الذكور الذين يعانون من نقص هرمون التستوستيرون متقلبو المزاج وقد يُعانون من الاكتئاب أيضًا.
  • يساهم في بناء العضلات بشكل كبير جدًا وتقويتها.
  • يقوي الرغبة الجنسية والقدرة الجنسية؛ فالكثير من الذين يعانون من البرود الجنسي لديهم نقص في معدلات هرمون التستوستيرون.
  • يؤدي نقصه إلى الإحساس بالتعب والإعياء الشديدين، وقد أثبتت الدراسات أن الرجال الذين يعانون من نقص هرمون التستوستيرون يتعرضون للتعب وانخفاض الطاقة الجسدية.
  • يؤدي انخفاض معدل التستوستيرون إلى عدم التركيز الدائم.
  • يؤدي نقصه إلى الأرق وعدم القدرة على النوم، أو الإصابة بما يُعرف بضيق النفس النومي.
  • يُساهم في تقوية العظام، ذلك أن انخفاض معدل هرمون التستوستيرون عند الرجل يؤدي إلى زيادة سرعة هدم العظام في الجسم.

علاج نقص التستوستيرون

يعالج نقص هرمون التستوستيرون عند الرجل من خلال ما يأتي:

  • النوم الجيد؛ إذ لطالما عُدّ النوم الجيد والمريح من أفضل الطرق لعلاج مشكلات عديدة، إذ إنه يساعد على الاسترخاء والحد من التوتر.
  • التخلص من الوزن الزائد؛ إذ إن السمنة من أخطر الأمراض التي يعاني منها الكثيرون في عصرنا الحالي، فالسمنة واحدة من أسباب مرض السكري والذي يرتبط بدوره ارتباطًا شديدًا بنقص هرمون التستوستيرون، ويؤثر أيضًا على الغدد التناسلية عند الرجل، لذا فإن الوزن الخفيف والقوام الرشيق يعد واحدًا من أهم أسباب علاج الكثير من الأمراض، ومنها نقص هرمون التستوستيرون.
  • الحفاظ على مستويات الزنك والمغنيسيوم وفيتامين د في الجسم، إذ تُعد هذه العناصر الغذائية مهمة لتوازن نسبة هرمون التستوستيرون في الجسم عند الرجل.
  • أخذ جرعات من هرمون التستوستيرون الصناعي لتعويض النقص، ولا بد من استشارة الطبيب في هذه الحالة.
  • ممارسة الأنشطة البدنية؛ فمن المعروف أن مستويات هرمون التستوستيرون تزداد عند الأفراد الذين يُداومون على ممارسة الأنشطة البدنية، لكن وفي الوقت نفسه، يجب عدم الإفراط في ممارسة هذه الأنشطة؛ لأن ذلك يؤدي إلى حدوث نقص في مستويات هذا الهرمون.
  • إيجاد حلول عملية للتغلب على المشاعر السيئة الناجمة عن التعرض للمواقف المثيرة للتوتر الذي يدفع الجسم إلى إفراز كميات أكبر من هرمون الكورتيزول، الذي له انعكاسات سلبية على مستويات هرمون التستوستيرون.
  • مراجعة الطبيب للاستفسار عن ماهية الأدوية التي قد تكون سببًا في حصول انخفاض في مستوى هرمون التستوستيرون؛ وذلك من أجل استبدالها بأنواع أخرى من الأدوية، وتشتهر أدوية الستاتين التي يصفها الأطباء لخفض الكوليسترول بكونها من بين أبرز أنواع الأدوية التي لها مفعول سلبي على هرمون التستوستيرون.
  • تجنب الكحوليات والعقاقير غير القانونية؛ لأن لها آثارًا مأساوية على الغدد والهرمونات الخاصة بالجهاز التناسلي الذكري، كما تمتلك الكحوليات آثارًا سيئة على عموم أجهزة الجسم وخلاياه.

ولعلاج مشكلة نقص هرمون التستوستيرون يجب زيارة الطبيب فورًا، لمجرد ظهور أي عرض من الأعراض التي ذكرت سابقًا، وسيحدد الطبيب المختص الطريقة المثلى لعلاج المشكلة مهما كانت، وعادةً ما يلجأ الطبيب إلى إجراء فحوصات بدنية من أجل الكشف عن أعراض الإصابة بنقص هرمون التستوستيرون، وقد يقترح الطبيب إجراء فحص للكشف عن كثافة العظام من أجل تأكيد الإصابة بنقص هرمون التستوستيرون.

مستوى الهرمون الذكري الطبيعي

يتراوح مقدار تركيز الهرمون الذكري الطبيعي عند الرجال بين 270-1070 نانوغرامًا / ديسيلترًا، وبمعدل قد يصل عادةً إلى حوالي 679 نانوغرامًا / ديسيلترًا، ومن المعروف أن المستوى الأعلى لهرمون التستوستيرون يحدث عند وصول الذكر إلى سن 20 سنة، ثم يبدأ بالانحدار تدريجيًا بعد ذلك، وعلى أي حال يتراوح مستوى هرمون التستوستيرون المثالي عند الرجال الأصحاء بين 400-600 نانوغرام / ديسيلتر، لكن بعض الرجال قد يمتلكون مستويات عالية بعض الشيء الهرمون الذكوري، وهذا قد يجلب إليهم بعض الفوائد؛ كتحسين مستوى ضغط الدم لديهم وخفض خطر إصابتهم بالسمنة، لكن في الوقت نفسه قد يُعاني هؤلاء الرجال من بعض المشكلات أيضًا؛ فمن المعروف – مثلًا- أن زيادة مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجال تجعلهم أكثر ميلًا لاستهلاك المشروبات الكحولية، والتدخين، بالإضافة إلى الانخراط في ممارسة الأنشطة الخطرة، والعدوانية، وربما الإجرامية أيضًا، أما بالنسبة إلى موضوع استخدام المنشطات الرياضية التي تحتوي على نسب عالية من هرمون التستوستيرون بهدف تحسين الأداء الرياضي وبناء الأجسام، فإن لهذا الأمر مضاعفات سيئة للغاية على الجسم؛ إذ يُمكن لهؤلاء الأفراد أن يُصابوا بارتفاع في ضغط الدم، أو أمراض الكبد، أو الالتهابات الجلدية، أو العقم أيضًا.

السابق
ما اسم صغار النحل
التالي
سبب وفاة الطيار اشرف أبو اليسر

اترك تعليقاً